عهد قديم

الإصحاح الثاني عشر



الإصحاح الثاني عشر]]>الإصحاح الثاني عشر

 

 الفصح- خروف الفصح

الفصحبالعبرية بيسح وهذا أصل كلمة بسخة القبطية. والكلمة تعني العبور. ففي هذا اليومعبر الشعب من العبودية إلى الحرية. وفي الفصح المسيحي عبر بنا ابن الله إلى أبيه.هو يوم تاريخي لشعب إسرائيل فيه تحرروا وإنطلقوا لأرض الموعد وكان عليهم أن يعيدوافي هذا اليوم ليذكروا ما صنع الله لهم فلا يكون خروجهم قصة حدثت في الماضي بلعملاً حاضراً ودائماً لله في حياة شعبه. ولذلك نعيد في البصخة ثم عيد القيامة كلعام بل وفي كل قداس إلهي لنختبر قوة القيامة في حياتنا دائماً.

ولقدنقلت بعض قبائل البدو هذا التقليد بتلطيخ خيامهم بدم ذبائحهم ويعتقدون أن هذا يطردالأرواح الشريرة عنهم. وقد يكون النقل عن طقس الفصح أو عن طريق التقليد من آدم.

ولنلاحظأن تجسد المسيح وحده كان لا يمكن أن يكون سبباً في وحدتنا معه فكيف يتحد البار معالخطاة. فكان يجب أن يموت جسد المسيح الحامل للخطية لتبطل الخطية وتتلاشى قوةالعدو وبعد هذا يمكن أن نتحد معه، لذلك قال المسيح وفي اليوم الثالث أكمل، وهويكمل كرئيس للخلاص ليأتي بثمر كثير وبعد قيامته انتشل معه الكثيرين للمجد.

ولقدارتبط طقس الفصح بطقس الفطير، أي يأكل الشعب أسبوع كامل فطير ولا يأكلوا خميراً(أي خبز مختمر) رمزاً للمؤمن الذي عليه أن يبقى كل حياته (أسبوع حياته) مجاهداً أنيبقى بلا خطية بعد أن فداه المسيح بدمه، عابراً من الأعمال الشريرة إلى حياةالفضيلة (1كو7:5،8).

التشابهبين ذبيحة الصليب وخروف الفصح

 

1.       صار شهر الفصح هوأول شهور السنة

 

(آية2):”هذا الشهر يكون لكم رأس الشهور هو لكم أول شهور السنة.”

كاناليهود يحيون والزمن يمر عليهم وأتى الله وقال لنبدأ كل شئ جديداً. وكأن الماضيإندثر. فكان شهر الخروج هو شهر أبيب (يناظر شهري مارس وإبريل) وكان في الترتيباليهودي أو التقويم اليهودي شهر أبيب هو الشهر السابع فجعله الله الشهر الأول.لذلك صار لليهود تقويمان، التقويم الديني فيه شهر أبيب هو الشهر الأول والتقويمالعادي فيه شهر أبيب هو الشهر السابع من شهور السنة.

وكماكان لليهود بالفصح بدءاً جديداً، سنة جديدة هكذا نحن بالفداء لنا بداية جديدة وفيكل قداس نحيا في حالة تجديد قلبي مستمر في المسيح يسوع الذبيح. وكلمة أبيب تعنيسنبلة والمسيح هو حبة الحنطة التي سقطت في الأرض لتأتي بحصاد كثير. المسيح فصحناهو رأس الخليقة وبكرها، هو صار بدء إنطلاق حياة جديدة لنا (رو2:6-4)

 

2.       ذبيحةالفصح هو ذبيحة شركة كل جماعة إسرائيل

 

(أية3): “كلما كل جماعة إسرائيل قائلين في العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم كلواحد شاة بحسب بيوت الآباء شاة للبيت.”

وذبيحةالإفخارستيا هي ذبيحة الكنيسة كلها المتحدة بعريسها. وفيما بعد إشترط ألا يقدمالفصح خارج أورشليم. وهنا لأول مرة تذكر اسم جماعة إسرائيل فهم صاروا جماعة علىأساس ذبيحة الفصح المشتركة الواحدة. والإفخارستيا هي شركة ولاحظ في آية (4). أنهيشترك في الذبيحة الواحدة العائلة وجيرانها وأقربائها. الكل يأكل منه والأكل هوعلامة الشخصية والاشتراك الشخصي في ممارسة الطقس. إذاً فالفصح يعبر عن الشركة فيالذبيحة ويعبر أيضاً عن العلاقة الشخصية مع الله لكل فرد.

 

3.       ذبيحة الفصح شاة

 

آية(3،5): “كلما كل جماعة إسرائيل قائلين في العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم كلواحد شاة بحسب بيوت الآباء شاة للبيت. تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة تأخذونه منالخرفان أو من المواعز.”

والمسيحهو حمل الله وذبح كشاة، هو حمل صامت أخذ من القطيع وأقتيد للذبح وتكون شاة صحيحة(أش7:53 + أر19:11 + يو29:1 + رؤ6:5) وكونه صحيحاً إشارة للمسيح أنه بلا عيب(عب14:9) وبلا خطية “من منكم يبكتني على خطية” ويكون ذكراً. هذا إشارة لأنهعريس الكنيسة (يو29:3 + 2كو2:11) ويكون ابن سنة. أي ليس فيه ضعف الشيخوخة ولايصيبه القدم، يبقى جديداً في حياتنا على الدوام، مع أنه هو القديم الأيام الأزلى.وهو ليس طفلاً، فهو لم يمت مع أطفال بيت لحم. هو في منتصف العمر. تأخذونه منالخرفان إشارة للمسيح الذي هو ابن الإنسان الذي شابهنا في كل شئ ما خلا الخطيئةوحدها.

 

4.       دعوة الجارللقريب

 

(آية4):”وأن كان البيت صغيراً عن أن يكون كفواً لشاة يأخذ هو وجاره القريب من بيتهبحسب عدد النفوس كل واحد على حسب أكله تحسبون للشاة.”

إشارةلدعوة الأمم للإيمان. فالكل مدعو لهذه الذبيحة.

 

5.       الحفظ في اليومالعاشر وتقديمه في اليوم الرابع عشر

 

(آية3،6): “كلما كل جماعة إسرائيل قائلين في العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم كلواحد شاة بحسب بيوت الآباء شاة للبيت. ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشرمن هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل في العشية.”

كانهذا إشارة لدخول المسيح لأورشليم يوم الأحد وتسليمه يوم الخميس بيد يهوذا

العاشر

الحادي عشر

الثاني عشر

الثالث عشر

الرابع عشر

الأحد

الاثنين

الثلاثاء

الأربعاء

الخميس

 

وكانتالمدة من العاشر حتى الرابع عشر هي فرصة ليتأكدوا من أن الشاة خالية من العيوبوالأمراض ولتكون موضع تأملهم واستعدادهم روحياً ليوم الفصح.

[1]اليوم العاشر يشير لأن المسيح قدم نفسه عنا إذ كسرنا الوصية (الوصايا عشرة)

[2] في اليوم الرابع عشريكون القمر بدراً. وإذا كان المسيح فصحنا هو شمس البر فالكنيسة هي القمر وقد أكتملنورها خلال المسيح فصحها.

ويرىبعض المؤرخين مثل يوسيفوس ويوسابيوس وبعض الآباء مثل القديس فم الذهب أن يومالجمعة كان موافقاً الخامس عشر من الشهر وأن المسيح أكل الفصح في مساء الخميس فيموعده الناموسي. أما كهنة اليهود ورؤسائهم فقد أجلوا الفصح عمداً وبدون وجه حق إلىيوم السبت ليتمكنوا من صلب المسيح قبل العيد، ومن ثم فقد قرروا أن يؤكل الفصح فيمساء الجمعة أي بعد أن فرغوا من صلب المسيح.

 

6.       يذبحهكل جمهور جماعة إسرائيل

 

(آية6):”ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهورجماعة إسرائيل في العشية.”

وهذاما تحقق مع المسيح (أع27:4) كهنة ورؤساء كهنة وشعب، يهودا ً وأمماً.

 

7.       ذبحهفي العشية

 

(آية6):”ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهورجماعة إسرائيل في العشية.”

هذاإشارة إلى تقديم المسيح نفسه فصحاً عن العالم في ملء الأزمنة. وكان الخروف يذبح فيالمساء والمسيح أسلم روحه حوالي الساعة التاسعة (الساعة 3 ظهراً بتوقيت الآن) وبقىجسده على الصليب حتى الحادية عشرة (الساعة 5 بتوقيت الآن)

 

8.       رش الدم علىالعتبة العليا والقائمتين

 

(آية7): “ويأخذون منالدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي يأكلونه فيها.”

لايرش الدم على العتبة السفلي حتى لا يداس بالأقدام (عب29:10). ورش الدم على العتبةوالقائمتين معناه أن الدم يحيط بكل ناحية “فأرى الدم وأعبر عنكم” (13)فبدون دم لا تحصل مغفرة (عب22:9) وإحاطة الدم بكل من في البيت تعطي فكرة عنالكفارة، فدم المسيح يغطينا أي يكفَّر عنا فنخلص ولا نهلك.

وبلاشك رأى كثير من المصريين هذا الطقس واستهزأوا به، وأيضاً فالعبراني الذي رفض رشالدم، هؤلاء بالتأكيد هلكوا. فلا خلاص سوى بهذا الدم والإيمان بعمله الكفاري.

 

9.       يأكلونهمشوياً بالنار مع فطير على أعشاب مرة

 

(آية8):”ويأكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير على أعشاب مرةيأكلونه.”

الأكليشير للإتحاد بالمسيح. والشي بالنار يشير لأن المسيح كان قد إجتاز من أجلنا نارالعدل الإلهي “صار قلبي كالشمع، ذاب في وسط أحشائي” (مز14:22) والأعشابالمرة تشير لمرارة الخطية التي حملها عنا المسيح. والفطير يشير إلى أن كل مؤمنبالمسيح عليه أن يعيش حياة مقدسة بسيطة كل أيام حياته (كل سبعة أيام حياته).ولنلاحظ أن الخمير يشير للشر والخبث (1كو7:5،8) وإلى الرياء.

وقداستخدم السيد المسيح في سر الإفخارستيا خبزاً مختمراً، لأنه حمل في جسده خطاياناوكما دخل الخبز للنار في الفرن فماتت الخميرة هكذا بصليب المسيح ماتت الخطية.

ونلاحظأن المرارة في الأعشاب تشير لمرارة عبودية الشعب في مصر وتشير لمرارة الخطية فيحياتنا وقد تحررنا منها بالمسيح فصحنا[1].وتشير لأن كل خاطئ عليه أن يتقدم لله في مرارة قلب وإنسحاق روح من أجل خطايانا.وإذ يتمرر فمنا بسبب الخطية يمتلئ قلبنا من حلاوة جسد الرب ودمه. فلا تمتع بسرالإفخارستيا بدون توبة وإعتراف. والشي كان يتم بوضع الخروف على سيخين متقاطعينيرمزان للصليب.

ونلاحظأهمية الأكل من ذبيحة الفصح، فلا يكفي الإيمان بالمسيح بل أن نأكل ونتناول من جسدهودمه المبذولين عنه (الأعشاب المرة مثل الشيكوريا والجرجير).

 

10.     لا تأكلوا منهنيئاً أو طبيخاً بالماء.

 

(آية9): “لا تأكلوامنه نيئاً أو طبيخاً مطبوخاً بالماء بل مشوياً بالنار رأسه مع أكارعه وجوفه.”

الشييشير للعًجَلَةْ فلا وقت للطبيخ ولا آنية ولا ماء. ولا يأكلونه نيئاً فيتشابهوا معالوحوش المفترسة والوثنيين. والله يريدنا أن نتمتع بالكلمة الإلهي الملتهب بنارفإلهنا نار آكلة ويريدنا الله أن نلتهب بنار محبته وناره تحرق أشواك الخطية التيفينا، وأن نقبل أي آلام كشركة مع المسيح المتألم. ولنلاحظ أن الماء يلطف من درجةالحرارة فأقصى درجة للماء هي 5100 أما درجة حرارة الشي فأعلى كثيراً. وآلام المسيحلم يكن هناك ما يلطفها، بل تركها الآب لنيران الألم.

 

11.     لا تبقوا منه إلىالصباح.. والباقي تحرقونه

 

(آية10): “ولا تبقوامنه إلى الصباح والباقي منه إلى الصباح تحرقونه بالنار.”

كانلابد أن يدفنوا المسيح قبل السبت (الفصح) (لو54:23 + يو31:19،42). وقد حرصتكنيستنا على عدم إبقاء الأسرار لليوم التالي. ونلاحظ أن الشعب قدم الذبيحة وخرجوامن مصر ليلاً وكان بقائه للصباح يعرضه للتلف مما يتعارض مع عظمة العمل، لذلك وحتىلا ينتن أو يستخدم في أغراض خرافية كما تفعل الشعوب الوثنية كانت تحرق الفضلاتبالنار فهذه خير وسيلة لمنعها من التلف فالمسيح لم يرد فساداً.

وكانتالأجساد المعلقة لا تبقى للصباح (تث23:21) فكان يجب أن ينزل جسد المسيح قبلالصباح. وروحياً فالخلاص تم في المساء وذهب اللص للفردوس مع المسيح “اليومتكون معي في الفردوس”.

 

12.     رأسه مع أكارعهوجوفه.

 

(آية9): “لا تأكلوامنه نيئاً أو طبيخاً مطبوخاً بالماء بل مشوياً بالنار رأسه مع أكارعه وجوفه.”

كانتالأحشاء تغسل وترد إلى داخل الخروف لتشوى معه. وعلينا أن نفهم المعنى الروحي لهذافالرأس تشير لفكر المسيح (وعلينا أن يكون لنا فكر المسيح في5:2). والقدمين تشيرلإتجاهاته (فلنسلك كما سلك ذاك) والجوف أي الأحشاء تشير لمحبته وعواطفه ولعلناندرك محبته لنا ويكون لنا نفس الحب تجاه الآخرين. وحينما نأكل جسد المسيح يتقدسفكرنا وتتقدس مشاعرنا وإتجاهاتنا. وما معنى أن تشوى الرأس والأكارع والجوف؟فالمسيح في حياته وفي صليبه احتمل آلام فكرية ذهنية وعاطفية من كل من هاجموهوظلموه فهو قال “نفسي حزينة حتى الموت” لم يوجد مكان في جسد المسيح لميتعرض للألم، الكل تعرض لنيران الألم.. رأسه وجسده ويديه وقدميه..

 

13.     يأكلوه وهم فياستعداد للرحيل

 

(آية11):”وهكذا تأكلونه أحقاؤكم مشدودة وأحذيتكم في أرجلكم وعصيكم في أيديكم وتأكلونهبعجلة هو فصح للرب.”

اليهودكانوا يأكلونه وهم كأنهم في استعداد للرحيل (أحقاؤكم مشدودة وأحذيتكم في أرجلكموعصيكم في أيديكم وتأكلونه بعجلة) كان اليهود ينفذون هذا حرفياً تذكاراً لخروجهممن مصر في تلك الليلة. ونحن نتناول جسد المسيح ودمه بشعور من هو في غربة ومستعدلترك هذا العالم ومتطلعاً للرحيل نحو أورشليم العليا. والأحقاء المشدودة تشير لضبطالشهوات (شهوات الجسد وملذاته) والحذاء في الرجل يشير لمن خرج لهذا العالم يخدمالله غير عابئٍ بأشواك هذا العالم. والعصا في اليد هي قوة الله التي يعطيها لكلإنسان وهي الوصية وهي العبادة (فالعصا قيل أنها عصا الله وعصا موسى وعصا هرون).وقيل أن العصا هي الرجاء الذي نستند عليه في رحلتنا نحو السماء.

 

14.     استخدام الزوفا.

 

(آية22):”وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم الذي في الطست ومسوا العتبة العلياوالقائمتين بالدم الذي في الطست وانتم لا يخرج أحد منكم من باب بيته حتىالصباح.”

الزوفانبات طيار كالنعناع يعطي رطوبة للحلق لذلك قُدَّمَ للمسيح خلاً في إسفنجة موضوعةعلى زوفا (يو29:19) وكان هذا ليسكن الألم ويهدئ من العطش. وكان شكل النبات يجعلهمناسباً لرش الدم وصار رمزاً للتطهير لإستعماله دائماً لهذا الغرض (طقس تطهيرالأبرص وخلافه) (لا4:14،6 + مز7:50 + لا49:4،51 + عد6:19،18). وهو نبات ضعيف يشيرلتواضع المسيح. إذاً استخدام الزوفا يشير لأن الدم هو للتطهير ولشفاء أمراضناوتطهير نفوسنا وإشتراك مع المسيح في آلامه على الصليب.

 

15.     من هو داخل البيتينجو

 

(آية22):”وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم الذي في الطست ومسوا العتبة العلياوالقائمتين بالدم الذي في الطست وانتم لا يخرج أحد منكم من باب بيته حتىالصباح.”

إشارةلمن هو داخل الكنيسة جسد المسيح ثابتاً في المسيح، هذا يكفر عن الدم.

 

16.     فريضة أبدية                          =”اصنعوا هذا لذكري”

 

(آية14):”فتحفظون هذا الأمر فريضة لك ولأولادك إلى الأبد.”

ظلالفصح شريعة ثابتة لليهود حتى أتى المسيح المرموز إليه فبطل الرمز وحل سرالإفخارستيا في الكنيسة للأبد، ووحدتنا مع المسيح هي وحدة أبدية (لو15:22،16).

 

17.     كل إبن غريب لايأكل منه (43) كل عبد يأكل (44).

 

(آية43،44): “وقال الرب لموسى وهرون هذه فريضة الفصح كل ابن غريب لا يأكل منه.ولكن كل عبد رجل مبتاع بفضة تختنه ثم يأكل منه.”

اشترطأن لا يأكل منه إلا المختون. والتناول لا يتمتع به سوى المعمد والمختون روحياً أيالتائب. وفي بيت واحد يؤكل (آية46) أي من هم واحد في الإيمان والكل يأكلون منهكباراً وصغار. والعبيد الذين يأكلون منه هم المختونين هذه إشارة لقبول الأمم علىأن يعتمدوا أولاً. (1كو27:11).

 

18.     عظماً لا تكسروامنه.

 

(آية46): “في بيت واحد يؤكل لا تخرج من اللحم من البيت إلى خارج وعظما لا تكسروامنه.”

يشيرللسيد المسيح الذي لما جاءوا ليكسروا ساقيه وجدوه قد مات سريعاً (يو36:19) فلميكسروها. وهذا يشير لكمال ذبيحة الفصح وكمال عملها في الخلاص. وإذا كانت الكنيسةهي من لحمه ومن عظامه فكنيسة المسيح لن تنفصم وهو سيحافظ علي جسده. وكما أن الفصحلا يكسر عظامه، هكذا الصديقون المتحدون بالسيد المسيح فصحهم لا تكسر عظامهم(مز20:34). والعظم هو الإيمان الحي الذي لا ينكسر. فاللص اليمين كسرت عظامه أماعظام نفسه فقد حفظها الرب، إذ تمسك بالإيمان في لحظات الضيق فاستحق الفردوس.

(آية6): “ويكون عندكمتحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل فيالعشية.”

المقصودأن كل أسرة أو كل جماعة أو كل بيت تذبح الخروف في وقت واحد ولكنها حملت رمزاًواضحاً أن كل إسرائيل شعباً وكهنة وكتبة…. اشتركوا في صلب المسيح.

(آية12): “فأني اجتازفي ارض مصر هذه الليلة واضرب كل بكر في ارض مصر من الناس والبهائم واصنع أحكاماًبكل آلهة المصريين أنا الرب.”

أصنعأحكاماً بكل آلهة المصريين= هناك تقليد يهودي يقول أن الأوثان المصرية سقطت في هذهالليلة. ولكن الأهم أن أبكار عابدي الأوثان ماتوا ولم تستطع أوثانهم أن تحميهم.فضلاً عن موت أبكار البهائم المقدسة عند المصريين.

(آية15): “سبعة أيامتأكلون فطيراً اليوم الأول تعزلون الخمير من بيوتكم فان كل من آكل خميراً من اليومالأول إلى اليوم السابع تقطع تلك النفس من إسرائيل.”

كانوايأكلون الفطير من يوم 14مساءً أي ليلة الخامس عشر حتى 21مساءً أي ليلة الاثنينوعشرين. وكانوا يحرقون كل أثر لخبز مختمر في البيت.

(آية16): “ويكون لكمفي اليوم الأول محفل مقدس وفي اليوم السابع محفل مقدس لا يعمل فيهما عمل ما إلا ماتأكله كل نفس فذلك وحده يعمل منكم.”

محفلمقدس= أي يحتفلون بطريقة مقدسة لا بطرق عالمية. وكلمة محفل مقدس مترجمة فياليونانية كنيسة وهي تذكر هنا لأول مرة.

(آية17): “وتحفظونالفطير لأني في هذا اليوم عينه أخرجت أجنادكم من ارض مصر فتحفظون هذا اليوم فيأجيالكم فريضة أبدية.”

تفسيرهذه الآية روحياً “عليكم أن تحفظوا نقاوتكم لأنني قد حررتكم وهذه تقال للشعبالخارج من مصر وتقال لنا نحن المفديين بالدم.

(آية19): “سبعة أياملا يوجد خمير في بيوتكم فان كل من أكل مختمراً تقطع تلك النفس من جماعة إسرائيلالغريب مع مولود الأرض.”

كانواينظفون البيت من أي أثر للخمير ويسير رب الأسرة بمصباح ليبحث عن أي كسرة خبزويحرقها. تقطع تلك النفس= ذكرت 36 مرة في العهد القديم.

(آية26): “ويكون حينيقول لكم أولادكم ما هذه الخدمة لكم.”

طقسالعيد فيه تذكار وتعليم للصغار ليعرف الكل ما صنعه الرب.

(آية29): “فحدث فينصف الليل أن الرب ضرب كل بكر في ارض مصر من بكر فرعون الجالس على كرسيه إلى بكرالأسير الذي في السجن وكل بكر بهيمة.”

فحدثفي نصف الليل= هذا إشارة ليوم دينونة إبليس، اليوم الأخير الذي سيكون له يوم ظلمة(يؤ30:2،31 + عا18:5-20) ولقد أسلم المسيح فصحنا الجديد روحه في آخر النهار ودخلبالليل إلى الجحيم ليفك المأسورين في الظلمة وينطلق بهم إلى نور الفردوس الذي بلاظلمة.

(آية33): “وألحالمصريون على الشعب ليطلقوهم عاجلاً من الأرض لأنهم قالوا جميعنا أموات.”

ألحالمصريين= لم يلح فرعون وحده بل كل الشعب المصري وأعطوا اليهود ما طلبوه حتىيخرجوا بسرعة ولا يعوقهم شئ فهم خافوا أن تأتي عليهم ضربات جديدة. ولننظر نهايةالكبرياء !! ماذا وصل إليه حال فرعون ورجاله وشعبه!! وقارن مع (2:5) هكذا يعملالله في حياتنا وإن ثابرنا حتى النهاية فحتى المقاومين لنا يدفعونا للعبور دفعاً.

 

(آية37): “فارتحل بنوإسرائيل من رعمسيس إلى سكوت نحو ست مئة ألف ماش من الرجال عدا الأولاد.”

ارتحلوامن رعمسيس إلى سكوت= بداية الإنطلاق أن نترك أرض الخطية فرعمسيس هي معقل العبادةالوثنية وسكوت تعني مظال فالمؤمن يحيا هنا في غربة. 600.000ماشٍ= دخل مصر 70 نفساً+ نساؤهم وبناتهم وعبيدهم وإمائهم. وهذا العدد تقريبي والعدد الحقيقي نجده في(عد32:2) وهو 603550 عدا اللاويين. ولكن رقم 600.000= 6 × 100 × 1000 وبالمعانيالرمزية للأرقام فرقم 6 يشير لكمال العمل الإنساني فالإنسان خُلِقَ في اليومالسادس (وأكمل ما في الإنسان نقص بالنسبة لله) ورقم 100 يشير لجماعة الله (قطيعالمسيح 100 خروف) ورقم 1000 يشير للحياة السماوية. وكأن الكنيسة المنطلقة لكنعانيمثلها هذا الرقم رمزياً. فهم بشر (6) لهم سقطاتهم ولكنهم قطيع المسيح ولهم طابعهموحياتهم السماوية. وهم في حركة دائمة مستمرة نحو السماء (هم 600.000 ماشٍ نحوكنعان). ولاحظ أن العدد يشمل الرجال فقط دون الأولاد أي من له ثمار روحية وقد نضج.

 

(آية38): “وصعد معهملفيف كثير أيضاً مع غنم وبقر مواش وافرة جداً.”

لفيف=ربما كانوا من المصريين أو العبيد الآخرين من الشعوب الأخرى. وربما أعجب هؤلاءبإله إسرائيل أو وجدوها فرصة للهروب.

 

(آية40): “وأما إقامةبني إسرائيل التي أقاموها في مصر فكانت أربع مئة وثلاثين سنة.”

430سنة= راجع تفسير سفرالتكوين إصحاح (15).

 

(آية46): “في بيتواحد يؤكل لا تخرج من اللحم من البيت إلى خارج وعظماً لا تكسروا منه.”

فيبيت واحد يؤكل= كانت الشاة الواحدة تؤكل في بيت واحد، لأن النجاة من الهلاك كانتللإنسان الذي يوجد داخل البيت محمي بالدم. وتشير العبارة أيضاً لوحدة المؤمنين معبعضهم، وبينهم وبين الذبيحة، وبينهم وبين الله الواحد للإيمان الواحد.



[1]يضاف “وتشير للمسيح الذي تحمل مرارة الآلام حياته وحتى الصليب.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى