عهد قديم

الإصحاح السابع والثلاثون



الإصحاح السابع والثلاثون]]>الإصحاح السابع والثلاثون

إبتداءمن هنا نجد قصة يوسف كرمز للمسيح لكن يعترضها قصة يهوذا فهو الذي جاء منه المسيحبالجسد. ولم يعرض الكتاب بالتفصيل لقصة حياة يهوذا لكنه يتحدث بالتفصيل عن قصةحياة يوسف لأنه حمل رموزاً واضحة لحياة وعمل المسيح. وتعتبر حياة يوسف حلقة الوصلبين عصر الأباء البطاركة ونشأة اليهود كشعب وأمة تحت العبودية تصرخ طالبة الخلاص.وفتح يوسف الطريق لأبيه إسرائيل وعائلته أن يعيشوا في مصر ليكونوا جسداً منفصلاًعن وثنية كنعان وعن كبرياء مصر.

 

يوسفكرمز للمسيح

1.                يوسف كان الأبن المحبوب لأبيه ثم صار عبداً فيمصر. والمسيح هو الإبن المحبوب الذي جاء إلي العالم كعبد (مصر رمز العالم). فهوأخذ شكل العبد وهو الإبن المحبوب. أف 6:1 + هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت.

2.                أول ما نري يوسف في 2:37 أنه كان يرعي مع إخوتهرمزاً للمسيح الراعي الصالح.

مقالات ذات صلة

3.                وفي 3:37 كان يعمل ويرعي مع أبناء بلهة وزلفةالجاريتين. فهو الإبن المحبوب يخدم أولاد العبيد. والمسيح الإبن المحبوب الذي أتيليَخدِم لا ليُخدَم. ويخدم من؟ أولاد عبيده.

4.                يوسف هو إبن شيخوخة يعقوب. والمسيح هو إبن قديمالأيام دا 13:7.

5.                أحلام يوسف كانت تشير لأن يوسف ليس إنساناًعادياً ولكن إخوته رفضوا ملكه ورفض إخوة يوسف لأحلامه هو ما حدث عندما رفض اليهودأن يسجدوا للمسيح ويعبدوه كملك هذا الذي تجثو له كل ركبة في 8:2-11. وفرعون طلبالسجود ليوسف.

6.                يوسف حسده إخوته 11:37. والمسيح حسده الكهنةوبيلاطس عرف هذا مر 10:15.

7.                وأما أبوه يعقوب فحفظ الأمر وهكذا كانت العذراء(لو 19:2) ويعقوب تعجب من أحلام يوسف ربما فهم أنه سيكون عظيما لكنه كتم الأمر حتيلا يثير حسد إخوته بالأكثر.

8.                يعقوب يرسل يوسف لإخوته (13:37) والمسيح يرسلهالأب للعالم يو 36:5-38.

9.                يوسف ذهب لإخوته في محبة. ولم يجدهم في شكيم حيثأرسله والده فذهب يفتش ويسأل عنهم وذهب وراءهم إلي دوثان (يقال أن معناها ثورة).وكان يمكن أن يعود إلي والده قائلاً لم أجدهم. لكنها هي محبته. أما إخوته نتيجةحسدهم خططوا لقتله. والمسيح جاء إلي خاصته وخاصته لم تقبله. (مت 38:21). هو وجدإخوته في حالة ثورة ضده (دوثان).

10.            هو ذهب لإخوته يحمل لهم خبزاً. فأرسلوه لمصركعبد وسجن ليخرج ويدخل القصر ويعود ليعطي إخوته خبزاً يشبعهم ويعطيهم حياة. هو وهبحياة لكل إنسان من الحنطة أي الخبز والمسيح جاء ليعطينا نفسه خبزاً. وهو الأن فيقصره السماوي يشبع كل إنسان.

11.            مشاوراتهم لقتل يوسف هي مثال لمشاورات اليهودلقتل المسيح.

12.            كما أنقذ يوسف العالم من المجاعة أنقذ المسيحالعالم من مجاعة للحق ومن الموت الروحي.

13.            رفضه إخوته ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام أما هوفكلمهم بسلام وجاء يخدمهم ورفضوه. فإخوته رفضوه وقبله الأمم (مصر) وهكذا المسيحرفضه اليهود وقبله كل العالم.

14.            أعطاه أبوه قميصاً ملوناً. والمسيح كانت لهالكنيسة ثوباً ملوناً، وثوباً لأنها إلتصقت بالمسيح كالثوب وملونا فهي متعددةالمواهب.

15.            هم كرهوه لأنه في أحلامه أعلن مجده. والمسيح كاندائما يعلن نسبته لله مما أثار اليهود فكرهوه يو 59،58:8. ويوسف لم يكره إخوتهبالرغم من كراهيتهم له وهكذا المسيح.

16.            إخوة يوسف أخلعوه ثيابه. وهكذا فعل اليهودبالمسيح.

17.            الأمم إلبسوا يوسف الثياب الملوكية بعد أن سجنوهوالعالم خضع للمسيح بعد أن رفضه زمناً.

18.            الأمم إشتروا يوسف بالفضة. والأمم اشتروا المسيحبإيمانهم به.

19.            لم نسمع أن يوسف قاومهم والمسيح لم يقاوم بل كانكشاة سيقت للذبح وكان طائعاً.

20.            بيع يوسف بعشرين من الفضة. والمسيح بيع بثلاثينمن الفضة.

21.            الذي أشار ببيع يوسف هو يهوذا أخوه. ويهوذا هوالذي سلم المسيح.

22.            إخوة يوسف بعد أن طرحوه في البئر جلسوا ليأكلواوالمسيح بعد أن صلبوه أكلوا الفصح.

23.            نزول يوسف للبئر وخروجه حياً يشير لموت المسيحوقيامته.

24.            يوسف كان حسن الصورة والمنظر (6:3) والمسيح كانأبرع جمالاً من بني البشر.

25.            يوسف حوكم ظلماً في مصر وهكذا المسيح حوكم ظلماًفي العالم (مصر رمز لأرض العبودية).

26.            يوسف جرِب من أمراة فوطيفار وغلب والمسيح جربهإبليس وغلب.

27.            المرأة أتهمت يوسف ظلماً وزوراً والمسيح طالماإتهموه زوراً (أنه مجنون وببعلزبول يخرج الشياطين وأنه أكول وشريب خمر. بل للأنهناك أتهامات موجهة للمسيح.

28.            كان مع يوسف في السجن إثنين خباز وساقي. والمسيحصلب بين لصين. وكما نجا الساقي وهلك الخباز هكذا خلص اللص اليمين وهلك اللصاليسار. وهكذا كل العالم فجزء من العالم سيخلص والجزء الأخر سيهلك يو 29:5.

29.            دخل يوسف السجن لا لذنب إرتكبه. وهكذا المسيحصار إنساناً وصلب عن ذنوبنا لا ذنبه هو.

30.            يوسف وقف أمام فرعون وسنه 30 سنة والمسيح بدأخدمته وسنة 30 سنة. وكانت خدمة يوسف أن يشبع العالم وهكذا كان عمل المسيح.

31.            خلع يوسف ثياب السجن ولبس اللبس الملوكي. ليعلنأن زمن الألام إنتهي ويأتي زمن المجد. فطريق المجد ليوسف مر عبر الألام (من إخوتهومن المصريين وفي السجن…) والمسيح جلس عن يمين الأب بعد أن مر بطريق الألاموالصليب.

32.            حلق الشعر ليوسف يشير لأن المسيح خلع صورة الجسدالأول ليأخذ الجسد النوراني.

33.            فرعون ألبس يوسف ثوب كتان أبيض (رمز بر المسيح)وخاتم (رمز السلطان والبنوة) وطوق ذهبي (رمز المجد).

34.            مشورة يوسف لفرعون هي الحكمة والتدبير والمسيحهو أقنوم الحكمة. وإذا سلمنا له حياتنا يدبرها حسنا فلا نجوع. وكانت سمة يوسفعموماً الحكمة.

35.            سماه فرعون صفنات فعنيح ولها ترجمات عديدةسنذكرها بعد ذلك وتعني طعام الحياة أو مخلص العالم أو معلن الأسرار وهذه كلهاأسماء المسيح مشبع العالم ومخلصه.

36.            زواج يوسف بأسنات هو رمز المسيح الذي إتخذ كنيسةالأمم عروساً له. وكان ثمرة الزواج منسي (أنساني الله كل تعبي) وأفرايم (جعلنيالله مثمراً). والمسيح يفرح وينسى كل ألامه حين يجد الكنيسة مثمرة. بل السماء تفرحبخاطئ واحد يتوب.

37.            كان حلم فرعون 7 بقرات سمينة تأكلها سبع بقراتقبيحة. والبقرات السمينة تشير للكنيسة الخارجة من المعمودية (فالبقرات خرجت منالماء). والبقرات القبيحة تشير للهراطقة وكل محاولات عدو الخير لإبتلاع الكنيسةخصوصاً محاولة الوحش في نهاية الأيام ان يبتلع الكنيسة ويعتدي عليها.

38.            المجاعة كانت تدبير من الله ليعود إخوة يوسفويتقابلوا مع يوسف. كما دبر الله مجاعة للإبن الضال ليعود لحضن ابيه. وحوتاً يبتلعيونان. هي خطة الله ليجذب كل نفس للتوبة حتي تتقابل مع المسيح يوسفها الحقيقي.

39.            لقاء يوسف مع إخوته تم علي 3 مراحل تشيرلمعاملات الله مع الخاطئ التائب:-

أ           إخوة يوسف لم يعرفوه فياللقاء الأول واليهود لم يعرفوا المسيح. وهكذا كل خاطئ في بداية توبته تكون معرفتهبالمسيح ضعيفة جداً بل يكاد لا يعرفه. وقد يعامل المسيح الخاطئ بجفاء كما عاملالمسيح المرأة الكنعانية، وكما عامل يوسف إخوته. (نش 2:5-7).

ب.        في اللقاء الثاني أيضالم يعرفوه لكنه بكي وحده. هو قلب المسيح الذي يشتاق لكل واحد منا.

ج.        في اللقاء الثالث أعلنذاته لهم وبكي وأخرج الجميع فالمسيح لا يعلن نفسه سوي لأحبائه كما في القيامة.

د.         لاحظ أن يوسف أمربحبسهم 3 أيام ثم أعطاهم القمح. وهكذا حتي نشبع من المسيح علينا أن نموت معه (صلبالأهواء والشهوات) والثلاث أيام إشارة للقيامة في اليوم الثالث فنحن نتقابل معالمسيح علي أساس القيامة (أي بحياته المقامة التي يعطينا إياها).

40.            إرتاع إخوة يوسف عند رؤيته والمسيح سيرتاع منهالخطأة عند ظهوره. هم إرتاعوا أما هو فيقول تعالو إلي وكما غفر يوسف لإخوته غفرالمسيح علي الصليب “يا أبتاه إغفر لهم”.

41.            يوسف لم يستح من إخوته وهكذا المسيح لا يستحيبنا بل يدعونا إخوته. عب 11:2. وكما قدم يوسف إخوته لفرعون غير خجلاً من وضاعتهمهكذا سيقدمنا المسيح للآب كإخوة له قائلاً ها أنا والأولاد الذين أعطانيهم الله عب11:2-13.

42.            دعوة يوسف ليعقوب وإخوته ليعيشوا في مكان مجده(هو مصر الآن) هي دعوة المسيح لنا لنعاين مجده “من يغلب يجلس معي في العرش رؤ21:3. وإرسال العربات الملكية ليعقوب لتشهد لمجده. هو إرسال الروح القدس لنا ليعلنمجد المسيح “فهو يأخذ مما للمسيح ويخبرنا يو 14:16.

43.            يقول يعقوب لأولاده ما بالكم واقفين تنظروالبعضكم إذهبوا لئلا نموت. هي دعوة الكنيسة لأولادها توبوا وإرجعوا للمسيح فيرجعإليكم فتكون لكم حياة ولا تموتوا.

44.            يقول فرعون “لا تحزن عيونكم علي أثاثكم لأنخيرات مصر كلها لكم” والعربات هي العربون وبولس الرسول يحسب كل شئ نفايةليعرف المسيح في 8،7:3.

45.            رجوع إخوة يوسف إلي يوسف يشير لرجوع اليهودللمسيح وإيمانهم به في أخر الأيام.

46.            قيل عن يعقوب “فعاشت روح يعقوب حين سمع عنيوسف” فنحن لا نعيش إلا به ونموت لو إبتعدنا عنه. فهو الحياة “من أمن بييحيا” وهو خبر الحياة.

47.            قيل عن يوسف أنه سيد الأرض كلها والمسيح هو ملكالملوك وسيد الخليقة كلها.

48.            سجود يعقوب لعصا يوسف هو سجود الكنيسة كلهاللصليب الذي كان به الخلاص.

49.            قيل عن يوسف أنه حسن الصورة وحسن المنظر وهو فيبيت فوطيفار أي في بيت العبودية ونحن لم نعرف جمال محبة المسيح إلا بعد أن تجسدورأيناها بوضوح وهو علي الصليب.

50.            لعل أروع ما قاله يوسف “أنتم قصدتم بيشراً. أما الله فقصد به خيراً. لكى يفعل كما اليوم، ليحيي شعباً كثيراً” إليسهذا هو ما حدث مع المسيح. لقد قصد اليهود أذيته وأن يلحقوا به شراً حوله الله لخيرالبشرية كلها وحياة العالم مزمور 1:2-4.

العهدالقديم كله هو ظل للعهد الجديد. كله إشارات لعمل المسيح. هو وسائل لإيضاح خطةالخلاص. وهناك نبوات واضحة صريحة عن المسيح مثل “ها العذراء تحبل وتلد إبناًأش 7” وهناك شخصيات ترمز للمسيح مثل إسحق ويوسف. وشخصيات ترمز للكنيسة مثلراحيل ورفقة. وهناك أحداث تشير لخطة الخلاص مثل مرور الشعب في البحر رمزاًللمعمودية وهكذا أيضا الطوفان. بل أن خيمة الإجتماع كلها هي رمز للمسيح كما سنريلذلك قال الأباء أن العهد الجديد مختبئ في العهد القديم والعهد القديم مشروح فيالعهد الجديد. وإنجيل متي مثلاً حاول أن يشرح كيف أنه في المسيح كان تحقيق نبواتالعهد القديم. وهذا ما يعنيه السيد المسيح بأنه ما جاء لينقض العهد القديم بلليكمله. ويكمله أي يحقق في نفسه كل ما حاول العهد القديم أن يشرحه، هو أعلن كلمعاني القصص التي وردت في العهد القديم فكلها كانت تشير لشخصه المبارك. هو حل رموزوألغاز العهد القديم. فإن شهادة يسوع هي روح النبوة “رؤ 10:19”

 

حياةيوسف

يوسفهو إبن راحيل المحبوبة، لذلك أحبه أبوه وصنع له قميصاً ملوناً كان سبب ألامه. إذكرهه إخوته لأنهم شعروا بمحبة أبيهم الزائدة ليوسف. وهم كانوا قادرين علي جذب محبةأبيهم بحكمة وخضوع لأبيهم. ولكنهم آثروا طريق الشر فرأوبين إعتدي علي فراش أبيهوشمعون ولاوي كانوا متوحشين وأولاد بلهة وزلفة كانوا اشرار وأتي يوسف بنميمتهم أينقل لأبيه أخبار شرورهم. قطعاً نقل أخبار مثل هذه ليس صحيحاً لكن يبدون أن يعقوبكان له حزناً في قلبه بسبب أولاده وأحب يوسف الذي رآه كاملاً فضلاً عن أنه ابنراحيل. وهنا نجد ربما خطأ ليعقوب أنه احب يوسف أكثر من إخوته وهذه المعاملةالمميزة تسبب غيرة وحسد بين الإخوة. ونلاحظ أن يوسف في محبته، إذ أحب أخوته بالرغممن كراهيتهم له قد نفذ وصية المسيح قبل أن يأتي المسيح بـ 2000 سنة وفي طهارتهورفضه للزني نفذ وصايا موسي قبل أن يأتي موسي أو تكتب الوصايا (هذا بالتقليد فكلشي مسلم شفاهة للأباء وموسي قام بكتابته) كانت وصايا الله مكتوبة علي قلب يوسف قبلأن تكتب علي ألواح حجرية.

كانتهناك أسباب اخري لكراهية إخوة يوسف له وهي أحلامه التي رواها لهم فأثارت كلأحقادهم الدفينة وهذا يعطينا فكرة أن لا نتحدث عن نجاحنا الجسدي أو نجاحنا الروحيأمام الأخرين حتي لا نثير أحقادهم ونكون سبب عثرة لهم.

أماإخوة يوسف فنري في مؤامراتهم منتهي الوحشية والعجيب أن يجلسوا ويأكلوا بعد أنألقوا بأخيهم في البئر بل ربما أكلوا من الطعام الذي أحضره لهم.

وربماسمح الله ليوسف بهذه الألام لأنه كان شخصاً مدللاً أراد الله أن يصقله ليعده لعملعظيم. ولذلك فقول يوسف “لستم أنتم أرسلتموني إلي مصر بل الله الذيأرسلني” يعطينا فكرة أن حياتنا هي في يد الله وكل شئ بسماح منه وأن كل الأمورتعمل معاً للخير للذين يحبون الله” ولقد سمح الله بأن يجتاز يوسف تجربة شديدةلكنه كان معه في كل خطوة كما حدث مع الثلاث فتية في أتون النار. فالله رافقه فيبيت فوطيفار وفي السجن فتحول إلي بركة للجميع. وأعطاه القلب المفتوح والعينالمفتوحة ففسر الأحلام. بل أنقذ العالم من مجاعة فصار بركة للعالم. وأعطاه اللهنعمة في عين كل أحد (فوطيفار/ رئيس السجن/ فرعون).

ولكنلم يسكت الشيطان بل حرك زوجة فوطيفار ولم يجد يوسف عذراً للخطية بأنه شاب وفيإحتياج لهذا أو أن زوجة فوطيفار قادرة علي أذيته… الخ بل شعر بأنه أمام الله ولايجب أن يخطئ. لقد كان هذا الشاب البتول أكثر طهارة من داود المحصن بزوجاته. فهوفضل أن يلقي في السجن، فضل العار وربما الموت عن أن يخطي إلي الله. في حياة يوسفنري كيف أن نعمة الله تعمل وسط التجارب، وكيف أن الله فسر علي يديه الأحلام ليعدله الطريق إلي القصر. وكانت هذه الأحلام (الخباز والساقي ثم أحلام فرعون) من الله،علي أن هناك أحلام من الشيطان وأحلام من العقل الباطن. ولنتأمل في يوسف حين سألالساقي أن يذكره أمام فرعون. ماذا كانت أقصي أماله: إما أن يطلقه فرعون حراً ويعودلأبيه ولإخوته الأشرار أو يعمل مساعداً للساقي. ولكن هل كان يعلم ما في فكر اللهمن خير نحوه بل نحو كل العالم. وجميل أن نري في حياة يوسف أن اسم الله دائما عليلسانه. هو لا يخطئ أمام الله. وهو لا يفسر الأحلام بل الله… إذاً هو يعطي المجدلله لذلك رفعه الله، وعلينا أن لا نطلب مجد أنفسنا بل نترك هذا لله، نحن نمجده وهوالذي يشهد لنا. فهو أراد أن يختفي هو ليظهر الله لكن الله أظهره ومجده حتي الأن.

ونقطةأخري تتضح في حياة يوسف المتدين. فهو يظهر أن الدين ليس صوم وصلاة فقط بل عملوتدبير والله يشترك في العمل فيكون ناجحاً “وكان الله مع يوسف فكان رجلاًناجحاً” وكان جفاؤه مع إخوته ظاهرياً فهو إنسان عاطفي حساس يبكي مراراً. ولكنسبب الجفاء الظاهري أن يشعر إخوته بخطإهم. أيضا هو نفذ “إحسنوا إلي المسيئينإليكم” قبل المسيح. ونري في يوسف بره بأبيه وكيف إستقبله إستقبالاً لائق وفيموته كيف شيعه ونفذ وصيته بدفنه في مغارة المكفيلة أي تحمل كل مشاق السفر إكراماًلأبيه.

ووصيةيوسف لإخوته أن لا تتغاضبوا في الطريق هى وصية المسيح لكنيسته وشعبه أن لاتتغاضبوا وتتخاصموا بل كونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً… (أف 4:4).

ويوسفحصل علي نصيب البكر لأمانته، إذ حصل علي نصيب إثنين في الميراث في شخصي إبنيه إفرايمومنسي لذلك نجد دائما اسماء الأسباط الـ12 لا تشتمل علي اسم يوسف، بل رفع اسم يوسفليوضع مكانه أسماء أفرايم ومنسي وبهذا يكون يوسف قد حصل علي نصيب البكر أي نصيبنمن الميراث وفي هذا إشارة إلي البكورية الروحية التي فقدها رأوبين لخطيته.والبكورية الروحية حصلت عليها الكنيسة بسبب خطية شعب اليهود وصلبهم للمسيح ورفضهمله.



أية1:

” 1 وسكن يعقوب في ارض غربة ابيه في ارض كنعان

سكنيعقوب في أرض كنعان أرض غربة أبيه= حتي يتسلمها أبنائه وأحفاده كأرض موعد يعيشونفيها لا كغرباء في خيام وإنما كمواطنين يبنون المدن والمنازل.

 

أية3:

” 3 واما اسرائيل فاحب يوسف اكثر من سائر بنيه لانه ابن شيخوخته فصنعله قميصا ملونا

كانتشعوب المنطقة في ذلك الوقت تعتبر الثياب الملونة شيئاً فاخراً يلبسه المكرمون.

 

أية10:

” 10 وقصه على ابيه وعلى اخوته فانتهره ابوه وقال له ما هذا الحلم الذيحلمت هل ناتي انا وامك واخوتك لنسجد لك الى الارض

هلنأتي أنا وأمك: غالباً يقصد بلهة جارية راحيل فهي التي إهتمت به بعد موت أمه لكنالمعني أن الأسرة كلها تسجد له.

 

أية11:

” 11 فحسده اخوته واما ابوه فحفظ الامر

حسدهإخوته: بسبب الأحلام وبسبب محبة أبيه له وربما ما زاد الأمر نقل نميمتهم لأبيه.

 

أية13:

” 13 فقال اسرائيل ليوسف اليس اخوتك يرعون عند شكيم تعال فارسلك اليهمفقال له هانذا

اليساخوتك يرعون عند شكيم: خوف يعقوب علي أبنائه راجع لخوفه من انتقام أهل شكيم.

 

أية20:

” 20 فالان هلم نقتله ونطرحه في احدى الابار ونقول وحش رديء اكله فنرىماذا تكون احلامه

أحدالأبار: هي حفر تحفر لجمع المياه (مياه الأمطار) وإدخارها لوقت الحاجة وكانت تجفوقت الصيف. وكان من يطرح فيها يندر أن ينجو فهي عميقة وواسعة من أسفل ضيقة من أعلي.

 

الأيات25-28:

” 25 ثم جلسوا لياكلوا طعاما فرفعوا عيونهم ونظروا واذا قافلةاسماعيليين مقبلة من جلعاد وجمالهم حاملة كثيراء وبلسانا ولاذنا ذاهبين لينزلوابها الى مصر 26 فقال يهوذا لاخوته ما الفائدة ان نقتل اخانا ونخفي دمه 27 تعالوافنبيعه للاسماعيليين ولا تكن ايدينا عليه لانه اخونا ولحمنا فسمع له اخوته 28واجتاز رجال مديانيون تجار فسحبوا يوسف واصعدوه من البئر وباعوا يوسف للاسماعيليينبعشرين من الفضة فاتوا بيوسف الى مصر

القافلةقافلة إسماعيليين ومدياينين فهم بينهم تجارة وزواج مشترك.

كثيراء:نوع من أنواع الصمغ يستخدم في الطب وفي التغرية (لصق الأشياء).

بلسان:دهن طيب الرائحة يسيل من شجرة البلسان متي جرح ساقها يستخدم في الطب والتحنيط.

لاذن:نوع من الصمغ يستخدم في الطب

 

أية32:

” 32 وارسلوا القميص الملون واحضروه الى ابيهم وقالوا وجدنا هذا حققاقميص ابنك هو ام لا

أحضروهإلي أبيهم: لقد خدع يعقوب أبيه بملابس عيسو وها هو يخدع بملابس يوسف.

 

أية36:

” 36 واما المديانيون فباعوه في مصر لفوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط

في(1:39) يذكر أن فوطيفار رجل مصري وهذا غريب. والتفسير أن فرعون في هذا الوقت كانمن الهكسوس ورجاله كلهم من الرعاة (الملوك الرعاة) فتركيز الكتاب المقدس هنا أنخصي فرعون كان مصرياً يصبح شي مفهوم لأنه مصري وسط رجال القصر الذي هم كلهم منالهكسوس الرعاة. ولذلك طلب يوسف من إخوته أن يذكروا لفرعون أنهم رعاة (34:46) فهوبالتأكيد سيتعاطف معهم فهم رعاة مثله. ونفهم كذلك كيف إرتقي يوسف لهذا المنصب الكبيروهو غريب فالملك نفسه غريب. ولأن الهكسوس الغرباء كانوا رعاة كان المصريين يكرهونالرعاة ويعتبرونهم شيئاً كريهاً (34:46). ونلاحظ أيضا أن الملك كان له مواش كثيرة.والخصي هو من نزعت خصيتاه ليخدم مع نساء فرعون. ثم إصبحت اسم وظيفة كبيرة حتي لولم يحدث له هذا بدليل أننا نجد فوطيفار أن له زوجة. (خصي مترجمة رئيس).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى