عهد قديم

الإصحاح السابع والعشرون



الإصحاح السابع والعشرون]]>الإصحاح السابع والعشرون

الأيات1-4:

” 1 وحدث لما شاخ اسحق وكلت عيناه عن النظر انه دعا عيسو ابنه الاكبروقال له يا ابني فقال له هانذا 2 فقال انني قد شخت ولست اعرف يوم وفاتي 3 فالان خذعدتك جعبتك وقوسك واخرج الى البرية وتصيد لي صيدا 4 واصنع لي اطعمة كما احب واتنيبها لاكل حتى تباركك نفسي قبل ان اموت

وحدثلما شاخ إسحق: يقدر كثيرين أن عمره وقتئذ كان 117 سنة لكنه عاش حتي عمر 180 سنة(28:35). ونجده هنا يريد أن يعطي البكورية لبكره عيسو بالرغم من:

1.                النبوة لرفقة بأنها ليعقوب (23:25).

2.                إستهتار عيسو وبيعه للبكورية ثم زواجه بوثنياتوهو غالباً كان مدفوعاً بالعواطف البشرية فعيسو هو البكر وهو صياد وإسحق يحب أنيأكل من صيده.

مقالات ذات صلة

وسكانالبرية يحبون أن يأكلوا من الصيد وليس من قطعانهم لتوفير قطعانهم ولأن الوعولوالغزلان البرية طعمها أفضل. وخطأ أسحق في أختيار عيسو للبركة كان لأنه ضد النبوةوبسبب تصرفات عيسو الخاطئة، فكيف يعطي البكورية لهذا المستهتر. لكن أسحق بسبب أكلةصيد كان سيخالف النبوة كما باع عيسو البكورية بأكلة عدس. وطلب إسحق إصنع ليأطعمة.. لأكل.. حتي تباركك نفسي = هذه تعني ان إسحق سيفرح بأن ابنه يصطاد لهويطعمه إعلاناً عن محبته كإبن لأبيه. أو هي طقوس كانت سائدة (طقوس أكل وشرب) معحفل إعطاء البركة التي يشعر فيها إسحق أنه يقوم بعمل ديني إلهي بأن يمنح البركةلإبنه. وكما بارك إسحق يعقوب هكذا بارك يعقوب أولاده.

 

الأيات5-10:

” 5 وكانت رفقة سامعة اذ تكلم اسحق مع عيسو ابنه فذهب عيسو الى البريةكي يصطاد صيدا لياتي به 6 واما رفقة فكلمت يعقوب ابنها قائلة اني قد سمعت اباكيكلم عيسو اخاك قائلا 7 ائتني بصيد واصنع لي اطعمة لاكل واباركك امام الرب قبلوفاتي 8 فالان يا ابني اسمع لقولي في ما انا امرك به 9 اذهب الى الغنم وخذ لي منهناك جديين جيدين من المعزى فاصنعهما اطعمة لابيك كما يحب 10 فتحضرها الى ابيكلياكل حتى يباركك قبل وفاته

رفقةكانت تذكر وعد الله وكان الأفضل أن تذكر إسحق به ولكنها فضَلت أن تلجأ للطرقالبشرية والحيل البشرية فلم تثق أن الله قادر ان يحقق وعده دون اللجوء لهذه الحيلولأنها خافت من عيسو المتوحش. فيعقوب أعطي البركة لأفرايم عكس إرادة يوسف وأعطيبركة ليهوذا لم يعطها لرأوبين. عموماً كان الله قادر أن يتدخل في اللحظة الأخيرةولكن رفقة أخطأت في حيلتها واسحق أخطأ في نيته أن يبارك عيسو ويعقوب أخطأ في أنقبل الحيلة والكل دفع الثمن، فرفقة حرمت من إبنها المحبوب ويعقوب تمررت حياتهكلها. وعيسو بكي بدموع وبلا فائدة. وإسحق إرتعد بشدة حينما أدرك خطأه وكذلك حرم منإبنه يعقوب. إلا أن الأباء رأوا في القصة رموزاً:-

1.                دعوة إسحق لعيسو ليباركه بعد أن شاخ إسحق: دعوةالله لليهود ليؤمنوا بالمسيح في أواخر الدهر.

2.                دعوة رفقة ليعقوب الأصغر ليحصل علي البركة: هوعمل الروح القدس مع الكنيسة (الأمم).

3.                رفقة ألبست يعقوب ثياب عيسو: كنيسة العهد الجديدإقتنت لقب شعب الله بدلاً من اليهود.

4.                يعقوب يضع علي يديه وجمسه جلود المعزي: المسيحيحمل خطايانا فالماعز تشير للخطية.

 

الأيات11-12: ” 11 فقال يعقوب لرفقة امه هوذا عيسو اخي رجل اشعر وانا رجل املس 12ربما يجسني ابي فاكون في عينيه كمتهاون واجلب على نفسي لعنة لا بركة

يعقوبهنا لا يرفض لأنه يكره المكر ويرفضه بل لأنه خاف أن يفتضح أمره فتتحول البركة إليلعنة من أبيه له، ويتعرض لغضب عيسو.

 

الأيات13-17:

” 13 فقالت له امه لعنتك علي يا ابني اسمع لقولي فقط واذهب خذ لي 14فذهب واخذ واحضر لامه فصنعت امه اطعمة كما كان ابوه يحب 15 واخذت رفقة ثياب عيسوابنها الاكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت والبست يعقوب ابنها الاصغر 16والبست يديه وملاسة عنقه جلود جديي المعزى 17 واعطت الاطعمة والخبز التي صنعت فييد يعقوب ابنها

نعودمرة أخري للأباء الذين رأوا في الذبيحة التي قدمها يعقوب لأبيه وهو لابساً ثيابعيسو (غالباً هي ثيابه الكهنوتية التي كان يستخدمها وهو يقوم بعمله الكهنوتي) رأيالأباء هنا يعقوب يقوم بدور المسيح الذي قام كرئيس كهنة بتقديم نفسه ذبيحة أمامالأب. يعقوب هنا يمثل المسيح الذي لبس جسدناً وزِيَنا وملابسنا وحمل خطايانا. ورأيالأٌباء أيضا أن إنطلاق يعقوب لخاله لابان هو إنطلاق الإيمان إلي الأمم بعد أنقاومه اليهود (يمثلهم عيسو)

 

الايات18-25:

” 18 فدخل الى ابيه وقال يا ابي فقال هانذا من انت يا ابني 19 فقاليعقوب لابيه انا عيسو بكرك قد فعلت كما كلمتني قم اجلس وكل من صيدي لكي تباركنينفسك 20 فقال اسحق لابنه ما هذا الذي اسرعت لتجد يا ابني فقال ان الرب الهك قد يسرلي 21 فقال اسحق ليعقوب تقدم لاجسك يا ابني اانت هو ابني عيسو ام لا 22 فتقدميعقوب الى اسحق ابيه فجسه وقال الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو 23 ولم يعرفهلان يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو اخيه فباركه 24 وقال هل انت هو ابني عيسو فقالانا هو 25 فقال قدم لي لاكل من صيد ابني حتى تباركك نفسي فقدم له فاكل واحضر لهخمرا فشرب

كيفجرؤ يعقوب أن يقول كل هذه الأكاذيب “أنا عيسو بكرك” “أن الرب إلهكقد يسر لي” “أنا هو” هي جرأة دفع ثمنها في حياته غالياً. وكان إسحقحقا نظره ضعيف وقد شاخ لكنه شك في يعقوب بسبب قوله “أن الرب إلهك قد يسرلي” فهذا ليس أسلوب عيسو في الكلام بل أسلوب يعقوب. وقد يكون صوت التوائممتشابهاً إلا أن هناك فرق قد يكون إسحق قد أدركه وقد يكون سبب الشك سرعة إعدادالطعام.

الصوتصوت يعقوب لكن اليدين يدا عيسو: هي صورة المسيح الذي لبس جسدنا. فصوته هو صوتالأبن وحيد الجنس لكن يديه هما أيدينا إذ حمل طبيعتنا فيه.

 

أية27:

” 27 فتقدم وقبله فشم رائحة ثيابه وباركه وقال انظر رائحة ابني كرائحةحقل قد باركه الرب

رائحةإبني كرائحة حقل باركه الرب: عيسو كانت ثيابه لها رائحة طيبة. فهناك عادة للشرقيينأن يضعوا ثيابهم في صناديق ومعها أزهار ورياحين. وحقول فلسطين عطرة بسبب كثرةالزهور العطرة التي تزرع فيها والأشجار التي بها. والله حين يبارك شخص يجب أن تكونله رائحة حسنة “أنتم رائحة المسيح الزكية 2 كو 15:2” فحتي يباركنا اللهيجب ان نلبس ملابس أخونا البكر المسيح “البسوا المسيح” رؤ 14:13 أي تكونلنا نفس صفاته حلوة الرائحة (حب، وداعة،…).

 

الأيات28، 29:

” 28 فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الارض وكثرة حنطة وخمر 29ليستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائل كن سيدا لاخوتك وليسجد لك بنو امك ليكن لاعنوكملعونين ومباركوك مباركين

فليعطكالله: لم يقل الرب (يهوة) لأن الله يعطي للجميع وليس شعبه فقط. من ندي السماء : أيكثرة المطر. ومن دسم الأرض : جودة اراضيه وكثرة حنطة وخمر أي كثرة الثمار. أي يحولالله أراضيه القفر إلي جنة خصيبة. ويعطيه حنطة أي شبع وخمر أي فرح ويستعبد لك شعوب: سيادة علي من حوله. وهذا حدث في أيام داود وإستمر فترة طويلة. وليسجد لك بنو أمك: أي نسل عيسو. وقد فرض داود ملكه عليهم وإستمر هذا حتي أيام يهورام إبن يهوشافاطثم تحرروا في أيامه حتي عهد المكابيين حين أخضعهم يوحنا هركانوس لليهود نهائياًوتهودوا. ولم يخضع إسرائيل لأدوم أبداً. ولكن هذه البركات لم تعني فقط البركاتالزمنية التي حصل عليها اليهود في أرض فلسطين، فيعقوب ونسله هاجروا لمصر بسببالمجاعة وإستعبدوا هناك. وعاشوا فترات طويلة في حروب وسبي وخضوع لأمم مثل بابلوالفرس واليونان. ولكن هذه البركات تشير للبركات الروحية التي تحققت بمجئ المسيححيث تمتع يعقوب الروحي الكنيسة بالبركات وصارت الكنيسة هي الحقل ذو الرائحةالطيبة. وحل عليها الروح القدس (ندي السماء) وتغذت الكنيسة علي الجسد والدم(الحنطة والخمر) وصار المسيح رأس الكنيسة : كن سيداً لإخوتك، ليستعبد لك شعوب.فالمسيح صار إلهاً وملكاً علي الجميع وتعبد له رؤساء وملوك الأرض.

وبالنسبةللنفس حينما تمتلئ من ندي السماء (الروح القدس) حينما تقدس نفسها تصبح مثمرةوتتحول لأرض خصبة. تشبع من الحنطة (العريس السماوي النازل من السماء) وتفرح بالخمرأي فيض الفرح الروحي الداخلي. مثل هذه النفس يكون لها سلطان وسيادة.

 

أية33:

” 33 فارتعد اسحق ارتعادا عظيما جدا وقال فمن هو الذي اصطاد صيدا واتىبه الي فاكلت من الكل قبل ان تجيء وباركته نعم ويكون مباركا

إرتعدإرتعاداً عظيماً: لأنه علم أن نيته أن يبارك عيسو كانت ضد إرادة الله وأن ما حدثكان بسماح من الله لذلك لم يلوم رفقة ولا يعقوب لذلك قال نعم ويكون مباركاً فهذههي إرادة الرب. لذلك قال بولس أن عيسو طلب التوبة بدموع ولم يجدها عب 17:12.

 

الأيات34-37:

” 34 فعندما سمع عيسو كلام ابيه صرخ صرخة عظيمة ومرة جدا وقال لابيهباركني انا ايضا يا ابي 35 فقال قد جاء اخوك بمكر واخذ بركتك 36 فقال الا ان اسمهدعي يعقوب فقد تعقبني الان مرتين اخذ بكوريتي وهوذا الان قد اخذ بركتي ثم قال اماابقيت لي بركة 37 فاجاب اسحق وقال لعيسو اني قد جعلته سيدا لك ودفعت اليه جميعاخوته عبيدا وعضدته بحنطة وخمر فماذا اصنع اليك يا ابني

عيسوحرم من البركة لأجل أستهتاره عب 16:12. وصراخه وحزنه كانا بسبب الخسارة المادية(نصيب البكر في الميراث) وليس بأي إحساس روحي. بدليل قوله “أما بقيت ليبركة” فكيف يأتي المسيح من نسلهما معاً

 

أية39:

” 39 فاجاب اسحق ابوه وقال له هوذا بلا دسم الارض يكون مسكنك وبلا ندىالسماء من فوق

بلادسم الأرض يكون مسكنك: أي في الصحراء فهو لا يميل للحرث والزرع. وبلا ندي السماءمن فوق: فالروح القدس لا يحل سوي علي من هم من نسل يعقوب أي الكنيسة. وكل من يبتعدعن الله لا يرتوي من الروح القدس ولا يكون مثمراً بل كمن في برية. وبسيفك تعيش.

 

أية40:

” 40 وبسيفك تعيش ولاخيك تستعبد ولكن يكون حينما تجمح انك تكسر نيره عنعنقك

يعيشبسيفه فهو صياد. ولكن يكون حينما تجمح أنك تكسر نيره عن عنقك: إجمالاً خضع أدوملإسرائيل ولكنهم تحرروا منهم أيام الملك يورام وأيام أحاز فكسروا النير فترة.

 

الأيات41-46:

” 41 فحقد عيسو على يعقوب من اجل البركة التي باركه بها ابوه وقال عيسوفي قلبه قربت ايام مناحة ابي فاقتل يعقوب اخي 42 فاخبرت رفقة بكلام عيسو ابنهاالاكبر فارسلت ودعت يعقوب ابنها الاصغر وقالت له هوذا عيسو اخوك متسل من جهتك بانهيقتلك 43 فالان يا ابني اسمع لقولي وقم اهرب الى اخي لابان الى حاران 44 واقم عندهاياما قليلة حتى يرتد سخط اخيك 45 حتى يرتد غضب اخيك عنك وينسى ما صنعت به ثم ارسلفاخذك من هناك لماذا اعدم اثنيكما في يوم واحد 46 وقالت رفقة لاسحق مللت حياتي مناجل بنات حث ان كان يعقوب ياخذ زوجة من بنات حث مثل هؤلاء من بنات الارض فلماذا ليحياة

نويعيسو أن يقتل يعقوب بعد موت أبيه فدبرت رفقة خطة لهروب يعقوب فهي لم تستطع انتواجه اسحق بما نوي عيسو ان يفعله وإلا لامها اسحق علي فعلتها فدبرت ان تشتكي منزوجات عيسو حتي يرسل إسحق ابنه إلي لابان ليتزوج من عائلته. وكان تدبيرها ان يقيميعقوب لدي خاله أياماً قليلة: لكن إقامته طالت عشرات السنين فيها حرمت أمه منهوهناك تمررت حياة يعقوب من خداع لابان خاله كما خادع هو أبوه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى