عهد قديم

الإصحاح الثامن عشر



الإصحاح الثامن عشر]]>الإصحاح الثامن عشر

أيات1، 2:

1 وظهر له الرب عند بلوطاتممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار 2 فرفع عينيه ونظر واذا ثلاثة رجالواقفون لديه فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد الى الارض

الصداقةالفريدة بين الله وابراهيم تظهر هنا في زيارة الله لإبراهيم ومعه ملاكين وهي احدظهورات المسيح في العهد القديم. هي زيارة كشفت الكثير من حب الله ومعاملاته.

وسجدإلي الأرض: هو سجود إكراماً للضيف وليس سجود لله فإبراهيم لم يكن يعرف أولاً أنهالله بدليل (عب 2:13) هذا النوع من السجود هو الذي تقدمه الكنيسة لأبائها البطاركةوالأساقفة. بل أن إبراهيم سجد بعد ذلك لبني حث (تك 12:23) فأي اعتراض علي ما تقومبه الكنيسة. ومشهد إستقبال إبراهيم للمسيح يشرح لكل نفس تتمثل بإبراهيم وتدخل معالله في صداقة حب تجلس عند باب خيمتها (الغربة عن العالم). هذه النفس تستقبل ربالسماء وملائكته. “إن أحبني أحد يحفظ كلامى ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنعمنزلاً ” يو 23:14″ “وهانذا واقف علي الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتيوفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه رؤ 20:3” ودخول المسيح (الشخص الأول والبارزمن الثلاثة إلي خيمة إبراهيم يرمز لتجسده (أي أخذ خيمة بشرية(

بلوطاتممرا: ممرا أي الرؤية أو البصيرة “طوبي لأنقياء القلب لأنهم يعاينونالله” وبولس يعطي درس من هذه الحادثة أنه بإضافة الغرباء إستضاف إبراهيمملائكة وهو لا يعلم ركض لإستقبالهم: هنا إبراهيم يتوجه للثلاثة ولم يميز حتي الآنتميز أحدهم عن الباقين.

مقالات ذات صلة

 

أية3:

” 3 وقال يا سيد ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك

ياسيد : حين اقترب منهم ميَز الشخص المميَز أي المسيح فوجه كلامه إليه.

 

الأيات4، 5:

” 4 ليؤخذ قليل ماء واغسلوا ارجلكم واتكئوا تحت الشجرة 5 فاخذ كسرةخبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون لانكم قد مررتم على عبدكم فقالوا هكذا تفعل كماتكلمت

ظنهمإبراهيم مسافرين فسألهم أن يغسل أقدامهم وأن يأكلوا. وغسل الأقدام هي عادة شرقية(لم يكن هناك أحذية بل صنادل مفتوحة فكانت سخونة الرمال تؤذي الجسد) لأن السير فيالحر مؤلم وغسل الأرجل يبرد الجسم كله وينعشه علاوة علي تنظيف الأرجل من الغبار.فتسندون قلوبكم: هذا بالطعام ليتقووا جسدياً بعد طول سفر.

 

الأيات6-8:

” 6 فاسرع ابراهيم الى الخيمة الى سارة وقال اسرعي بثلاث كيلات دقيقاسميذا اعجني واصنعي خبز ملة 7 ثم ركض ابراهيم الى البقر واخذ عجلا رخصا وجيداواعطاه للغلام فاسرع ليعمله 8 ثم اخذ زبدا ولبنا والعجل الذي عمله ووضعها قدامهمواذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة اكلوا

كانإبراهيم كريما جداً هو قال كسرة خبر فماذا كانت كسرة الخبز التي قدمها لهم 3 كيلاتدقيق سميذاً (أفخر دقيق) مصنوع خبز ملة (كان يخبز علي حجارة محماة) وهو من الخبزالنفيس +عجل رخص وجيد + زبداً ولبناً. ووقف هو يخدم الضيوف وهم يأكلوا وإذ كان هوواقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا : فإبراهيم كان لديه غلمان لكنه من كرمه كان هوبنفسه الذي يخدم الضيوف الغرباء ولاحظ تكرار كلمات (ركض/ أسرع/ أسرعي). وما هيتقدمة إبراهيم أ) دقيق يشير للمسيح في نقاوته (ابيض) وعاش مسحوقاً بالأحزان ب) 3كيلات رقم 3 يشير للثالوث ففي المسيح حل كل ملء اللاهوت “فإنه فيه يحل كل ملءاللاهوت جسدياً كو 9:2” ولذلك كان رقم 3 يشير أيضا للقيامة فالمسيح ما كانممكنا ان يسود عليه الموت طالما حل فيه كل ملء اللاهوت جسدياً. ج) عجل جيد مذبوحهذا يشير للمسيح المذبوح الذي قدم جسده لنا لنأكله “العجل المسمن لو23:15” والكنيسة تجتمع دائما حول المائدة المقدسة فالله لا يمكث معنا إن لميكن المسيح في وسطنا. لنقف مع إبراهيم تحت شجرة الصليب نخدم الأخرين في إتضاعوبفرح فنحن نخدم الرب فيهم.

 

أية9:

” 9 وقالوا له اين سارة امراتك فقال ها هي في الخيمة

إينسارة إمراتك : الله لم يقبل أن يكون مديوناً. فإبراهيم أكرمه وها هو يرد الجميللإبراهيم بأن يبارك زوجته. ولم يكن من عادة الشرقيين أن يسألوا عن الزوجة بإسمهاولكن الرب هنا أراد أن يعلن أنه ليس إنساناً عادياً. فيكف عرف اسم سارة؟

 

أية10:

” 10 فقال اني ارجع اليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امراتك ابن وكانتسارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه

زمانالحياة : في تك 21:17 سبق الرب وحدد أن سارة تلد في السنة الأتية أي بعد سنة وهنايسمي هذا الزمن زمان الحياة فهو زمن إعطاء حياة لمستودع سارة الميت.

وهووراءه: الضمير يعود علي باب الخيمة ولذلك يترجم النص “وسمعت سارة في بابالخيمة الذي كان وراءه” ومن كان وراءه سوي المتكلم طبعاً وهي ظنته أولاًإنسان عادي يجامل زوجها.

 

أية11:

” 11 وكان ابراهيم وسارة شيخين متقدمين في الايام وقد انقطع ان يكونلسارة عادة كالنساء

هذهالأية تثبت أن ولادة أسحق تساوي أقامة حياة من الموت.

 

أية12:

” 12 فضحكت سارة في باطنها قائلة ابعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ

ضحكتسارة : ربما ضحكت من الفرح أو الإندهاش. لذلك سمي الإبن إسحق الذي يعني ضحكاً حتييذكر إبراهيم وسارة عمل الله معهما كلما نادياه بإسمه فيمجدوا الله. وسيدي قد شاخ: هذه الكلمة لفتت نظر الرسول بطرس (ا بط 6:3(

 

أية15:

” 15 فانكرت سارة قائلة لم اضحك لانها خافت فقال لا بل ضحكت

إنكارسارة يعني أنها بدأت تدرك أن المتكلم شخص إلهي لأنه عرف ما في قلبها فخافت.

 

أية16:

” 16 ثم قام الرجال من هناك وتطلعوا نحو سدوم وكان ابراهيم ماشيا معهمليشيعهم

لميكتفي إبراهيم بالوليمة بل سار معهم ليرشدهم للطريق ويودعهم.

 

أية17:

” 17 فقال الرب هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله

هلأخفي عن إبراهيم : هذا سؤال لتأكيد أن الله لا يريد أن يخفي عن إبراهيم شيئاً هوسؤال للتأكيد مثل ” هل يخرج الشوك عنباً” (إن كبر إبنك خاويه(

 

أية18:

” 18 وابراهيم يكون امة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع امم الارض

وإبراهيميكون أمة كبيرة : من اليهود والمسيحين اولاده بالإيمان

 

أية19:

” 19 لاني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده ان يحفظوا طريق الربليعملوا برا وعدلا لكي ياتي الرب لابراهيم بما تكلم به

لكييوصي بنيه : علي الأب أن يعلم بنيه. وواضح أن وعد الله مشروط بحفظهم وصاياه.

 

أية20:

” 20 وقال الرب ان صراخ سدوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدا

صراخفي سدوم: من بشاعة خطاياهم صارت الخطايا تصرخ طالبة القصاص أو أن الأرض التي تلوثتصارت تصرخ من فساد أهلها كما حدث في حالة دم هابيل الصارخ إلي الله.

 

أية21:

” 21 انزل وارى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الاتي الي والا فاعلم

أنزلوأري: هذا ليشير لعدل الله الكامل فهو لا يعاقب إلا بعد الفحص التام. وهو الذي نزلفيما بعد ليصلب ويرفع عنا خطايانا إذ أخذ شكل العبد.

 

أية22:

” 22 وانصرف الرجال من هناك وذهبوا نحو سدوم واما ابراهيم فكان لم يزلقائما امام الرب

كانإبراهيم لم يزل قائما أمام الرب: كان الرب قد أخبره بما نوي عمله وكان هذا ليدفعإبراهيم للصلاة والشفاعة كما فعل مع موسي بعد ذلك.

وسدوموعمورة مدينتان بجوار البحر الميت أقام لوط في إحداهما. وسدوم تعني إحراق وعمورةتعني فيض أو طوفان. فالخطية تسبب الأحتراق والغرق. وربما نتيجة الحريق غرقتا.

 

أية23:

” 23 فتقدم ابراهيم وقال افتهلك البار مع الاثيم

حينماسمع إبراهيم بمصير سدوم وعمورة لم يتحدث مع الله عن ابنه المقبل ولا وعود الله بلإهتم وصلي وتشفع عن سدوم وعمورة. هي صورة حية للحب الناضج الذي فيه ينشغل الإنسانبخلاص إخوته. هكذا نفوس القديسين لا تهتم بما لنفسها بل بما للأخرين.

 

الأيات24-33:

” 24 عسى ان يكون خمسون بارا في المدينة افتهلك المكان ولا تصفح عنه مناجل الخمسين بارا الذين فيه 25 حاشا لك ان تفعل مثل هذا الامر ان تميت البار معالاثيم فيكون البار كالاثيم حاشا لك اديان كل الارض لا يصنع عدلا 26 فقال الرب انوجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة فاني اصفح عن المكان كله من اجلهم 27 فاجابابراهيم وقال اني قد شرعت اكلم المولى وانا تراب ورماد 28 ربما نقص الخمسون باراخمسة اتهلك كل المدينة بالخمسة فقال لا اهلك ان وجدت هناك خمسة واربعين 29 فعاديكلمه ايضا وقال عسى ان يوجد هناك اربعون فقال لا افعل من اجل الاربعين 30 فقال لايسخط المولى فاتكلم عسى ان يوجد هناك ثلاثون فقال لا افعل ان وجدت هناك ثلاثين 31فقال اني قد شرعت اكلم المولى عسى ان يوجد هناك عشرون فقال لا اهلك من اجل العشرين32 فقال لا يسخط المولى فاتكلم هذه المرة فقط عسى ان يوجد هناك عشرة فقال لا اهلكمن اجل العشرة 33 وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع ابراهيم ورجع ابراهيم الىمكانه

 نلاحظ في هذه الأيات

1.                اتضاع إبراهيم أمام الله ” أنا ترابورماد” هكذا يجب ان نقف أمام الله.

2.                شفاعته عن الآخرين وصلاته عنهم. ولم ينشغل بنفسهومشكلته هو الشخصية.

3.                لو وجد في سدوم 10 أبرار لنجت وهذا يشير لبركةوجود قديسين في مكان ما.

4.                صلاة إبراهيم توقفت عند 10 أبرار ولم يكمل فلعلهإقتنع بأن هذا الشعب يستحق مادام لا يوجد ولا حتي عشرة أبرار. وغالباً ما كانيدفعه للصلاة والشفاعة هو الروح القدس الذي يعلمنا كيف نصلي وهو الذي يضع كلاماًفي أفواهنا هو 2:14 وهو الذي أقنعإبراهيم ان يكف فهم لا يستحقون. إنما قبل الله صلاة وشفاعة إبراهيم وأنقذ لوطاًوزوجته وإبنتيه بل كان من أجل خاطر إبراهيم أن الملاكين سمحا للوط أن يخرج معهأصهاره، إلا أن أصهاره لم يستفيدوا من هذه الفرصة.

5.                ذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم :فالله حاضر طالما كان إبراهيم يصلي ويتشفع. لذلك يقول بولس الرسول صلوا بلا إنقطاع1تس 17:5

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى