عهد قديم

الإصحاح الرابع عشر



الإصحاح الرابع عشر]]>الإصحاح الرابع عشر

كانأهل سدوم أشراراً ونهايتهم كانت الحريق ولكن الله لا يضرب مباشرة دون إنذار لذلكنجد في هذا الإصحاح إنذارين موجهين لأهل سدوم وعمورة.

1.                خضوعهم لكدر لعومر 12 سنة كانوا يدفعون فيهاالجزية له.

2.                لم يفهموا أن هذا الألم راجع للخطية فيتوبوا بلفكروا بطريقة بشرية وعصوا علي كدر لعومر فحاربهم وسبا منهم سبياً ومن ضمن السباياكان لوط.

3.                وتدخل إبرام ناسياً أعمال لوط وأنقذه وأعاد كلشئ لسدوم وعمورة ولم يقبل أن يأخذ في مقابل ذلك أي شئ. ولكن هؤلاء الأشرار أيضاًلم يتوبوا

 

الأيات1-7:

” 1 وحدث في ايام امرافل ملك شنعار واريوك ملك الاسار وكدرلعومر ملكعيلام وتدعال ملك جوييم 2 ان هؤلاء صنعوا حربا مع بارع ملك سدوم وبرشاع ملك عمورةوشناب ملك ادمة وشمئيبر ملك صبوييم وملك بالع التي هي صوغر 3 جميع هؤلاء اجتمعوامتعاهدين الى عمق السديم الذي هو بحر الملح 4 اثنتي عشرة سنة استعبدوا لكدرلعومروالسنة الثالثة عشرة عصوا عليه 5 وفي السنة الرابعة عشرة اتى كدرلعومر والملوكالذين معه وضربوا الرفائيين في عشتاروث قرنايم والزوزيين في هام والايميين في شوىقريتايم 6 والحوريين في جبلهم سعير الى بطمة فاران التي عند البرية 7 ثم رجعوا وجاءواالى عين مشفاط التي هي قادش وضربوا كل بلاد العمالقة وايضا الاموريين الساكنين فيحصون تامار

سكنلوط منطقة سدوم الخاضعة في ذلك الحين لكدر لعومر ملك عيلام (فارس) وكانت تدفع لهالجزية وهذا الملك عرف ببطشه وسطوته إذ إكتسح كل ممالك الجنوب. وأخضع لسلطانه كل بلادوادي الأردن (كان هذا جزءاً من نبوة نوح بخضوع كنعان لسام).

وشنعار:هي مابين النهرين الفرات ودجلة والاسار علي الفرات. وملوك ما بين النهرين كانوا قدأخضعوا ملوك سدوم وعمورة وأدمة وصبوييم وصوغر للجزية لمدة 12 سنة ولم يذكر اسم ملكصوغر أما 1) لصغر شأنه أو 2) لبشاعة خطيته.

وإذشعرت البلاد بالمذلة قام الخمسة ملوك (سدوم وعمورة…. الخ) بالثورة ضد ملوك ما بينالنهرين حتي لا يدفعوا الجزية. فقام كدر لعومر بحملة تأديب ثانية ضد المتمردينوتحالف معه 3 ملوك وقد إكتسح هؤلاء الملوك الأربعة المنطقة. وكان خط سير الغزاةالرفائيين في عشتاروت ترنايم… الأموريين الساكنين في حصون تامار (5-7) هم ضربوا كلهؤلاء قبل أن يأتوا علي سدوم وعمورة. وكانت هذه خطة عسكرية محكمة فهم ضربوا الشعوبالصغيرة التي كانت ستؤيد وتدعم ملوك سدوم وعمورة. فهم بهذا أفقدوهم من يعينهموتركوهم وحدهم للمرحلة الأخيرة من الحرب.

عمقالسديم: لها تفسيرات عديدة (1) قالوا أنها سلسلة الصخور الطباشيرية الممتدة جنوبسهل أريحا وتسمي السد وجمعها بالعبرانية السديم فيكون المقصود هو كل دائرة الأردن.(2) رأي البعض أن بحر الملح إبتلع سدوم بعد حرقها فسمي المكان عمق السديم (عمق سدوم)(3) رأي البعض أنه يعني نمور السديم: وادي الحفر والأخاديد وهو سهل منخفض في منطقةبحر لوط (البحر الميت) تكثر به أبار الحمر.

والحمربين ملوك بابل الأربعة ضد ملوك كنعان الخمسة لها تأمل روحي فرقم (5) هو رقم الحواسورقم (4) هو رقم العالم. فالعالم بكل قوة إغرائه وخطاياه يهجم علي حواسنا الخمسةالخاضعة لإغراءات العالم. وكيف نغلب= إبراهيم + 318 من رجاله وإبراهيم يمثلالإيمان ورقم 318 قد يمثل رجال مجمع نيقية أي الثبات علي الإيمان المسلم مرة منالأباء وقد يشير كما سنري للصليب علامة يسوع المسيح.

أية4: استعبدوا لكدر لعومر: أي دفعوا له الجزية مدة 12 سنة

 

الأيات8-12:

” 8 فخرج ملك سدوم وملك عمورة وملك ادمة وملك صبوييم وملك بالع التيهي صوغر ونظموا حربا معهم في عمق السديم 9 مع كدرلعومر ملك عيلام وتدعال ملك جوييموامرافل ملك شنعار واريوك ملك الاسار اربعة ملوك مع خمسة 10 وعمق السديم كان فيهابار حمر كثيرة فهرب ملكا سدوم وعمورة وسقطا هناك والباقون هربوا الى الجبل 11فاخذوا جميع املاك سدوم وعمورة وجميع اطعمتهم ومضوا 12 واخذوا لوطا ابن اخي ابرامواملاكه ومضوا اذ كان ساكنا في سدوم

أبارحمر : الحمر هو القار المعدني وهو كالزفت أو القطران وهو موجود للأن بهذه المنطقة.وسقطا هناك: ملوك سدوم وعمورة كانوا يعتمدون علي أبار الحمر هذه كحماية طبيعية لهمتحميهم من هجوم الأعداء لكنهم سقطوا فيها. فهم سقطوا فيما تصوروا أنه يحميهم وهذاحال كل خاطئ. وريما يكون المعني أن الملوك سقطوا في أبار الحمر وأنقذوهم أو أنرجال جيشهم سقطوا هناك وهلكوا. أو أن المعركة دارت في هذه الأماكن غير المناسبةوكانت سبباً لهزيمتهم. وفي آية (12) تركيز علي أن لوط الذي إختار لنفسه خسر كل شئفي هذه الحرب بل خسر نفسه إذ هو نفسه ذهب أسيراً. لقد خسر كل ما تشاجر عليه. وفي هذهالآيات نجد أن ملوك ما بين النهرين بعد أن ضرباً الشعوب الصغيرة المؤيدة لكل منملوك سدوم إستداروا علي ملوك سدوم وعمورة لضربهم.

 

أية13:

” 13 فاتى من نجا واخبر ابرام العبراني وكان ساكنا عند بلوطات ممراالاموري اخي اشكول واخي عانر وكانوا اصحاب عهد مع ابرام

 إذ نجا إنسان كان يعرفعلاقة لوط بإبرام أتي وأخبر إبرام، العبراني : قد تعني أنه إبن عابر أو لأنه عبرالفرات وأتي إلي كنعان. ولكن ذكر الوحي هنا أنه عبراني مقصود أن يذكرنا بأن إبرامالمتغرب في خيام هو الذي أنقذ لوط الساكن المستوطن في سدوم. وواضح أن إبرام هناكان في عهد مع ممرا وأشكول وعانر الإخوة الأموريين وهؤلاء ساعدوه.

 

أية14:

” 14 فلما سمع ابرام ان اخاه سبي جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاثمئة وثمانية عشر وتبعهم الى دان

هيشجاعة وشهامة من إبرام أن يحارب لينقذ لوط. وأنها لحكمة إلهية تعطينا أن نعرف متينتسامح ومتي نحارب لندافع. فإبرام ترك حقوقه في نزاعه مع لوط لكنه حارب هنا لأنقلبه الناري لم يحتمل أن يكون هو في راحة وغيره متألم. ونلاحظ أن لوط الذي طلب مالنفسه خسر كل شئ. وهو قد تعرض لحروب الأعداء لأنه خرج بإرادته من حماية الله فهورفض أن يسير مع إبرام وأختار الأماكن الشريرة ليحيا فيها. إذن فعليه أن يتعرضلحروب العالم وتقلباته. ويري القديس إكليمنضس السكندري أن رقم 318 باليونانية يكتبهكذا TIH ويري أن حرف T هو شبيه بعلامة الصليبوحرف أو من IOC أي إبن وحرف H هو من Hcorc أي يسوع ويكون المعنيانها رمز لعلامة يسوع المسيح إبن الله أي الصليب (هي علامة الذين خلصوا) وقطعاًفإن رجال إبراهيم وحلفائه عددهم كان قليلاً لكن الله هو الذي يحارب ويعطي حكمةلإبراهيم كما حدث مع جدعون بعد ذلك بل لم نسمع عن أي خسارة في رجال إبراهيم.

 

أية15:

” 15 وانقسم عليهم ليلا هو وعبيده فكسرهم وتبعهم الى حوبة التي عن شمالدمشق

 إنقسم عليهم: أي قسمنفسه لعدة جيوش ليهجم عليهم من عدة نواح وهذا ما عمله جدعون أيضاً. (وكان رجالجدعون أيضا 300 رجل).

 

أية16:

” 16 واسترجع كل الاملاك واسترجع لوطا اخاه ايضا واملاكه والنساء ايضاوالشعب

أبرامالذي عاش كمتغرب هو الذي أنقذ لوط. وهكذا أولاد الله الذين يعيشون بروح الغربةقادرين أن يسندوا النفوس الضعيفة التي إنغمست في العالم.

تعليق:القديس بطرس في (2بط 6:2-8) يقول أن لوط كان يعذب نفسه بسبب الشر لذلك كان عليه أنيترك هذا المكان مضحياً بالثروات المادية لينقذ حياته. فهو ذهب لهذا المكان سعياًوراء المادة فقط ولذلك لم يستطع أن يبشر أو يشهد للحق وحينما فعل أخيراً كان كمازحفي عيون أهل سدوم (ص 19). لذلك قال له الملاك “إهرب لحياتك” وكان عليهأن يفعل هذا من قبل لكنه لم يفعل.

 

أية17:

” 17 فخرج ملك سدوم لاستقباله بعد رجوعه من كسرة كدرلعومر والملوكالذين معه الى عمق شوى الذي هو عمق الملك

عمقشوي: وادي السهل وعمق الملك: يقولون أن ملوك يهوذا كانوا يدربون جيوشهم في هذاالمكان وبذلك تكون إضافة حديثة تضع الأسم الحديث للمكان وهناك من يقول أن الأسمراجع لحادثة إجتماع الملوك مع إبرام ليشكروه علي إنقاذهم.

 

الأيات18-20:

” 18 وملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا وخمرا وكان كاهنا لله العلي 19وباركه وقال مبارك ابرام من الله العلي مالك السماوات والارض 20 ومبارك الله العليالذي اسلم اعداءك في يدك فاعطاه عشرا من كل شيء

ملكيصادق

قصةلقاء إبراهيم مع ملكي صادق تمثل لغزاً عند اليهود لا يعرفون له تفسيراً (عب 11:5)وقالوا أنه عسر التفسير. إذ كيف يقدم إبراهيم أب الأباء الذي في صلبه كهنوت لاويالعشور لرجل غريب ولماذا ظهر هذا الرجل في الكتاب فجأة وإختفي فجاة ولا يعرف أحدأباه أو أمه أو نسبه ولماذا لم يقدم ذبيحة دموية كما كانت عادة ذلك الزمان. وقدقال اليهود كمحاولة للتفسير أن ملكي صادق هو سام إبن نوح؟!! لكن ما الذي غير اسمهوماذا أتي به إلي كنعان!! هناك أسئلة كثيرة لا يجد لها اليهود حلاً. وقد كشف السربولس الرسول في رسالة العبرانيين وقال إن ملكي صادق هو رمز السيد المسيح. ونجد هنالفظ كاهن ولفظ الله العلي لأول مرة في الكتاب فالمسيح هو العلي الذي سيقدم نفسهذبيحة ككاهن.

1.     ملكيصادق تعني ملك البر رو 24:3 هذا من جهة الأسم.

2.     لكساليم تعني ملك السلام يو 33:16 من جهة العمل (وساليم غالبا هي أورشليم).

3.     نملكاً وكاهناً في نفس الوقت وهذا لا يتحقق عند اليهود فالملوك من سبط والكهنة منسبط آخر.

4.     قدمخبزاً وخمراً وهكذا قدم المسيح جسده ودمه على هذه الصورة فى الإفخارستيا.

5.     لمنعرف شيئاً عن أبيه وأمه وهو لا بداية لملكه ولا نهاية مذكورة، إشارة إلي السيدالمسيح الذي بلا أب جسدي وبلا أم من جهة اللاهوت، بلا بداية أيام، أبدي.

6.     جاءالسيد المسيح كاهناً علي رتبة ملكي صادق. وكأن الكهنوت اللاوي قد إنتهي ليقومكهنوت جديد يقدم خبزاً وخمراً.

7.     إبراهيمالذي من صلبه الكهنوت اللاوي يجمع العشور، هو نفسه يقدم العشور لملكي صادق فمنيكون هذا الذي يقبل العشور من إبراهيم سوي الله نفسه أو من يرمز إليه.

 

أية21:

” 21 وقال ملك سدوم لابرام اعطني النفوس واما الاملاك فخذها لنفسك

كانمن حق إبرام أن يحصل علي الأملاك فهو الذي حرر الجميع، كمكافأة علي تعبه.

 

أية22:

” 22 فقال ابرام لملك سدوم رفعت يدي الى الرب الاله العلي مالك السماءوالارض

لاحظان إبرام يكرر وراء ملكي صادق ما تعلمه منه “الله العلي مالك السماءوالأرض” وعلينا ان نتشبه نحن أيضاً بالقديسين. ورفع اليد تعني القسم.

 

أية23:

” 23 لا اخذن لا خيطا ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك فلا تقول انااغنيت ابرام

لاخيطاً:هذا خاص بالنساء فالخيط هو الذي يربطون به شعرهم ولا شراك نعل: هذا للرجالوالمقصود أنه لا يريد أي مكافأة أرضية (لا من الرجال ولا من النساء الذين أنقذهم)ترك المكافأة الأرضية طالباً المكافأة السماوية. بل هو في تركه المكافأة فاق مطالبالناموس التي أعطيت فيما بعد وكانت تعطيه الحق في المكأفاة.

 

أية24:

” 24 ليس لي غير الذي اكله الغلمان واما نصيب الرجال الذين ذهبوا معيعانر واشكول وممرا فهم ياخذون نصيبهم

هوترك حقه لكن طلب حق الرجال الذين حاربوا معه. فهو لا يلزم الأخرين بنفس مستواهالروحي. بل بحكمته هذه إشتري صداقتهم. هذه صورة حية للنضوج الروحي والفكري.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى