عهد قديم

الإصحاح الحادي عشر



الإصحاح الحادي عشر]]>الإصحاح الحادي عشر

الإصحاحالعاشر يأتي تاريخياً بعد الإصحاح الحادي عشر. ولكن الأسلوب الذي إتبعه الوحي أنهبدأ في العاشر شرح كيف أن نوح وأبناؤه إنتشروا في الأرض كلها ويأتي هنا ليشرحالسبب وهو بلبلة الألسنة.

ونجدفي هذا الإصحاح موضوعين مختلفين.

الموضوع الأول

الموضوع الثاني

سعي الأنسان للهروب من الله.

مقالات ذات صلة

تمثل هذا في بابل التي تبني برجاً.

 

يمكن تسمية هؤلاء أبناء الناس.

هؤلاء كل إهتمامهم بالأرض

وكل إشتياقهم لها ليكون لهم إسماً فيها.

 

هؤلاء لم يقيموا بيتاً أو مذبحاً للرب

بل أقاموا مدناً لأنفسهم محصنة.

دعوة الله للإنسان.

تمثل هذا في أبرام الذي دعاه الله ليترك أرضه.

يمكن تسمية أبرام ونسله أبناء الله.

هؤلاء إشتياقهم للسماء وهم في إرتحال مستمر إلي كنعان السماوية (تك 9:12) فهم في غربة مستمرة.

أبرام لم تفارقه الخيمة (غربة) ولا المذبح فلم تكن له هنا مدينة باقية عب 10:11.

لهذهالأسباب صارت بابل من أول سفر التكوين حتي سفر الرؤيا رمزاً للمادية والعصيان عليالله وهذا ما حاول الله هنا أن يحطمه. نري في شعب بابل أنه عوضاً أن يتكا علي صدرالله إتكا علي ذاته، وأراد أن يقيم لنفسه برجاً من صنع يديه، وهذا نتيجة لقسوة قلبالخطاة فهم يصابوا بما يسمي العمي الروحي فبدلاً من أن يهرب إلي الله في وقت الشدةنراه يهرب من الله.

 

أية1:

” 1 وكانت الارض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة

لغةواحدة: يظن البعض أن هذه اللغة كانت العبرانية ويدللون علي ذلك ان الأسماء الأوليمثل آدم وحواء وعدن عبرية. وأن بعد بلبلة الألسنة ظلت هذه اللغة هي لغة عابر وكانهذا مكافأة له علي قداسته (نادي بهذا القديس أغسطينوس) وإستمرت العبرية لغة اليهودحتي السبي ثم تحولت للأرامية لإختلاطهم بالبابليين. ويري البعض الأخر أنها كانتالكلدانية (السريانية) ويعللون ذلك بأن اللغات الشرقية كلها مشتقة من مصدر واحدوأن العبرية ليست إلا فرعاً من فروع هذه اللغة. عموماً يصعب تحديد هذه اللغةالواحدة قبل البلبلة.

ولكننانري يوم الخمسين حين حل الروح القدس أنهم تكلموا بلغات مختلفة وفهموا بعضهم فمثلاًسمع المصريين أو الفرس بعض الرسل يتكلمون بلغتهم وفهموهم. ونستنتج أن الروح القدسروح المحبة قادر أن يضع فينا لغة مشتركة بها نتقاهم معاً هي لغة الحب الذي لا يعرفالإنقسام. لغة الشكر والتسبيح لله. هذه هي اللغة التي سنتكلم بها في السماء، فهيلغة كل السمائيين. ونفهم أن بلبلة الألسنة حدثت لتفضح البلبلة الداخلية.

 

أية2:

” 2 وحدث في ارتحالهم شرقا انهم وجدوا بقعة في ارض شنعار وسكنوا هناك

وحدثفي ارتحالهم: غالباً للبحث عن مراعي للماشية. أو للإمتداد لباقي الأماكن لتعميرها.شرقاً: بعد الطوفان إستقر الفلك علي جبل أراراط وقوله شرقاً فهذا يشير إما انهمبعد الطوفان كانوا قد أتجهوا ناحية الغرب أولاً ثم أتجهوا شرقاً نحو أرض شنعار:وأرض شنعار هي سهل دجلة والفرات. أو أن جزء منهم إتجه شرقاً وهم الذين حاولوا بناءالبرج. لأن جبل أراراط شمال أرض شنعار. أو لأن أرض شنعار عموماً تسمي الشرق (عد7:23) فهي شرق أرض الميعاد.

 

أية3:

” 3 وقال بعضهم لبعض هلم نصنع لبنا ونشويه شيا فكان لهم اللبن مكانالحجر وكان لهم الحمر مكان الطين

قالبعضهم لبعض: هنا نري الأشرار يدعمون بعضهم بعض فهل نفعل هذا كأولاد الله. ونجد هنابداية التمدن. فلأن سهل شنعار يفتقد وجود الحجر إستعملوا اللبن المحروق بالنار بعدتجفيفه في الشمس، كما يحدث حالياً في مصر لتصنيع الطوب الأحمر. والحُمر: نوع منالقار المعدني متي جمد يدعي بالزفت. وهو يكثر في منطقة الفرات. مكان الطين: استخدمالطين لعمل المونة بين قطع الحجر. والأن يستخدم الحمر بدلاً منه. ولنلاحظ أن هؤلاءالذين بنوا لهم مدينة لتكون باقية في الأرض إستخدموا الطين والزفت. أما من عاش فيخيمة مثل أبرام متغرباً فلنسمع ما أعده الله لمن هم مثله (أش 12،11:54+ رؤ 19:21).

 

أية4:

” 4 وقالوا هلم نبن لانفسنا مدينة وبرجا راسه بالسماء ونصنع لانفسنااسما لئلا نتبدد على وجه كل الارض

ماهو هدف بناء البرج والمدينة؟

1.     قالالبعض: ليهربوا من الطوفان إذا حاول الله إهلاكهم بسبب خطاياهم. ولكن إذا كان هذاصحيحاً لبنوا البرج فوق الجبل. عموماً هو إحتمال قائم.

2.     برجاًرأسه بالسماء: هذا القول يحمل نغمة تحدي الله فيصل للسماء أي يصل لله. ولكن الوصولللسماء يكون بالقداسة وليس بالأبراج العالية. وقال البعض أقاموه لعبادة نجومالسماء وأرادوه عالياً ليصلوا لأعلي مكان ليرضوا الهتهم ويتقربوا لها (بدايةالعبادة الوثنية).

3.     لنصنعلأنفسنا إسماً: كانوا يريدون أن يكون هذا البناء الرائع شاهداً لعظمتهم مخلداً لهمليتحدث عنهم الجميع بمهابة وتعطيهم سيادة للعالم. وهناك من قال أنهم كتبوا أسماؤهمعلي حجارة البرج. فهو علامة علي المجد الزمني العالمي، هم قوم مختالين بأنفسهم.

4.     لئلانتبدد علي وجه كل الأرض: لقد أمرهم الله بالإنتشار ليملاؤا كل الأرض ولكنهم حاولواأن يتمركزوا في بايل مؤسسين مملكة عظيمة غالباً بقيادة نمرود مخالفين رأي الله.وقيل عن الكنعانيين أن لهم مدن عظيمة محصنة إلي السماء (تث 28:1). ولم يكن الشر فيأنهم أرادوا أن يقيموا مدينة ولا في بناء برج شاهق لكن في قلوبهم التي كانت في وضعتحدي لله ورفض لمشورته فهم لم يثقوا في حمايته ووعوده مع أن الله يكون سوراً مننار يحمي اولاده. (زك 5:2) وهم في بعدهم عن الله أرادوا أن يثبتوا ذواتهم فيقيموالأنفسهم إسماً. وإذا كان الكنعانيين بنوا مدن عظيمة محصنة إلي السماء فلنا أننتصور أن هؤلاء البابليين لم يكتفوا ببناء برج واحد بل أرادوا بناء أبراج عاليةكثيرة. ولو عادوا الله بالحب لوجدوا فيه مدينتهم السماوية وحصنهم الحقيقي ولنالواإسماً في السماء وليس علي الأرض فقط.

 

أية5:

” 5 فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو ادم يبنونهما

فنزلالرب: الله موجود في كل مكان وقوله نزل لا يُفهم حرفياً لكن معناها:-

1.                نزل تشير لمدي تدني فكرهم فنزول الله معناها أنيتواضع ليري عملهم المتدني.

2.                هو نزول أن الله يهتم بتفاصيل حياة البشر حتيعصيانهم.

3.                بعد ذلك نزل الرب وتجسد ليخلص ويرفع مستوي البشرالهابط.

4.                قوله ينزل أي أنه سوف يفعل شيئاً غير عادي عليالأرض لتصير حضرته ملموسة.

لينظر:بنفس المفهوم لا يعني أن يتعلم شيئاً جديداً فهو لا يجهل شيئاً. إنما يقال ينظرويعرف بالمعني الذي به يجعل الأخرين ينظرون ويعرفون. فالله يحدثنا بلغتنا بقدر مانفهم ونحتمل.

بنوآدم: هم بنو آدم وليس أبناء الله. فهم هنا شابهوا آدم أبيهم في عصيانه. وهم عليشكل أبيهم سيموتون فلماذا يبحثون عن إسماً علي الأرض ولماذا يتحدون الله وهم ضعفاء.

 

الأيات6-8:

 6 وقال الرب هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعملوالان لا يمتنع عليهم كل ما ينوون ان يعملوه 7 هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لايسمع بعضهم لسان بعض 8 فبددهم الرب من هناك على وجه كل الارض فكفوا عن بنيانالمدينة

كانالله يمكنه بسهولة أن يعاقبهم بالموت لكن ليست هذه هي طريقة الله فالله لا يعاقبالأن في هذه الحياة بل هو يؤدب ويوقف إمتداد الشر حتي لا يؤثر علي خطة الله للبشر.ونجد الله هنا يؤدبهم بأن بلبل السنتهم وبددهم في الأرض ولنلاحظ:-

1.     همخافوا أن يتبددوا فبنوا برجاً يجمعهم كنقطة تجمع ومركز لمملكة قوية لكن الله بددهم.

2.     ضرباتالله تظهر عدله ومراحمه ممتزجين معاً.

‌أ.                               لقد بلبل الله ألسنتهم حتي لا يتفقوا علي صنعالشر. وبوقوف الأشرار ضد بعضهم وعدم إتحادهم نفهم كيف تعين الأرض المرأة (رؤ 16:12).

‌ب.                           بلبلة الألسنة أدت لإنتشارهم في الأرض كلهاوتعميرها.

 

أية9:

” 9 لذلك دعي اسمها بابل لان الرب هناك بلبل لسان كل الارض ومن هناكبددهم الرب على وجه كل الارض

لذلكدعي إسمها بابل: إسم بابل يعني باب إيل أي باب الله. والله هنا يستخدم اسم بابللبلبلة الألسنة. فهناك معان متعددة لبعض الأسماء ومنها بابل هذا. وهناك بيت شعرللمتنبي صنع فيه هذا فمدينة تدمر أعجمية معناها النخل وجاء المتنبي فوضعها في بيتشعر بمعني الدمار. وهكذا صنعت زوجة نابال مع داود فهي غيرت مفهوم اسم زوجها نابالفكلمة نابال تعني عود للطرب أو أحمق. وهذا يدل علي عدم رضاء الله علي أهل بابل ولايريد أن ينسب أسمها له.

 

الأياتمن 10-26:

” 10 هذه مواليد سام لما كان سام ابن مئة سنة ولد ارفكشاد بعد الطوفانبسنتين. 11 وعاش سام بعدما ولد ارفكشاد خمس مئة سنة وولد بنين وبنات 12 وعاشارفكشاد خمسا وثلاثين سنة وولد شالح 13 وعاش ارفكشاد بعدما ولد شالح اربع مئةوثلاث سنين وولد بنين وبنات 14 وعاش شالح ثلاثين سنة وولد عابر 15 وعاش شالح بعدماولد عابر اربع مئة وثلاث سنين وولد بنين وبنات 16 وعاش عابر اربعا وثلاثين سنة وولدفالج 17 وعاش عابر بعدما ولد فالج اربع مئة وثلاثين سنة وولد بنين وبنات 18 وعاشفالج ثلاثين سنة وولد رعو 19 وعاش فالج بعدما ولد رعو مئتين وتسع سنين وولد بنينوبنات 20 وعاش رعو اثنتين وثلاثين سنة وولد سروج 21 وعاش رعو بعدما ولد سروج مئتينوسبع سنين وولد بنين وبنات 22 وعاش سروج ثلاثين سنة وولد ناحور 23 وعاش سروج بعدماولد ناحور مئتي سنة وولد بنين وبنات 24 وعاش ناحور تسعا وعشرين سنة وولد تارح 25وعاش ناحور بعدما ولد تارح مئة وتسع عشرة سنة وولد بنين وبنات 26 وعاش تارح سبعينسنة وولد ابرام وناحور وهاران

هذهالقائمة تشير أنه كما جاء من نسل حام من يقيم بابل رمز للمدينة الأرضية هكذا جاءمن نسل سام من يقيم مدينة الله. وهنا يبدأ من سام ليصل لإبراهيم ونلاحظ :

1.     لانسمع في هذه القائمة نغمة “ومات” كما في الأصحاح الخامس فهذا النسلسيأتي منه المسيح. وهذه القائمة مدعوة من الله لوعد بالحياة.

2.     كانمنهم من عبد الأوثان. (يش 3،2:24+ أع 2،1:7) فالله دعا إبراهيم ليترك أرضه وعشيرتهولا يتشبه بأباه في عبادة الأوثان. لكن الوحي لم يذكر لهم هنا عبادتهم للأوثان.

3.     أعمارهذه القائمة صغيرة بالنسبة لقائمة إصحاح “5” لكن ماذا يهم لو أن الأعمارهنا قليلة لكن هناك وعد بالحياة في السماء.

4.     لقدكان كل أب يسلم أبنه وعداً ورجاء بالميراث.

 

الأيات27-32:

” 27 وهذه مواليد تارح ولد تارح ابرام وناحور وهاران وولد هاران لوطا28 ومات هاران قبل تارح ابيه في ارض ميلاده في اور الكلدانيين 29 واتخذ ابراموناحور لانفسهما امراتين اسم امراة ابرام ساراي واسم امراة ناحور ملكة بنت هارانابي ملكة وابي يسكة 30 وكانت ساراي عاقرا ليس لها ولد 31 واخذ تارح ابرام ابنهولوطا بن هاران ابن ابنه وساراي كنته امراة ابرام ابنه فخرجوا معا من اورالكلدانيين ليذهبوا الى ارض كنعان فاتوا الى حاران واقاموا هناك 32 وكانت ايامتارح مئتين وخمس سنين ومات تارح في حاران

هارانولد إبناً هو لوط وإبنتين هما ملكة ويسكة. وتزوج ناحور أخو هاران ملكة بنته (بنتهاران) أي تزوج بنت أخيه. وهؤلاء ظلوا في أور وقد تزوج إسحق ويعقوب من هذهالعائلة. ولاحظ فقد خرج تارح مع إبرام وساراي ولوط من أور ثم توقف في حاران ومات.وكثيرون خرجوا من أور (الخطية) لكنهم بقوا في حاران ولم يصلوا لكنعان

 

حياةإبراهيم

·       يسمي الأباء الأولون مثل إبراهيم وأسحق ويعقوبونوح وأيوب… الأباء البطاركة فكان كل منهم رأس لعائلته وكاهناً لها ويقدم الذبائحلله وكان هذا قبل تأسيس الكنهوت اللاوي.

·       بدأ عصر البطاركة (الأباء) كطريق تمهيدي لدخولالله مع البشرية في عهود متتالية تختم بالعهد الذي يقيمه الله مع الأنسان فيالمسيح يسوع خلال الدم الذكي علي الصليب.

·       بدأ العمل بدعوة إبراهيم كأب الأباء، خلاله أخذتالبشرية كلها – أهل الختان وأهل الغرلة – الوعد بالبركة. فبإيمانه تبرر وهو بعد فيالغرلة (رو4) وأخذ الختان كختم لهذا الإيمان، فحمل إبراهيم أبوة جسدية لأهل الختانوأبوة روحية لمن يسلك بإيمانه

 

رحلةحياة إبراهيم

1.     عاشإبراهيم مع أبيه تارح وأخوته في أور الكلدانيين حيث تزوج سارة.

2.     تلقيالدعوة الأولي للخروج وهو في أور وهذا ما أعلنه أسطفانوس أع 2:7.

3.     خرجمن أور ومعه أبيه تارح وزوجته وابن اخيه لوط وسكنوا في حاران 15 سنة.

4.     بعدموت أبيه تارح جاءته الدعوة الثانية للذهاب إلي كنعان. فالله يكرر دعواته لعبيده.بمحبة ولطف وكرم بل وبإلحاح “ألححت علي فغلبت” (أر 7:20) وخرج إبراهيممن حاران وعمره “75” سنة.

5.     يبدوأنه اتخذ طريقه إلي كنعان عبر دمشق حيث أخذ عبده كبير بيته اليعازر الدمشقي.

6.     أقامأولا في شكيم (6:12) ثم ذهب إلي بيت إيل (8:12) ثم جنوباً.

7.     إذحدث جوع إرتحل إلي مصر وقال عن سارة أنها اخته خوفا من فرعون.

8.     عادإلي أرض الجنوب في فلسطين 1:13 ثم ذهب إلي بيت إيل 3:13.

9.     إفترقعن لوط فذهب إبراهيم إلي بلوطات ممرا في حبرون وذهب لوط إلي سدوم. وأقام إبراهيمفي بلوطات ممرا بين 15-25 سنة ودخل في عهود مع ملوك الأموريين. وغلب كدرلعومروحلفائه لينقذ لوط. وفي عودته باركه ملكي صادق.

10. إنتقل منبلوطات ممرا إلي أرض الجنوب وهناك أخذ أبيمالك ملك جرار زوجته سارة.

11. إمتحن اللهإبراهيم وسأله أن يذبح إبنه أسحق علي جبل المريا.

12. إرتحلإبراهيم بعد ذلك إلي بئر سبع.

13. موت سارةودفنها في مغارة المكفيلة.

14. بعد موتهاأوصي إبراهيم عبده أن يذهب لعائلته ليأخذ زوجة لإبنه إسحق.

15. تزوج قطورةوأنجب منها 6 أولاد.

16. مات إبراهيموسنة 175 سنة ودفن في مغارة المكفيلة.

 

ملاحظاتسريعة علي حياة إبراهيم

1.     دعوةالله لإبراهيم إن يخرج من أور ثم من حاران هي دعوة الله لكل نفس أن تعتزل أماكنالشر. فأهل أور من نسل حام كانوا يعبدون الأوثان. وكان دعوة الله لإبراهيم أن يتركأهله وعشيرته لأرض لا يعرفها ليحيا حياة الغربة في خيمة.

2.     هوتغرب من أهله وعن عشيرته لكنه لم يتغرب عن الله فأينما حَل أقام مذبحاً. لذلك ظهرفي حياة إبراهيم دائما الخيمة والمذبح= غربة عن العالم وشركة مع الله.

3.     ظهرالإيمان واضحاً في حياته فصار أباً لجميع المؤمنين وأمنت جميع الأديان بقداستهففيه إلتقي الجميع. فحينما دعاه الله خرج وراء الله وهو لا يعلم إلي إين. وحينماطلب منه الله تقديم أبنه قدمه دون مناقشة.

4.     دعوةالله لإعتزال الشر موجودة دائماً في الكتاب المقدس راجع (2كو 17:6 + رؤ 4:18 + تك17:19). والأنسان لكى تدخله محبة المسيح لابد أن يترك شيئاً لأجله فالمرأة السامريةتركت جرتها والتلاميذ تركوا شباكهم بل تركوا المهنة كلها ومتي ترك مكان الجبايةوإبراهيم ترك بيته وعشيرته وبلده.

5.     إتبعالله مع إبراهيم منهجاً عجيباً فهو يجرده من كل شئ حتي تزداد صلته بالله وتزدادمحبته، بدأ بأباه تارح ثم بأرض حاران ومن قبل ذلك أخرجه من أور نفسها ثم جرده منهاجر وإسمعيل (رمز المحبة الجسدية) كما كان تارح رمزاً للمعطلات فهو عطل إبراهيمفي حاران 15 سنة بعيداً عن كنعان. وجرده من المدينة الأمنة أور فهي مركز للعبادةالوثنية. ثم جرده من سارة وطلب منه تقديم إسحق. وهنا إرتفع إبراهيم في محبته للمستويالذي قال عنه المسيح “من أحب أبا أو أما… أكثر مني فلا يستحقني” والمعنيأن لا تكون العواطف البشرية الطبيعية عائقاً عن حب الله.

6.     إيمانإبراهيم وحياته مثالاً عجيباً في الكتاب المقدس. فهو إيمان عملي بإن الله يعوله عب9،8:11. وعاش كغريب ينتظر المدينة السماوية ساكناً هنا في خيام. بل آمن بأن اللهقادر ان يقيم إسحق من الموت بعد أن يقدمه ذبيحة لأن الله وعده بنسل من اسحق فهورجل إيمان ورجل طاعة لله وله روح العبادة يقيم مذبحاً في كل مكان، متغرباً عنالعالم بشروره. بل هو مثال للإتضاع (يسجد لبني حث طالباً منهم شراء مغارةالمكفيلة) وللشجاعة فهو يحارب خمس ملوك لينقذ لوط. ومثال للتسامح فهو أنقذ لوطبالرغم مما فعله به لوط. ومثالا لعفة النفس فلم يقبل أي أجر عن حربه وأنقاذ أهلسدوم ومثال للكرم فهو يضيف الغرباء وهو لا يعرفهم. هو صديق لله يشفع عن أهل سدوموحتي أن الله لا يخفي عنه شيئاً.

7.     بسببكل هذه الفضائل في حياة إبراهيم كثرت وعود الله له وبركاته لإبراهيم ونسله وتركزتالوعود في

‌أ.                               يكون بركة وبه تتبارك الأمم: يأتي منه المسيح.

‌ب.                           وعود بالنسل الكثير: رمز لنمو الكنيسة (يهودوأمم).

‌ج.                            وعود بالأرض وميراثها: رمز الأرض الجديدةوالملكوت.

 

ووعودالله لإبراهيم

1.     تك2:12-3 كانت فيحاران وعمره 75 سنة.

2.     تك7:12     بعد أن تركحاران حينما أمره الله.

3.     تك14:13-17        بعد أن تركهلوط فوعده الله بميراث الأرض كلها.

4.     تك4:15-18           بعد معركةكدر لعومر.

5.     تك4:17     غير اللهإسمه لإبراهيم.

6.     تك17:22، 18        بعد تقديمإسحق محرقة.

عليإننا نلاحظ أن وعود الله لا تتحقق فورياً، فوعد الله الأول لإبراهيم كان وعمره 75سنة ولم يتحقق أن يكون لإبراهيم نسل من سارة إلا وسنه 100 سنة. فالله لا يتعجلالأمور كالبشر المصابين بحمي السرعة ولكن هناك ميعاد لتحقيق وعود الله وهو الميعادالمناسب والذي يسمي “ملء الزمان”.

7.     ومعكل صفات إبراهيم الرائعة كان له سقطات فظيعة مثل

‌أ.                               النزول إلي مصر دون إستشارة الله حين حدثتالمجاعة. فالله الذي عال إيليا كان يستطيع أن يعوله لكنه تعجل وبحث عن الحلولالبشرية ونتعجب فهو لم يقيم مذبحاً لله في أرض مصر.

‌ب.                           كذبه وإدعائه أن سارة أخته (هي من أبيه وليست منأمه) لكن إخفاء جزء من الحقائق للخداع هو كذب وكانت النتيجة أن فرعون أخذها.

‌ج.                            قبوله هدايا فرعون مقابل زوجته. فهو إحتمي وراءزوجته بل كسب مادياً من ذلك.

‌د.                              تكرار نفس الخطأ مع إبيمالك ملك جرار. وفي قصةإبيمالك نري إبراهيم يعترف بأنها خطة إتفق عليها مع سارة حتي لا يقتله أحد بسببجمالها. ونري إبراهيم هنا يحكم علي أهل جرار ظلماً بأن ليس فيهم خوف الله والسؤال”لماذا أتيت إذا”.

‌ه.                              لما أبطا الله في تنفيذ وعده بالنسل تعجلإبراهيم وتزوج هاجر فكان هذا سبب مشاكل أسرية ومرارة نفس للجميع وبعد أن كانت سارةتقول له يا سيدي بدأت تتشاجر معه وتقول له أنه ظلمها وتحولت السعادة العائليةلمشاجرات.

 

والسؤاللماذا يكشف الله ضعفات رجاله في الكتاب المقدس؟

1.     منالمعزي حينما نقرأ الكتاب المقدس عن رجال الله القديسين نجدهم شخصيات بشرية مثلنالهم ضعفاتهم ونقائصهم وسقطاتهم فلا نظن أنهم من عجينة أخري غيرنا أو من طبيعةمختلفة عنا (فنوح سكر وتعري وإبراهيم أخطأ) إذا

أ.          لا نيأس إن أخطانا بليكون لنا رجاء أن نقوم ونتوب وأن الله سيقبلنا.

ب.        يكون لنا رجاء في حياةمقدسة مثلهم وتكون لنا أشواق روحية للقداسة.

2.     حينمانجد أن الجميع زاغوا وفسدوا…رو 12:3 نعرف أن الجنس البشري كله ساقط ويحتاج لمعونةمن الله فنشعر بإحتياجنا جميعاً لدم المسيح ونعمته.

3.     اللهلم يختار أشخاص معصومين لخدمته بل أشخاص عاديين لهم إيجابياتهم ولهم سلبياتهمولكنه يقنعهم بأن يتخلوا عن سلبياتهم ليسيروا في طريق الكمال. وهكذا كل منا بالرغممن سلبياتنا فالله وضع لكل منا عمل وخدمة وعلينا أن نعمل بأمانة حتي نتممه ولانسمع لمشورات عدو الخير بأن نترك خدمتنا لأننا غير مستحقين بل نتجاوب مع عمل الروحالقدس الذي يتوبنا فتكون خدمتنا ناجحة.

4.     اللهيتدخل لحماية أولاده وحياتهم حتي دون أن يسالوه وحتي لو كانت مشاكلهم بسبب أخطائهمالشخصية، هكذا أنقذ الله سارة في المرتين من يد فرعون ومن يد أبيمالك. بل نري اللهيسعي لصداقة مع البشر ويكشف لهم أسراره “هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله.وإبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية تك 17:18 هذه تساوي في الأمثال العامية ” إنكبر إبنك خاويه”. وعجيب هو الله في تواضعه ومحبته.

5.     يتضحمن قصة سارة وهاجر. خطأ تعدد الزوجات وخطأ الحلول البشرية. والحلول البشرية قدتأتي بحلول سريعة لكن مشاكلها كثيرة. فما فشلت فيه سارة بأن تنجب ولداً لمدة 83سنة عملته هاجر في سنة. ولكن حجم المشاكل كان رهيباً.

الخيمةوالمذبح: هما علامتين ملازمتين لإبراهيم أينما ذهب. والخيمة تعني شعوره بالغربة فيهذا العالم، لأنه يبتغي وطناً أفضل أي سماوي عب 16:11 والمذبح إشارة للعلاقة معالله، وعبادة الله. ولنلاحظ أن خيمة بدون مذبح، لا تزيد عن كونها “مرضا”نفسياً وعزلة عن المجتمع فالشعور بالغربة والإنعزال عن المجتمع دون أن يكون هناكحياة وصلاة وعشرة لذيذة معزية مع الله، ستكون هذه العزلة، شيئاً غريباً مؤلماًللنفس. المؤمن الحقيقي يعتزل العالم بشره وخطاياه لأنه اكتشف لذة المخدع. ولذلكوجدنا حياة إبراهيم سلسلة من الرؤي والتعزيات الألهية بسبب عبادته (المذبح) التيكانت بجانب إحساسه بالغربة (الخيمة).

أبوكمإبراهيم راي يومي وفرح: يو 56:8 لقد رأي إبراهيم الله بعد أن قدم إسحق (تك 14:22).وغالباً في هذه الرؤيا فهم إبراهيم معني تقديم إبنه اسحق ذبيحة، وفهم معني الخلاصالذي سيتم بالمسيح…. ففرح وتهلل.

 

الوعدبأن اليهود لهم الأرض من النيل للفرات

هذاالوعد جاء في تك 18:15 ولنا عليه عدة تعليقات لأن اليهود كعادتهم يخدعون البسطاءوغير الدارسين.

1.     الوعدلم يقل من النيل… بل من نهر مصر (وهذا المقصود به فرع النيل الذي كان يصل إلي شرقالعريش، وهذا الفرع إندثر الآن).

2.     نهرالفرات المقصود هو الفرع الذي يمر في سوريا وليس العراق.

3.     هذهالمملكة تحققت فعلاً في أيام سليمان امل 21:4 فهذه النبوة قد تمت فعلاً.

4.     فيالأيات تك 20،19:15 لم يذكر اسم المصريين ولا السوريين ضمن الشعوب التي سيخضعهااليهود لهم. بل ذكر الشعوب الكنعانية فقط (ولم يذكر أيضا الفلسطينيين).

5.     هذهالأية تك 18:15 لهما تطبيق روحي جميل يتمشي مع أش 23:19-25 وهو أنه في الأيامالأخيرة سيكون هناك إيمان قوي لمسيحيي مصر وسوريا بالإضافة لليهود في إسرائيلالذين سيؤمنون بالمسيح في نهاية الأيام.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى