عهد قديم

الإصحاح الثاني



الإصحاح الثاني]]>الإصحاح الثاني

الإصحاحالأول نجد فيه صلة الله بالكون عموماً. أما في الإصحاح الثاني فنجد فيه صلة اللهالمحب بالإنسان بصفة خاصة. هو إصحاح الروابط الحلوة:

1.                نشأة الإنسان وعلاقته بالله.

2.                راحة الله هي في راحة الإنسان.

3.                علاقة الإنسان بالأرض (الله ينبت زرعاً في جنة لأجلالأنسان).

4.                الإنسان يعمل بلذة وفرح في الجنة. والله شريكاًللإنسان في العمل فنجد أن الله هو الذي غرس جنة ليحيا فيها آدم، وآدم يعمل لكييحفظ هذه الجنة.

مقالات ذات صلة

5.                علاقة الإنسان بالحيوان (آدم له سلطان علي كلشئ) : إعطاء الأسماء.

6.                علاقة الزواج (الله يؤسس سر الزيجة) هنا نجدعلاقة المحبة التي تربط الإنسان بالإنسان.

7.                وراء كل هذا نجد الله المحب الذي خلق كل هذهالخليقة من أجل الإنسان.

8.                ولكن نجد هناك وصية لآدم حتي يكون له الحق انيستمتع بكل هذا، ففي مقابل الحرية هناك وصية.

 

أية1:”فاكملت السماوات والارض وكل جندها

أكملت: المعني أن بعد اليومالسادس لم يعد الله يخلق أجناساً جديدة، بل هو يخلق من نفس الأجناس التي سبقفخلقها وهو يحافظ علي خليقته وهذا معني أبي يعمل حتي الآن وأنا أعمل (يو 17:5) فهويحفظ الخليقة حتي لا تهلك والكواكب في مداراتها.

جندها:  الجند في العبراية صباوجمعها صباؤوت ومعناها جمهور أو جيش عرمرم والله يسمَي لذلك رب الصباؤوت أي ربالجنود. والجنود تطلق علي الملائكة وعلي شعب الله الذي علي الأرض وعلي أفلاكالسماء وكواكبها (2 أي 18:18 + أش 12:45 + مز 6:33) فالأولي تشير لجيش الملائكةوالثانية تشير لأجرام السماء وقوات الأرض والثالثة تشير لكل المخلوقات. ويكونالمقصود من الآية أن الله خلق كل شئ حسب جنسه ونظامه وترتيبه. السموات غيرالمنظورة بملائكتها والسموات المنظورة بنجومها والأرض وما عليها بكل زينتها. ولكنلماذا التسمية جنود؟! فالكواكب لنظامها البديع هي كجيش منظم وهي كثيرة جداً مثلالجيش لكن كل كوكب يعرف مكانه وهو تحت رياسة تضبطه وتضبط تحركاته. فالله ضابط الكلوالكنيسة سميت أنها مرهبة كجيش بألوية (أش 4:6 ).

 

الأيات2،3

” 2 وفرغ اللهفي اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل3 وبارك الله اليوم السابع وقدسه لانه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل اللهخالقا

أكملالله خليقته في اليوم السادس ورأي ذلك أنه حسن جداً والتطابق عجيب ففي اليومالسادس بل في الساعة السادسة أكمل الله فداء البشرية قائلا علي الصليب “قدأكمل” فبالصليب أعيدت خلقتنا من جديد وبالقيامة أخذنا الحياة. ومعني أن اللهيستريح في اليوم السابع أي هو يفرح ويسر بالإنسان موضع حبه وحينما سقط الإنسانوفسدت طبيعته جدده الله روحياً وفتح له باب السماء، في خلال اليوم السابع (الذيبدأ بعد خلقة آدم وينتهي بمجئ المسيح الثاني)، ففي خلال اليوم السابع كان الفداءالذي به أنهي الله أعماله كلها للإنسان وإستراح الله لأنه قدم للإنسان طريقالسماء. وراحة الإنسان الحقيقية أنه يكتشف أنه ليس تراباً فقط فيكون كل إهتمامهللعالم، بل هو خليقة روحية لا يستريح سوي في الله ومع الله، بل هو يقضي فترة خاطفةعلي الأرض ويكمل بعد ذلك حياته الأبدية في السماء في حضن الله. وحتي يطبع الله هذهالمفاهيم في الإنسان نري الله يطلب من الإنسان أن لا يعمل يوم السبت بل يخصصه للهوللعبادة. فالإنسان كجسد لابد ان يعمل وهذا هو ما طلبه الله من آدم ” لكنالإنسان كروح لن يرتاح وتكون له راحة إلا في الله.

فإستراح:

فيالعبرية لا تعني الكف عن العمل بل الراحة والإستقرار والرضي لأن الله لا يكل ولايعيا. وراجع مز 31:104 + صف 17:3 لتري ان الله يفرح ويسر بأعماله. وما يتعب اللهخطايانا أش 24:43. والإنسان كان سيظل في راحة لو لم يخطئ. ولكن الخطية والموت الذيإستتبعها كانا شيئاً عابراً وبعده ستعود الراحة. لذلك يعيش الإنسان مدة حياته عليالأرض يعمل ويشقي ويتعب (رمزياً مدة عمر الإنسان 6 أيام) وبعد الستة الأيام يذهبالإنسان للفردوس حتي يرتاح. وصارت راحة الله في إتحادنا بالمسيح القائم، وراحةالإنسان في المسيح القائم، لذلك إستبدلت الكنيسة يوم السبت بيوم الأحد يومالقيامة. وصار هذا اليوم هو راحة للجسد من التعب واهتمامات العالم لترتاح الروح فيعلاقتها بالله. فراحة الله= راحة الذين يستريحون في الله.

 

أية4:

” 4 هذه مبادئالسماوات والارض حين خلقت يوم عمل الرب الاله الارض والسماوات

هذهمبادئ:

بالعبريةجاءت الكلمة توليدوت وترجمت بالإنجليزية Generations وبالعربيةمبادئ فعمليات الخلق الجديدة تعتبر إنتاجاً للأجناس وتشبه بعمليات الولادة.

الربالإله:

لأنالإصحاح الأول كان يتكلم عن علاقة الله بالعالم وأنه الخالق الجبار إستخدم لفظإلوهيم= الإله بمعني صاحب القوة أو الكلي القدرة والقوة. ولكن في هذا الإصحاح الذييكلمنا عن الله المحب الذي هو كل شئ للإنسان وصنع كل شئ لأجل الإنسان الذي يحبهفنجد هنا الكتاب يحدثنا عن الله بإسم يهوة إلوهيم أي الرب الإله وهذه أول مرةيستخدم الكتاب اللفظ يهوة. وإسم يهوة من الفعل العبري “هوا” أو”هيا” بمعني كان، إذا يهوه معناها الكائن. والله عرَف موسي المعني بقوله” اهية الذي أهية” : أكون الذي أكون والمعني أن الله هو الواجب الوجودبذاته ولا يعتمد علي أحد في وجوده هو أزلي وأبدي، هو الذي كان والكائن الأن وإليالأبد. ولماذا إستخدم الكتاب هذا الأسم في هذا الأصحاح؟ لأن الله يعلن للإنسانالذي يحبه أنه هوله كل شئ، هو يعلن ذاته للمؤمنين به بالنعمة والمحبة وهو الذي فيهكل إحتياجات البشر.

يهوة:Iam : أناأكون… أكون كل شئ لأحبائي لذلك نري أسم الرب يأتي هنا في إصحاح حب الله لآدم. لفظالله تشير لسيادة الله علي كل الخليفة ولكن لفظ يهوة (الرب) تشير لعلاقة اللهبخاصته أي الإنسان الذي أحبه وخلق كل شئ لأجله.

“هو حياتنا كلنا خلاصناكلنا رجاؤنا كلنا وقيامتنا كلنا” (أوشية الإنجيل).

واليهودلم يكونوا يستعملون إسم يهوة لخوفهم من الأسم فإستعملوا بدلا منه لفظ أدوناي أيالسيد أو الرب وبالإنجليزية The Lord وباليونانيةكيريوس هذا ونلاحظ أن المسيح بعد أن أنهي خدمته الجهارية علي الأرض صلب يوم الجمعةوقضي يوم السبت في القبر.

ويريالأباء أن وصية حفظ السبت والتي تعني في العبرية “الراحة” إنما هي رمزللثبوت في المسيح بكونه راحة الأب، فيه يجد لذته من جهتنا، وراحتنا نحن إذ فيهندخل إلي حضن الأب. وكأن السيد المسيح نفسه هو سبتنا الحقيقي. هذا هو سر إهتمامالله بحفظ وصية السبت وجعلها خطأ رئيسياً في خطة خلاص شعبه، من يكسرها يكون قد نقضالعهد الإلهي وحرم نفسه من عضويته في جسد المسيح أي الكنيسة.

الربالأله

نلاحظفي الإصحاح الأول قول الكتاب في البدء خلق الله…

وفيالإصحاح الثاني تتكرر كلمة الرب الإله.

فاللهبمعني سيد، هو سيد كل الخليفة وموجدها من العدم وهو يسود علي الكل، علي كل ما خلقه.

وفيالإصحاح الثاني، إصحاح صداقة الله بالإنسان، الذي فيه لذته “لذاتي مع بني آدم(أم 31:8)” يقدم الله نفسه بإسم الرب الإله، فهو إله آدم أي خالقه وسيده،ولكنه أيضاً هو ربه. فما معني كلمة رب هذه؟ هي في أصلها يهوة (خر 15:3) ولكناليهود خوفاً من إسم يهوة، صاروا لا يستعملونه، بل إستخدموا بدلاً منه كلمة الرب،وصاروا يستبدلون كل كلمة يهوة بكلمة الرب في الكتاب المقدس بدافع الخوف من اللهومن إسمه يهوة. (كما لا يذكر غالبية المصريين أسماء زوجاتهم ويقولون “الجماعة”).

فمامعني كلمة يهوة؟ Iam أنا أكون… فهي من ناحية تعني أن الله هو الكائن بذاته ولميوجده أحد. كان وكائن وسيكون للأبد. ومن ناحية أخري فهو كل شئ لنا، لذلك يصلح أنيوضع مكان النقاط في أنا أكون… أي شئ، كما نقول في أوشية الإنجيل “أنتحياتنا، خلاصنا، رجاءنا… كلنا” ونلاحظ في الكتاب أن كلمة الله يستخدمهاالكتاب غالباً في حديثه عن علاقة الله بالعالم ككل، أما كلمة الرب فتستخدم مع شعبالله وخاصته.

أمثلة:قارن تك 7:16 فوجد (هاجر) ملاك الرب مع تك 17:21 ونادي ملاك الله هاجر من السماء،فهو ملاك الرب حين أمرها أن تعود لإبراهيم، وإبراهيم هو شعب الله، وهو ملاك اللهحين أمرها أن لا ترجع. وقارن تك 13:6 وقال الله لنوح “نهاية كل بشر”… هناالله سيد الخليقة الذي يأمر بهلاكها. مع تك 1:7 وقال الرب لنوح أدخل… هنا نوح هوخاصة الرب والذي يحميه الرب من الهلاك، هو للرب والرب له.

أية5:كل شجر البرية لم يكن بعد في الارض وكل عشب البرية لم ينبت بعد لان الرب الاله لميكن قد امطر على الارض ولا كان انسان ليعمل الارض

هيتكرار لليوم الثالث وهي لا تعني أن الله بدأ خلق النبات في هذا الوقت لأن الآنكانت الأرض قد إكتملت. وهذه الأية ذكرت هنا لتشير أن الله خلق النبات. لأجل آدمحبيبه ليكون له طعاماً. وهو خلق النبات من أرض كانت خربة وخالية. هذه الأية مراجعةلليوم الثالث تتمشي مع فكرة الأصحاح الثاني أن الله أعد كل شئ للإنسان.

 

أية6:

“6 ثم كان ضباب يطلع من الارض ويسقي كل وجه الارض

هذهالأية تشرح كيفية تكوين المطر فهو عطية الله للإنسان أيضا. والمطر أصله ماء قدتبخر من الأرض فتكون الضباب (السحاب) وتكاثف في طبقات الجو العليا حتي يمطر راجعأي 27:36.

 

أية7:

” 7 وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ في انفه نسمة حياة فصارادم نفسا حية

أدم

جسدهمن تراب الأرض وكلمة آدم تعني أحمر وأصل الكلمة “أدمية” أي تراب أحمر.ولكنه ليس تراب فقط بل

نفخالله في أنفه نسمة حياة

هذههي الروح فآدم من تراب ليعرف حقيقة ضعفه بدون نعمة الله، ومن نسمة الله ليعرفقيمته أمام الله، فيعطي لروحه الغلبة علي جسده وشهواته. وكلمة نفخ أي أودع الله فيآدم خاصية الحياة فنسمة الحياة هذه هي الروح أي 8:32.

تأمل:في آية 5 نري أن آدم كان لابد ان يعمل حتي يكون هناك ثمر. ولابد أيضا من بذور وهذهقد خلقها الله منذ اليوم الثالث ولابد من مطر يسقطه الله من السماء. وآدم هو منتراب الأرض فنجد آدم يشترك مع الله في العمل والله يشترك مع آدم في العمل حتي يكونهناك ثمر. وروحياً وبالرجوع لمثل السيد المسيح “الزارع والزرع” مت2:13-23 يكون المقصود بالأرض في المثل هو الإنسان (آدم من تراب). والبذرة هي كلمةالله (البذور خلقت في اليوم الثالث والمسيح قام في اليوم الثالث) والمطر هو الروحالقدس الذي يعطيه الله من السماء للإنسان. ولكن لنلاحظ أهمية عمل الإنسان بجانبنعمة الله وهذا ما تشير له كنيستنا بتعبير الجهاد والنعمة.

 

أية8:

” 8 وغرس الرب الاله جنة في عدن شرقا ووضع هناك ادم الذي جبله

هنانري محبة الله وأبوته الفائقة ورعايته ومحبته للإنسان فهو يغرس جنة ليعيش فيهاالإنسان. وهي شرقاً لأن موسي الآن يكتب في سيناء والجنة كانت عند نهر الفرات.

وكلمةعدن تعني بهجة أو نعيم. هكذا خلق الله آدم ليحيا في فرح. وكل مسيحي الآن ينظرللشرق أي ينتظر المسيح شمس البر في مجيئه الثاني بفرح ويعيش علي هذا الرجاء أنينتقل من عالم الحزن والشقاء لعالم الفرح الأبدي.

 

أية9:

” 9 وانبت الرب الاله من الارض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للاكل وشجرةالحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر

شهيةللنظر وجيدة للأكل:

والمسيححلقه حلاوة وكله مشتهيات نش 16:5. فهل ننظر له لنشبع أم ننظر للعالم نشبع به.

وشجرةالحيوة في وسط الجنة:

تشيرللمسيح الذي كل من يؤمن به تكون له الحياة الأبدية “يو15:3” وراجع أم18:3 فالحكمة هي شجرة حياة لممسكيها والمسيح هو أقنوم الحكمة (اللوغوس) وراجع رؤ7:2 +2:22 + يو54:6. ولا نجد في أورشليم السماوية غير شجرة حياة ولا نسمع أنه فيالسماء توجد شجرة معرفة خير وشر فلا يوجد هناك شر بل حياة أبدية.

شجرةمعرفة الخير والشر:

المشكلةليست في معرفة الخير والشر فالله يريدنا أن نميز بينهما ونختار الخير ونرفض الشر.ولكن المقصود هو أن من يأكل من هذه الشجرة فيعرف الخير والشر بمعني يعرف الخير حينيفقده ويعرف الشر بأن يختبره. فالمعرفة في حد ذاتها هي نعمة وبركة ولكنها إن إتجهتإلي خبرة الشر تصير علة للهلاك. هذه المعرفة هي التي تحمل العصيان في داخلها (عب14:5) الله كان يريد لآدم ألا يختبر الشر لأنه مازال ضعيفاً.

وشجرةالحياة كانت ضمن شجر الجنة المسموح لأدم أن يأكل منها ولوفعل لعاش للأبد والمقصودبهذا أن آدم كان معروضاً عليه أن يختار بحرية بين أن يتحد بالله فيحيا للأبد أو أنيبدأ في الإحساس بمواهبه وغناه وجماله وقوته بالإنفصال عن الله وليس من خلال وحدتهمع الله. والإنفصال عن الله يساوي موتاً. وكانت هذه سقطة إبليس أنه شعر بإمكانياتهحينما كان ملاكاً من طبقة الكاروبيم فإنفصل عن الله ومات وهلك. وهنا فالله يشرحلآدم لا تأكل من هذه الشجرة، شجرة الإنفصال عن الله كما فعل ذاك.

 

أية10:

” 10 وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة ومن هناك ينقسم فيصير اربعةرؤوس

كمانجد نهر هنا في الجنة نجد نهر في أورشليم السماوية رؤ1:22. وقد سبق ورأينا فيأورشليم السماوية شجرة حياة كما هنا في الجنة. وإذا كانت شجرة الحياة هي المسيحفالنهر إشارة للروح القدس الذي يفيض علي أرضنا فيحول قفرنا إلي حنة تفرح قلب الله(يو38:7) وإنقسام النهر إلي أربعة رؤوس فيشير إلي فيض الروح علي الكنيسة في كلمكان (رقم 4 هو رقم العمومية، أي هو لكل إنسان يريد) (مز 4:46) إذا الأنسان فيعلاقته بالله يصير بالروح القدس جنة عدن الجديدة. وبذلك فجنة عدن تشير للكنيسة أوللنفس البشرية التي فيها المسيح ويرويها الروح القدس وهي في فرح.

 

الأيات11-14:

” 11 اسم الواحدفيشون وهو المحيط بجميع ارض الحويلة حيث الذهب وذهب تلك الارض جيد هناك المقل وحجرالجزع 12 واسم النهر الثاني جيحون وهو المحيط بجميع ارض كوش 13 واسم النهر الثالثحداقل وهو الجاري شرقي اشور والنهر الرابع الفرات

أسماءالأنهار الأربعة أو الفروع الأربعة كل منها يشير لعمل من أعمال الروح القدس معالإنسان.

فيشون: الجاري أو المنطلقوالبعض يترجمه زيادة أو نمو. وهو يحيط بأرض الحويلة وحويلة تعني تعب ووجع. فالروحيفيض ليخلصنا من التعب، فهو المعزي.

جيحون: منقذ أو مخلص وهو محيط بأرض كوش (أسود)أي خلاص من سلطان الظلمة.

حداقل: هو نهر دجلة والكلمةتعني سريع وهو يجري شرق أشور. وأشور شعب مقاوم لله ولشعب الله. والمعني أن الله هوفي إستجابته سريع، وعمل نعمته سريع حتي تخضع كل التحديات المقاومة لشعب الله.

الفرات:  غزير وماءه عذب. وما أحلي وأعذب إعلانالله في المحبة.

إذاالروح القدس يفيض علي الإنسان بغزارة ويعطي له عذوبة تذوق محبة الله. ويخلصه منأتعابه ووجعه فهو المعزي ويخلصه من سلطان الظلمة فهو الذي يبكت علي الخطية وهوالذي يسندنا في حروبنا مع أعدائنا.

حيثالذهب… هناك المقل وحجر الجزع: مرة أخري نعود لأورشليم السماوية فنجدها من ذهبرؤ18:22 وسوقها ذهب رؤ21:22 وأساساتها أحجار كريمة رؤ19:22 ولنقارن مع الجنة.فالجنة لأنها مازالت في الأرض فكان فيها ذهب وفيها حجر جزع أما في السماء فكلهاذهب وأساساتها أحجار كريمة. فأدم خلق في الجنة كإنسان ترابي لكن نفخة الروح فيهوشركته مع الله جعلت لـه حياة سماوية والذهب يرمز للسماويات أما لو إنتقل للسماءفعلاً فسيصير سماوياً بالكامل. والمقل هو نوع من الصمغ (المر الذي يسيل من أشجاره)ويصلح كدواء وبخور وقد يكون حجر كريم نادر وحجر الجزع هو من الأحجار الكريمة.وأولاد الله في نظره هم أحجار كريمة والمقل هنا يشير لعلاقته بالله وصلاته أوإتصاله الدائم بالله.

ونلاحظالتشابه والمقارنة بين الجنة وأورشليم السماوية (أول وأخر الكتاب المقدس).

وجغرافيا:فقوله النهر غالباً يقصد به إلتقاء نهري دجلة والفرات والأربعة فروع هم دجلةوالفرات وفرعين لهما وربما يكونوا قد إندثروا. والحويلة هي القسم الشمالي الشرقيمن أرض العرب وكان حويلة من أبناء كوش. وكان الذهب يوجد في الجبال التي علي شرقالبحر الأسود. وأرض كوش غالباً هي أرض عيلام التي عرفت إلي زمان طويل بأسم”كاشو” كما أن سهل بابل كان يدعي “عدنو” وهناك فروع كثيرةللنهرين الكبيرين ربما يكون منهما جيحون وفيشون وربما هما فرعان مندثران. وموقعالجنة هو إما جنوب العراق أو في أرمينيا. وعموماً فهذه الأرض أرض خصبة وأرض أنهار.

 

أية15:

” 15 واخذ الرب الاله ادم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها

 ليعملها ويحفظها:

هنانجد آدم شريكاً لله في العمل فجنة عدن غرسها الله وها هو آدم يعملها ويحفظها.فالإنسان خلق ليعمل والله نفسه يعمل. أف 10:2 فالله لم يخلق الإنسان ويعطيه عقلاًوحكمة لينام ويأكل ويشرب فقط. فالله قدس العمل.

 

الأيات16 17 :

“16 واوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا 17 واماشجرة معرفة الخير والشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت

هذهالأيات هي شرط الإستمرار في هذه الحياة والشركة الحلوة مع الله. هنا نجد الوصيةوالوصية هي:-

1.                إعلان حرية إرادة الإنسان فمع الحرية لابد منوصية.

2.                شرط الإستمرارية في هذا النوع من الحياة.

ونجدهنا نتيجة عدم طاعة الوصية…موتاً تموت: فالإنسان لم يخلق ليموت بل ليحيا ولكن”أنا أختطفت لي قضية الموت… القداس الغريغوري”. وهذه ليست عقوبة بقدر ماهي نتيجة يحذر الله آدم منها. أن الإنفصال عنه = موت. ومن هنا نري ان الوصية ليستحرماناً بل هي الطريق للتمتع بالفرح والقداسة مع الله. أما الموت فهو الثمرةالطبيعية للخطية. ومن محبة الله للإنسان فهو لم يلعن الإنسان بسبب الخطية بل لعنالأرض ولعن الحية.

(كانآدم في الجنة مثل شخص ضعيف في غرفة معتمة أعطي له الطبيب وصية، أنه لو خرج منهاستقابله الميكروبات فيمرض ويموت. وخرج الشخص فأصيب بالأمراض فأعطي الله الوصاياالعشر كنصائح مثلما يعطي الطبيب نصائح للمريض حتي يطيل عمره بقدر الإمكان).

 

الايات18- 21:

” 18 وقال الرب الاله ليس جيدا ان يكون ادم وحده فاصنع له معينا نظيره19 وجبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء فاحضرها الى ادمليرى ماذا يدعوها وكل ما دعا به ادم ذات نفس حية فهو اسمها 20 فدعا ادم باسماءجميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية واما لنفسه فلم يجد معينا نظيره21 فاوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من اضلاعه وملا مكانها لحما

فيأية 18: نري الله يتخذ قراراً بأن يصنع لأدم معيناً نظيره، أي أن الله قد إتخذقراراً بأن يخلق حواء من جنب آدم.

وكانالمسار الطبيعي للأيات أن تأتي أية 21 (فأوقع الرب الأله سباتاً علي آدم فنام.فأخذ واحدة من أضلاعه…الخ) بعد أية 18 مباشرة. فما الذي أدخل الأيات 20،19فيمابينهما.

هنانري طريقة الله في التعامل مع الإنسان، صديق الله. فالله خلق الإنسان حراً، واللهلا يفرض علي الإنسان شئ رغما عن إرادته لذلك نجد الله هنا يأتي بالحيوانات ويشرحلآدم طبيعة كل حيوان وبعد أن يفهم آدم طبيعة الحيوان ويدرسه دراسة كاملة يعطيه أييعطي للحيوان إسمه [ كما نقول في العربية (دب) لأن هذا الحيوان ضخم وثقيل الوزن،وحينما يسير يدب علي الأرض… وهكذا] وفي أثناء الشرح يكتشف آدم أن الحيوانات كلهاذكر وأنثى فيسأل الله ولماذا هم ذكر وأنثي؟ فتكون إجابة الله

الإنثييا آدم 1- لتكون معيناً نظيره” 2-ليتكاثروا.

ويسألآدم ولماذا أنا وحيد دون أنثي؟ ويقول له الله وهل تريد لك أنثي، ويقول آدم بعد أنأقنعه الله نعم أريد… هنا تحول قرار الله في آية 18 إلي طلب من آدم لله. فالله لايفرض علي شيئاً إلا بعد أن يقنعني، ويصير هذا الشئ طلباً لي، لذلك قال أرميا.أقنعتني يارب فإقتنعت وألححت علي فغلبت أر7:20 بل أن الآية “الروح القدس يبكتعلي خطية … يو 8:16 في ترجمات أخري نجدها “الروح القدس يقنع علي خطية… فالروحالقدس يقنع الإنسان ويحاوره ويلح عليه أن يترك الخطية لمصلحته.

أية18: نري هنا أن الله يريد أن يحيا الإنسان حياة إجتماعية، فيها حب متبادل وأسرةمتحابة ومجتمع متعاون (فيه الأذن والعين واليد والرجل…) وكلمة معيناً نظيره= يكشفعن مفهوم الحياة الزوجية فهي نظيره فلا يتشامخ أحدهما علي الأخر.

الأيات20،19: لماذا يسمي آدم الحيوانات بأسمائها:-

هذايعطيه شعوراً بالسيادة عليهم.

كانيعطي الإسم بعد أن يدرس ويعرف طبيعة الحيوان وما العمل الممكن ان يقوم به أوالخدمة التي يمكن إستخدامه فيها. إذا هي نوع من الدراسة والمعرفة.

كانفي هذا تدريب من الله لآدم علي التفكير والنطق.

حيندرس الحيوانات وجدهم ذكراً وأنثي ولم يكن بينهم من هو نظيره فإشتاق أن يكون لهمعيناً نظيره.

ولاحظفإن الله أعطي أسماء للشمس والقمر والنهار والليل فهو له سلطان علي كل هذه وتركالسلطان علي الحيوانات والطيور لآدم. فهو أي الله وضع بعضاً من كرامته علي آدم.وللأسف فقد الإنسان هذه الكرامة بعد سقوطه وهذا ما يسمى الموت الأدبى.

 

الأيات21-24:

” 21 فاوقع الربالاله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من اضلاعه وملا مكانها لحما 22 وبنى الربالاله الضلع التي اخذها من ادم امراة واحضرها الى ادم 23 فقال ادم هذه الان عظم منعظامي ولحم من لحمي هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت 24 لذلك يترك الرجل اباهوامه ويلتصق بامراته ويكونان جسدا واحدا

حواءصنعها الله من ضلع آدم والضلع بجانب القلب وتحت الذراع حتي يحيطها بحبه ويحميهابذراعه وهي ليست من رأسه فتنتفخ عليه ولا من قدمه فيدوسها. ولاحظ طريقة الله،فالله أخذ من آدم ضلعاً فهو حرمه من شئ، أي أحد ضلوعه ولكن ماذا أعطي له بعد ذلك…معيناً نظيره. وهكذا كل ما يحرمنا منه الله يعوضنا عنه بركات مضاعفة. ونجد في هذهالقصة تشابهاً مع قصة المسيح مع كنيسته عروسه.

آدم وحواء

المسيح والكنيسة

أوقع الرب سباتاً علي آدم فنام.

فتح الله جنب آدم ليأخذ ضلعاً.

بني الرب الإله الضلع… إمرأة.

حواء هي جسد آدم (جسداً واحداً)

هذه عظم من عظامي.. لحم من لحمي.

يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمراته.

مات المسيح علي الصليب (موته كان كالنوم).

فتح جنب المسيح بالحربة ليخرج دم وماء.

الروح القدس يبني الكنيسة بإستحقاقات الدم.

الكنيسة هي جسد المسيح (والمسيح هو الرأس)

أف30:5

المسيح ترك مجده السماوي وأمته اليهودية ليلتصق بنا.

فحينمات المسيح علي الصليب وطعن في جنبه فخرج دم وماء فاضت أسرار الكنيسة من جنبالمسيح. والمسيح ترك أباه بمعني أنه “إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أنيكون معادلاً لله، لكنه أخلي نفسه أخذاً صورة عبد (في 6:2) وتَرْكِه أمه أيتَرْكِه مجمع اليهود الذي ولد منه حسب الجسد ليلتصق بالكنيسة التي جمعها من كلالأمم.

وأحضرهاإلي آدم: هذا تأسيس سر الزواج.

 

أية25:

” 25 وكانا كلاهما عريانين ادم وامراته وهما لا يخجلان

كانكلاهما عريانين:        الجو كانليس بارداً ولا حاراً فهي جنة، بل ليس للحر ولا البرد سلطان عليهما. وعواملالطبيعة ليس لها سلطان عليهما وفي السماء لا حر ولا برد.

وهمالا يخجلان: في ترجمةأخري “لا يعرفان الخجل” فهما عريانين جسدياً لكن مستورين روحياً لهذا لميجدا ما يخجلهما. لأن ما يخجل الإنسان ليس جسده بل الفساد الذي دب فيه بسبب الخطية”فمن لم يعرف الخطية لن يعرف الخجل” وهذا هو وضع الأطفال الصغار.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى