انجيل يوحنا

الإصحاح الثاني



الإصحاح الثاني]]>الإصحاح الثاني

 

الآيات(1-12):           في كتاب إنجيل متى (مت1:9-8)

الآيات(13-17):                   في كتاب إنجيل متى (مت9:9-13)

الآيات(18-22):                   في كتاب إنجيل متى (مت14:9-17)

الآيات(23-28):                   في كتاب إنجيل متى (مت1:12-8)

 

(مر1:2-12):-

ثمدخل كفرناحوم أيضا بعد أيام فسمع انه في بيت. وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسعولا ما حول الباب فكان يخاطبهم بالكلمة. وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة.وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من اجل الجمع كشفوا السقف حيث كان وبعدما نقبوهدلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه. فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يابني مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم. لماذايتكلم هذا هكذا بتجاديف من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده. فللوقت شعر يسوعبروحه انهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم. أيماايسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يقال قم واحمل سريرك وامش. ولكن لكيتعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا قال للمفلوج. لك أقول قمواحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهتالجميع ومجدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط.

آية(1):-حينما رفضهأهل كورة الجدريين دخل السفينة وإجتاز، فالسيد لا يبقى قط حيث لا يُرْغَبْ فيه. وجاءإلى مدينته = أى كفر ناحوم (مر 1:2) وكانت كفر ناحوم هى مركز خدماته وتنقلاتهفى تلك المرحلة.

قصةشفاء المفلوج :

إذامفلوج يقدمونه إليه= أروع خدمة نقدمها لإنسان هى أن نضعه أمامالمسيح، والمسيح هو الذى يعرف إحتياجاته. ومن إنجيلى مرقس ولوقا نفهم أنهم قدموهبطريقة غير عادية، إذ هم نقبوا سقف البيت ولنلاحظ.

1) أنهإذ دخل المسيح إلى البيت، حالاً ذاع الخبر فإجتمع الناس حوله. وإذا دخل المسيححياتى لصرت رائحة المسيح الزكية، فيجتمع الناس حولى يسألون عن المسيح، وهذه هىالكرازة بحياة المسيح الذى فينا.

2)   ماذنب صاحب البيت الذى نقبوا سقفه ؟ ولكن على الخادم الأمين أن يحتمل الضيقات لأجلالمسيح.

3) مغفورة لك خطاياك = فالخطية هى سبب ألامنا.والمسيح يبحث عن شفاء البؤرة الصديدية، أصل الداء. ولنفهم أن كثيراً ما يؤدبناالرب بأمراض الجسد بسبب خطايانا، يؤدبنا فى الجسد لكى لا ندان مع العالم (عب5:12-11). ومن تألم فى الجسد يكف عن الخطية (ابط 1:4).والمسيح حين يغفر الخطايافهو يشفى النفس لتتمتع بالبنوة =ثق يابنى.

4) المسيحفى معجزة.بيت حسدا ذهب هو للمريض، إذا ليس له أصدقاء يلقونه فى البركة إذا تحركالماء. وهنا ينتظر المسيح أصدقاء هذا المفلوج أن يأتوا به إليه، فمما يفرح المسيحروح المحبة هذه التى جعلت الأصدقاء يحملون صاحبهم ليأتوا به للمسيح، هذا هو مفهومالشفاعة الذى يفرح المسيح أن نصلى بعضنا لأجل بعض وأن يصلى السمائيين لأجلالأرضيين ويصلى الأرضيين لأجل السمائيين، أما من ليس له أحد يذكره كمريض بيت حسدا،فهذا لا ينساه المسيح بل يذهب إليه بنفسه ليشفيه.

5) لماذاتفكرون بالشر فى قلوبكم. وفى مرقس لماذا تفكرون بهذا فى قلوبكم فالسيد الربهو فاحص القلوب والكلى. ولنعلم أن الله يسألنا فيماذا نفكر فبينما يمجد الله بعضالناس على حدث ما، يجدف البعض الآخر عليه بسببه ولنذكر أنه فى بداية كل قداس يقولالكاهن أين هى قلوبكم.ولعل السيد بكشفه لما فى قلوبهم يظهر لهم أنه إن كان يعرف مافى قلوبهم فهو قادر أن يغفر أيضاً الخطايا كما يقول. فمعرفة ما فى القلوب منسوبةلله ( مز 15:33).يجدف= يدعى أن له سلطان الغفران وهو لله وحده. وبهذا ففىنظرهم أنه يدعى الألوهية.

6) أيما أيسر أن يقال = لاحظ أن السيد المسيح لم يقل أيما ايسر أن أغفرالخطايا أما أن أشفى المرض، بل أيما أيسر أن يقال كذا أو كذا. لأن فى نظر الناس أنالأيسر هو أن يقال مغفورة لك خطاياك من أن يقال قم إحمل سريرك وإمشى. فإنه إذا قالمغفورة لك خطاياك فلن يرى أحد الخطايا وهى تغفر، ولكن لو قال قم إحمل سريرك فهناسيظهر صدقه إن قام الرجل وحمل سريره. ولكن المسيح إذ هو ينوى أن يشفى المريض فلقدإختار أن يستأصل أصل الداء وهو الخطية. وبهذا يكون قوله مغفورة لك خطاياك هوالأصعب لأنه يشتمل على(1) غفران الخطايا (2) الشفاء الجسدى. وكان هذا سيظهر للناسفوراً إذ يقوم المفلوج.ولما شكوا فى المسيح إذ قال مغفورة لك خطاياك إذ هم يعلمونأن الله وحده هو الذى يغفر الخطايا، أقام المسيح هذا المفلوج بعد أن فهموا ضمناًأنه غفر خطاياه لأنها أصل الداء. وبهذا فلقد صار عليهم أن يعترفوا بأنه هو الله،فحسب ما يؤمنون أن الله وحده هو غافر الخطايا. كلام السيد المسيح هنا يفهم أن كلاالأمرين مستحيل على البشر أن يقولوا مغفورة لك خطاياك وأن يقولوا قم وأمش، ومنيفعل هذا هو قادر أن يفعل تلك ولا يستطيع أن يفعل هذه أو تلك إلاّ الله، وبحدوثالمعجزة صار عليهم أن يعترفوا أن المسيح له سلطان على مغفرة الخطايا.. إذاً هوالله.المسيح هنا يعلن أنه إبن الإنسان الذى جاه مملاً بقوة غفران الخطايا ليشفىالبشر من خطاياهم وأثارها (مت 21:1).

7) فلما رأى يسوع إيمانهم =ليس إيمان الأصدقاءالذين حملوا المفلوج فقط، بل إيمان المفلوج الذى إحتمل هذا الوضع العجيب أن يدلونهمن السقف، ولم يعترض إذ سمع قول السيد مغفورة لك خطاياك.

8)   قولالمسيح يابنى يساوى تماماً قوله مغفورة لك خطاياك فغفران الخطايا يعيدنا لحالةالبنوة لله.

9) ولكن لكى تعلموا أن لإبن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفرالخطايا = هناك تفسير لطيف آخر لهذه الآية، أن الربيين كانوا يعلمونأن الإنسان لا يمكن شفاؤه من مرض إلاّ إذا غفرت خطاياه كلها. وبهذا يكون السيدالمسيح حين قام بشفاء المفلوج قد أثبت انه غفر خطاياه كما قال.

10) فقام للوقت وحملالسرير= حين يعطى السيد أمراً أو وصية فهو يعطى معها القوة علىالتنفيذ، لقد قام هذا المفلوج بصحة وعافية وكأننا أمام معجزة خلق من جديد. وهكذايحدث مع كل تائب، أن الله يعطيه أن يصير فى المسيح خليقة جديدة. لقد كان حَمْلَالسرير هو علامة القوة التى تمتع بها هذا المفلوج.

11)   إذهب إلىبيتك= بسبب الخطية حرمنا من الفردوس بيتنا الأول وحُرِمنا منالأحضان الإلهية. وبالتوبة نعود إلى احضان الآب كما تمتع الإبن الضال بقبلات أبيهوأحضانه عند عودته تائباً.

 

(مر18:2-22)

وكانتلاميذ يوحنا والفريسيين يصومون فجاءوا وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحناوالفريسيين وأما تلاميذك فلا يصومون. فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العرس أن يصومواوالعريس معهم ما دام العريس معهم لا يستطيعون أن يصوموا. ولكن ستأتي أيام حين يرفعالعريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الأيام. ليس أحد يخيط رقعة من قطعة جديدة علىثوب عتيق وإلا فالملء الجديد يأخذ من العتيق فيصير الخرق اردا. وليس أحد يجعل خمراجديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فالخمر تنصب والزقاق تتلف بليجعلون خمرا جديدة في زقاق جديد.

تحولت العبادة فى اليهودية إلى المظهريات طلباًللمجد الدنيوى، فكانوا يصومون ويصلون لعلة، أى ليثيروا إنتباه الناس إلى تقواهم،وهم هنا بسؤالهم عن عدم صوم تلاميذ المسيح كان هذا ليشيروا بطريقة غير مباشرةلأفضليتهم عن تلاميذ المسيح.

والسيدالمسيح فى إجابته شرح مفهوماً جديداً للصوم فى المسيحية، فهمنا منه أن المسيحى هوعروس للمسيح العريس، والمسيح دفع دمه ثمناً لهذه الخطية فطالما هو موجود بالجسد،فالتلاميذ ينعمون بوجود عريسهم معهم، فهم فى فرح، والفرح لا يصح معه النوح والتذللوالصوم. أماّ بعد أن يرفع العريس، فالعروس سوف تفهم أنه طالما أن عريسها فى السماءفهى غريبة على الأرض، ستفهم النفس أن عريسها ذهب ليعد لها مكاناً وسيأتى ليأخذهاإليه، وستذكر أنها لم تتكلف شيئاً للحصول على هذا المكان السماوى، بل أن عريسهادفع كل الثمن، فتقف النفس لتقول مع عروس النشيد أنها مجروحة حباً. وتكتشف بُطْلْهذا العالم وأنها مع كل حب عريسها لها فهى ما زالت محبة للعالم ولشهواته فتخجل مننفسها قائلة ماذا أقدم لمن أحبنى كل هذا الحب ؟ سأقدم له إثبات إيمانى بهذا النصيبالسماوى، سأبيع الأرض وكل ما فيها، ولن أطلب أى ملذات فيها ودون طلب أى أجر فىمقابل هذا، ولن أطلب أن يلتفت الناس إلى ما أفعل فأنا لا أهتم سوى بعريس نفسى.النفس التى تذوقت حب عريسها لن تكتفى بالصوم بهذا المفهوم، بل ستترك عن طيب قلب كلملذات العالم، بل وهى المجروحة حباً ستبكى وتنوح على خطاياها التى سببت الألم لعريسهالذلك نسمع فى متى قول السيد هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا ويكرر مرقس ولوقا القولمستبدلين كلمة ينوحوا بكلمة يصوموا.فالأصل أن النفس المجروحة حباً تنوح إذ تحزنقلب عريسها. لقد تحول الصوم إلى عمل خاص بالعروس فيه تنوح وتتذلل فى حب لعريسهاعلامة توبة وندم، فتتمتع هنا بحبه كعريس لها، وتتهيأ لتلتقى معهُ فى العرس الأبدى.

والسيديرفض فكرة الترقيع، فلا يصح أن يصوم تلاميذه وهو معهم بنفس الأفكار القديمةالفريسية، هم سيحصلوا على الطبيعة الجديدة بعد حلول الروح القدس وحينئذ يصومونبالفكر الجديد، فالطبيعة الجديدة أو الخليقة الجديدة ( 2كو 17:5) هى عطية من اللهوليست بإضافة بعض الأصوام والصلوات، وكيف تليق تعاليم العهد الجديد بالفريسيينالذين يهتمون بالتحيات فى الأسواق وبملذاتهم ومسراتهم. فى المسيحية تكون النفسمستعدة لأن تصوم العمر كله وتترك الكل وتحسب الكل نفاية، بذل الجسد كذبيحة حية..فهل يستطيع الفكر اليهودى تحمل هذا ؟ قطعاً لا، بل إن اليهودى لو أضفنا له هذهالأفكار المسيحية ( وهى كرقعة من قطعة جديدة)، واليهودى ( كثوب عتيق ) من المؤكدأنه لن يتحمل، بل سيتمزق لإنكماش الجديد بعد الغسيل. ونلاحظ أن اليهود كانوايصومون يومى الإثنين والخميس أسبوعياً مع يوم الكفارة. المسيحية تنكر حقوقها منملذات العالم ليس كفرض عليها وإنما حباً فى عريسها، وسمواً بالنفس إلى مجال الروححتى تنتعش وتتخلص من رباطات المادة. فهل هذا يتفق مع الأفكار الفريسية، هذا لايتناسب إلاّ مع من يحوله الروح القدس إلى خليقة جديدة. وفى المسيحية تكتشف النفسأنها كلما بذلت ذاتها وباعت الأرضيات وتركت شهوة الجسد ترتفع للسماويات فتلقى مععريسها فى فرح، وإذا حدث هذا فماذا سهم النفس إن طوبها الآخرين، وهذا هو هدفالفريسيين من الصوم. لقد صار الصوم فى المسيحية تحريراً للنفس من الأرضيات لتلتقىبعريسها فى علاقة سرية سواء فى الصوم والتذلل والنوح أو فى الفرح والتعزية. والخمرالجديدة إذا وضعت فى زقاق (من الجلد) قديم، فبسبب تفاعلات الخمر الجديدة تنبعثغازات لا يحتملها جلد الزقاق القديم فيتشقق الزقاق. وطبعاً الزقاق القديم إشارةلطبيعة الإنسان العتيق قبل المعمودية وهذه الطبيعة القديمة لا تحتمل أفراح اللقاءمع العريس السماوى ( فالخمر إشارة للفرح). فببساطة لو تذوق الفريسى أفراح العهدالجديد لإنفجر فى كبريائه إذ سينسب ما حصل عليه إلى تقواه وورعه وإلى أصوامهوصدقاته، ولن ينسبها إلى محبة المسيح، فيسقط فى كبرياء قاتل. فالفريسية التىهاجمها المسيح تشير لطبيعة الإنسان العتيق الذى يميل لأن يفتخر بما يعمله من بروبهذا يُعَرِّفْ شماله ما تفعله يمينه. إن الفريسى أو اليهودى أو الإنسان العتيقلن يستسيغ تعاليم المسيح والعهد الجديد، لذلك سيفضل ما يعرفه بخبراته = يقولالعتيق أطيب فالخمر العتيقة أطيب لذلك فضل السيد أن لا يصوم تلاميذه حتىيحصلون على الطبيعة الجديدة.الخمر الجديدة = هى العبادة بالروح ومن ضمنهاالصوم، وهذه تثير الفرح فى الإنسان كثمرة للروح القدس. والزقاق القديمة = يكونجلدها قد فقد مرونته فتنشق مع تخمر وتفاعلات الخمر الجديدة.

 

(مر23:2-28):-

واجتازفي السبت بين الزروع فأبتدا تلاميذه يقطفون السنابل وهم سائرون. فقال له الفريسيونانظر لماذا يفعلون في السبت ما لا يحل. فقال لهم أما قرأتم قط ما فعله داود حيناحتاج وجاع هو والذين معه. كيف دخل بيت الله في أيام ابياثار رئيس الكهنة وأكل خبزالتقدمة الذي لا يحل أكله إلا للكهنة وأعطى الذين كانوا معه أيضا. ثم قال لهمالسبت إنما جعل لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت. إذا ابن الإنسان هو رب السبتأيضاً.

بمقارنةما حدث فى لوقا مع ما قيل فى متى نجد أن اليهود لاموا التلاميذ أولاً ثم شكوهمللمسيح. ونلاحظ الآتى فى هذه القصة:-

1- فقرالتلاميذ، إذ يأكلون سنابل وكانت هذه عادة يهودية أن يفركوا السنابل الطريةالناضجة وينفخون القش ويأكلون الحب. ولقد سمحت الشريعة بقطف سنابل الغير أو عنبالغير فى حالة الجوع (تث 24:23،25) ولكن لا يكون هذا فى وعاء أو بإستعمال منجلوالاّ صار كسرقة للغير وإستغلال للمحبة.

2- متابعةالتلاميذ المستمرة للمعلم فهو لا يهدأ فى خدمته، وهم ملتصقون به دائماً محبة فيه،لا يبحثوا عن طعام بل يأكلوا سنابل نيئة.وواضح أن السيد أراد أن يختلى بتلاميذهفذهبوا للحقول وهناك جاعوا.

3- ماأثار اليهود ليس أكل السنابل من حقل الغير بل قطف السنابل وفركها ونفخ القش يومالسبت، وهذا إعتبروه حصاد وتذرية، وهذا ممنوع يوم السبت. هو مفهوم حرفى قاتل، فكيفيطبقون مفهوم الحصاد على قطف عدة سنابل لأشخاص جوعى.

4- والسيدبرر ما فعله تلاميذه بأن داود إذ جاع هو ورجاله أكل الخبز المقدس الذى لا يحل أكلهإلاَّ للكهنة. وقطعاً فرك السنابل يوم السبت هو أقل خطورة بكثير من أكل أشخاصعاديين لخبز التقدمة المقدس.وكانت الأرغفة من خبز التقدمة توضع على مائدة خبزالوجوه كل سبت لمدة أسبوع ثم يأكلها الكاهن وأسرته فقط (1صم 1:21-6).

5-   أما قرأتم = المسيح متعجب ممنيقرأون ولا يفهمون.

6- الكهنة فى السبت يدنسون السبت=أى الكهنة يقومونبالأعمال الطقسية يوم السبت مثل الذبح والسلخ والتنظيف وشى الذبائح وختان الأطفالإذا وافق اليوم السبت اليوم الثامن لميلاد الطفل. فالكهنة لم يتوقفوا عن العمل=وهم أبرياء=أى أنهم لم يخطئوا بعملهم هذا. وهذه الأعمال لو قاموا بها خارجالهيكل لصار تدنيساً للسبت. فمن أجل كرامة الهيكل وكرامة الوصية التى وضعها ربالهيكل (تقديم الذبائح والختان….) يقوم الكهنة بأعمالهم داخل الهيكل ولا يحسبعملهم خطية، حتى تتم رسالة الهيكل لم يتوقفوا عن العمل. والآن فالمسيح هو ربالهيكل وقد حلَّ على الأرض وهؤلاء التلاميذ يخدمونه ويتبعونه، فما الخطأ فى أنيعملوا هذا العمل البسيط ليستمروا فى خدمتهم لرب الهيكل يوم السبت =ههنا أعظممن الهيكل =فالسيد المسيح بلاهوته المتحد بناسوته هو أعظم.

7- وصيةالسبت تشير لراحتنا الأبدية فى السماء فى المسيح وخلاصنا من الخطية الذى تم بقيامةالمسيح يوم الأحد الذى هو يوم الخليقة الجديدة. وكانت الراحة هى راحة من الأعمالالأرضية ليتذكروا أن هناك سماء وأن هناك إله يجب أن يعبدونه، وفى عبادة الله يجدواراحتهم. لكن المسيح هو هذا الإله، والتلاميذ الآن معهُ لا يذكروا شيئاً عن أعمالهموأكلهم وشربهم، بل هم جاعوا حتى إضطروا أن يفركوا سنابل ليأكلوا، فهم وجدوا راحتهمالحقيقية فى التصاقهم بالمسيح، وهذا بالنسبة لهم لم يكن يوماً فى الأسبوع، بل صارالمسيح كل حياتهم، فلماذا التقيد بالحرفيات، خصوصاً أن المسيح إلهنا هو واضع وصيةالسبت، وله كل الحق كواضع للوصية أن يفسر الوصية كما يريد فهو رب السبت

8- يذكرإنجيل مرقس أن السبت وضع لأجل الإنسان = ليرتاح الإنسان وكل من معه جسدياً،بالإ ضافة لأن يذكر الإنسان أنه ينتمى للسماء. وكون السبت وضع لأجل الإنسان فلايصح أن يكون سبباً فى جوع التلاميذ. فالله يريد رحمة لا ذبيحة (هو 6:6).

9- لقدإشتكى اليهود التلاميذ للمسيح بسبب حريتهم فى المسيح، لكن ما أحلى أن نجد أنالمسيح يدافع عنا وعن تلاميذه. فليشتكى علينا من يشتكى فلنا مسيح يدافع عنا.

10-     هناكمقارنة لطيفة بين أكل التلاميذ للسنابل والقصة التى إقتبسها السيد المسيح من حياةداود إذ أكل من الخبز المقدس. فكلا القصتين يرمزان للأكل من جسد المسيح فى سرالإفخارستيا، فالمسيح شبه نفسه بحبة الحنطة (يو 24:12) وخبز الوجوه يشير لجسدالمسيح فى سر الإفخارستيا ونحن بتناولنا من جسد المسيح نصير كلنا خبز واحد. وأكلداود الذى من سبط يهوذا، سبط المسيح يشير لأن الخبز المقدس الذى كان حكراً على سبطلاوى صار لسبط يهوذا أى لكل المؤمنين بالمسيح.

11-          فىإنجيل معلمنا مرقس يذكر أن رئيس الكهنة هو أبياثار، بينما جاء فى سفر صموئيل” أبيمالك”:-

أ‌-     (يمكن)أن أبياثار كان وهو إبن إبيمالك وكانا معاً حين إلتقى بهما داود النبى، ثم أن شاولقتل إبيمالك وهرب ابياثار إلى داود وصار رفيقاً له. ولما استقر داود فى ملكه صارأبياثار هو رئيس الكهنة والأكثر شهرة من أبيمالك، وإستمر رئيساً للكهنة طوال فترةملك داود. ونال شهرة أكثر من أبيه. (1 صم 20:22+7:30).

ب‌-   (يمكن) أنأبيمالك رفض إعطاء الخبز المقدس لداود ورجاله ولكن أبياثار إبنه هو الذى وافق علىذلك، أو أن أبيمالك كرئيس للكهنة رأى أنه بحكم مركزه لا يصح أن يكسر الشريعة فأعطىالخبز المقدس لإبنه ليعطيه هو لداود فنسب العمل لأبياثار.

12-     فى(لو 1:6) وفى السبت الثانى بعد الأول= السبت الأول هو عيد الفصح 14 نيسان،فالفصح يسمى سبت. والسبت الثاني هو السبت الذى أتى بعد الفصح مباشرة. وفى هذاالوقت تكون السنابل طرية يمكن أكلها. وفى هذا السبت يقرأ اليهود فى المجامع قصةداود وأكله من الخبز المقدس. وهذه هى القصة التي أستشهد بها السيد المسيح.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى