انجيل يوحنا

الإصحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ



الإصحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ]]>

الإصحَاحُالْحَادِي وَالْعِشْرُونَ

 

دخولالمسيح أورشليم في موكب عظيم (مت1:21-11+ مر1:11-11+ لو29:19-44+ يو12:12-19)

شجرةالتين غير المثمرة (مت18:21، 19، [20-22]+ مر12:11-14، [20-26)

تطهيريسوع للهيكل للمرة الثانية (مت12:21-17+ مر15:11-19، 11+ لو45:19-48+ لو37:21،38)، كانت المرة الأولى في بداية خدمة المسيح (يو14:2-17)

مقالات ذات صلة

شجرةالتين اليابسة (متى 20:21-22)

سؤالالرؤساء عن سلطان يسوع (متى 23:21-27)

ثلاثةأمثال إنذار (متى 28:21-14:22)

 

دخولالمسيح أورشليم في موكب عظيم

مت1:21-11+ مر1:11-11 + لو29:19-44 + يو12:12-19

هذااليوم كان في خطة الله هي يوم إعلان ملكه ونوع ملكه. فدخل المسيح أورشليم في موكبملك كمنتصر غالب في الحرب، لكن بتواضع ومحبة وما حدث من إستقبال الناس له لم يكنبترتيب بشري إنما هو بترتيب إلهي. وكملك دخل بيت أبيه أي الهيكل ليطهره.

 

الإصحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ(مت1:21-11)

بيت عنيا وبيت فاجي هما منضواحي أورشليم فهما تحسبان أنهما من أورشليم. فهناك طريق واحد منها إلى أورشليموبيت عنيا توجد على السفح الشرقي، شمال جبل الزيتون، وبيت فاجي على السفح الشرقي،جنوب جبل الزيتون،

أمّا السفح الغربي لجبلالزيتون فيقع عليه بستان جثسيماني.ونلاحظ أن قمة جبل الزيتون تحجب رؤيا أورشليمعمن هو في بيت عنيا. وقد أتى المسيح إلى بيت عنيا لوليمة سمعان الأبرص عشية يومالأحد.

ودخل المسيح فصحنا إلىأورشليم عشية يوم 10نيسان، وهو اليوم الذي يحفظ فيه خروف الفصح حتى يقدم يوم14نيسان. فالمسيح دخل أورشليم في نفس اليوم الذي يختارون فيه خروف الفصح. كانتأورشليم تكتظ بالحجاج (أع8:2-11) ويقدرهم يوسيفوس بحوالي 2.700.000حاج.

ونلاحظ أن الأناجيل الأربعةإهتمت بهذا الأسبوع الأخير من حياة السيد المسيح فمثلاً إنجيل متى إشتمل علىالإصحاحات 21-28 ليروي فيها ما حدث في هذا الأسبوع، أسبوع آلام السيد والذي قدّمفيه السيد نفسه ليكون فصحنا ويعبر بنا من الظلمة إلى ملكوته الأبدي.

 

الآيات (1-3): “ولما قربوا من أورشليموجاءوا إلى بيت فاجي عند جبل الزيتون حينئذ أرسل يسوع تلميذين. قائلاً لهما اذهباإلى القرية التي أمامكما فللوقت تجدان أتاناً مربوطة وجحشاً معها فحلاهما وأتيانيبهما. وإن قال لكما أحد شيئاً فقولا الرب محتاج إليهما فللوقت يرسلهما.”

جاءوا إلى بيت فاجي= ومرقسيقول بيت فاجي وبيت عنيا.. وأنظر الرسم، ومنه نفهم أن حدود بيت عنيا وبيت فاجيمشتركة ولهم طريق واحد مشترك إلى أورشليم. وقلنا سابقاً أن بيت عنيا تعني بيتالألم والعناء. أمّا بيت فاجي فتعني بيت التين (ربما لكثرة أشجار التين فيها).ولكن التينة تشير للكنيسة التي يجتمع أفرادها في محبة، وهي في العالم في عناء(الحدود مشتركة) لكن المسيح في وسطها. يفرح بالحب الذي فيها ويشترك في ألامها ويرفعهاعنها ويعزيها وهي على الأرض. أتاناً مربوطة وجحشاً معها= أمّا باقي الإنجيليين (مرقس ولوقا ويوحنا) فقد ذكروا الجحش فقط وقالوا لميجلس عليه أحد قط. وقال معظم الأباء أن الأتان المربوطة تشير لليهود الذين كانوامؤدبين بالناموس مرتبطين به، خضعوا لله منذ زمان. لكنهم في تمردهم وعصيانهم مثلالحمار الذي إنحط في سلوكه ومعرفته الروحية، يحمل أحمالاً ثقيلة من نتائج خطاياهالثقيلة، والحمار حيوان دنس بحسب الشريعة. وهو من أكثر حيوانات الحمل غباءً، هكذاكان البشر قبل المسيح. أمّا الجحش فيمثل الأمم الشعب الجديد الذي لم يكن قد إستخدمللركوب من قبل، ولم يروَّض لا بالناموس ولا عَرِف الله، عاشوا متمردين أغبياء فيوثنيتهم، لم يستخدمه الله قبل ذلك ولذلك فهم بلا مران سابق وبلا خبرات روحية.(مز12:49). أتان=أنثى الحمار. جحش= حمار صغير.

ومتى وحده لأنه كتب لليهودأشار للأتان والجحش، أمّا باقي الإنجيليين فلأنهم كتبوا للأمم أشاروا فقط للجحش.ربما ركب المسيح على الأتان فترة من الوقت، وعلى الجحش فترة أخرى ليريح الجحش. لكنالإنجيليين الثلاثة يشيروا لبدء دخول الإيمان للأمم.

ونلاحظ في (رؤ2:6) أن المسيحظهر راكباً على فرس أبيض يشير لنا نحن المؤمنين. فالمسيح يقودنا في معركة ضد إبليسوخرج غالباً ولكي يغلب فينا. حينئذ أرسل يسوع تلميذين= رمز لمن أرسلهم المسيح من تلاميذه إلى اليهود والأمم. قولا الربمحتاج إليهما= هذه تشير لأن الله يريد أن الجميع يخلصون (يهوداً وأمم).ولاحظ أنه لم يقول ربك محتاج أو ربنا محتاج بل الرب محتاج فهو رب البشرية كلها،وأتى من أجل كل البشرية. وهو هنا يتطلع إلى البشرية ليس في تعالي بل كمن هو محتاجإلى الجميع، يطلب قلوبنا مسكناً له وحياتنا مركبة سماوية تحمله. فحلاّهما= هذه هي فائدة الكرازة التي قام بها التلاميذ في العالم، أن يؤمن العالمفَيُحَّلُ من رباطات خطيته (يو22:20،23) التي كان يحملها كما يحمل الحمار الأثقالعلى ظهره. الكنيسة تحل أولادها من رباطات الخطية ليملك عليها المسيح ويقودها لكنكفرس في معركة ضد الشيطان.

ونلاحظ أن المسيح لم يدخلأورشليم ولا مرّة، ولا أي مدينة أخرى في موكب مهيب بهذه الصورة سوى هذه المرةلإعلان سروره بالصليب، وهو قبل هذا الموكب فهو حسبه موكبه كملك يملك بالصليب.ويوحنا وحده الذي أشار لهتاف الجماهير بقولهم ملك إسرائيل. ونلاحظ أن المسيح لميدخل كالقادة العسكريين على حصان فهو مملكته ليست من هذا العالم، ويرفض مظاهرالعظمة العالمية والتفاخر العالمي. ويطلب فقط مكاناً في القلوب، يحمل عنها خطاياهاالتي تئن من ثقلها (كالحمار) فترد لهُ جميله بأن تسكنه في قلبه (مز22:73،32)فيحولها لمركبة سماوية (مز10:18) إن قال لكما أحد شيئاً= غالباً كان صاحب الحمار من تلاميذ المسيح الذين آمنوا به سراً.

 

الآيات (4،5): “فكان هذا كله لكي يتم ماقيل بالنبي القائل. قولوا لإبنة صهيون هوذا ملكك يأتيك وديعاً راكباً على أتانوجحش ابن أتان.”

إبنه صهيون= أيسكان أورشليم (أش11:62+ زك9:9) والإقتباس تماماً من السبعينية. يأتيكوديعاً= حتى لا يهابوه بل يحبوه لذلك دخل راكباً أتان ولم يركب حصانفي موكب مهيب كقائد عسكري. ولكنه الآن يركب حصان، فرس أبيض الذي هو أنا وأنتليحارب إبليس ويغلب. ومن الذي يغلب إلاّ الذي دخل المسيح قلبه وملك عليه، فدخولالمسيح أورشليم يشير لدخوله قلوبنا.

 

الآيات (6-8): “فذهب التلميذان وفعلا كماأمرهما يسوع. وآتيا بالأتان والجحش ووضعا عليهما ثيابهما فجلس عليهما.والجمعالأكثر فرشوا ثيابهم في الطريق وآخرون قطعوا أغصاناً من الشجر وفرشوها فيالطريق.”

فرش الثياب هي عادة شرقيةدليل إحترام الملوك عند دخولهم للمدن علامة الخضوع وتسليم القلب. ونحن فلنطرح أغلىمالدينا تحت قدميه. فما حدث يعني أنهم يقبلونه ملكاً عليهم، أو يملكونه عليهم.وإستخدامهم لأغصان الأشجار (غالباً شجر الزيتون) مع سعف النخيل يشير للنصرة (نصرةعلى الخطية) مع السلام. فالنخل يشير بسعفه للنصرة والغلبة (رؤ9:7). والأغصان تشيرللسلام (حمامة نوح عادت بغصن زيتون) وهذا ما كان اليهود يفعلونه وهم يحتفلون بعيدالمظال، عيد الأفراح الحقيقية وهذا يدل على فرح الشعب بالمسيح الذي يدخل أورشليم.وكل من يملك المسيح على قلبه يغلب ويفرح. وفرش الأرض بالخضرة هو رمز للخير الذييتوقعونه حين يملك المسيح.

 

آية (9): “والجموع الذين تقدموا والذينتبعوا كانوا يصرخون قائلين أوصنا لابن داود مبارك الآتي باسم الرب أوصنا فيالأعالي.”

إستعمل البشيرون عباراتمختلفة ولكن هذا يعني أن البعض كان يقول هذا والبعض الآخر كان يقول تلك. أمّاتسابيحهم فتركزت في كلمة أوصنا نطقأرامي معناه خلصنا فهي مأخوذة من هوشعنا بمعنى الخلاص أي يا رب خلص (هو من يهوه)،فالفرح كان بالمسيح المخلص وغالباً هم فهموا الخلاص أن المسيح سيملك عليهم أرضياًويخلصهم من الرومان. وهذه التسبحة (أوصنا.. ..) مأخوذة من مزمور (118).

الجموع الذين تقدموا والذين تبعوا= طبعاً هذه تشير لأن بعض الجموع تقدموا الموكب وبعض الجموع ساروا وراءالموكب. ولكنها تشير لمن آمن بالله وعاشوا قبل مجيء المسيح من القديسين، ولمن آمنبالمسيح بعد مجيئه. فالكل إستفاد بالخلاص الذي قدّمه المسيح. الكل في موكب النصرة.لذلك فالمسيح نزل إلى الجحيم من قبل الصليب ليفتحه ويخرج القديسين الذين كانوا فيهويأخذهم إلى الفردوس. فالمسيح هو مخلص كل العالم. أوصنا لإبن داود= إشارة لناسوت المسيح وتجسده. أوصنا في الأعالي= فهو الذي أتى من السماء وسيذهب للسماء .. (يو13:3).

 

الآيات (10-11): “ولما دخل أورشليم ارتجتالمدينة كلها قائلة من هذا. فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرةالجليل.”

سكان المدينة لم يعرفوه.ولكن من سمع عنه وعمل معه معجزات قد عرفوه. وهؤلاء كان أغلبيتهم من الجليليينالذين هم في وسط الجموع. وكل من دخل المسيح قلبه يرتج قلبه فيطرد من داخله كلخطايا تمنعه من الفرح بالمسيح المخلص ويبدأ في التعرف عليه. لقد خطط المسيح دخولهأورشليم في هذا الموكب المهيب ليعلن أنه ملك ولكن على القلوب وكجزء من تدبير صلبهيوم الفصح (الجمعة). فهو بهذا أثار اليهود ضده فهو دخل كملك ظافر، المسيا الآتيلخلاص شعبه (فهو ملك بصليبه).

 

شجرةالتين غير المثمرة مت18:21،19،[20-22] + مر12:11-14

هناك عدة تساؤلات في موضوعالتينة

1- المسيح هنا جاع وطلب أن يأكلمن شجرة تين رأى أوراقها عليها خضراء ولماّ لم يجد ثمراً لعنها فيبست!! والسؤال هلهذا الموقف يمكن تفسيره بطريقة بسيطة؟ وهل المسيح الذي صام من قبل 40يوماً ورفض أنيطلب من الآب أن يُحوِّل له الحجارة خبزاً، حينما لا يجد تيناً على الشجرة يلعنهالأنه جائع.

2-   والأعجب أن الوقت ليس وقتإثمار التين (مر13:11).

من هذين السؤالين نفهم أنهلا يمكن تفسير هذه القصة إلاّ رمزياً. فشجرة التين تشير لإسرائيل (لو6:13-9+هو10:9+ يؤ7:1+ يه12). فالمسيح لا يشبع من التين بل من الثمار الروحية المباركةالتي يراها في المؤمنين (يو31:14-35). ومنها نفهم أن المسيح يفرح بإيمان البشر،هذا ما يشبعه + أش11:53). وكان المسيح يتمنى أن يؤمن به اليهود فيشبع ولكنه كانيعلن أنهم لن يؤمنوا، فهذا ليس وقت إثمار شجرة التين اليهودية. والمسيح لعنهاإشارة لهدم القديم لتقوم شجرة التين المسيحية أي الكنيسة، ينتهي عهد قديم ليبدأعهد جديد. لا يمكن أن تقوم مملكة السيد إلاّ بهدم مملكة الظلمة. ولاحظ أن لعنالأمة اليهودية كان بسبب عدم إيمانهم بالمسيح وصلبهم للسيد. بعد أن قدَّم لهمالسيد كل إمكانيات الإثمار من ناموس وشريعة وأنبياء. لكنهم ظل لهم الورق، أيمنظراً حلواً فهم لهم طقوسهم وهيكلهم وناموسهم لكنهم للأسف بدون ثمار، والثمارالتي يريدها الله هي إيمانهم وأعمالهم الصالحة. والأوراق بدون ثمر تشير للرياءوالرياء هو أن يظهر الإنسان غير ما يبطن مثل من له صورة التقوى ولكنه ينكر قوتهاوهو بلا ثمر (2تي5:3). وتذكرنا أوراق التين، بما فعله آدم حين غطى نفسه بأوراق تينفلم تستره، لكن الله قدًّم له الحل في ذبيحة تشير لذبيحة المسيح وستره بها. وهذايعني أن كل من يحاول أن يستر نفسه بأعمال تدين ظاهري دون ثمار إيمان داخلية، إيمانبصليب المسيح وفدائه يكون قد فعل كآدم ولم يستر نفسه. علينا أن نعترف بخطايانا ولانكابر كآدم فيستر المسيح علينا.

قارن (مت19:21 معمر20:11) فنرى أن متى قال أنها يبست في الحال بينما أن مرقس يذكرأنهم رأوا هذا في الغد فما تفسير ذلك؟!

هذا يذكرنا بأن الله قاللآدم “يوم تأكل.. تموت” ولكنه عاش أكثر من 900سنة وبهذا نفهم أن وقت أنلعن السيد التينة إنقطع عنها تيار الحياة ولكن بدأ يظهر عليها هذا الإنحلال في غدالثلاثاء. (هذا يشبه من يقول أنه لو تم فصل التيار الكهربي عن مروحة لابد وستقف،ولكنها حين نفصل التيار تظل دائرة لمدة بسيطة ثم تقف) هكذا في موضوع آدم فهو يومأخطأ بدأ يسرى فيه تيار الموت والإنحلال ومات بعد مدة، ويوم لعن السيد التينةإنقطع عنها تيار الحياة وقوة الحياة في الحال وظهر عليها علامات الموت في اليومالتالي.

وهذا ما حدث مع اليهود فهميوم صلبوا المسيح لُعِنوا وإنقطع عنهم تيار بركة الله وحمايته وظهر هذا بعد أقل من40سنة على يد تيطس حين خرّب أورشليم وهكذا كل إنسان يخطئ تسرى فيه عوامل الموتفوراً وإذا لم يقدم توبة ويتناول ليحيا، ستظهر عليه علامات الخراب سريعاً.

والعكس فمن يكون في خطيتهمحروماً من بركة الله فحينما يقدم توبة ستعود له هذه البركات بالتأكيد حتى وإنتأخرت (حب17:3،18).

 

(مت18:21-22)

آية (21): “فأجاب يسوع وقال لهم الحق أقوللكم إن كان لكم إيمان ولا تشكون فلا تفعلون أمر التينة فقط بل إن قلتم أيضاً لهذاالجبل انتقل وانطرح في البحر فيكون.”

لقد جفت تينة اليهود بسببعدم إيمانهم، ولكن بإيمان الأمم إنطرح الجبل الحقيقي وإنطرح وسط بحر الأمم(أش6:49). ونحن إن كان لنا الإيمان بالسيد المسيح سيجفف تينة إنساننا العتيق،ويدخل إلى داخلنا كما ينطرح الجبل في البحر ليكون خلاص لنا. بالإيمان ننعم بكل شئفي المسيح يسوع مادمنا نناله فينا.

 

آية (22): “وكل ما تطلبونه في الصلاةمؤمنين تنالونه.”

فمن يطلب وهو متشكك لايستجاب له.. ولكن إن كان لنا إيمان قدر حبة الخردل ووقفنا نصلي يستجيب الله فيزدادإيماننا، فنصلي بإيمان أكثر وحينما يستجيب يتزايد وينمو إيماننا وينزاح وينطرح جبلالشك في البحر ونصير مؤمنين فالله يداوي ويعالج عدم أو ضعف إيماننا.

ملاحظات على موضوع التينة :

·    إنتشرت وسط اليهود أيام المسيح أفكار وثنية مفادها أن هناكإله للخير وإله للشر، وفي موضوع لعن التينة نرى أن المسيح يلعن التينة وكانت المرةالأولى والوحيدة التي تخرج من فم الرب يسوع كلمات لعنة، وهو بهذا أظهر أن هناك إلهواحد يجازي بالخير ويدين أيضاً ويعاقب بالشرور، هو القادر على كل شئ فهو يقيملعازر من الأموات وهو يعلن الأمة اليهودية التي لها مظهر التدين لكنها بلا ثمر،وسيصل شرهم لأن يصلبوه. وطالما أظهر قدرته على فعل الخير وإلحاق الشر بمن يريد،فهو كان قادراً أن يلحق الشر بصالبيه والجنود الذين أتوا ليلاً ليلقوا القبض عليهلكنه لم يريد وسلَّم نفسه طواعية وهو القادر.

·    التلاميذ رأوا صباح الثلاثاء التينة يابسة وبعد دقائق سألواالمسيح عن علامات الأياّم الأخيرة فقال لهم أن إحدى العلامات “أن شجرة التينيصبح ورقها أخضر، وربما نفهم هذا عن الأمة اليهودية التي ظلت في خراب حوالي2000سنة وبدأت منذ سنوات تظهر كدولة مرة أخرى. (راجع مت 24).

 

تطهير الهيكل

مت12:21-17 + مر11:11،15-19+لو45:19-48+ 37:21،38

·    في بداية خدمة السيد المسيح طهَّرَ الهيكل (يو14:2-17). وهنانسمع أنه يكرر تطهير الهيكل. ولكن نلاحظ فرقاً واضحاً بين متى ومرقس في ترتيبالأحداث فالإنجيلي متى يورد القصة كأنها حدثت بعد دخول المسيح إلى أورشليم مباشرة.أما مرقس فيذكر التفاصيل بصورة دقيقة. ففي يوم الأحد، يوم الشعانين عقب دخول السيدالمسيح إلى أورشليم إتجه مباشرة للهيكل (مر11:11). ولم يفعل شيئاً سوى أنه نظرحوله إلى كل شئ. ثم نجد أن المسيح يذهب للهيكل صباحاً وفي طريقه إلى الهيكل لعنشجرة التين ثم ذهب للهيكل لتطهيره (مر15:11-19). ولا يوجد تناقض في هذا فمتى يكتبلليهود ويقدم لهم المسيح على أنه إبن داود الملك الذي دخل أورشليم كملك وإتجهمباشرة إلى هيكله ليطهره، هنا متى لا يهتم بالترتيب الزمني بل بالمعنى أو الهدف مندخول أورشليم أن يذهب المسيح كملك إلى قصره. فكل ملك يدخل إلى قصره ولكن لأنالمسيح ملك سماوي، بل هو الله فقصره هو الهيكل بيت الله أبيه. أمّا مرقس فأوردالقصة في مكانها الزمني ولكن بطريقة تسترعى الإنتباه فهو دخل للهيكل عقب دخولهأورشليم مباشرة كما قال متى، ولكنه لم يفعل شيئاً سوى أنه نظر كأنه يعاتب، ألمأطهر هذا المكان من قبل، ما الذي حدث إذن؟ وترك الهيكل ومضى. ولكنه في الغد أتىوطهًّره بطريقة شديدة. وهكذا مع كل منّا قبل أن يطهر المسيح حياتنا بعنف يعاتبويحذر ثم يتدخل بعنف.

 

 (مت12:21-17)

متى يورد القصة مباشرة بعددخول المسيح أورشليم، فمتى يريد أن يشير لملك المسيح الروحي على قلوبنا، فحين يدخلقلوبنا يطهرها ويملك عليها فهو الملك الإلهي. فإذ يدخل الرب أورشليمنا الداخليةإنما يدخل إلى مقدسه، يقوم بنفسه بتطهيره. والسوط الذي يستخدمه قد يكون صوت الروحالقدس الذي يبكت على خطية وقد يكون بعض التجارب والآلام.

آية (12): “ودخل يسوع إلى هيكل الله واخرججميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعةالحمام.”

يبيعون ويشترون= كانتهناك أماكن مخصصة لتغيير العملة ليدفع منها العابدين الجزية (ضريبة نصف الشاقلالمقررة على كل يهودي. والشاقل هو العملة اليهودية وهي بدون صور)، ولما كان أناسيهود يأتون من كل العالم ومعهم عملاتهم كان لابد من تغييرها بالعملة المحلية.وكانوا يبيعون الطيور لتقديمها كذبائح ولكن الموضوع تطور ليصير تجارة تدر عائداً ضخماًعلى حنان وقيافا بل أن المكان الذي كان مخصصاً لصلاة الأتقياء من الأمم خصصوهللتجارة. ويرى البعض أنهم كانوا يقدمون قروض في مقابل هدايا عينية إذ أن الرباممنوع. بل صاروا يتاجرون في كل شئ في الهيكل.

 

آية (13): “وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاةيدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص.”

(أش7:56+ أر11:7+ 1مل29:8+نح17:11)

 

آية (14): “وتقدم إليه عمي وعرج في الهيكلفشفاهم.”

هذا هو المسيح الذي أتىليشفي ويطهر ليعدنا للملكوت السماوي.

 

آية (15): “فلما رأى رؤساء الكهنة والكتبةالعجائب التي صنع والأولاد يصرخون في الهيكل ويقولون أوصنا لابن داود غضبوا.”

عجيب أن يصنع السيد المسيحما فعله في الهيكل وهو شخص وحيد منبوذ بلا إعتبار، مكروه من رؤساء الكهنة والكهنة،بل هو في قلبه لموائد باعة الحمام والصيارفة يهاجم مصالح رؤساء الكهنة الماديةوشاهدوا دمار مكاسبهم. ولكن يبدو أن جلالاً إلهياً كان يبدو على ملامحه ونظراتهأرعبتهم فسكتوا، ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً سوى أنهم غضبوا. وفي المقابل اكتشف الأطفال في براءتهم حلاوة وجهه ففرحوا به وسبحوا، أمّامن أعمتهم شهوات قلوبهم فرأوا فيه إنساناً مُضِّلاً للشعب. والأطفال لم يفهموا مايقولونه لكنهم كانوا يرددون ما سمعوه من الكبار بالأمس= أوصنا لإبن داود. الأطفال الذين بلا معرفة إنفتح قلبهم وسبحوا أمّا دارسي النبوات فإنغلققلبهم وعيونهم فلم يروا. والذي يريد أن يعرف كيف يسبح عليه أن يرجع ويصير مثلالأطفال في بساطتهم وبراءتهم وتصديقهم لما يسمعونه.

 

آية (16): “وقالوا له أتسمع ما يقول هؤلاءفقال لهم يسوع نعم أما قرأتم قط من أفواه الأطفال و لرضع هيأت تسبيحاً.”

(مز2:8) أما الحكماء في أعينأنفسهم كالفريسيين فستكون لهم النبوات مجرد معلومات غير مفرحة ولا معزية.

 

شجرةالتين اليابسة مت20:21-22 + مر20:11-26

(مت20:21-22): “فلما رأى التلاميذ ذلكتعجبوا قائلين كيف يبست التينة في الحال. فأجاب يسوع وقال لهم الحق أقول لكم إنكان لكم إيمان ولا تشكون فلا تفعلون أمر التينة فقط بل إن قلتم أيضاً لهذا الجبلانتقل وانطرح في البحر فيكون. وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه.”

يرىالدارسون أن الجبل المتحرك يشير إلى كل ما هو صعب. وكانت اللغة المألوفة عندحاخامات اليهود وفي مدارسهم أن من يفسر نبوة أو نصاً صعباً من الكتاب أنه محركالجبال. وكما رأينا سابقاً أن الجبل أيضاً يشير للمسيح (دا 35:2،45) وبالإيمانينتقل المسيح إلى القلب الذي مثل البحر في إضطرابه فيسوده السلام. وينتقل إلىالأمم الذين كالبحر فيسودهم الإيمان والفرح. ولكن هناك شرطين :

1-   أننصلي ونطلب بإيمان وليس عن شك. إلى أن تكون طلبتنا وفق مشيئة الله (1يو14:5).

2- أنيملأ القلب الصفح عن خطايا الآخرين ليغفر لنا الله، فالله لن يستجيب لمن يملأ قلبهالكراهية والغضب والحقد وطلب الإنتقام ولا من يملأ قلبه الشهوات النجسة. اللهيستجيب لمن يكون قلبه طاهراً فيسكن فيه.

ولاحظناأن المسيح لعن التينة يوم الإثنين فتوقف عنها تيار الحياة فوراً ولكن علامات الموتظهرت يوم الثلاثاء صباحاً.

 

سؤال الرؤساء عن سلطان يسوع مت23:21-27 + مر27:11-33 +لو1:20-8

(مت23:21-27): “ولما جاء إلى الهيكل تقدمإليه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب وهو يعلم قائلين بأي سلطان تفعل هذا ومن أعطاك هذاالسلطان. فأجاب يسوع وقال لهم وأنا أيضاً أسألكم كلمة واحدة فان قلتم لي عنها أقوللكم أنا أيضاً بأي سلطان افعل هذا. معمودية يوحنا من أين كانت من السماء أم منالناس ففكروا في أنفسهم قائلين إن قلنا من السماء يقول لنا فلماذا لم تؤمنوا به.وإن قلنا من الناس نخاف من الشعب لأن يوحنا عند الجميع مثل نبي. فأجابوا يسوعوقالوا لا نعلم فقال لهم هو أيضاً ولا أنا أقول لكم بأي سلطان افعل هذا.”

 

هوكملك دخل وطهر الهيكل وبهذا يعلن أنه إبن الله والسؤال بأي سلطان تفعل هذا. والردكان بسؤال عن يوحنا فلماذا؟ لأن يوحنا دعاهم للتوبة ولو فعلوا لإنفتحت بصيرتهموعرفوه من هو. ورؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ الذين يكونون مجمع السنهدريم، إذشعروا بأن السيد سلب سلطانهم بطرد الباعة وتطهير الهيكل، بل وأنه كان يجلس فيالهيكل يعلم سألوه بأي سلطان تفعل هذا (لو قال من الله وهو قالها مراراً ولميصدقوا، لقالوا إصنع معجزة، ولو صنع قالوا من إبليس) وأنت لست من سبط لاوي ولا أنتمكلف من رؤساء الكهنة، لو أتوا ليتعلموا ويبحثوا عن الحق لأجابهم السيد، ولكنهمأتوا يدافعون عن الظلمة ويقتنصوا منه كلمة. وهم في ظلمتهم لم يدركوا أنه هو واضعالناموس نفسه. وهو طالما علَّم ولم يريدوا أن يفهموا فلماذا يجيب هذه المرة بوضوحوقلبهم متحجر. وكان أن المسيح سألهم هل معمودية يوحنا من السماء أم من الأرض وهنانلاحظ عدة نقاط:

1.    أنيوحنا علَّم بدون سلطان منكم فلماذا تعترضون علىَّ بأنني لم أخذ منكم سلطاناً.فالمسيح لا يتهرب من الإجابة بل يواجه ضمائرهم.

2. إنيوحنا قد شهد للمسيح. فإن كانت رسالة يوحنا صحيحة من السماء فلماذا لم يؤمنوا،بالمسيح. بل هم سبقوا وإتهموا السيد أنه يخرج الشياطين بسلطان بعلزبول فهم يريدونالتشكيك في المسيح أمام الجموع.

فهملو أجابوا أن معمودية يوحنا من السماء فيكون السؤال لهم فلماذا لم تؤمنوا بالمسيحبل لماذا لم تعتمدوا من يوحنا، ولو أنكروا أن معمودية أي خدمة ورسالة يوحنا كانتمن السماء فهم يستعدون الناس عليهم وهم بهذا ينكرون الحق أيضاً. وبالتالي لايستحقون أن يجيبهم السيد. ولذلك تهربوا من الإجابة على سؤال المسيح وقالوا لانعلم فأثبتوا أنهم وهم معلمو إسرائيل أنهم غير مستحقين لهذا المنصب ولا يستطيعونالتمييز والحكم الصحيح وبالتالي لا يستحقون أن يجيبهم المسيح (فالحقيقة أنهم رفضوايوحنا خوفاً على مراكزهم). ولكنه أجابهم بعد ذلك بمثل الكرامين الأردياء.

ونلاحظأن مكر هؤلاء الرؤساء في سؤالهم أن المسيح لو قال أنا فعلت هذا بسلطان ذاتيلإقتنصوه بتهمة التجديف، ولو قال أنا فعلت هذا بسلطان من آخر يتشكك الناس فيه إذهو يعمل أعمال إلهية وسطهم. لذلك لم يجيبهم السيد. ولنلاحظ أننا لو تقدمنا للمسيحبقلب بسيط يدخلنا إلى أسراره إذ يفرح بنا ويقودنا بروحه القدوس إلى معرفة أسرارهغير المدركة، أمّا من يستخدم مكر العالم فلا يقدر أن يدخل إليه ويبقى خارجاًمحروماً من معرفته. وهذا حال كثيرين من دارسي الكتاب المقدس وناقدي الكتاب المقدس.فبينما ينهل البسطاء من كنوز الكتاب المقدس ويشبعون يقف النقاد بكتبهم ومعارفهميحاولون إصطياد فرق بين كلمة وكلمة وبين فعل وفعل في الكتاب المقدس طالبين مجدهمالذاتي، ولذلك ضاع منهم سر معرفة لذة الكتاب المقدس ولم يعرفوا المسيح بل وجدواأنفسهم. فالمسيح لا يعلن نفسه لمن يتشامخ عليه.

 

ثلاثة أمثال إنذار

المثل الأول: الإبنان مت28:21-32

(28:21-32):”ماذا تظنون كان لإنسان ابنان فجاء إلى الأول وقال يا ابني اذهب اليوم اعملفي كرمي. فأجاب وقال ما أريد ولكنه ندم أخيراً ومضى. وجاء إلى الثاني وقال كذلكفأجاب وقال ها أنا يا سيد ولم يمض. فأي الاثنين عمل إرادة الآب قالوا له الأول قاللهم يسوع الحق أقول لكم أن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله. لأن يوحناجاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به وأما العشارون والزواني فآمنوا به وانتم إذرأيتم لم تندموا أخيراً لتؤمنوا به.”

أمامخبث وعناد رؤساء الكهنة والشيوخ ومقاومتهم للمسيح ومن قبله يوحنا المعمدان قال لهمالسيد المسيح هذا المثل. في طريق الحق= فيوحنا جاءكم يدعوكم للتوبة. لمتندموا أخيراً= مازلتم مصرين على عدم التوبة وعلى عبادتكم الشكلية بينماقلوبكم شريرة. الإبن الأول يمتدح مرتين [1] على صدقه في عدم إعطائه وعداً قد لاينفذه [2] لتراجعه عن خطأه بأن رجع لينفذ مشيئة أبيه. والإبن الثاني يذم مرتين [1]لأنه أعطى وعداً ولم ينفذه [2] لعصيانه مشيئة أبيه.

عموماًحين تعرض مشيئة الله ينقسم الناس لقسمين [1] قسم يطيع وينفذ [2] قسم يعاند ويهاجم.

ونلاحظأن الفريسيين هنا الذين لهم مظهر التدين ولكن قلبهم رديء، هؤلاء من قال عنهم السيد”ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات” (مت21:7).

هنايظهر أن رب المجد طلب كرب بيت من إبنيه أن يمضيا ليعملا في كرمه أي كنيسته.

الأول:يمثل الأمم الذين بدأوا حياتهم برفض العمل ولكنهم ندموا أخيراً وقاموا للعمل

الثاني:يمثل اليهود الذين قالوا ها أنا يا سيد لكنهم لم يمضوا، قبلوا العمل في الملكوتدون أن يعملوا. لذلك طردوا أنفسهم بأنفسهم من الكرم ليتركوه للأمم.

الأول:يمثل العشارين والخطاة الذين تركوا الرب أولاً لكنهم تابوا ورجعوا للرب أخيراً.

والثاني:يمثل المتدينين تديناً سطحياً شكلياً مثل الشيوخ والكهنة والفريسيين، لهم مظهرالخضوع لكنهم لا يفعلون إرادة الله، لهم صورة التقوى لكنهم ينكرون قوتها (2تي3:5).هؤلاء سيتركون مكانهم للزواني والخطاة التائبين حقاً.

 

المثل الثاني: الكرامين الأشرار مت33:21-46 + مر1:12-12 +لو9:20-19

(مت33:21-46):”اسمعوا مثلا آخر كان إنسان رب بيت غرس كرماً وأحاطه بسياج وحفر فيه معصرةوبنى برجاً وسلمه إلى كرامين وسافر. ولما قرب وقت الأثمار أرسل عبيده إلى الكرامينليأخذ أثماره. فاخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضا. ثمأرسل أيضاً عبيداً آخرين اكثر من الأولين ففعلوا بهم كذلك. فأخيراً أرسل إليهمابنه قائلا يهابون ابني. وأما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هوالوارث هلموا نقتله ونأخذ ميراثه. فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم قتلوه. فمتى جاء صاحبالكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين. قالوا له أولئك الأردياء يهلكهم هلاكاً ردياًويسلم الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاتها. قال لهم يسوع أما قرأتمقط في الكتب الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذاوهو عجيب في أعيننا. لذلك أقول لكم أن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعملأثماره. ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه. ولما سمع رؤساء الكهنةوالفريسيون أمثاله عرفوا انه تكلم عليهم. وإذ كانوا يطلبون أن يمسكوه خافوا منالجموع لأنه كان عندهم مثل نبي.”

راجع (أش1:5-7) فالكرم يشير لإسرائيل.وبالتالي فالكرامين هم رؤساء الكهنة والمعلمين ولكل صاحب سلطان. وصاحب الكرم هوالله الذي أحاطه بسياج من حمايته ومن الشريعة والناموس وبنى برجاً من الأنبياء.أكون لها سور من نار (زك5:2) في المثال السابق ظهر اليهود كأصحاب كلام بلا عمل،ففقدوا مركزهم ليحل محلهم من بالعمل أعلنوا ندمهم على ماضيهم، أما هنا فالسيد يكشفلهم أنهم عبر التاريخ كله لم يكونوا فقط غير عاملين وإنما مضطهدين لرجال الله فيأعنف صورة حتى متى جاء إبن الله نفسه الوارث يخرجونه خارج أورشليم ليقتلوه.

ولقدأخذ السيد الحكم عليهم من أفواههم بأن على صاحب الكرم أن يهلكهم. ويسلم الكرم إلىآخرين الذين هم كنيسة الأمم، أو الكنيسة المسيحية عموماً التي هي من الأمم واليهودالذين آمنوا.

الحجرالمرفوض= (مز22:118،23).قيل أنه عند بناء هيكل سليمان أن البنائين وجدوا حجراً ضخماً فظنوا أنه لا يصلحلشئ فإحتقروه، ولكن إذ إحتاجوا إلى حجر في رأس الزاوية (ليجمع حائطين كبيرين) لميجدوا حجراً يصلح إلاّ الحجر الذي سبق وإحتقروه. وكان ذلك رمزاً للسيد المسيح الذيإحتقره رجال الدين اليهودي، ولم يعلموا أنه الحجر الذي سيربط بين اليهود والأمم فيالهيكل الجديد ليصير الكل أعضاء في الملكوت الجديد. وفي هذا القول إشارة لموتهوقيامته. وسلمه إلى كرامين وسافر= هو حاضر في كل مكان، وعينه على كرمهيرعاه ويهتم بكل صغيرة وكبيرة، ولكن قوله سافر فيه إشارة لأنه ترك للكرامين حريةالعمل وأعطاهم المسئولية كاملة علامة حبه للنضوج وتقديره للحرية الإنسانية. وتشيركلمة سافر إلى أنهم رأوا الله على جبل سيناء إذ أعطاهم الوصايا وما عادوا يرونهبعد ذلك، وكأنه بعيداً عنهم وهل نخطئ نحن ونظن أن الله لأننا لا نراه الآن هوغائب، ولن يعود ويظهر للدينونة. حفر معصرة= هو ينتظر الثمار من الكرم ليصنعخمراً. والخمر رمز للفرح. فالله يريد أن يفرح بثمار أولاده. ولكن المعصرة تشيرلآلام المسيح (أش1:63-2) لأن أسرار آلام المسيح تبدو كالخمر الجديد، فهو الذي قدّملنا دمه من عصير الكرمة وينتظر منّا أن نقدم له حياتنا ذبائح حية، ونحتمل الصليبفنملأ معصرته. أرسل عبيده ليأخذ أثماره= الله أرسل للشعب اليهودي أنبياءفقتلوهم وعذبوهم ورفضوهم، ورفضوا تعاليمهم. قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث.هلوا نقتله= هم تشاوروا من قبل وسألوه بأي سلطان تفعل هذا وهو هنا يشير لأنهالإبن، فهو صاحب السلطان. ولكنه يتنبأ هنا عن موته على أيديهم. ويتنبأ عن قيامتهفي موضوع حجر الزاوية. هنا المسيح يظهر لهم أنه هو صاحب السلطان وأنهم همالمقاومين لسلطانه لرفضهم الحق.

فيإنجيل (لو10:20-12) يحدد لوقا أن صاحب الكرم أرسل ثلاثة رسل قبل إبنه:-

الأول:يمثل الناموس الطبيعي أي الضمير وكان قايين أول من كسره بقتله لأخيه.

الثاني:يمثل ناموس موسى وموسى نفسه ممثل الناموس هاجوا عليه.

الثالث:هم الأنبياء ونبواتهم وطالما قتل الشعب اليهودي هؤلاء الأنبياء.

والمسيحيتهم اليهود الذين أمامه من القادة والرؤساء بأنهم مازالوا يعملون ضد الناموسالطبيعي، وضد الناموس الموسوي وضد النبوات، في حياتهم وسلوكهم وفي رفضهم له وهوالمخلص الذي تكلم عنه الأنبياء.

وتسميةالمسيح نفسه بالوارث، فهذا يشير لناسوته، أمّا لاهوته فله كل المجد دائماً.وبناسوته سيحصل على المجد بعد الصليب لحسابنا لنرث نحن فيه.

(لو10:20): وفي الوقت= وقتالحصاد والإثمار= بعد أن أعطى الله كهنة اليهود فرصة لرعاية الشعب، أرسل ليطلبالنفوس التقية المؤمنة التي يفرح بها.

في(لو16:20)المسيح هنا هو الذي يقول “يأتي ويهلك” بينما في متى، فهو ينسب هذا القولللكهنة والفريسيين والحل بسيط. أن الفريسيين هم الذين قالوا هذا، والسيد كرر ماقالوه تأميناً على كلامهم أي هو يوافق على ما قالوه.

ونأخذميراثه= هناالمسيح يشير لسبب أحقادهم عليه ألا وهو حسدهم له بسبب إلتفاف الشعب حوله وإعجابهمبه. وليس بسبب عدم المعرفة لشخصه.

فأخذوهوأخرجوه خارج الكرم= فهمصلبوه خارج أورشليم (عب13:13) هذا المثل يقدم ملخصاً رمزياً لعمل الله الخلاصيوتدبيره ورعايته للإنسان غير المنقطعة فتحدث عن عطية الناموس الطبيعي وناموس موسىوالأنبياء وعن تجسد الإبن وصلبه وطرده للكرامين القدامى وتأسيس الكنيسة بالروحالقدس ليكونوا كرامين جدد (التلاميذ ورسل المسيح والكهنوت المسيحي) ولكن لنلاحظ أنكون الكنيسة هي الكرمة الجديدة فهذا لا يعطيها مبرر أن تتشبه باليهود فلا يكون لهاثمر. ففي (رؤ5:2) نجد أن الله على إستعداد أن يزحزح منارة كنيسة أفسس لأن محبتهانقصت. فإن كان الله لم يشفق على الكرمة أو الزيتونة الأصلية فهل يترك الكرمة أوالزيتونة الجديدة إن كانت بلا ثمر. الله مازال يطلب الثمار في كنيسته وفي كل نفس(رو17:11-24). ولنلاحظ أن الله أعطى الجنة لآدم ليعملها. وكانت الجنة في وسطهاشجرة الحياة. والله أعطى لنا الكنيسة وفي وسطها المسيح لنخدم، فكل منّا مطالب بأنيعمل في هذه الجنة، فمنَّا من يزرع ومنّا من يسقي والله يطالب بالثمار أي المؤمنينالتائبين. ولكن هناك من يتضايق إذا طلب الله الثمار وهو لا يريد أن يقدم شئ.

والحجرهو المسيح. الحجر الذي قطع بغير يدين (دا34:2) إذ وُلِدَ بدون زرع بشر وصار جبلاًيملأ المسكونة. وهو حجر مرذول مرفوض، في تواضع ميلاده في مزود، وفي تواضع حياتهوفي عار صليبه وموته والإهانات التي وجهت إليه. لكنه صار رأس الزاوية من سقطعلى الحجر يترضض= هم من لم يؤمنوا بالمسيح ورفضوه كما رفضه البناؤون، فعدمإيمانهم صار لهم صخرة عثرة. ومن يتعثر في المسيح يضر نفسه، ويكون كمن سقط علىالحجر، هذا يقال على كل من يسمع الإنجيل ولا يؤمن. فكل من يرفض المسيح ويقاومهيتعب ويفقد سلامه ويعذب نفسه هنا على الأرض.

ومنسقط هو عليه يسحقه= هؤلاءيمثلون من يقاوم المسيح وإنجيله والإيمان الحقيقي ويبذلون جهدهم لتعطيله، هؤلاءيسحقهم المسيح إمّا هنا على الأرض (آريوس) أو يوم الدينونة. وكل من يظل رافضاًالمسيح ويقاومه فنهايته الهلاك حين يظهر المسيح في مجيئه الثاني ليدين العالم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى