سفر اعمال الرسل

الإصحاح الرابع عشر



الإصحاح الرابع عشر]]>الإصحاح الرابع عشر

 

(مت1:14-12+مر 14:6-29+ لو 7:9-9):-

(مت1:14-12):-

فيذلك الوقت سمع هيرودس رئيس الربع خبر يسوع. فقال لغلمانه هذا هو يوحنا المعمدان قدقام من الأموات ولذلك تعمل به القوات. فان هيرودس كان قد امسك يوحنا وأوثقه وطرحهفي سجن من اجل هيروديا امرأة فيلبس أخيه. لان يوحنا كان يقول له لا يحل ان تكونلك. ولما أراد أن يقتله خاف من الشعب لأنه كان عندهم مثل نبي. ثم لما صار مولدهيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط فسرت هيرودس. من ثم وعد بقسم انه مهما طلبتيعطيها. فهي إذ كانت قد تلقنت من أمها قالت اعطني ههنا على طبق راس يوحناالمعمدان. فاغتم الملك ولكن من اجل الأقسام والمتكئين معه أمر أن يعطى. فأرسل وقطعراس يوحنا في السجن. فاحضر رأسه على طبق ودفع إلى الصبية فجاءت به إلى أمها. فتقدمتلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه ثم أتوا واخبروا يسوع.

 

(مر14:6-29):-

فسمعهيرودس الملك لان اسمه صار مشهورا وقال أن يوحنا المعمدان قام من الأموات ولذلكتعمل به القوات. قال آخرون انه ايليا وقال آخرون انه نبي أو كأحد الأنبياء. ولكنلما سمع هيرودس قال هذا هو يوحنا الذي قطعت أنا رأسه انه قام من الأموات. لانهيرودس نفسه كان قد أرسل وامسك يوحنا وأوثقه في السجن من اجل هيروديا امرأة فيلبسأخيه إذ كان قد تزوج بها. لان يوحنا كان يقول لهيرودس لا يحل أن تكون لك امرأةأخيك. فحنقت هيروديا عليه وأرادت أن تقتله ولم تقدر. لان هيرودس كان يهاب يوحناعالما انه رجل بار وقديس وكان يحفظه وإذ سمعه فعل كثيرا وسمعه بسرور. وإذ كان يومموافق لما صنع هيرودس في مولده عشاء لعظمائه وقواد الألوف ووجوه الجليل. دخلت ابنةهيروديا ورقصت فسرت هيرودس والمتكئين معه فقال الملك للصبية مهما أردت اطلبي منيفأعطيك. واقسم لها أن مهما طلبت مني لأعطينك حتى نصف مملكتي. فخرجت وقالت لامهاماذا اطلب فقالت راس يوحنا المعمدان. فدخلت للوقت بسرعة إلى الملك وطلبت قائلةأريد أن تعطيني حالا راس يوحنا المعمدان على طبق. فحزن الملك جدا ولأجل الأقساموالمتكئين لم يرد أن يردها. فللوقت أرسل الملك سيافا وأمر أن يؤتى برأسه. فمضىوقطع رأسه في السجن وأتى برأسه على طبق
وأعطاه للصبية والصبية أعطته لامها. ولما سمع تلاميذه جاءوا ورفعوا جثته ووضعوهافي قبر.

(لو 7:9-9):-

فسمعهيرودس رئيس الربع بجميع ما كان منه وارتاب لان قوما كانوا يقولون أن يوحنا قد قاممن الأموات. وقوما أن ايليا ظهر وآخرين أن نبيا من القدماء قام. فقال هيرودس يوحناأنا قطعت رأسه فمن هو هذا الذي اسمع عنه مثل هذا وكان يطلب أن يراه.

هيرودسهذا هو هيرودس أنتيباس أحد أبناء هيرودس الكبير الذى كان يحكم كل اليهوديةوالجليل، ومات سنة 4 ق.م. وبعد موته إنقسمت مملكته أربعة أجزاء. ومن أولاد هيرودسالكبير.

1)     اريسطوبولوس(لم يكن يحكم) وهو والد هيروديا.

2)     هيرودسفيلبس(مر 17:6) وقد تزوج من هيروديا بنت أخيه.

3)  هيرودسأنتيباس. وقد تركت هيروديا زوجها فيلبس لتتزوجه فى أثناء حياة زوجها فيلبس وهذا ماعارضه يوحنا المعمدان. ولقد كان مسموحاً، بل مطلباً للناموس أن يتزوج الأخ زوجة(أرملة) أخيه الراحل إذا كان هذا الميت قد مات دون نسل وذلك ليقيم نسلاً بإسمأخيه، لكن أن تترك زوجة زوجها لتتزوج بأخيه فهذا ضد الناموس.

هيرودسرئيس الربع= هو أنتيباس، والربع هو ربع مملكة هيرودس الكبير أبوه.والربع الذى حكمه هو الجليل وبيرية (وهيرودس هذا هو الذى حاكم المسيح عندما أرسلهُله بيلاطس البنطى.

هويوحنا المعمدان قد قام من الأموات= رغم أن يوحنا المعمدان لم يعمل معجزات(يو41:10)، والمسيح كان صانع للمعجزات، إلاّ أن تصور هيرودس أن المسيح هو يوحناالمعمدان وقد قام من الأموات، ما كان سوى إحساساً بالإثم وعذاباً للضمير. فالشريريهرب ولاطارد (أم 1:28) (وهذا نفس ما حدث مع قايين). وهكذا تنتهى اللذة العابرةبعذاب مستمر وألم دائم. ولاحظ تدرج الشر فى حياة هيرودس 1) فهو أولاً قد إغتصبزوجة أخيه الحى.2) قتل يوحنا المعمدان. ولاحظ أن مؤامرة القتل قد تم تدبيرها وقتالإستمتاع الوقتى بالخطية. ولقد قتل هيرودس المعمدان ليكتم صوت الحق الذى كانيعذبه، لكن الخوف لم يفارقه، صار بلا سلام، فالخطية تفقد الإنسان سلامه الداخلى،وتفقده أبديته. أماّ الإلتزام بالحق فهو وإن كان ثمنه الإستشهاد لكن لن يفقدالمؤمن سلامه على الأرض، وتكون له حياة أبدية. أين هيرودس الآن وأين يوحناالمعمدان؟!

نهايةهيرودس:- كانهيرودس متزوجاً من إبنة الحارث والى النبطيين وبسبب زواجه من هيروديا طلقها. فقامعليه الحارث وحاربه وسحق جيشه. وتم نفى هيرودس وزوجته إلى فرنسا سنة 39م، ونالتإبنة هيروديا جزاءها إذ سقطت فى بحيرة من الثلج وقطعت رقبتها.

ويضيفمعلمنا مرقس على قصة متى أن هيرودس كان يحترم يوحنا ويهابه عالماً أنه رجل باروقديس. وكان يحفظه آية(20) = واضح أن هيروديا كانت دائمة التدبير وحبكالمؤامرات ضد يوحنا المعمدان (مر19:6). ولكنها لم تقدر لأن هيرودس كان يحفظه منها،إذ كان خائفاً من الشعب، ولأنه كان يعلم أنه رجل بار وقديس، ولكنه إنهار أخيراًأمام ألاعيب هذه المرأة التى أغوته برقصة إبنتها (سالومى) وهو فى حالة سكر ومجون,

إذسمعه فعل كثيراً= آية (20) وفى الترجمة الأصلية “إذ سمعهإضطرب كثيراً ” ولكنه سمعه بسرور. وواضح أن ضميره كان يستيقظ بعضالوقت ويفرح لكلام المعمدان المملوء قوة بالروح القدس، ولكنه أمام شهواته كان يرفضالإذعان لصوت الحق، فكان صوت المعمدان يعذبه. هو كان يتعذب إذ لم يكن مستقيماً فىقلبه وخاضعاً لشهواته.

وتمتجريمة القتل فى جو سُكر وعربدة ومجون، كان مجلس مستهزئين (مر 21:6) وإذ كان يومموافق=هو كان موافقاً لأغراض هيروديا. وهيرودس هذا سماه السيد المسيح ثعلباً(لو 32:13).

 

(مت13:14-23+مر30:6-44+ لو10:9-17+ يو1:6-15):-

(مت13:14-23):-

فلماسمع يسوع انصرف من هناك في سفينة إلى موضع خلاء منفردا فسمع الجموع وتبعوه مشاة منالمدن. فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم وشفى مرضاهم. ولما صار المساءتقدم إليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء والوقت قد مضى اصرف الجموع لكي يمضوا إلىالقرى ويبتاعوا لهم طعاما. فقال لهم يسوع لا حاجة لهم أن يمضوا أعطوهم انتمليأكلوا. فقالوا له ليس عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان. فقال ائتوني بها إلىهنا. فأمر الجموع أن يتكئوا على العشب ثم اخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظرهنحو السماء وبارك وكسر وأعطى الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع. فأكل الجميعوشبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة. والآكلون كانوا نحو خمسةآلاف رجل ما عدا النساء والأولاد. وللوقت الزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينةويسبقوه إلى العبر حتى يصرف الجموع. وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفردا ليصليولما صار المساء كان هناك وحده.

 

(مر30:6-44):-

واجتمعالرسل إلى يسوع واخبروه بكل شيء كل ما فعلوا وكل ما علموا. فقال لهم تعالوا انتممنفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلا لان القادمين والذاهبين كانوا كثيرين ولمتتيسر لهم فرصة للأكل. فمضوا في السفينة إلى موضع خلاء منفردين. فراهم الجموعمنطلقين وعرفه كثيرون فتراكضوا إلى هناك من جميع المدن مشاة وسبقوهم واجتمعواإليه. فلما خرج يسوع رأى جمعا كثيرا فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعي لهافابتدأ يعلمهم كثيرا. وبعد ساعات كثيرة تقدم إليه تلاميذه قائلين الموضع خلاءوالوقت مضى. أصرفهم لكي يمضوا إلى الضياع والقرى حوالينا ويبتاعوا لهم خبزا لانليس عندهم ما يأكلون. فأجاب وقال لهم أعطوهم انتم ليأكلوا فقالوا له انمضي ونبتاعخبزا بمئتي دينار ونعطيهم ليأكلوا. فقال لهم كم رغيفا عندكم اذهبوا وانظروا ولماعلموا قالوا خمسة وسمكتان. فأمرهم أن يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الأخضر.فأتكاواصفوفا صفوفا مئة مئة وخمسين خمسين. فاخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحوالسماء وبارك ثم كسر الأرغفة وأعطى تلاميذه ليقدموا إليهم وقسم السمكتين للجميع.فأكل الجميع وشبعوا. ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة ومن السمك. وكانالذين أكلوا من الأرغفة نحو خمسة آلاف رجل.

(لو10:9-17):-

ولمارجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فأخذهم وانصرف منفردا إلى موضع خلاء لمدينة تسمىبيت صيدا. فالجموع إذ علموا تبعوه فقبلهم وكلمهم عن ملكوت الله والمحتاجون إلىالشفاء شفاهم. فابتدأ النهار يميل فتقدم الأثنا عشر وقالوا له اصرف الجمع ليذهبواإلى القرى والضياع حوالينا فيبيتوا ويجدوا طعاما لأننا ههنا في موضع خلاء. فقاللهم أعطوهم انتم ليأكلوا فقالوا ليس عندنا اكثر من خمسة أرغفة وسمكتين إلا أن نذهبونبتاع طعاما لهذا الشعب كله. لأنهم كانوا نحو خمسة آلاف رجل فقال لتلاميذهاتكئوهم فرقا خمسين خمسين. ففعلوا هكذا واتكاوا الجميع. فاخذ الأرغفة الخمسةوالسمكتين ورفع نظره نحو السماء وباركهن ثم كسر وأعطى التلاميذ ليقدموا للجمع.فأكلوا وشبعوا جميعا ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر اثنتا عشرة قفة.

(يو1:6-15):-

بعدهذا مضى يسوع إلى عبر بحر الجليل وهو بحر طبرية. وتبعه جمع كثير لأنهم ابصرواآياته التي كان يصنعها في المرضى. فصعد يسوع إلى جبل وجلس هناك مع تلاميذه. وكانالفصح عيد اليهود قريبا. فرفع يسوع عينيه ونظر أن جمعا كثيرا مقبل إليه فقاللفيلبس من أين نبتاع خبزا ليأكل هؤلاء. وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هومزمع أن يفعل. أجابه فيلبس لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئايسيرا. قال له واحد من تلاميذه وهو اندراوس أخو سمعان بطرس. هنا غلام معه خمسةأرغفة شعير وسمكتان ولكن ما هذا لمثل هؤلاء. فقال يسوع اجعلوا الناس يتكئون وكان فيالمكان عشب كثير فاتكا الرجال وعددهم نحو خمسة آلاف. واخذ يسوع الأرغفة وشكر ووزععلى التلاميذ والتلاميذ أعطوا المتكئين وكذلك من السمكتين بقدر ما شاءوا. فلماشبعوا قال لتلاميذه اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء. فجمعوا وملاوا اثنتيعشرة قفة من الكسر من خمسة أرغفة الشعير التي فضلت عن الآكلين. فلما رأى الناسالآية التي صنعها يسوع قالوا أن هذا هو بالحقيقة النبي الاتي إلى العالم. وأمايسوع فإذ علم انهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف أيضا إلى الجبلوحده.

معجزةإشباع الخمسة الأف :

هذهالمعجزة هى المعجزة الوحيدة التى يدونها البشيرون الأربعة لأهميتها. فهذه المعجزة،معجزة إشباع الجموع بالخبز هى إشارة لشخص المسيح المشبع الذى به نستغنى عن العالموهى رمز لسر الإفخارستيا الذى يعطينا السيد فيه جسده على شكل خبز، ويشبعنا كلنابه. لذلك قبل إتمام معجزة إشباع الجمع شفى السيد مرضاهم آية (14) كما غسلالسيد أرجل تلاميذه قبل العشاء الربانى وفى هذا إشارة لإلزامنا بالتوبة والإعترافقبل التناول وذلك لأنه بالتوبة والإعتراف تشفى النفس من مرضها الروحى فتتأهل لتقبلالجسد المقدس. ولما صار المساء=إشارة رمزية لحال العالم من ضيقات وجوع نفسىوروحى قبل مجىء المسيح. لكن جاء المسيح ليقدم الشبع، قدم جسده طعاماً. إصرفالجموع = بالحسابات البشرية لا يمكن إطعام كل هذا الجمع. وكم تقف الحساباتالبشرية عائقاً أمام إمكانيات الإيمان. وفى يو (5:6،6 ) نجد السيد المسيح يسألفيلبس ليمتحنه ” من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء” فالسيد يظهر حجمالمشكلة أولاً، ثم يظهر لفيلبس ضعف إيمانه وخطأ حساباته البشرية، إذ أن فيلبس رأىكثيراً من المعجزات الخارقة ومازال غير واثق. وطبعاً فسؤال السيد المسيح لفيلبسسينتج عنه زيادة إيمان فيلبس بعد أن يرى المعجزة. وعلينا أن نضع كل إمكانياتناالبشرية بين يدى المسيح طالبين البركة فى الصلاة. وهنا نرى سبباً مهماً حتى تحلالبركة وهو جلوس الشعب فى محبة وتآلف، فبدون محبة لا بركة. ونلاحظ أن المسيح يعطىللتلاميذ (الكنيسة بكهنوتها وخدامها) والتلاميذ يعطون الناس. وفى هذه المعجزة نرىالنعمة تمتد بالموجود لحدود عجيبة، نرى خلق بصورة جديدة، فالمتاح قليل ولكن معالبركة صار كثيراً جداً.وما هو القليل المتاح:-

1.     خمسخبزات وسمكتين.

2.     الخبزمن الشعير وهو أرخص أنواع الخبز.

3.     ومعمن ؟             مع غلام صغير

فاللهيعمل بالقليل ويبارك فيه.

دخلعنصر سماوى للمادة فتحدت الأعداد والكميات وأشبعت الألاف وتبقى منها. كما قال اللهلبولس “قوتى فى الضعف تكمل” أى مهم وجود الضعف أى القليل الذى عندنا.وهذا هو مفهوم الكنيسة الأرثوذكسية فى الجهاد والنعمة. أمثلة:-

1-  اللهيأمر نوح ببناء فلك (جهاد) ولكن الله يغلق عليه فيحميه (نعمة) (تك 16:7) فهل كانتالتكنولوجيا أيام نوح قادرة أن تبنى هذا الفلك العجيب، الذى يقام مياهاً من فوقومن تحت.

2-  المسيحيأمر بملأ الأجران فى معجزة تحويل الماء الى خمر، فهل من حول الماء إلى خمر كانغير قادر على تحويل الهواء إلى خمر ولا داعى لشقاء الخدام فى ملء الأجران.
(ملء الأجران = جهاد وتحويل الماء لخمر = نعمة).

3-   المسيحيأمر برفع الحجر عن قبر لعازر ثم أقام الميت، فهل من أقام الميت كان غير قادر علىزحزحة الحجر. ولكن زحزحة الحجر هى الجهاد.

4-    هناالمسيح يطلب ما معهم، وكل ما معهم، وهذا هو الجهاد. أماّ النعمة فهى قد حولت هذاالقليل لإشباع الكثيرين.

إذاًنعمة المسيح تعمل مع من يجاهد بقدر استطاعته ولا تعمل مع المتكاسل لذلك نسمع أنبولس قد جاهد الجهاد الحسن (2تى 7:4) ونسمع أنه كان يقمع جسده ويستعبده (1كو27:9). ومن هذه المعجزة نفهم معنى رقم 5 فهو رقم النعمة المسئولة فرقم 5 هو رقمالحواس وأصابع اليد والقدمين، وهو رقم النعمة فبخمسة خبزات أشبع المسيح خمسة ألاف.ويكون المعنى أن نعمة المسيح تعمل مع من يحفظ حواسه طاهرة، ويحفظ إتجاهاته (قدميه)ويحفظ أعماله طاهرة (يديه). فالنعمة لا تعمل مع المتهاون. من يقدس حواسه واعمالهوإتجاهاته، أى يكرسها للرب، مانعاً نفسه من التلوث بالعالم يمتلىء نعمة، وهذهالنعمة هى التى تعطية ان يصير خليقة جديدة (2كو 17:5). وبهذه الخليقة الجديدة أوالطبيعة الجديدة ندخل السماء، إذ أن هذه الخليقة على صورة المسيح (غل 19:4) لذلكيقول بولس الرسول بالنعمة أنتم مخلصون (أف8:2) ويكمل ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد(أف 9:2) وذلك يعنى أن الأعمال ليست هى السبب الرئيسى لحصولنا على الطبيعةالجديدة، ولكن نحصل عليها بالنعمة ولكن حتى نمتلىء من هذه النعمة علينا أن نعملونجاهد فى أعمال صالحة سبق الله وأعدها لكى نسلك فيها (أف 10:2).

 والسيدالمسيح كرر هذه المعجزة (مت 32:15-39). وكان عدد الجموع 4000 وعدد السمك (قليل لميذكر عدده) والخبزات 7 وتبقى 7 سلال والسيد المسيح لم يكرر هذه المعجزات كثيراًحتى لا نطلب فى حياتنا معه أن يشبع إحتياجاتنا الجسدية بطريقة معجزية، لهذا رأيناهيترك تلاميذه الجائعين أن يقطفوا سنابل حنطة يوم السبت ويأكلونها، وترك بولسالرسول فى مرضه دون أن يشفيه فنتعلم أن نقبل من يده ما يسمح به دون طلب معجزاتبصفة مستمرة إشباعاً لإحتياجات الجسد (طعام ومال وصحة) بل نطلب أولاً الروحيات=أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه تزاد لكم. والسؤال لماذا صنع السيد هذه المعجزةمرتين ومامعنى الأرقام؟ أشبع السيد الجموع مرتين إنما ليعلن أنه جاء ليشبعالمؤمنين كلهم يهوداً وأمم. فالكنيسة اليهودية يمثلها الـ5000 إذ سبقتالنعمة وعملت معهم خلال الناموس والأنبياء. وكنيسة الأمم يمثلها الـ4000فرقم 4 يمثل كل العالم بإتجاهاته الأربعة. ولكن كلاهما بإيمانهما بالمسيح صارسماوياً. فرقم 1000 هو رقم السمائيين، فالملائكة ألوف ألوف وربوات ربوات. وتبقى منالمعجزة الأولى 12 قفة ورقم 12 يشير لشعب الله المؤمن فى العهد القديم أوالعهد الجديد. أى أن الشبع الذى يعطيه السيد هو لكل المؤمنين، هناك ما يكفى لكلمؤمن فى كل زمن وفى المعجزة الثانية تبقى 7 سلال إشارة للكنائس السبع أى كلكنائس العالم. فالشبع بشخص المسيح متاح للجميع فالكنيسة ستكرر إشباع الجموع تجسدالمسيح عبر الزمن وإلى نهاية الدهور سمكتين= السمكة ترمز للمسيح (سمكة = إخثيسباليونانية وهذه الكلمة من خمسة حروف تشير لقولنا يسوع المسيح إبن الله مخلصناوكونهم إثنتين لأن رقم 2 يشير للتجسد فهو الذى جعل الإثنين واحداً (أف14:2). وهوأشبعنا بجسده الذى قدمه لنا طعاماً.

وفىالمعجزة الثانية نسمع عن 7 أرغفة ورقم 7 هو عمل الروح الكامل (اش 2:11) فالروحيعلن شخص المسيح للمؤمنين (يو 14:16) وهذا يشبعهم وصغار السمك إشارة للرسل البسطاءالمتواضعين الذين تأسست الكنيسة عليهم، أى على الإيمان بالمسيح الذى كرزوا به (أف20:2) فالتلاميذ هم الذين أعلنوا شخص المسيح المشبع، 7 خبزات = قد يشير رقم7 لعمل الروح القدس فى الكنائس السبع ليشبع الجميع بشخص المسيح.ونسمع أن السيدأراد أن ينفرد مع تلاميذه، فى موضع خلاء (مت 13:14). ونحن نحتاج لهذه الخلوةالهادئة نسمع فيها صوت يسوع فى هدوء، فصوته لا يمكننا سماعه فى ضوضاء العالم (أمل12:19،13). فى إنجيل معلمنا يوحنا بعد هذه المعجزة مباشرة نسمع المسيح يتحدث عننفسه كخبز الحياة، هو كأنه يشرح معنى المعجزة (يو6) إلى ماذا ترمز. القفة= منأين أتوا بالقفف التى وضعوا فيها الكسر؟ كان اليهودى يحمل معه قفة بها طعامه حتىلا يضطر لشراء طعام من الأمم أو السامريين. خمسة ألاف رجل ما عدا النساءوالأولاد= بولس الرسول يقول لأهل كورنثوس (رجالاً ونساء) كونوا رجالاً(1كو13:16) فى حديثه حتى يثبتوا فى الإيمان. فالنساء يرمزن للتدليل والأطفاليرمزون لعدم النضج، أما شعب الله فيأخذ أموره الروحية بجدية وهم ناضجين يستوى فىهذا الرجال أو النساء أو الأطفال (أبانوب الشهيد كان عمره 12 سنة) الشبع= منأشبع البطون قادر أن يشبع النفوس والعواطف وقادر أن يشبع الروح وهذا هو الأهم، فمنيشبع روحياً يشبع نفسياً بالتبعية والشبع النفسى أى العاطفى، فيه يحتاج الإنسان أنيُحَّبْ وأن يُحِّبْ أى يتبادل الحب مع الآخرين سواء زوجة أو أطفال. ولكن اللهالآب يعطينا الحب الأبوى والمسيح عريس نفوسنا قادر أن يشبعنا عاطفياً والروح القدسيسكن المحبة فى قلوبنا وإلاً كيف عاش الرهبان القديسين وكيف يعيش إنسان بلا أهل ؟الله يشبع نفوسنا. بل من يشبع روحياً بمعرفة المسيح تشبع بطنه. فكم من أباء سواحإكتفوا بعشب الأرض طعاماً لهم عشرات السنين. مشكلة العالم أنه يبحث عن الشبعالجسدى والعاطفى وينسى أن لهُ روحاً لا تشبع إلاً بعلاقتها مع خالقها. هذا سببإنهيار الغرب وكثرة حالات الإنتحار والتعامل مع الأطباء النفسانيين أمر الجموعأن يتكئوا على العشب = والسمك الذى أكلوه كان سمكاً مملحاً (فسيخ) وكانت هذهعادة لسكان السواحل، فهم يملحون الأسماك الباقية من طعامهم، ويأخذونها معهم فىمناسبة كهذه. وهذا المنظر هو ما تعود الأقباط أن يعملوه بعد عيد القيامة أى فى يومشم النسيم إذ يخرجوا إلى الحدائق الخضراء ويأكلون الفسيخ تذكاراً لهذه المعجزة،خصوصاً بعد عيد القيامة الذى فيه أخذنا قيامه وحياة مع المسيح لندخل إلى موضعالخضرة على ماء الراحة فى فردوس النعيم (أوشية المنتقلين) فالخضرة رمز للحياة،والقيامة حياة وشبع بشخص المسيح. وهذا ما نفعله فى شم النسيم بعد القيامة. الذهابللحدائق = الخضرة وهذه إشارة للفردوس، حيث نذهب بعد القيامة.

 

(مر6: 39-40):-

فأمرهمأن يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الأخضر. فاتكاوا صفوفا صفوفا مئةمئة وخمسين خمسين.

أمرهمبأن يجلسوا خمسين خمسين.. فإلهنا إله نظام وليس إله تشويش (1كو33:14).وهذا النظام حتى لا ينسوا أحداً فى التوزيع.

لاحظالكلمات رفع نظره نحو السماء وبارك وكسَّر وأعطى=وهذا هو ما عمله عند تأسيسسر الإفخارستيا، فهو يُعلن عن نفسه كسر شبع لنا. وكلمة بارك هى نفسها كلمة شكر(بارك= عبرية وشكر = يونانية)

 

(لو9: 10-11):-

ولمارجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فأخذهم وانصرف منفردا إلى موضع خلاء لمدينة تسمىبيت صيدا. فالجموع إذ علموا تبعوه فقبلهم وكلمهم عن ملكوت الله والمحتاجون الىالشفاء شفاهم.

والمحتاجونإلى الشفاء شفاهم= لماذا لم يقل والمرضى شفاهم؟ هناك من يستخدم الله المرضلشفائه روحياً (أيوب وبولس) هؤلاء هم المحتاجين للمرض، هناك من يحتاج لمعجزة شفاءليؤمن والسيد يعطيه الشفاء ليجذبه للإيمان، ولكن بعد ذلك قد يسمح ببعض الألامليكمل إيمان هذا الشخص، فإن كان قد قيل عن المسيح أنه تكمل بالألام فكم وكم نحنالضعفاء (عب 10:2 + عب5:12-11+ابط 1:4)

والكنيسةتقرأ هذا الفصل فى الأحد الخامس من الشهر (لو تصادف وكان هناك أحد خامس) وتسميهإنجيل البركة. فرقم 5 يذكرنا بالمعجزة (خمس خبزات). وأكبر بركة حصلنا عليها هىالقيامة. فإذا تصادف وجود خمس أحاد (والأحد هو يوم القيامة) تحتفل الكنيسة بهذهالمناسبة وتقرأ إنجيل البركة.

 

(مت22:14-33+مر 45:6-52 +يو14:6-21):-

(مت22:14-33):-

وللوقتالزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر حتى يصرف الجموع. وبعدماصرف الجموع صعد إلى الجبل منفردا ليصلي ولما صار المساء كان هناك وحده. وأماالسفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الأمواج لان الريح كانت مضادة. وفيالهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيا على البحر. فلما أبصره التلاميذماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوعقائلا تشجعوا أنا هو لا تخافوا. فأجابه بطرس وقال يا سيد أن كنت أنت هو فمرني أنأتى إليك على الماء. فقال تعال فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتي إلىيسوع. ولكن لما رأى الريح شديدة خاف وإذ أبتدأ يغرق صرخ قائلا يا رب نجني. ففيالحال مد يسوع يده وامسك به وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت. ولما دخلاالسفينة سكنت الريح. والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابنالله.

 

(مر45:6-52):-

وللوقتالزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوا إلى العبر إلى بيت صيدا حتى يكون قد صرفالجمع. وبعدما ودعهم مضى إلى الجبل ليصلي. ولما صار المساء كانت السفينة في وسطالبحر وهو على البر وحده. ورآهم معذبين في الجذف لان الريح كانت ضدهم ونحو الهزيعالرابع من الليل أتاهم ماشيا على البحر وأراد أن يتجاوزهم. فلما رأوه ماشيا علىالبحر ظنوه خيالا فصرخوا. لان الجميع رأوه واضطربوا فللوقت كلمهم وقال لهم ثقواأنا هو لا تخافوا. فصعد إليهم إلى السفينة فسكنت الريح فبهتوا وتعجبوا في أنفسهمجدا إلى الغاية. لأنهم لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت قلوبهم غليظة.

(يو14:6-21):-

فلمارأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا أن هذا هو بالحقيقة النبي الأتي إلىالعالم. وأما يسوع فإذ علم انهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف أيضاإلى الجبل وحده. ولما كان المساء نزل تلاميذه إلى البحر. فدخلوا السفينة وكانوايذهبون إلى عبر البحر إلى كفرناحوم وكان الظلام قد اقبل ولم يكن يسوع قد أتىإليهم. وهاج البحر من ريح عظيمة تهب. فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس وعشرين أوثلاثين غلوه نظروا يسوع ماشيا على البحر مقتربا من السفينة فخافوا. فقال لهم أناهو لا تخافوا. فرضوا أن يقبلوه في السفينة وللوقت صارت السفينة إلى الأرض التيكانوا ذاهبين إليها.

وللوقتألزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة صعد إلى الجبل. وأما السفينة فكانت قد صارت فى وسط البحر معذبة منالأمواج مضى إليهم يسوع ماشياً على البحر إضطربوا.. وصرخوا.

هذهالأحداث لا يفسرها سوى ما ورد فى (يو14:6،15) أن الناس بعد أن رأوا معجزة إشباعالجموع إنبهروا بالمسيح وأرادوا أن يختطفوه ويجعلوه ملكاً. ففى نظر الناس لا يوجدملك أفضل من هذا، يشبعهم بلا تعب، ومن المؤكد أنه قادر أن يخلصهم من الرومانويعطيهم ملكاً عالمياً. هؤلاء كل ما يشغلهم هو البركات المادية، المجد العالمى.وربما تأثر تلاميذه بنفس أفكار الجموع، وتحمسوا لفكرة أن يكون المسيح ملكاًوالتالى سيكونون هم أمراء، واحد عن يمينه وواحد عن يساره، كطلبة أم إبنى زبدى.وبدأت أفكار المجد العالمى تداعب خيالهم..هنا كان لابد للمسيح أن يعطيهم درساً لايُنسى طوال حياتهم.. فالسيد نجده هنا يلزمهم أن يدخلوا السفينة، وهو ضابط الكل سمحبأن ريحاً عظيمة تهب فتعذب الأمواج السفينة، أماّ هو فيمضى إلى الجبل ليصلى.وأثناء رعبهم ليلاً وسط البحيرة يأتى إليهم ماشياً على البحر وأراد أن يتجاوزهم(مرقس) فصرخوا إليه، فدخل إلى السفينة، وللوقت صارت السفينة إلى الأرض (يوحنا)وسكنت الريح (متى). ما هو الدرس الذى يعطية السيد المسيح هنا لهؤلاء التلاميذالذين يحلمون بالملك الأرضى؟

صعودهللجبل=أنه هو السماوى، ويلزمهم أن يفكروا فى أنهم أيضاً صاروا سماويين، وغرباء عن الأرض،لا يجب أن تداعب خيالاتهم أفكار المجد العالى. وأنه لن يبقى على الأرض بل سيأتىيوماً وهو قريب ينطلق فيه إلى السماء، يصعد للسماء ليجلس عن يمين أبيه.

 ليصلى=المسيحيصلى، هذا علامة صلته بالآب. ونحن نصلى لتكون لنا صلة بالله، وتذكرنا الصلاةبأنناء غرباء فى هذا العالم، وتحفظنا فى سلام وسط العالم المضطرب لكن المسيح يشرحأهمية الخلوة.

السفينة=المسيحسيصعد إلى السماء ويترك كنيسته وتلاميذه فى العالم والعالم. ملىء بالتجاربوالضيقات، هو هائج على أولاد الله، وعلينا أن نفهم هذا ولا نستغرب إذا هاج العالم.

الرياحوالموج=هوهياج العالم ضد الكنيسة (السفينة)

المسيحيسير على الماء = علينا أن نفهم أنه مهما هاج العالم ضد الكنيسةفهو مازال تحت سيطرة رب المجد فهو الله. هو ضابط الكل،. لا يمكن لإنسان أن يمد يدهعلينا ما لم يسمح له رب المجد بهذا (يو10:19،11) هذه المعجزة تثبت لاهوته.

أرادأن يتجاوزهم = المسيح يتراءى أمامنا ولكن لا يتدخل فى حياتنا ما لمنطلبه. (هكذا فعل مع تلميذى عمواس)

هدوءالريح ووصول السفينة للبر= فى الوقت الذى يراه رب المجد أنه وقت مناسب تهدأالريح. والمعنى العام لما حدث أو الدرس الذى أراد السيد أن يعطيه لتلاميذه أن لايفكروا فى أى مجد عالمى، بل هم سيواجهون بإضطهادات عنيفة ولكنها تحت سيطرة ربالمجد، هو حقاً سيصعد للسماء ولكن لن يترك كنيسته، وفى الوقت الذى يراه مناسباًتهدأ الثورات ضد الكنيسة وسيظل هذا حتى تصل الكنيسة للبر أى للسماء عند إنقضاء هذاالدهر. وكانت هناك دروس إضافية، فالسيد بعد معجزته الباهرة، الزمهم أن يدخلواالسفينة حتى يعانوا من البحر الهائج فلا ينتفخوا بل يعرفوا ضعفهم، إذ أن الجموعستعطيهم إكراماً زائداً لأنهم تلاميذ هذا المعلم.

قارنآية (15) مع آية (23) نسمع كلمة المساء =فعند اليهود مساءين كل يوم

(يو17:6،18) لاحظ الكلمات الظلام أقبل…. ولم يكن يسوع قد أتى إليهم…. وهاجالبحر = هذا يعنى أن عدم وجود يسوع فى حياتى يشعرنى بهياج العالم ضدىوبالظلمة.

(يو21:6) فرضوا = صحة الترجمة تلهفوا أن يقبلوه.

–    فىالهزيع الرابع من الليل= أى من الساعة 3 إلى الساعة 6 صباحاً. أى أنالتجربة إستمرت فترة طويلة. وهذا درس لنا أن لا نتضايق إذا استمرت التجربة فترةطويلة فوراء الإنتظار نفع كبير، بل أطلب الرب وهو سيأتى فى الوقت المناسب، ويدخللحياتك ويكون هو سلامك. بلا أن المياه المضطربة أى التجارب هى التى حملت المسيحإلى التلاميذ، فالتجربة التى نخاف منها هى التى يأتى المسيح إلينا من خلالها.

(مت27:14) :- أنا هو هو الإسم الالهى “يهوة” خر 14:3فالمسيح هو يهوة.

(مر52:6)لأنهم لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت قلوبهم غليظة= أراد المسيح أن يظهرلتلاميذه أنه سر الشبع الروحى لهم، وهو الذى سيعطيهم حياة أبدية وذلك بأن أظهر لهمقوته الخالقة فى معجزة إشباع الجموع، لكن إذ إتجه فكرهم للمجد العالمى بدلاً منالشبع الروحى، أراد المسيح أن يظهر لهم أنه لا معنى لأن نبحث عن مجد عالمى وسطعالم مضطرب، بل أن المسيح هو سر سلامنا وشبعنا وسط هذا الإضطراب.

 

بطرسيسير على الماء:-

هذامعناه ببساطة أن أى واحد مناّ قادر أن، ينتصر على ضيقات العالم، ندوسها ولا نعبأبها طالما أن المسيح معنا، وطالما نحن ناظرين إليه، يضطرب العالم فى الخارج،ولكننا ونحن ناظرين للمسيح تمتلىء قلوبنا من السلام فنطأ التجارب ولا نهتم بها،ولا نفقد سلامنا الداخلى.

ونلاحظأن بطرس سار على الماء طالما كان ناظراً للمسيح، ولكن لما نظر للمياه غرق، هو شكلأنه رأى الأمواج عظيمة والهواء رياحه عظيمة.هو كان إيمانه عظيماً إذ ألقى بنفسهفى البحر لكن عاد للسلوك بالعيان لا بالإيمان، ونحن يجب أن نسلك بالإيمان لابالعيان. وعلاج ضعف الإيمان تثبيت النظر على المسيح دائماً دون النظر لكميةالمخاطر التى نتعرض لها. فلو ركزنا أنظارنا على حجم المشكلة يتزعزع إيماننا، أمالو ركزنا أنظارنا على المسيح يثبت إيماننا.

ولاحظأن المسيح لم يهدىء البحر حتى يسير بطرس على الماء، بل هو أعطاه أن يسير فوق البحرالمضطرب، وهذا معناه ببساطة أنه لا يجب أن ننتظر حتى تنتهى التجربة لنحيا فى سلام،بل أننا قادرين بالمسيح الذى فينا أن نحيا فى سلام وسط التجربة.

عموماًحتى لو بدأنا نغرق فى هموم التجربة ومشاكلها فلنصرخ مع بطرس يا رب نجنىوالمسيح يمد يده لينتشلنا. ولكن ما يجعلنا نغرق هو قلة الإيمان = يا قليلالإيمان لماذا شككت

سيرالمسيح فوق الأمواج =يعنى سلطانه وأن كل شىء خاضع لهُ، هو الذى يسيطرعلى الأحداث

سيربطرس فوق الأمواج =يعنى إنتصار المؤمن على آلام العالم، أى قدرتهأن يحيا فى سلام بالرغم من كل ألام العالم.

 

(مت34:14-36+ مر53:6-56):-

(مت34:14-36):-

فلماعبروا جاءوا إلى ارض جنيسارت. فعرفه رجال ذلك المكان فأرسلوا إلى جميع تلك الكورهالمحيطة واحضروا إليه جميع المرضى. وطلبوا إليه أن يلمسوا هدب ثوبه فقط فجميعالذين لمسوه نالوا الشفاء.

 

(مر53:6-56):-

فلماعبروا جاءوا إلى ارض جنيسارت وارسوا. ولما خرجوا من السفينة للوقت عرفوه. فطافواجميع تلك الكورة المحيطة وابتداوا يحملون المرضى على أسرة إلى حيث سمعوا انه هناك.وحيثما دخل إلى قرى أو مدن أو ضياع وضعوا المرضى في الأسواق وطلبوا إليه أن يلمسواولو هدب ثوبه وكل من لمسه شفي.

ذاعتشهرة المسيح فأتى إليه المرضى وكل من لمسه ُشفِىَ. وهل لابد أن نتلامس معالمسيح لنُشفى. التلامس ليس هو التلامس الجسدى بل بالإيمان، فكل من أدرك من هوالمسيح وآمن به، تلامس معهُ ينال الشفاء الروحى أرض جنيسارات= تعنى”جنة السرور” وهى سهل خصب يقع على الشاطىء الغربى للبحيرة وكفر ناحوم فىأقصى الشمال بالنسبة لها.

وحقاًهى ستكون لنا جنة السرور على الأرض إذ نتلامس مع المسيح ونعرفه من هو وننال شفائناالروحى ونمتلىء سلاماً.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى