اللاهوت الطقسي

+ خراب أورشليم والهيكل:



+ خراب أورشليم والهيكل:

+ خراب أورشليم
والهيكل:

من أقوال الربيين العجيبة والغريبة: [ إن الشاكيناه(1)بقيت
ثلاث سنين ونصف علي جبل الزيتون تنتظر توبة إسرائيل، يتردد صداها اطلبوا الرب
مادام يوجد ادعوه فهو قريب، وعندما وجدت أن ذلك كله بلا فائدة عادت الشاكيناه إلي
مقرها ].(2)

أما الرد المسيحي ومعه القول الصحيح فكان في فم
المسيح:
لأنك لم
تعرفي زمان افتقادك”! (لوقا 19: 44).

كان الرب يسوع قد شرف هذا الهيكل بدخوله فيه،لكن
بعد أن رُفض من شعبه انقلبت لغة المسيح علي هؤلاء المخالفين، فبدل
بيتي (متي 21: 13) و بيت أبي (يوحنا
2: 16)
وبيت الصلاة “(متي 21: 13)، قال لهم أخيراً
وعلي هذا الهيكل والبيت عينه
هوذا
بيتكم يترك لكم خراباً”!! (متي 23: 38).

وكان المسيح أول الباكين علي خرابها وفيما هو يقترب نظر إلي
المدينة وبكي عليها”
(لوقا
19: 41)
.وأجعل أورشليم رجماً
ومأوي بنات آوي، ومدن يهوذا أجعلها خراباً بلا ساكن” (إرميا 9: 11).

وقد سجل لنا التاريخ صورة مروعة للحصار
الرهيب الذي ضربه الجيش الروماني علي أورشليم. وقد وصف هذا الحصار بتفاصيله المؤرخ
يوسيفوس اليهودي الذي عاش في القرن الأول المسيحي والذي عاصر خراب أورشليم وكان
حاكماً لمقاطعة الجليل الأعلي،واختير ليكون مترجماً ووسيطاً بين اليهود وبين
القوات الرومانية التي حاصرت أورشليم وسطر عبارات تقطر دماً مثل قوله إن جميع مآسي
وتعاسات الناس إذا جمعت من بدء العالم كله لما كانت مريعة مثل التي أصابت أورشليم
يوم خرابها..!!

فقد أشعل الرومان النار في الهيكل
فانهارت كل مبانيه وأبوابه وغرفه حتى مذبحه. ولأن الرومان قد عانوا الأمرّين من
اليهود فإنهم صبوا نقمتهم علي الهيكل وعلي المدينة، فأشعلوا النيران في كل شئ فيها،
وقتلوا كل من صادفهم، فهلك من اليهود حوالي المليون ومائة ألف، منهم أحد عشر ألفاً
هلكوا جوعاً. وخرج تيطس القائد الروماني يجر وراءه جيشاً ضخماً من الأسري والزعماء
الغيورين يقدر بنحو سبعة وتسعون ألفاً، متجهاً شمالاً وقد ألقي نظرته الأخيرة علي
ما كان يسمي أورشليم!

إذ لم يبق منها سوي ثلاث قلاع مطلة وسط خراب
شامل، وجزء صغير من السور الغربي جعله اليهود مبكي لهم (1) ويسجل يوسيفوس منظر
المدينة كما رآها بنفسه قائلاً: إن من ينظر إليها لا يمكن أن يصدق
أنها كانت آهلة بالسكان (1) وحمل تيطس معه إلي روما المائدة
الذهب
مائدة خبز الوجوه
مع المنارة الذهيبة ذات السبع شعب.

وبسقوط أورشليم وخراب الهيكل سنة 70 م علي يد
تيطس تم قول الرب يسوع عنها
ويقعون
بفم السيف ويسبون إلي جميع الأمم وتكون أورشليم مدوسة من الأمم” (لوقا 21:
24).



(1) الشاكيناه = حضرة الله

(2)
Edersheim, op. cit., p 17,18.

(1)
Bell. Jud. VII, I,1.

(1)
Idem.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى