سفر اعمال الرسل

الإصحاح الثانى



الإصحاح الثانى]]>الإصحاح الثانى

 

هيرودسالكبير (بعد وفاته قسمت المملكة كالتالي على أبنائه)

أولاد هيرودس:

انتيباس الجليل

أرخيلاوس

أدوم/ اليهودية/ السامرة

فيلبس

قيصرية

رفض قيصر تسميته ملكاً وسُمِّىَ رئيس ربع

أعطى لقب ملك ولكن قيصر رفض إعطائه هذا اللقب، وكان شريراً جداً وأسقطه قيصر بعد 9 سنوات وضم ملكه للوالي الروماني مباشرة

سُمِّىَ رئيس ربع

 

 

ملكهيرودس الكبير على كل اليهودية سنة 37ق.م. ودخل القدس بمعونة الرومان. وكانت أمهوأبيه أدوميين. وكان الأدوميون قد رضخوا بالقوة للمذهب اليهودي سنة 125ق.م. فلميكن هيرودس يهودي الأصل. وقد تزوج هيرودوس عشر نساء وكان له أبناء كثيرين. واشتدالتنافس فيما بينهم على وراثة العرش. وكان القصر مسرح عشرات المؤامرات والفتن.واشتركت زوجات الملك وأقاربهن في تلك المؤامرات. هذا عدا المؤامرات التي كانيحيكها هيرودس ضد أعدائه من اليهود والرومان فقد كان هيرودس الكبير قاسي القلب،عديم الشفقة يسعى وراء مصلحته مهما كانت الخسائر واشتهـر بكثـرة

الحيلولم ينتبه إلى صراخ المظلومين. وقتل عدة زوجات وأبناء وأقارب خوفاً من مؤامراتهم.ولكنه بني أماكن كثيرة أشهرها مدينة قيصرية وسماها هكذا تكريماً لأوغسطس قيصر،ورمم مدينة السامرة بعد ان تهدمت وأسماها سباسطيا (سيباستوس هو الاسم اليونانيلاسم أغسطس اللاتيني) أي مدينة أغسطس. وبدأ في ترميم الهيكل في القدس. ومن وحشيتهأنه قتل ابنيه الإسكندر وأرسطوبولس، وقبل موته بخمسة أيام قتل ابنه انتيباتر وفيماهو يسلم أنفاسه الأخيرة أمر بقتل جميع عظماء أورشليم حتى يعم الحزن المدينة ولايجد الملك الجديد مجالاً للبهجة، لكنه مات قبل أن تتحقق أمنيته الأخيرة. وهو الذيأمر بقتل أطفال بيت لحم حتى لا ينافسه مولود بيت لحم الملك. فقد ولد المسيح فيأواخر أيام هذا الطاغية. ولقد مات هيرودس الكبير بعد قتل أطفال بيت لحم بثلاثةشهور بعد أن اشتدت شراهته في الفترة الأخيرة لأكل اللحم وأصيب بداء النقرسوالاستسقاء، وتصاعدت منه رائحة كريهة جداً حتى لم يقدر أحد أن يقترب إليه. وبعدموته اقتسم أبناءه مملكته حسب ما سبق.

آية(1): “ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية، في أيام هيرودس الملك، إذا مجوس منالمشرق قد جاءوا إلى أورشليم.”

بيتلحم= بيتالخبز فهو جاء إلينا خبزاً سماوياً يتناوله الجياع والعطاش إلى البر. في اتضاعكامل قبل الرب يسوع أن يولد ولادة مجهولة. في قرية صغيرة، فهو قد أخلى ذاته أخذاًصورة عبد (2كو9:8+ في7:2). وبيت لحم هي مدينة الملك داود، حيث مسحه صموئيل النبيملكاً على إسرائيل. وفيها ولد المسيح الملك من نسل داود. ونلاحظ أن متى لا يتكلمعن الناصرة فهو يقدم المسيح الملك نسل داود الملك.

ولماولد= ولدالمسيح سنة 4ق.م. (وكان هذا نتيجة أخطاء العلماء في الحساب في القرون الوسطى حينماحاولوا تغيير التقويم من الحساب تبعاً للطريقة المصرية، طريقة النجوم إلى التقويمالشمسي وهو السائد حالياً، وأكتشف الخطأ بعد ذلك بقرون)

مجوسمن المشرق= همكهنة أو ملوك كلدانيون أو فارسيون يهتمون بدراسة الفلك والظواهر الفلكية، واسممجوس يعطي للفلاسفة ورجال العالم خاصة علم الفلك ويقال أنهم سحرة ومنجمين من بينالنهرين، ويعبدون النار. وكان علماء النجوم من المجوس (كانوا يعتقدون بوجود علاقةبين حركة النجوم وأحداث العالم) يعتقدون أن ظهور نجم علامة على ميلاد شخص عظيم.ويقال أن هؤلاء المجوس كانوا يتبعون مذهب بلعام الذي تنبأ بمجيء المسيح (سفرالعدد). وهم كانوا يعرفون نبوته، وينتظرون هذا المولود العجيب الذي قال عنه بلعام”يبرز كوكب من يعقوب ..” (عد17:24). ونرى في نبوة بلعام والنجم الذي ظهرللمجوس ليدلهم على ولادة المسيح أن الله لم يقصر نفسه على اليهود، بل هو اهتم بكلالبشر، لكل من يطلبه بأمانة. ولقد كان هؤلاء المجوس يمثلون كنيسة الأمم المنجذبةلعريسها الملك. فبينما رفضه اليهود، أتى إليه الأمم الوثنيين فكان مجيئهم توبيخاًلليهود. كان المجوس هم باكورة الشعوب الأممية الذين قبلوا المسيح. وكان المسيح منذولادته حجر الزاوية الذي قبله الرعاة الذين أتوا إليه من قريب والمجوس الذين أتواإليه من بعيد. وغالباً جاء المجوس في موكب عظيم يتقدمهم ثلاثة من كبارهم يحملونالهدايا للملك العجيب. هؤلاء المجوس سيدينوننا، فهم تعبوا ليصلوا للمسيح، فماذاقدمنا له من تعب أو هدايا. هم تركوا بلادهم فلنترك شهواتنا لنراه. وليكن الكتابالمقدس هو النجم الذي يهدينا “سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” أو هوالروح القدس الذي في داخلنا. والكنيسة تضع في شرقية الهيكل، في حضن الآب قنديل مضئإشارة للنجم الذي يهدينا إلى أحضان النعمة.

نجدهنا قاعدة أساسية وهي أن من يبحث عن المسيح بأمانة يجده “أطلبوا تجدوا”

فهيرودسملأ قلبهالحسد فلم يجد المسيح ولم يعرفه. الملك اليهودي لم يجده والملوك الوثنيين (المجوس)وجدوه.

والكهنةعرفواالنبوات ولكن مطامعهم المادية أعمت عيونهم فلم يجدوه ولم يبحثوا عنه فقبلهم مشغولبمادياتهم. الرعاة الرسميين لم يجدوه ورعاة الغنم وجدوه بل تحول الكهنة إلى صالبينللمسيح.

أما المجوسفقد وضعوا في قلوبهم أن يجدوه، فوجدوه مع أنهم وثنيين.

والرعاةالساهرين أتىلهم الملائكة ليرشدوهم وهكذا كل ساهر على رعيته أو ساهر على خلاص نفسه سيجد يسوع.

آية(2): “قائلين: “أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرقوأتينا لنسجد له”.”

ماهو هذا النجم:-يقول القديس فم الذهب أنه لم يكن نجماً حقيقياً كسائر النجوم، إنما هو ملاك ظهر فيهيئة نجم ليهدي المجوس العاملين في الفلك وذلك:

1-   لأنمسار هذا النجم الذي ظهر مختلف مع مسار حركة النجوم الطبيعية.

2-   كان النجم يسطع في الظهيرةوالشمس مشرقة.

3-   كان يظهر أحياناً ويختفي فيأحيان أخرى.

4-   كان يرتفع حيناً وينخفض حيناًفهو قادهم إلى البيت الذي فيه المسيح تماماً.

أماأوريجانوس فيرى أنه أحد المذنبات، وهذا الاحتمال بعيد للأسباب السابقة.

متىجاء المجوس إلى المسيح: يرىالبعض أن النجم ظهر قبل مجيء المسيح للعالم ليلة ميلاده بمدة تكفي لسفر المجوس منبين النهرين إلى بيت لحم، وهم أتوا تماماً ليلة الميلاد، ويرى البعض أن النجم ظهرليلة ميلاده للمجوس وهم أتوا بعد فترة (ويقول أصحاب هذا الرأي أن ما يدعمه قولالكتاب أن المجوس أتوا إلى البيت أية (11) ولم يقل المذود. وقال الصبي ولم يقلالطفل. وأن هيرودس قتل كل من كان أقل من ستنين)

 

لماذا استخدم الله النجم؟

1-  الله يكلمكل إنسان باللغة التي يفهمها، فكما تحدث مع التلاميذ عن طريق صيد السمك الوفيروتكلم مع قسطنطين الملك المحارب وأراه علامة الصليب قائلاً بهذا تغلب فعرف المسيحوآمن به، وتحدث مع اليهود بالنبوات ومع اليونانيين بالفلسفة يكلم الله المجوسالذين لا يفهمون سوى لغة النجوم عن طرق نجم، وهكذا يكلمنا الله من خلال أعمالناودراساتنا ومنازلنا كل اليوم.

2- حينوصلوا لليهودية توقف النجم عن إرشادهم فسألوا اليهود ليرشدوهم فذاع الخبر، وبهذاتكلم الله مع شعبه من اليهود ليعرفوا نبأ الميلاد فلا يكون لهم عذر.

3-   اللهكلم المجوس عن طريق نجم، وكلم الرعاة عن طريق ملائكة، الكل تكلم من السماء.

4- ربماشعر المجوس أن تعاويذهم قد أبطلت حين ولد المسيح، فأدركوا أن أمراً يفوق السحر قدحدث في العالم، وتذكروا نبوة بلعام، فطلبوا أن يروا نجماً هو كوكب يعقوب الذيحدثهم عنه أبوهم بلعام (عد17:24)، ليدركوا أين هو هذا المولود فيذهبوا إليه فأراهمالله بحسب طلبهم، وحسب ما يفهموه. فهم بحسب مفاهيمهم فهموا نبوة بلعام حرفياً. فهمفهموا قوله كوكب من يعقوب أن هناك نجماً سيظهر.

5-   ربماهم عرفوا موعد مولد المسيح من نبوة دانيال الذي كان كبيراً للمجوس.

6- اللهأخرج من الجافي حلاوة، فالمجوس استخدموا النجوم بطريقة خاطئة ولكن ها هو اللهيرشدهم عن طريقها على مكان المسيح. وكان هؤلاء المنجمون يعتقدون أن لكل شخص نجماًيُسَيِّر حياته، ولكن نرى هنا أن النجم لم يحدد مصير المسيح، بل أن المسيح هو الذيكان يقود النجم.

آية(3): “فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه.”

اضطرب=لقد خشىهيرودس أن ترجع المملكة إلى يهودي وتضيع منه، اضطرب الملك الأرضي حين ظهر الملكالسماوي، وفي قلب كل منا إن تجلى الرب يسوع يزعزع الشيطان الطاغية الذي يملكبالشر. وكأن الرب يسوع حين يملك فينا بصليبه تنهار مملكة إبليس ولا تقدر أن تثبت.حين يضئ النور تذهب الظلمة.

آية(4): “فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب، وسألهم: “أين يولدالمسيح؟”.”

نجدهنا أن رؤساء الكهنة والكتبة يرشدون المجوس للخبز الحي، أما هم فلا يقتربون إليه،لعلهم صاروا كالعاملين في بناء فلك نوح الذين هيأوا فلك الخلاص ولكنهم لم يدخلوه.لقد تمتع الغرباء بسر الحياة وحُرم الرؤساء منه.

الآيات(5،6): “فقالوا له: “في بيت لحم اليهودية. لأنه هكذا مكتوب بالنبي: وأنتيا بيت لحم، أرض يهوذا، لست الصغرى بين رؤساء يهوذا، لأن منك يخرج مدبريرعى شعبيإسرائيل”.”

باقيالنبوة أن مخارجه منذ الأزل، وهم كتموها نفاقاً لهيرودس (ميخا2:5) لكن واضحمعرفتهم بالنبوة بل بحسب نبوة دانيال فهم كانوا يعرفون سنة ميلاده (دا 9) فسمعانوحنة كانا ينتظرانه (لو2)

الآيات(7، 8): “حينئذ دعا هيرودس المجوس سراً، وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر. ثمأرسلهم إلى بيت لحم، وقال: “أذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي. ومتى وجدتموهفأخبروني، لكي آتي أنا أيضاً وأسجد له”.”

أخفىهيرودس اضطرابه بمظاهر الخداع، وهذا هو طريق كل فاعلي الشر إذ يخططوا في الخفاءليجرحوا الآخرين.

آية(9): “فلما سمعوا من الملك ذهبوا. وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهمحتى جاء ووقف فوق، حيث كان الصبي.”

ماأحوجنا أن نخرج من دائرة إبليس (هيرودس)، دائرة الخطية عمل إبليس لتتكشف لناعلامات الطريق الملوكي بوضوح. (نضع قنديل في شرقية الكنيسة رمزا لهذا النجم).

آية(10): “فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً.”

حينمانرى الطريق الملوكي لابد وسنفرح جداً

آية(11): “وأتوا إلى البيت، ورأوا الصبي مع مريم أمه. فخروا وسجدوا له ثم فتحواكنوزهم وقدموا له هدايا: ذهباً ولباباً ومراً.”

المجوسقبل هداياهم قدموا قلوبهم وسجدوا له. هم نفذوا الناموس وهم الأمم، فهم لم يحضرواأمام الرب فارغين (تث16:16)

ذهباً=إشارة لأنهملك، بالرغم من مظاهر البساطة التي كان فيها، فقد شعر المجوس أنه ملك، لقد عرفوابالروح، والمسيح يملك على القلوب البسيطة المتضعة. مملكة المسيح لم تكن من هذاالعالم، وهو رفض أن يجعلوه ملكاً (يو15:6). ودخل أورشليم راكباً أتاناً. ولكنبينما كان المسيح في مظاهر الوداعة والتواضع كانت السماء تشهد له، فالملائكة ترنم”المجد لله في الأعالي” والآب يشهد مجدت وأمجد أيضاً (يو28:12) . وكانتمعجزاته بسلطان، بل هو أعطى لمن يؤمن به أن يكون في مجده ويرث معه، كل من عاشحياته يرضى الله ويطيع وصاياه سيملك معه، كل من قدَّم قلبه ليكون عرشاً للمسيحسيجلس مع المسيح في عرشه (رؤ21:3). ولكن هذا لمن يغلب ويحيا حياة سماوية (رمزهاالذهب) على الأرض ويرفض أن يملك شهواته على حياته.

لباناً= إشارة لكهنوته (مز4:110).وكاهن أي شفيع، فهو صار شفيعاً لجنسنا البشري عند الله الآب. هو كاهن قدَّم ذبيحةنفسه، وكانت ذبائح العهد القديم رمزاً للصليب ورئيس كهنتنا يسوع حي للأبد، يشفعفينا للأبد (عب3:7). وهناك مفهوم عام للكهنوت فكل المؤمنين ملوك وكهنة (ملوك لناسلطان أن نملك على شهواتنا وأجسادنا وكهنة نقدم ذبائح التسبيح والصلاة والإنسحاقبل نقدم أجسادنا ذبائح حية (عب14:13،15+ مز17:51، 2:141+ رو1:12) وبهذا المفهومفالمسيح هو ملك الملوك ورئيس الكهنة وهذا طبعاً لا يتعارض مع الكهنوت الخاص،فالكهنة هم خدام أسرار الكنيسة.

واللبانيصنع منه البخور، والبخور يقدَّم لله فقط، فلنقدم حياتنا وصلواتنا للمسيح إلهنا.وربما اعتبر المجوس أن المسيح إله يستوجب تقديم البخور له كما يقدمون لآلهتهم.

مراً=إشارة لآلامه وإشارة لأنه نبي (فوظائف المسيح الثلاث ملك/ كاهن/ نبي تنبأ عنهاالمجوس يوم ميلاده) والأنبياء الذين أرسلهم الله لشعبه عانوا الأمرين. ولكن آلامالمسيح في صلبه كانت تسمو عن أفكارنا ويكفي حمله لخطايا البشرية وحجب الآب وجههعنه كحامل خطايا). والمر يستخدم في تحنيط الموتي، إشارة لقبوله الموت ولكن المررائحته طيبة جداً ويستخدم في العطور إلا أن مذاقه مر جداً. لذلك فكل من يحتملمرارة الآلام والصليب يكون لهذا رائحة حلوة عند الله الآب، إذ يشترك مع أبنه فيحمل الصليب. وهكذا كل من يميت شهوات جسده، فهو يشترك مع المسيح في موته فيكون لهحق التمتع بالقيامة مع المسيح، ولذلك فبالمر أي باحتمال الألم نحفظ أجسادنا منالفساد، وباحتمال صلب الأهواء والشهوات نحفظ أجسادنا من الفساد إذ يكون لها قيامةفي الأبدية. بل من يحتمل الآلام تكون له إعلانات وأسرار يستنير بها قلبه فيكوننبي.

وبهذانرضى المسيح، بأن نقدم له هذه التقدمات [1] حياتنا السماوية (في20:3) (كو1:3) [2]صلواتنا [3] تسابيحنا وشكرنا وسط آلامنا. أي الذهب (حياتنا السماوية) واللبان(الصلاة) والمر (احتمال الألم بشكر).

 

آية(12): “ثم إذ أوحى إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس أنصرفوا في طريقأخرى إلى كورتهم.”

اللهبهذا أنقذ المسيح وأنقذ المجوس من بطش هيرودس، إذ هو من المؤكد كان سيقتلهم لأنهماعترفوا بالمسيح ملكاً. وانصراف المجوس دون أن يلتقوا بهيرودس فيه درس روحي لنا،إذ على النفس التي تلتقي بالمسيح أن لا تعود لطريقها القديم (إبليس).

الآيات(13،14): “وبعدما انصرفوا، إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلاً:”قم وخذ الصبي وأمه وأهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك. لأن هيرودس مزمع أنيطلب الصبي ليهلكه” فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وأنصرف إلى مصر.”

ملاكالرب= المقصودملاك عادي فملاك الرب يقصد به غالباً المسيح. خذ الصبي وأمه= الملاك الآنلم يقل ليوسف مريم امرأتك، فالميلاد قد تم والشك قد زال، وصارت مريم تنسب للمسيحوليس ليوسف، والمسيح هو منسوب للعذراء لا ليوسف. فالمسيح صار هو المركز الذي ننسبإليه. والمسيح هرب إلى مصر [1] لأنه كان عليه أن يتم رسالة، ولطالما اختفي من بيناليهود إذ أرادوا قتله حتى يتم رسالته (يو59:8). [2] هروب المسيح أكد حقيقة تجسده،فلو أظهر عجائب منذ صغره لما حُسِبَ إنساناً. [3] صار هروب المسيح درساً للهروب منالشر إن أمكن، فالنار لا تطفأ بالنار بل بالماء. [4] أراد المسيح تقديس مصر، هذهالتي سيكون للرب مذبحاً في وسطها (أش19:19) وستكون منارة للعالم كله (وكانتالأوثان تسقط في كل بلد في مصر تدخله العائلة المقدسة فكانوا يطردونهم من مدينةإلى أخرى) ومركز إشعاع إيماني، ومركز مدرسة الإسكندرية وأصل الرهبنة.

تأمل:يوسف لم يقل “إذا كان المولود هو يسوع المخلص فلماذا لا يخلصنا من هيرودسوحينما قال له الملاك إذهب إلى مصر ذهب حتى دون أن يسأله كيف أو متى أعود وفي هذادرسين [1] التسليم الكامل، وعدم طلب معجزات بصفة مستمرة [2] احتمال الألم في صمت،فحياة يوسف كانت مع المسيح هي مزيج من الفرح والألم (هروب واضطهاد وألم وملائكةونجم ومجوس ساجدين ورعاة شهود).

آية(15): “وكان هناك إلى وفاة هيرودس. لكي يتم ما قيل من الرب بالنبيالقائل:”من مصر دعوت ابني”.”

هذهالآية قالها هوشع (1:11). قالها عن خروج شعب إسرائيل من مصر. لكننا نرى هنا طريقةالروح القدس التي استخدمها الإنجيليين وبولس الرسول في إعادة فهم الآيات النبويةوتطبيقها على المسيح، وأن النبوات عن المسيح كانت مختبأة في العهد القديم.

آية(16): “حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جداً. فأرسل وقتل جميعالصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها، من ابن سنتين فما دون، بحسب الزمان الذيتحققه من المجوس.”

هنانرى وحشية هيرودس، فمن قتل أولاده وزوجاته وأقربائه من المؤكد أنه يفعل هذا فهوقتل أولاده وزوجاته لنفس السبب الذي قتل أطفال بيت لحم بسببه ألا وهو خوفه وحرصهعلى عرشه. وهذا يرينا نتائج الحسد والغضب ومحبة العالم. وصار هؤلاء الأطفال أولاشهداء المسيحية، صاروا رمزاً للكنيسة المضطهدة المتألمة لأجل المسيح، الكنيسة التيرجعت وصارت كالأطفال بسيطة كمسيحها، هذه الكنيسة لا يحتملها إبليس ولا يحتملها العالمويريد قتلها واختفاءها. ولكن ما لا يفهمه العالم، أين ذهب هؤلاء الأطفال؟ هم فيالسماء.. ولكن ما مصير من قتلهم ليتمسك بالأرض..!!

الآيات(17،18): “حينئذ تم ما قبل بأرميا النبي القائل: “صوت سمع في الرامة،نوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى، لأنهم ليسوابموجودين.”

هنانرى تطبيق آخر من تطبيقات الروح القدس فيه نتعلم كيف نتعامل مع العهد القديم. فهذهالآية قالها أرمياء (15:31) عمن قتلوا أثناء السبي وعمن ذهبوا سبايا إلى بابل.وراحيل هي أم البنيامينيين، والرامة في بنيامين، وقبر راحيل قرب الرامة. وكأنراحيل هنا ترمز لإسرائيل التي تبكي على أولادها ضحايا السبي. والروح القدس الذيأوحى لمتى باقتباس الآية (متى استعار آية عن السبي وطبقها على أطفال بيت لحم)،أظهر أنها نبوة عن هذا العمل الوحشي الذي قام به هيرودس. ولكن لنعلم أن وسط صرخاتالألم التي تصرخها الكنيسة من آلام هذا العالم تولد الكنيسة المنتصرة في السماءوالتي هي بلا ألم وباكورتها المسيح.

الآيات(19،20): “فلما مات هيرودس إذ ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلاً:”قم وخذ الصبي وأمه وأذهب إلى أرض إسرائيل، لأنه قد مات الذين كانوا يطلبوننفس الصبي”.”

ماتهيرودس شر ميتة بعد أن قتل ابنه وأصيب بأمراض كريهة.

آية(22): “ولكن لما سمع أن أرخيلاوس يملك على اليهودية عوضاً عن هيرودس أبيه،خاف أن يذهب إلى هناك. وإذ أوحى إليه في حلم، انصرف إلى نواحي الجليل.”

لأنأرخيلاوس كان شريراً جداً. والناصرة إحدى مدن الجليل (كلمة جليل تفيد معنى الدائرةوكان مركز اتصالات للأمم المجاورة ومملوءة من الأمم لذلك سمى جليل الأمم (إش1:9،2))

آية(23): “وأتى وسكن في مدينة تقال لها ناصرة، لكي يتم ما قيل بالأنبياء”أنه سيدعى ناصرياً”.”

كانتسمعة الناصرة سيئة جداً عند اليهود (يو52:7+ 46:1)، بل هي بلد بلا أهمية، ولكن منولد في مذود، ودخل أورشليم على جحش ابن أتان قَبِلَ أن ينتسب للناصرة حتى يهدم كلافتخار وانتساب ومجد باطل. والناصرة كانت تسكن فيها العذراء من قبل (لو26:1).وفيها كانت بشارة الملاك للعذراء، وعادوا من مصر للناصرة.

سيدعيناصرياً= نشأالمسيح في الناصرة ليحمل اسماً مشتقاً من المكان الذي نشأ فيه، وصار اسمه الناصريومنها اشتق اسم “نصارى” وهو لقب المسيحيين. وذلك لأن ناصرة بالعبرية هي(NATZAR) وتعنى غصن، ومنهاالكلمة العربية (ناضر). وقد سمى السيد المسيح في أكثر من نبوة في العهد القديمبالغصن= ما قيل بالأنبياء أنه سيدعى ناصرياً الأنبياء قالوا أنه غصن وهنانرى تطبيق ثالث لفهم العهد القديم.

راجعالنبوات (إش1:11،2+ أر15:33+ زك8:3، 12:6)

ولكنإشعياء تنبأ أن نور المسيح سيبدأ من الجليل حيث أسباط زبولون ونفتالي (إش1:9،2)

غصن=بعد أن قطعتشجرة داود (العائلة الملكية انتهت بموت صدقيا). نبت المسيح كغصن جديد في هذهالشجرة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى