علم

إيريناؤس أسقف ليون



إيريناؤس أسقف ليون

إيريناؤس
أسقف ليون


(إزمير بين 140 و160 م – ليون نحو 202 م)


يُذكر في التقويم الروماني في 28 حزيران.

1.
لمحة عن حياته

2.
كتاباته

3.
لاهوته

 

1.
لمحة عن حياته

إيريناوس
هو قديس وأحد آباء الكنيسة، وواحد من أهم لاهوتيي القرن الثاني الميلادي،

ولد
على الأرجح بين عام 140 و160 م في مدينة إزمير. تلميذُ للقديس بوليكاربس.

ترك
آسيا الصغرى لأسباب مجهولة وذهب إلى غالية.

كان
كاهناً في مدينة ليون على أيام الإمبراطور مرقس أوريليوس.

أُرسل
إلى روما ليحصل على إيضاحات بشأن مشكلة المونتانية وبعد عودته منها بين عام 177 و
178م أقيم أسقفاً على ليون خلفاً لأسقفها الشهيد فوتينوس.

عندما
حرم البابا فيكتور الأول أساقفة آسية الصغرى بسبب الخلافات الفصحية، قام إيريناوس
بحثّهم على المصالحة.

يقول
عنه أوسابيوس بأنه عاش فعلاً ما يعنيه اسمه أي “صانع السلام” (تاريخ
الكنيسة 5 / 24 / 17).

في
صراعه ضد الغنوصية، نجح إيريناوس في هدايةِ الكثير من أهل المنطقة إلى المسيحية.

عن
باقي حياته لا نعرف شيئاً أكيداً.

بالنسبة
لوفاته يخبرنا كل من جيروم وغريغوريوس دي تور بأنه استُشهد خلال عهد الامبراطور
لوسيوس سيبتيموس سيفيروس نحو عام 202 م، لكن هناك بعض الشك في صحة هذا الخبر.

 

2.
كتاباته

لم
يبقَ لدينا من كتاباته العديدة بلغته الأم (اليونانية) سوى مؤلَّفين. أحدهما
يُعتبر الأهم وعنوانه المتداول “ضد الهرطقات” (
Adversus haereses)، كتبه تفنيداً للغنوصية يفضح به هذه البدعة. ومما ساعده على ذلك
فضلاً عن حماسه الديني هو معرفته الواسعة للتقليد المقدس الذي استلمه من
بوليكاربوس ومن باقي تلامذة الرسل. ومع أنه تصعب قراءة المؤلَّف بسبب أسلوبه
المعقّد أحياناً والمليء بالإعادات إلا أن إيريناوس نجح في تقديم صورة واضحة عن
عقيدة الكنيسة ولاهوتها القديم.

 

حتى
عام 1904 لم نكن نعرف من المؤلَّف الثاني سوى عنوانه: “برهان تعليم
الرسل” (تاريخ الكنيسة لأوسابيوس 5 / 26)، لكن في ذلك العام اكتُشفَت ترجمة
أرمنية لهذا الكتاب ونُشرت عام 1907. يتكلم الكتاب عن الحقائق الأساسية في
المسيحية: الأقانيم الثلاثة، الخليقة، خطيئة الإنسان، تجسّد الله والفداء. يبرهن
الكاتب عن صحة هذه العقائد بإستشهاده من كتب العهد القديم.

 

3.
لاهوتياته

هناك
سببان جعلا من إيريناوس أحد أهم لاهوتيي القرن الثاني:

الأول
هو كشفه لزيف بدعة الغنوصية والثاني هو أنه أول مَن عبَّر عن التعليم المسيحي
بطريقة عقائدية:

أ.
يؤكد إيريناوس بأن الله الواحد هو نفسه خالق العالم وأبو الكلمة (اللوغوس).

هو
لا يشرح العلاقة بين الأقانيم الإلهية، إلا أنه مقتنع تماماً بأن تاريخ الخلاص
يُثبتُ وجودهم منذ الأزل. إن كلمات سفر التكوين: “لنصنع الإنسان على صورتنا
كمثالنا” (تك 1 / 26) لموجّهة من الله الآب إلى الإبن والروح القدس اللذين
يشبههما إيريناوس بيدي الله الآب، التي صنع بهما العالم.

ب.
يصف إيريناوس ولادة الإبن من الآب بالأمر الذي لا يُدرك ولا يُوصَف ويقول: “أظهر
الله نفسه بواسطة الإبن الذي هو في الآب والذي فيه الآب” (3 / 6 / 2).

ج.
تحتل فكرة “الجمع تحت رأس واحد” (
avnakefalai,wsij) المركز المحوري في مسيحانية إيريناوس وبالتالي في كل فكره
اللاهوتي. اتّخذ هذه الفكرة من القديس بولس (أف 1 / 10) وطوّرها: فمن خلال عمل
الله الذي يجمع كل خليقته تحت رأس واحد هو المسيح، تتجدّد الخليقة وتمحى آثار
عصيان آدم الأول لأن آدم الثاني (المسيح) قد صارع الشرير وغلبه فجدَّد كل شيء.

د.
لقد أثرت الفكرة السابقة في نظرة إيريناوس لمريم العذراء. ومع أن يوستينوس كان أول
من قارن بين حواء ومريم إلا أن إيريناوس تعمّق أكثر في هذه المقارنة: كما أن
الخليقة سقطت بعصيان إمرأة (حواء) هكذا تنجو بطاعة إمرأة (مريم) لأنها ولدت آدم
الجديد، لذا تستحق أن تُدعى “محامية حواء”، وهي بالحقيقة أم الخليقة
الجديدة.

ه.
نجد أيضاً مفهوم الكنيسة (إكلسيولوجيا) متأثراً بفكرة “الجمع تحت رأس
واحد”: فالله قد أراد أن يحقق ويكمل في الكنيسة عمله الإلهي بأن يجمع الكل
تحت رأس واحد هو المسيح.

من
جهة أخرى يعتبر إيريناوس أن مصدر الإيمان الحق هو تعليم الرسل الثابت.

وهو
يعرض الإيمان المسيحي متّبعاً قانون إيمان الرسل بحذافيره. لهذا فإن الكنائس
المؤسَّسة من قِبَل الرسل هي وحدها القادرة على حفظ الإيمان القويم، فخلافة
الأساقفة غير المنقطعة تضمن لها عدم الحياد عن التعليم الصحيح. هذا تماماً ما
يفتقده الهراطقة.

و.
في حديثه عن الإفخارستيا يؤكد إيريناوس حضور جسد ودم المسيح فيها، ومنها يستنتج
قيامة الجسد: “بما أن الكأس الممزوج بالماء والخبز المصنوع ينالا إفخارستيا
دم وجسد المسيح، فيمنحا جسدنا غذاءً ودعماً، فكيف يقول البعض أنه لا يمكن للجسد أن
يقتبل عطية الله أي الحياة الأبدية؟!”.

ز.
يحتوي قانون العهد الجديد حسب إيريناوس على: الأناجيل الأربعة، رسائل بولس، أعمال
الرسل، رسائل ورؤيا يوحنا، رسالة بطرس الأولى وكتاب راعي هرماس. يعتبر هذه الكتب
ملهمة على مثال كتب العهد القديم وللكنيسة الكلمة الحاسمة في تفسيرها ذلك أنها
“أشجار مزروعة في حديقة الكنيسة”.

ح.
في ما يتعلق بالإنسان يعلِّم إيريناوس بأنه مؤلَّف من جسد ونفس وروح.

فالروح
(وهنا من الصعب تحديد طبيعته: أي إن كان المقصود به روح الله أم روح الإنسان!) هو
الذي يجعل الإنسان كاملاً. إلا أنه في تفنيده فكرة الغنوصيين القائلة بأن النفس
خالدة بطبيعتها وبمعزلٍ عن سيرتها الأخلاقية ذهب إيريناوس إلى حد القول بأن النفس
ليست خالدة بطبيعتها بل بسبب سيرتها الأخلاقية الصالحة!.

 

ط.
إن لؤلؤة إيريناوس الحقيقية في لاهوته حول الخلاص (سوتِريولوجيا) هو تأكيده بأن كل
إنسان بحاجة للفداء وقابل له. فبعد خطيئة أبوينا الأولين فَقَدَ الإنسان صورة الله
فيه، لكن خلاص المسيح جدَّدَ فيه هذه الصورة.

في
حديثه عن الخلاص يتحاشى إيريناوس استعمال تعبير “تأليه” %
qeopoi,hsij$ ويستعمل بدلاً منه تعبير “المشاركة في مجد الله”، فقد
كان حريصاً على عدم إلغاء الحدود بين الله والإنسان كما كانت تفعل بعض الديانات
الوثنية والغنوصية.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى