اللاهوت الطقسي

الفصل الخامس



الفصل الخامس

الفصل الخامس

واجبات الكهنة

V رئيس الكهنة:

كان لرئيس الكهنة أن يعمل عمل الكاهن كتقديم
وإحراق البخور وإشعال السرج وتبديل خبز الوجوه وسائر الخدمات الكهنوتية، غير أن
عمله الخاص الذى لم يشاركه فيه أحد من الكهنة كان محصوراً فى مباشرة خدمة الكفارة
السنوية ومن ثم ما كان ليجوز لأحد سواه أن يدخل قدس الأقداس (عبرانيين 7: 9).

كان هو المشرف على الهيكل (ملوك الثانى 10:
12)
– وفى أيام رب المجد يسوع المسيح كان رئيس الكهنة رئيس المجمع الأعلى
(السنهدريم) لليهود أيضاً (يوحنا 18: 13 و14، أعمال الرسل 5: 17)

 

V الكاهن:

كانت واجبات الكهنة الذبائح اليومية والأسبوعية
والشهرية والسنوية وعدا ذلك فإنهم كانوا يخدمون فى الإحتفالات والتطهير، ويعتنون
بالآنية المقدسة والنار المقدسة والمنارة الذهبية وأثاث المقدس، وكان يُطلقون
الصوت فى الأبواق المقدسة ويحملون تابوت العهد، ويقّدرون المال للإفتداء، وينظرون
فى شأن البرص ويفسرون الناموس للشعب (خروج 28: 30، عدد 16: 40 و18: 5، أخبار
الأيام الثانى 15: 3، عزرا 2: 63، إرميا 18: 18، حزقيال 7: 26)
، غير أنهم
كثيراً ما أهملوا هذه الواجبات (أخبار الأيام الثانى 17: 7 – 10، 19: 8- 10،
حزقيال 44: 24، ميخا 3: 11)
، غير أنه كان محظوراً عليهم أن يدخلوا قدس الأقداس
أو يعملوا فيه عملاً ما.

 

V اللاويون:

كان اللاويون متوسطين بين الشعب والكهنة ولم يكن
مسموحاً لهم أن يقدموا الذبائح أو يحرقوا البخور أو يدخلوا القدس الذى يخدم فيه
الكهنة. وبالأولى كان محظوراً عليهم أن يدخلوا قدس الأقداس كما إنه ما كان يجوز
لهم أن يروا التابوت أو غيره من أمتعة القدس إلا مغطاة (انظر عد 4: 1- 49).
إلا أنهم كانوا أقرب إلى التابوت من الشعب، وكان من واجباتهم أن يحملوا خيمة
الاجتماع إذا رحلوا وينصبوها إذا حلوا فى مكان للإقامة فيه مدة من الزمن. كانت
الخدمة المفروضة على اللاوى تبدأ فى سن الثلاثين (عدد 4: 3، أخبار الأيام
الأول23: 3 – 5)
أو فى سن الخامسة والعشرون (عدد 8: 24)، أو فى سن
العشرين (أخبار الأيام الأول 23: 24، 27).

وقد يكون أول تخفيض فى سن الخدمة حدث فى زمن
موسى. وأما فى زمن داود فإن حدوث هذا التخفيض واضح جداً. وقد كان اللاويون يبدأون
الخدمة على وجه العموم وهم فى الخامسة والعشرون من العمر، إنما كانوا لا يُعدون
مقتدرين مختبرين فى هذه الخدمة إلا عند بلوغهم الثلاثين. ولما استقر الشعب فى
كنعان، ولم يعد هناك من حاجة للتنقل ونقل الخيمة وأصبحت الخدمة عملاً عادياً. أصدر
داود أمراً يجعل بداية الخدمة فى سن العشرين أى عندما يدخل الشبان من الأسباط
الأخرى فى خدمة الجيش (أخبار الأيام الثانى 31: 17، عزرا 3: 8).

وكانوا ينسحبون من الخدمة عندما يبلغ أحدهم
الخمسين من العمر، إنما كان يجوز أن يستمروا فى الخدمة لمساعدة من يحل محلهم.

وحين الخدمة كانوا يرتدون ملابس رسمية خاصة (أخبار
الأيام الأول 15: 27، أخبار الأيام الثانى 5: 12)
.

وعّد داود اللاويين من ابن ثلاثين سنة فما فوق
كما أمر الرب موسى (عدد 4: 2 و3)،
فكان عددهم 38 ألفا. وبذلك تضاغف
عددهم أكثر من أربعة أضعاف عددهم أيام موسى (8580 كما فى عدد 4: 47 و48).
وقد قام داود بتوزيعهم على أعمال الخدمة المختلفة حتى تُؤدى الأعمال على الوجه
الأكمل. أما العمل الذى أُسند إلى اللاويين فكان رباعياً:

1 – العدد الأكبر من اللاويين (24 ألفا،
ويصل إلى ثلثى العدد الأجمالى) قد تم تخصيصهم للمناظرة على عمل بيت الرب (أخبار
الأيام الأول 23: 4)
، فكانوا يقفون بين يدى الكهنة بنى هارون على خدمة بيت
الرب فى الدور والمخادع وعلى تطهير كل قدس وعمل خدمة بيت الرب، أى أنهم كانوا
يعاونون الكهنة فى تقديم الذبائح وإصعادها وحفظ وترتيب آنية الهيكل. وقد قسمهم
داود إلى 24 فرقة، كل فرقة تتألف من ألف، وتقوم بالخدمة أسبوعاً بالتناوب.

2– ستة آلاف كانوا عرفاء (ضباط) وقضاة
للفصل فى المنازعات.

3 – أربعة آلاف بوابون، للوقوف على
الأبواب (أخبار الأيام الأول 23: 5). وليحرسوا خيمة الاجتماع وحراسة القدس
وحراسة بنى هارون اخوتهم فى خدمة بيت الرب، كانوا على المخادع وعلى خزائن بيت
الله، وكانوا حول بيت الله لأن عليهم الحراسة وعليهم الفتح كل صباح.

وقد قسمت الخدمة على البوابين بالقرعة (أخبار
الأيام الأول 26: 13)،
كما حدث مع الوظائف الأخرى، وأن كان لم يذكر أنهم قسموا
إلى 24 فرقة، لكن أغلب الظن أن هذا قد حدث لأن مواقع الخدمة كانت أربعة وعشرون (أخبار
الأيام الأول 26: 17 و18)

4 – أربعة آلاف يسبحون الرب بالآلات التى
عملت للتسبيح (أخبار الأيام الأول 23: 5) ولأجل الوقوف كل صباح لحمد الرب،
وقد قسمهم أيضاً داود إلى 24 فرقة، تحت قيادة بنى آساف وبنى يدوثون وبنى هيمان
الأربعة والعشرين، وقد قُسمت الخدمة أيضاً بالقرعة بين فرق الترنيم الأربع
والعشرين وكانوا يقومون بخدمتهم نهاراً وليلاً فأقاموا فى المخادع دائماً (أخبار
الأيام الأول 9: 33)
وهكذا كان الهيكل الأرضى رمزاً للهيكل السماوى الذى لا
يتوقف فيه التسبيح نهاراً وليلاً، “طوبى للساكنين فى بيتك أبدا
يسبحونك”
(مزمور 84: 4).

وكان اللاويون يجوبون البلاد لُيعلّموا الشعب.
أما نصيب اللاويين من الشعب فُذكر أيضاً: “وأما بنو لاوى فإنى قد أعطيتهم
كل عُشر فى إسرئيل ميراثاً عوض خدمتهم التى يخدمونها..إن
عُشور بنى إسرائيل
التى يرفعونها للرب رفيعة قد أعطتيها للاويين نصيباً”
(عدد 18: 21 –
24)
، فكل عُشر الأرض من حبوب الأرض وأثمار الشجر فهو للرب (لاويين 27: 30)،
كما أن اللاويين كانوا يقدمون عُشر تلك العشور لأخواتهم الكهنة (عدد 18: 26 –
28)
من العشور التى يحصلونها (تثنية 12: 17، 18 و14: 22 -29). كانت لهم
48 مدينة بمسارحها لسكنهم ولبهائمهم (عدد 35: 1 – 8)

 

V
النثينيم: اسم عبرى
معناه “ مكرسون ”

هى طبقة من الشعب، كرسها الملك داود لخدمة
الهيكل وخدمة الكهنة اللاويين كالعبيد (عزرا 8: 20). وكان موسى، من قبل قد
كرس لهذا العمل جماعة المديانيين (عدد 31: 47) وهم واحد من كل خمسين من
الناس. ثم عّين يشوع لهذا العمل الجبعونيين، وعهد إليهم باحتطاب الحطب وسقى الماء
للعابدين ولمذبح الرب (يشوع 9: 22 – 27). ولكن عدد النثينيم لم يكن كافياً
لاداء جميع خدمات الهيكل، وخاصة فى أيام الملك سليمان. لذلك بدأوا يعينون
لمساعدتهم عبيداً، وبلغ العبيد المرتبة الثانية من بعدهم (عزرا 2: 55 -58،
نحميا 7: 57 – 60)
. ومع أن داود هو الذى أحدث وظيفة النثينيم، فأنه يُظن أن
الاسم لحق بهم. فيما بعد، لم يرد الاسم إلا أيام عزرا ونحميا، ومرة واحدة فى (أخبار
الأيام الأول 9: 2)
وقد عاد 392 من النثينيم ومن طبقة الخدام العبيد مع زربابل
من السبى في بابل (عزرا 2: 58، نحميا 7: 6)، ويبدو أن النثينيم كانوا من
أصل غير يهودى (أخبار الأيام الأول 9: 2، عزرا 2: 95، نحميا 7: 61) ونحن
نلاحظ ذلك من قراءة اسماء بعض رجالهم ممن ورد ذكرهم فى (عزرا 2: 43-54، نحميا
7: 46-56)
وربما كانوا من أحفاد المديانيين والجبعونيين الذين قاموا بالعمل
نفسه أيام موسى ويشوع. ومن أحفاد الأسرى والعبيد الذين كانوا يقعون فى أيدى بني
إسرائيل. وكالعبيد، كانوا يُنسبون إلى القائد أو رئيس البيت الذى يعملون عنده (قابل
أخبار الأيام الأول 5: 19-21، أخبار الأيام الثاني 26: 7، وعزرا 2: 48،50،53)
،
وكان بعضهم يُقيم فى مساكن مخصصة لهم على المرتفع قرب الهيكل (نحميا 3: 26 و11:
21)
وأقام آخرون فى بعض القرى المحيطة بالقدس (عزرا 2: 7، نحميا 7: 73)
وكانوا النثينيم يُعفون من دفع الضرائب لأن لهم وظيفة دينية تتعلق بهيكل الرب
بالرغم من بساطة تلك الوظيفة وكانت الضرائب التى اُعفوا منها قد تشتمل الجزية
والخراج والخفارة (عزرا 7: 24). وقد اشتركوا مع إخوتهم خدام الهيكل الذين
انفصلوا عن شعوب الأرض إلى شريعة الله ونسائهم وبنيهم وبناتهم وكل أصحاب المعرفة
والفهم ولصقوا بإخوتهم وعظمائهم ودخلوا فى قسْم وحلف أن يسيروا فى شريعة الله التى
أُعطيت عن يد موسى، وأن يحفظوا جميع وصايا الرب وأحكامه وفرائضه وأن يعملوا بها (نحميا
10: 28و29)

 

V المنذورون:

وهم الذين نذروا لعبادة الله الخاصة لمدة أسبوع
أو شهر أو سنة أو مدى الحياة وللنذور على النذيرين شروط مفصلة فى (عدد 6: 2-21)
وكان عليه ألا يتعاطى الخمر ولا الخل ولا نقيع العنب ولا يأكل العنب ولا الزبيب،
ولا يمر موسى فوق شعره ولا يقّرب ميتاً، ويقدم التقدمات للرب من مواشى وخبز وفطير
وزيت. وكان بعض الوالدين ينذرون أبناءهم طيلة حياتهم مثل شمشون (قضاة 13: 5،
وصمؤئيل الأول 1: 11)
ويوحنا المعمدان (لوقا 15: 1) وقد كان الركابيون
من المنذورين (إرميا35)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى