علم

الباب الأول – رسالة إكليمنضس الأولى



الباب الأول – رسالة إكليمنضس الأولى

الباب
الأول – رسالة إكليمنضس الأولى

أو
رسالة كنيسة روما إلى كنيسة كورنثوس

 

أقسام الرسالة

يمكننا
تقسيم الرسالة إلى:

افتتاحيّة:
من كنيسة روما إلى كنيسة كورنثوس، فيها يكشف الأب الأسقف عن حقيقة الكنيسة أنها
مغتربة على الأرض. هذه الحقيقة تتطلب أن تعيش الكنيسة وسط العالم بفكر سماوي فلا
تسلك بروح الغيرة والانقسامات، ولا تزحف على الأرض تطلب الفانيّات، بل تهتم بخلاص
كل أحد.

أولاً:
جمال ملامح الكنيسة قبل الانقسام
فصل ١٢

هذا
روح الرسول بولس الذي يبدأ رسائله دائمًا بالتشجيع، فيكشف للمرسل إليهم فضائلهم
وإيمانهم وحياتهم في الرب حتى يسندهم.

ثانيًا:
ملامح الكنيسة بعد الانقسام
فصل ٣

كشف
لهم الفوضى التي تعيشها الكنيسة بسبب المنافسات الرديئة والحسد الذي دب وسطهم،
و”الأنا” التي تعيش فيهم.

ثالثًا:
سرّ الانقسام: الغيرة والحسد
فصل ٤–٦

قدّم
لهم أمثلة حيّة وواقعيّة من العهدين القديم والجديد ومن عصر الشهداء الذين كانوا
يعيشونه.

رابعًا:
علاج الحسد والغيرة
فصل ٧–٨

1.           
التوبة والإيمان العملي فصل
٧-٨

2.           
الطاعة فصل
٩–١٢

3.           
الاتّضاع فصل
١٣ – ٢١

4.           
تذكر الدينونة وقيامة الأموات فصل
٢٢ – ٢٩

5.           
الجهاد كأبناء الله فصل
٣٠ – ٣٦

6.           
الخضوع للنظام والترتيب فصل
٣٧ – ٤٧

7.           
الحب الذي هو باب البرّ فصل
٤٨ – ٥٨

خامسًا:
ابتهال لله
فصل ٥٩–٦١

 

سادسًا:
ختام

فصل
٦٢–٦٥

فيه
ملخص للرسالة مع تشجيع لعلّاج الموقف واشتياق لسماع أخبار سارة عنهم.

ملاحظة:
اعتاد أغلب الدارسين لهذه الرسالة أن يميزوا بين المخطوطات الأربعة الأولى بالحروف
التالية:

َA
(
Alexandrian) للمخطوط الإسكندري

B (Constantinopolitan) للمخطوط القسطنطيني

C (Syrian) للمخطوط السرياني

L (Latin) للمخطوط اللاتيني

 

نص
الرسالة الأولى
[1]

١

أولاً:
جمال ملامح الكنيسة قبل الانقسام
[2]

كنيسة
الله المتغرّبة[3] في روما،
إلى كنيسة الله المتغرّبة في كورنثوس.

أيّها
المدعوّين والمقدّسين[4] بإرادة الله
من خلال ربّنا يسوع المسيح: فلتكثر نعمة الله ضابط الكل[5]
وسلامه بيسوع المسيح.

1.     إنّنا
نشعر أيّها الأحبّاء، إنّه بسبب المصائب والمضايقات التي أصابتنا فجأة بصورة
متكرّرة[6]، قد تباطأنا
عن الإلتفات إلى المنازعات القائمة بينكم[7]، والانقسام
الممقوت الشرّير، الذي هو غريب عن روح مختاري الله وبعيد عنهم. فقد أشعلها قلّة من
العنيدين المتهوّرين في غباء مطبق، حتى أصيب اسمكم المحترم المشهور والمحبوب بحق
من الجميع بضرر[8].

2.           
من عاش بينكم ولم يتحقّق غنى فضائلكم ورسوخ
إيمانكم؟!

من
لم يُعجب بورعكم ولطف صلاحكم المسيحي؟!

من
لم يخبر بطبعكم المحب للغرباء[9]؟!

من
لم يغبط حكمتكم الكاملة الراسخة؟!

3.           
كنتم تفعلون كل شيء بغير محاباه للوجوه! تسلكون
في وصايا الله، خاضعين لرؤسائكم، مقدّمين الاحترام اللائق بشيوخكم.

أوصيتم
الشبان على الوقار والتعقّل.

وعلّمتم
نساءكم أن يتممن كل واجباتهن بضمير كامل نقي بلا عيب، مقدّمات لأزواجهن الحب
اللائق. علمتم إيّاهن أن يدبّرن شئون منازلهن بدراية وفطنة.

٢

1.     كنتم
دائمًا متواضعين غير منتفخين، محبّين للطاعة أكثر من التسلط مغبوطين في العطاء
أكثر من الأخذ[10]. كنتم
قانعين بالمئونة[11] التي
يعطيها المسيح لكم. هذا وكنتم تنتبهون إلى كلماته، وتحتضنون تعاليمه، باجتهاد في
قلوبكم، بينما تضعون آلامه نصب أعينكم. وهكذا وُهبتم جميعًا سلامًا عميقًا غنيًا،
ورغبة حارة في عمل الصلاح، وغمركم الروح القدس جميعًا بفيض.

2.     لقد
بسطتم أيديكم وأنتم مملؤون مقاصد مقدّسة وغيرة صالحة وثقة ورعة نحو الله ضابط الكل،
تطلبون الرحمة من أجل خطيّة ربّما ارتكبتموها لا إراديًا.

3.           
كان كفاحكم نهارًا وليلاً من أجل كل الاخوة[12]
حتى يخلص عدد مختاريه (الله) بلطفهم[13] وتصميمهم[14].

4.           
كنتم مخلصين ومستقيمين، تغفرون أخطاء البعض.

5.           
كنتم تمقتون كل انقسام وشقاق، وتبكون معاصي
أقربائكم ناظرين إلى سقطاتهم كأنّها سقطاتكم.

6.           
لم تتأسفوا قط على خيرٍ صنعتموه، بل كنتم
مستعدّين لكل عمل صالح[15].

7.           
تزينتم بحياة فاضلة ممتازة، وصنعتم كل شيء في
مخافة الله. كانت وصايا الله وتعليمه مكتوبة على ألواح قلوبكم[16].

٣

ثانيًا:
ملامح الكنيسة بعد الانقسام

1.           
لقد وُهبتم كل مجد وسعة، وتم ما هو مكتوب: “حبيبي
أكل وشرب وتقوّى وسمن ورفس[17]“.

2.           
هذا هو مصدر المنافسات والحسد، والخصومات
والانقسامات، والاضطهاد والفوضى، والحرب والأسر.

3.     هكذا
يقول الأنذال (كلمة مش حلوة) ضدّ الأفاضل، وعديموا الكرامة ضدّ أصحاب الكرامة،
والأغبياء ضدّ الحكماء، والشبان ضدّ الشيوخ[18]

4.     لأجل
هذا نأى البرّ والسلام عنكم، إذ هجر كل واحد مخافة الله، وصار كليل البصر في
إيمانه، عاكفًا عن السير في أحكام (الله)، لا يحيا في الطريق اللائق في المسيح،
إنّما يسير حسب شهوات قلبه الشرّير، مقتنيًا الحسد الظالم الشرّير، الذي به دخل
الموت إلى العالم[19].

٤

ثالثًا:
الغيرة والحسد هما الدافع

1.     لأنه
كتب هكذا: وحدث بعد زمان (بعض الوقت) أن قايين قدّم من ثمار الأرض قربانًا لله،
وقدّم هابيل أيضًا من أبكار غنمه ومن سمانها.

2.           
فنظر الله إلى هابيل وقربانه ولكن إلى قايين
وقربانه لم ينظر.

3.           
فحزن قايين جدًا وسقط وجهه.

4.           
وقال الله لقايين: لماذا حزنت جدًا؟ لم سقط
وجهك؟ ألم تخطئ؟! إن كنت قدّمت حسنًا لكنّك لم تقسم حسنًا[20]؟

5.           
اصمت! لك يكون خضوعه وأنت تملك عليه.

6.           
وكلّم قايين أخاه هابيل: لتدخل في الخلاء. وحدث
أن كانا في الخلاء قام قايين على هابيل أخيه وذبحه[21].

7.           
أرأيتم أيّها الاخوة كيف قاد الحسد والغيرة
قايين إلى جريمة قتل أخيه؟!

8.           
بسبب الغيرة أيضًا هرب يعقوب من وجه عيسو أخيه[22].

9.           
الغيرة جعلت يوسف يُضطهد حتى الموت، وقادته إلى
العبوديّة[23].

10.   الغيرة
ألزمت موسى أن يهرب من وجه فرعون ملك مصر، عندما سمع أحد مواطنيه يقول له: “من
أقامك قاضيًا وحاكمًا علينا؟ أتريد أن تقتلني كما قتلت المصري البارحة؟![24]“.

11.       
بسبب الغيرة اُستبعد هرون ومريم خارج الخيمة[25].

12.       
قادت الغيرة داثان وأبيرام حيّين إلى الهاويّة،
لأنهما تمرّدا على موسى خادم الله[26].

13.       
بسبب الغيرة أصيب داود بكراهيّة لا من الغرباء[27]
فحسب وإنّما اضطهده شاول ملك إسرائيل[28].

٥

1.           
تكفينا أمثلة أوردناها من الأيّام القديمة؛
لنأخذ أمثلة من الأبطال[29] المعاصرين
لنا، أمثلة جليلة أنعشت جيلنا.

2.           
بسبب الحسد والغيرة اضطهد أعمدة (الكنيسة)
العظماء الأبرار، وأُقتيدوا حتى الموت.

3.           
لنضع نصب أعيننا الرسل العظماء.

4.     بسبب
الغيرة الشرّيرة احتمل بطرس الآلام ليس مرّة واحدة ولا مرّتين بل مرارًا، وأخيرًا
إذ استشهد (حمل شهادة) رحل إلى موضع المجد المعيّن.

5.           
استطاع بولس بسبب الغيرة والحسد أن يقتني جعالة[30]
الاحتمال بصبر.

6.           
فقد أُلقي في السجن سبع مرات[31]،
ونفي[32]، ورجم.
وبعد ما كرز في الشرق والغرب[33] ربح
بإيمانه صيتًا حسنًا.

7.     علَّم
العالم كلّه البرّ، حتى بلغ إلى حدود الغرب[34]،
وأخيرًا حمل شهادة أمام الحكام[35]، وهكذا
انطلق إلى الموضع المقدّس مقدّما نفسه مثالاً للصبر.

٦

1.     يليق
بنا أن نضم إلى هؤلاء الذين قضوا حياتهم في ممارسة القداسة جموعٍ غفيرة من
المختارين الذين بسبب الحسد تحمّلوا عذابات وإهانات بلا حصر، فصاروا لنا أمثلة
رائعة.

2.     فبسبب
الحسد اضطهدت النسوة اللواتي نُكّل بهنّ على مثال دانايدس
Danaids وديركس[36] Dirces محتملات عذابات مرعبة قاتلة، ونلن إكليل المكافأة رغم ضعف الجسد.(من
هذه الأسماء؟؟؟)

3.           
وبسبب الحسد صارت نسوة متغرّبات عن رجالهن،
وانقلبت معاني كلمات أبينا آدم “هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي[37]“.

4.           
الغيرة والفتنة هدمتا مدنًا واقتلعتا أممًا
قديرة!

٧

رابعًا:
علاج الحسد والغيرة

أ.
بالتوبة والإيمان العملي

1.     نكتب
إليكم عن هذه الأمور أيّها الأحبّاء لا لكي ننصحكم أنتم فحسب، وإنّما لأجل تذكيرنا
نحن أيضًا، فإنّنا نجابه معكم ذات الصراع ونخوض نفس الغمار.

2.           
إذن فلنكف عن كل الاهتمامات الباطلة العقيمة،
ولنهتم بأحكام تقليدنا المجيد المقدّس.

3.           
لنراعي ما هو الصالح والمُرْضي والمقبول في
عينيّ خالقنا.

4.           
لنركز أنظارنا على دم المسيح، متحقّقين كم هو
ثمين لدى أبيه! إذ أراقه لأجل خلاصنا حمل للعالم كلّه نعمة التوبة!

5.           
لنتطلّع إلى الأجيال الغابرة، ولنعلم أن الرب –
من جيل إلى جيل – يقدّم فرصة التوبة للراغبين في العودة إليه.

6.           
فقد بشّر نوح بالتوبة والذين سمعوا له خلصوا.

7.           
أعلن يونان هلاك أهل نينوى، وإذ تابوا عن
خطاياهم استرضوا الله بالصلاة واقتنوا خلاصًا بالرغم من كونهم غرباء عن (عهد) الله.

٨

1.           
بالروح القدس تكلّم خدّام نعمة الله عن التوبة.

2.           
وتكلّم رب الكل بنفسه بقسم قائلاً[38]:
كما أنا حيّ يقول الرب لا أريد موت الخاطي بل توبته. ثم يضيف هذه المشورة الصالحة:

3.     توبوا
يا بيت إسرائيل عن شروركم، قل لأبناء شعبي، لو صارت خطاياكم من الأرض إلى السماء،
ولو أصبحت احمر من القرمز، وأحلك من ثوب الحداد، والتفتّم إليّ بكل قلبكم قائلين: “أيّها
الآب!”، فإني استجيب لكم كما لشعب مقدّس[39].

4.     وفي
موضع آخر يقول هكذا[40]: “اغتسلوا
وتنقّوا؛ اعزلوا الشر عن نفوسكم من أمام عينيّ. كفّوا عن طرق الشرّ، تعلّموا فعل
الخير. اطلبوا العدل، انصفوا المظلوم. اقضوا لليتيم، حاموا عن الأرملة، وتعالوا
نتحاجج يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج. إن كانت حمراء كالدودي
تصير بيضاء كالصوف. إن شئتم وسمعتم لي تأكلون خير الأرض؛ وإن أبيتم وتمرّدتم
تؤكلون بالسيف لأن فم الرب تكلّم.

5.           
إنه يود أن يقدّم فرصة للتوبة لكل محبوبيه،
ويثبّتها بإرادته القادرة.

٩

ب.
بالطاعة والإيمان

1.     لذلك
فلنطع إرادته العظيمة الممجّدة وإذ نضرع طالبين رحمته وحنو ترفّقه، تاركين كل عملٍ
بطّال وخصام وحسد يقود إلى الموت، نعود إليه ونلقي بأنفسنا في مراحمه.

2.           
ولنحدق في أولئك الذين يخدمون مجده العظيم بكمال.

3.           
لنأخذ أخنوخ (كمثال) الذي وُجد بارًا في طاعته
فانتقل دون أن يجده موت.

4.     صار
نوح – الذي وُجد مؤمنًا مبشّرا للعالم بالميلاد الجديد (التجديد) خلال خدمته، وقدت
اعتق الرب بواسطته الكائنات الحيّة التي دخلت باتفاقٍ واحدٍ إلى الفلك

١٠

1.           
وُجد إبراهيم الملقب ب “الصدّيق[41]
مؤمنًا لأنه أطاع كلمات الله.

2.           
فخرج من بلده وترك أقاربه وبيت أبيه، فإذ ترك
أرضًا صغيرة وأقارب ضعفاء وبينًا لا يُعتد به ورث مواعيد الله.

3.     قال
الله[42]: “اخرج
من بلدك وأقاربك وبيت أبيك إلى الأرض التي أريك، فأجعلك أمّة عظيمة وأباركك وأعظّم
اسمك، وتكون مباركًا وأبارك مباركيك وألعن لاعنيك، وتتبارك فيك جميع قبائل
الأرض”.

4.     مرّة
أخرى بعد اعتزاله لوطًا قال له الله[43]: “ارفع
عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه، شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا، لأن جميع
الأرض التي أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد”.

5.           
“وسأجعل نسلك كتراب الأرض حتى إذا استطاع
أحد أن يعد تراب الأرض فنسلك أيضًا يُعد”.

6.     ومرّة
أخرى يقول (الكتاب)[44]: “أخرج
الله ابرام إلى الخارج، وقال له: انظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها،
هكذا يكون نسلك فآمن ابرام بالله وحُسب له برًا”.

7.           
بسبب إيمانه وكرمه وُهب ابنا في شيخوخته، وفي
ممارسته الطاعة قدّمه كذبيحة لله على أحد الجبال التي أراه (الله) إيّاه[45]“.

١١

1.     لوط
بمحبّته لإضافة الغرباء وتقواه، خلص من سدوم حيث عوقبت كل الأماكن المجاورة بالنار
والكبريت. فأوضح الرب بذلك عدم تخليه عن الذين يترجّونه، أمّا الذين يميلون عنه
فيسلمهم الرب للعقاب والعذاب.

2.     زوجة
لوط التي خرجت معه من المدينة، إذ اختلفت عنه في الفكر ولم تستمر في الوفاق معه
صارت مثلاً، صارت عمودًا من الملح إلى هذا اليوم. هذا قد صار حتى يعرف الكل أن
الذين يتردّدون ولا يثقون في قوّة الله يجلبون لأنفسهم دينونة[46]
ويصيرون علامة لكل الأجيال المتعاقبة.

١٢

1.           
بالإيمان وحب الضيافة خلُصت راحاب الزانية.

2.     عندما
أرسل يشوع بن نون جاسوسين إلى أريحا[47]، عرف ملك
البلاد أنهما جاءا يتجسّسان الأرض، فأرسل رجالاً ليقبضوا عليهما ليقتلا.

3.           
إلاَّ أن راحاب المحبّة للضيافة استقبلتهما
عندها، وخبّأتهما على سطح بيتها تحت عيدان الكتّان.

4.     ولما
جاء رجال الملك ووقفوا ببابها، قالوا: “جاءك جاسوسان قدّما إلى بلدنا،
اخرجيهما كأمر الملك”. أجابتهم: “إن الرجلين اللذين تطلبانهما قد دخلا
بيتي ولكنّهما خرجا فورًا ورحلا”، وهكذا لم تكشف لهم الجاسوسين.

5.     ثم
قالت للجاسوسين إنّي واثقة أن الرب إلهكما يعطيكما هذه المدينة، فإن خوفكما
ورعبكما سقطا على سكانها. إنّي أرجوكما أن تحافظا عليّ وعلى بيت أبي عند
استيلاءكما عليها.

6.     فقالا
لها: سيكون لك كقولك، فعندما تعلمين بقرب مجيئنا، اجمعي كل عائلتك تحت سقفك
فيخلُصون؛ وأمّا من كان خارج البيت فيسهلك.

7.           
ثم أعطياها علامة أن تدلي من بيتها حبلاً
قرمزيًا. وبهذا أوضحا أن الخلاص ينبع خلال دم الرب لكل الذين يؤمنون بالله ويرجونه.

8.           
أرأيتم أيّها الأحبّاء كيف لم يظهر في هذه
المرأة الإيمان فحسب بل والنبوّة أيضًا.

١٣

ج.
بالاتّضاع

1.     لذلك
فلنتواضع أيّها الاخوة، طارحين جانبًا كل عجرفة وكبرياء وحماقة وغضب، ولنعمل بما
كُتب (إذ يقول الروح القدس[48]: لا يفتخرن
الحكيم بحكمته، ولا يفتخر الجبّار بجبروته، ولا يفتخر الغني بغناه، وأمّا من يفتخر
بالرب، يطلبه باجتهاد صانعًا حكمًا وبرًا).

2.     لنذكر
على وجه الخصوص كلمات الرب يسوع التي نطق بها معلّمًا إيّانا الوداعة وطول الأناة،
قائلاً هكذا[49]: “ارحمو
تُرحموا، اغفروا يُغفر لكم، كما تفعلون بالناس يُصنع بكم، وكما تدينون تدانون، وما
تظهرونه من حنو تنالونه حنوًا، بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم”.

3.     لنثبّت
في هذه الوصيّة وتلك الأحكام، حتى نسلك بكل تواضع في طاعة كلماته المقدّسة، إذ
تقول الكلمة المقدّسة[50]: “إلى
من انظر ألاّ إلى الرجل الوديع الهادئ الذي يترجف أمام كلماتي؟!”.

١٤

1.           
عدل وبرّ أيّها الرجال والاخوة أن نخضع بالأولى
لله عن أن نتبع أناسًا يثيرون بكبرائهم وعصيانهم حسدًا تمجّه النفس.

2.           
فإنه لخطر عظيم وضرر ليس بالعارض أن نندفع وراء
نزوات أناس يثيرون خصومات وانقسامات تقصينا عما هو صالح.

3.           
ليترفّق كل منّا بالآخر على مثال حنو خالقنا
وعذوبته.

4.           
فقد كُتب[51]:
“لأن رفيقي الفؤاد يسكنون الأرض، والذين بلا لوم يبقون فيها، أمّا العصاة
فينقرضون من على وجّهها”.

5.     مرّة
أخرى يقول (الكتاب)[52]: “أرأيت
الشرّير يتشامخ ويرتفع مثل أرز لبنان، ومررت ونظرت فإذا هو ليس بموجود. التمست
مكانه باجتهاد فلم يوجد، لاحظوا البراءة وارعوا الكمال فإن الذكرى[53]
لإنسان السلام”.

١٥

1.           
فلنلتصق إذن بالذين يطلبون السلام بتقوى لا
الذين يتظاهرون بطلبه في رياء.

2.           
إذ يقول (الكتاب) في موضع[54]:
“هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأمّا قلبه فمبتعدعنّي”.

3.           
وأيضًا[55]:
“باركوا بأفواههم أمّا قلوبهم فتلعن”.

4.           
وقال أيضًا[56]:
“أحبّوا بفمهم وكذبوا عليه بلسانهم، وأمّا قلبهم فلم يكن مستقيمًا معه ولا
ثبّتوا في عهده”، “لتبكم شفاه الكذب”.

5.           
(يستأصل الرب جميع الشفاه الغاشة)[57]،
واللسان الناطق بالعظائم، الذين قالوا: نعظّم لساننا، شفاهنا منا، فمن هو رب
علينا؟!

6.           
من أجل شفاه المساكين وتنهّد المحتاجين، الآن
أقوم يقول الرب وأجعله آمنًا وأتعامل معه في ثقة[58]“.

١٦

1.           
المسيح هو مسيح المتواضعين لا المتعجرفين على
قطيعه.

2.     فإن
صولجان عظمة الله، ربّنا يسوع المسيح، لم يأت في موكب الكبرياء والزهو، مع أنّه
كان يمكنه أن يفعل هذا، لكنّه جاء في اتّضاعٍ كما أعلن عنه الروح القدس.

3.     إذ
يقول: “يا رب، من صدّق خبرنا؟! ولمن استُعلنت ذراع الرب؟! لقد أعلن عنه في
حضرته، أنّه كطفلٍ صغير[59]، كجذع في
أرض ظمآنة، ليس فيه صورة ولا مجد. إذ نظرناه ليس فيه صورة ولا جمال، صورته محتقرة
أرذل من الناس، رجل أوجاع ومملوء حزنًا، يعرف كيف يحمل الضعفات، لأن وجهه يُعتد
عنّا، مُحتقر فلم يُعتمد به.

4.           
خطايانا حملها، تألّم من أجلنا، ونحن حسبناه
مضروبًا مصابًا ومذلولاً.

5.           
وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا،
تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا.

6.           
كلّنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه.

7.     والرب
أسلمه لأجل آثامنا، وفي وسط آلامه لم يفتح فاه كشاة تُساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة
أمام جازّيها، فلم يفتح فاه. بتواضعه ارتفع قضاؤه.

8.           
أما جيله فمن يخبر عنه؟ لأن حياته قد ارتفعت عن
الأرض.

9.           
من أجل ذنب شعبي ذاق الموت.

10.       
أجعل قبره مع الأشرار، ومع غني عند موته، على
أنّه لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش، أمّا الرب فسُرّ بأن يسحقه بالحزن.

11.       
أن جعل نفسه ذبيحة إثم ترى نسلاً تطول أيّامه.

12.   والرب
يُسر أن ينزع عنه أحزان نفسه، ليريه نورًا ويصوّره بالفهم، حتى يبرّر الواحد البار
الذي يخدم كثيرين حسنًا، وحمل بنفسه خطاياهم.

13.       
بهذا يرث كثيرين ويقسّم غنائم القوي، من أجل أنّه
أسلم نسفه للموت، وأُحصي مع أثمّة.

14.       
وهو حمل خطايا كثيرين، وأُسلم من أجل ذنوبهم[60].

15.       
وأيضًا يقول[61]:
“أمّا أنا فدودة لا إنسان، سخرية للبشر ومحتقر للشعب”

16.       
كل الذين يرونني يستهزئون بي، يفخرون بشفاههم
عليّ، وينغصون برؤوسهم قائلين: اتّكل على الرب فلينجه، لينقذه، لأنه سُرّ به.

17.       
إنكم ترون أيّها الأحبّاء المثال الذي أعطانا،
فإن كان الرب قد تواضع هكذا فكم بالحري يليق بنا نحن الذين نحمل نيره نعمته؟!

١٧

1.     فلنتشبّه
أيضًا بأولئك الذين “طافوا في جلود غنم وجلود معز[62]“.
مبشّرين بقدوم المسيح؛ أقصد إيليّا وإليشع وحزقيال بين الأنبياء ومعهم الذين نالوا
من الرب شهادة حسنة مثلهم.

2.           
فإبراهيم حظي بشهادة عظيمة ودُعي “صديق
الله”، ومع ذلك عندما حدق بمجد الله أعلن بكل اتّضاع: “ما أنا ألاّ تراب
ورماد[63]“.

3.           
كما كُتب عن أيوب: “كان أيوب رجلاً بارًا
بلا عيب يتكلّم الحق ويخاف الله يحفظ نفسه عن كل شرّ[64]“.

4.           
بيد أنّه يدين نفسه بنفسه قائلاً: “ليس أحد
طاهرًا من دنس ولو كانت حياته يومًا واحدًا[65]“.

5.     دُعي
موسى الخادم الأمين في كل بيت الله[66]، وخلال
خدمته عاقب الله مصر بالضربات والضيقات، ومع هذا لم يتكبّر بالرغم من الكرامة
العظيمة التي نالها، وإنّما قال أمام العليقه: “من أكون أنا حتى ترسلني؟ أنا
إنسان ضعيف وثقيل اللسان[67]“، كما
قال: “ما أنا ألاّ بخار قدر[68]“.

١٨

1.     ماذا
تقول عن داود الذي نال شهادة عظيمة من الله، إذ قال عنه “وجدْتُ رجلاً حسب
قلبي، داود بن يسّى، مسحته برحمتي الدائمة[69]“.

2.           
هذا الرجل عينه يقول لله[70]:
“ارحمني يا الله كعظيم رحمتك، ومثل كثرة رأفتك امح إثمي”.

3.           
اغسلني كثيرًا من إثمي، ومن خطيّتي طهرني، لأني
أنا عارف بإثمي وخطيّتي أمامي في كل حين.

4.           
لك وحدك أخطأت والشرّ قدّامك صنعت، لكي تتبرّر
في أقوالك، وتغلب إذا حوكمت.

5.           
لأني هأنذا بالإثم حُبل بي وبالخطايا ولدتني أمي.

6.           
لأنك هكذا قد أحببت الحق، إذ أوضحت لي غوامض
حكمتك ومستوراتها.

7.           
تنضح عليّ بزوفاك فأطهر، وتغسلني فأبيض أكثر من
الثلج.

8.           
تسمعني سرورًا وفرحًا، فتبتهج عظامي المتواضعة.

9.           
اصرف وجهك عن خطاياي، وامح كل آثامي.

10.       
 قلبًا نقيًا اخلق فيّ يا الله، وروحًا مستقيمًا
جدّده في داخلي.

11.       
 لا تطرحني من قدّام وجهك، وروحك القدّوس لا
تنزعه مني.

12.       
 امنحني بهجة خلاصك، وبروحك الرئاسي (القيادي)
قوّني.

13.       
 فأعلِّم الأثمّة طرقك، والمنافقون إليك يرجعون،

14.       
 نجّني من الدماء يا الله إله خلاصي، فيبتهج
لساني بعدلك.

15.       
 يا رب افتح شفتي، فيخبر فمي بتسبيحك.

16.       
 لأنك لو آثرت الذبيحة لكنتُ الآن أعطي، ولكنّك
لا تُسرّ بالمحرقات.

17.       
 فالذبيحة لله روح منسحق. القلب المنكسر
والمتواضع لا يرذله الله.

١٩

1.     إن
اتّضاعًا كهذا وطاعة كهذه لأناس عظماء لامعيّن لم ينعكس أثرهما علينا نحن فحسب بل
وعلى الأجيال السالفة، إذ قبل كثيرون كلام الله بخوف وحق.

2.     إذ
نصير شركاء في أعمال عظيمة ومجيدة كهذه (الاتّضاع والطاعة)، فلنعد إلى هدف السلام
المُعطى لنا منذ البدء، ولننظر إلى الآب خالق المسكونة، ملتصقين بمواهبه الفائقة
العظيمة.

3.           
لنتأمّله بعقلنا ولنبصر طول أناة إرادته بعيون
نفوسنا، وندرك كيف لا يغضب على خلقيته؟!

٢٠

1.           
السماوات (الأجرام السمائيّة) تطيعه، إذ تتحرّك
بسلام في خضوع لقوانينه.

2.           
تقطع ليلاً ونهارًا الطريق المرسوم لها دون أن
تعيق بعضها بعضًا.

3.           
الشمس والقمر مع النجوم تجتاز الطريق المرسوم
لها، حسب أمره دون أي انحراف.

4.     والأرض
المخصبة، بحسب إرادته، تثمر في فصول مناسبة طعامًا وفيرًا للإنسان والوحوش، وكل
الكائنات الحيّة التي على وجه الخليقة، دون تردّد أو تغيير التي حددها لها.

5.           
الأعماق (الهاويّة) التي لا يُسبر غورها،
وتنظيمات العالم السفلى غير الموصوفة، تخضع لذات القوانين.

6.           
البحر الفائق الاتساع، بعمل (الله) يجتمع فلا
يعبر الحدود التي وُضعت له، إنّما يمتثل لأوامر (الله).

7.           
إذ قال[71]:
“إلى هنا تأتي، وفي أعماقك تتحطّم أمواجك”.

8.           
محيط لا يقدر الإنسان أن يجتازه، وعوالم قائمة
وراءه[72] توجّهها
إرادة الرب.

9.           
فصول الربيع والصيف والخريف والشتاء تتتابع
هادئة، الواحد وراء الآخر.

10.    تقوم
الرياح[73] بدورها في الوقت
المعيّن بغير عائق، والينابيع التي لا تنضب تقدّم أثداءها بغير توقف حياة للبشر.
أصغر الحيوانات تجتمع في وئام وألفة.

11.    كل
هذه الأعمال نظّمها الخالق العظيم رب المسكونة، تتحرّك في ألفة ووئام، صانعًا
خيرًا للجميع، خاصة لنا نحن، إذ نجد ملجأ في حنوه، بربنا يسوع المسيح.

12.       
الذي له المجد والعظمة إلى أبد الآبد، آمين.

٢١

1.     احترزوا
أيّها الأحبّاء لئلا يصير لطفه الكثير دينونة لجميعنا، ذلك إن لم نسلك كما يليق به،
ونتمّم بفكر واحد الأمور الصالحة المرضيّة في عينيه.

2.           
إذ يقول في موضع[74]:
“روح الرب سراج يفتّش خبايا البطن”.

3.           
لتتحقّق كم هو قريب منّا؟! ليس شيء من أفكارنا
أو خواطرنا مخفيًا عنه!

4.           
إنه لحق ألاّ نهجر إرادته المعيّنة لنا.

5.           
فحري بنا أن نصطدم بإرادة أناس جهّال متهوّرين،
يتكبّرون ويتباهون بحديثهم المملوء رياء ولا نعصى الله.

6.           
لنكرم الرب يسوع المسيح الذي قدّم دمه لأجلنا.

ولنكرم
رؤساءنا، ونوقّر شيوخنا، ونهذّب شبابنا في مخافة الله.

لنوجّه
نساءنا إلى ما هو صالح.

7.           
ليتحلّين بالطهارة المحبوبة جدًا، ويظهرن
الوداعة الصادقّة، وبصمتهنّ يُعلن عن الوصيّة التي أخذن إيّاها بخصوص ضبط اللسان.

لا
تكن محبّتهن منحازة بل يظهرن حبًا متساويًا لجميع خلق الله.

8.     ليتعلّم
أولادكم بتربيتهم في المسيح قوّة التواضع أمام الله، وقدرة روح الحب النقي نحوه،
وأن مخافته صالحة وعظيمة تخلص جميع السالكين بها بذهن نقي.

9.           
لأنه هو عارف الأفكار والنيّات، وأن نسمته التي
فينا يأخذها متى أراد.

٢٢

د.
تذكر الدينونة وقيامة الأموات

1.           
الإيمان في المسيح يكفل كل هذه الأمور، إذ
يدعونا الروح القدس[75]. هلمّ
أيّها البنون واستمعوا إليّ فأعلمكم مخافة الرب.

2.           
من هو الإنسان الذي يهوى الحياة ويحب كثرة
الأيّام ليرى خيرًا؟!

3.           
صن لسانك عن الشر وشفتيك من الكلمات الغاشة.

4.           
حد عن الشرّ واصنع الخير.

5.           
اطلب السلام واسع وراءه.

6.           
عينا الرب نحو الصدّيقين، وأذناه لصلواتهم، وجه
الرب ضدّ فاعلي الشر، ليقطع من الأرض ذكرهم.

7.           
الصدّيق صرخ والرب استجاب له، ومن جميع شدائده
نجّاه.

8.           
“كثيرة هي نكبات الشرّير، والذين يرجون
الرب تكتنفهم الرحمة[76]“.

٢٣

1.           
الآب كلي الرحمة الرؤوف يتحنّن على خائفيه، ينشر
رحمته بلطف وحنو على الذين يدنون منه بقلب بسيط.

2.           
لذلك ليتنا لا نتردّد، ولا نتشكّك[77]
من جهة عطاياه الثمينة المجيدة.

3.     ليّته
لا ينطبق علينا ما قد كُتب: “ويل للمتردّدين المتشكّكين، القائلين: سمعنا عن
هذه الأمور منذ أيّام آبائنا، ولكن انظر، هذا نحن قد شخنا ولم يحدث معنا شيء من
ذلك[78]“.

4.     أيّها
الجهّال! تشبّهوا بالشجرة فالكرمة (مثلا) أولاً تتساقط أوراقها ثم تنعقد براعمها
ثم تورق، ثم تزهر وتعطي حُصرمًا وبعد ذلك تأتي بثمرٍ ناضج.

5.     أتنظرون
كيف ينضج ثمر الشجرة في وقت قصير؟ حقًا تتمتّع إرادة الله فجأة (وبسرعة)، كما يشهد
الكتاب قائلاً[79]: “سيأتي
سريعًا ولا يبطئ”، “يأتي الرب بغته إلى هيكله، القدّوس الذي
تطلبونه”.

٢٤

1.           
لنتأمّل أيّها الأحبّاء كيف يُظهر لنا الرب
باستمرار براهين القيامة العتيدة، وقد صار الرب يسوع باكورتها، إذ قام من بين
الأموات.

2.     لنتأمّل
أيّها الأحبّاء القيامة التي تجد لها موضعًا في كل الأوقات، فالنهار والليل
يُعلنان عن القيامة. الليل يغطّ في النوم ليقوم النهار، والنهار يرحل ليأتي الليل.

3.           
لنأخذ الثمار (مثلاً)، ماذا يحدث للبذار؟

4.     يخرج
الزارع ويلقيها في الأرض وإذ تنتثر على أرض جافة وعارية، وتنحل تدريجيًا، ألاّ أن
قوّة عناية الرب تقيمها ثانية من انحلالها، ومن البذرة الواحدة تقوم بذار كثيرة
وتعطي ثمرًا.

٢٥

1.           
لنتأمّل ذلك (الرمز) العجيب الذي يحدث في البلاد
الشرقيّة أي في العربيّة والبلاد المحيطة بها.

2.     هناك
طير يسمّى فينكس (العنقاء). إنّه فريد في نوعه، يعيش خمسمائة عامًا، وعندما تدنو نهايته
ليموت، يبني لنفسه تابوتًا من البخور والمرّ ومن عطور أخرى، يدخله عند تمام الزمان
ويموت.

3.     لكن
إذ ينحلّ الجسد تخرج دودة من نوع معيّن تتغذّى على ناتج جسد الطير الميّت، وينبت
لها ريش، وعندما يشتد (الطائر الجديد) ويقوى يحمل التابوت إلى حيث ترتاح عظام
الميّت، مجتازًا البلاد العربيّة، قاصدًا مصر إلى مدينة تسمى هليوبوليس.

4.           
وفي يومٍ كامل وعلى مرأى من الجميع يطير ويضع
التابوت فوق مذبح الشمس ثم يسرع عائدًا إلى حيث كان.

5.           
أما الكهنة فيفحصون مخطوطاتهم ويراجعون التواريخ
ليجدوا أن وصوله تمّ بعد انقضاء خمسمائة سنة تمامًا.

٢٦

1.     أنحسبه
عجبًا عظيمًا ومذهلاً أن يقيم خالق الكل أبراره الذين يخدمونه بورع في إيمان وطيد،
وهو الذي يظهر لنا عظمة قدرته في تحقيق مواعيده؟!

2.           
يقول (الكتاب) “أنك تقيمني فاعترف“،
“إنّما نمت ثم قمت لأنك أنت معي[80]“.

3.           
أيضًا يقول أيوب[81]:
“تقيم جسدي هذا الذي حمل كل هذه الأمور”.

٢٧

1.           
على هذا الرجاء تلتصق نفوسنا بالأمين في مواعيده،
العادل في أحكامه.

2.           
لن يكذب ذاك الذي أمرنا بعدم الكذب، فإنه ليس
شيء غير مستطاع لديه خارج الكذب.

3.           
ليتّقد إيمإنّنا في داخلنا لندرك أن كل شيء قريب
منه.

4.           
فبكلمة قدرته أقام الكل، وبكلمته يقدر أن يدمّر
كل شيء.

5.           
“من يسأله: ماذا فعلت؟ من يقاوم قوّة
سلطانه؟” (حكمة سليمان ١٢: ١٢؛ ١١: ٢٢)
إنّه يفعل ما يريد وكما يريد.

6.           
وليس شيء يخالف أمره.

7.     “السموات
تحدّث بمجد الله، والجلّد يخبر بعمل يديه، من يوم إلى يوم ويبدي قولاً، وليل إلى
ليل يظهر علمًا؛ لا قول ولا كلام ولا يسمع أحد صوتهم[82]“.

٢٨

1.     ما
دام (الله) يرى كل شيء، ويسمع كل شيء، فلنخشه ونتخلّى عن الأعمال الشرّيرة النابعة
عن شهوات دنسة، حتى تحمينا رحمته من الدينونة العتيدة.

2.           
إلى أين يهرب أي منّا من يده القويّة؟ أي عالم
يستقبل المتمرّد عليه؟ إذ يقول الكتاب:

3.     “أين
اذهب، وأين أهرب من وجهك؟ إن صعدت إلى السماء فأنت هناك، وإن رحلت إلى أقاصي الأرض
يمينك هناك. وإن فرشت الجحيم فروحك هناك[83]!”.

4.           
إذن إلى أين يذهب أي (إنسان) من وجه ذاك الذي
يحتضن كل الموجودات؟!

٢٩

1.           
فلندن منه بقداسة الروح، ولنرفع نحو أيادٍ نقيّة
لا دنس فيها، ونحب هذا الآب الرؤوف الرحيم الذي جعلنا من مختاريه.

2.     لقد
كُتب هكذا[84]: “عندما
قسّم العلي الأمم، ووزّع أبناء آدم، جعل لهم حدودًا وفقًا لعدد ملائكة الله. صار
يعقوب شعبه حصّة الرب وإسرائيل نصيب ميراثه[85]“.

3.     وفي
موضع آخر يقول: “هوذا الرب يأخذ له أمّة وسط الأمم، كما يأخذ الإنسان باكورة
من بيدره. من هذه الأمة يخرج العلي القدّوس[86]“.

٣٠

ه.
بالجهاد كأبناء الله

1.     ما
دمنا نصيب الله القدّوس، يلزمنا أن نعمل كل شيء بما يليق بالقداسة، فنهرب من
النميمة ومن الخلافات الصبيانيّة والسكر والشهوات الوضيعة والدعارة البغيضة
والكبرياء الذي تمجه النفس.

2.           
“لأن الله يقاوم المستكبرين ويعطي
المتواضعين نعمة[87]

3.     لنلتصق
بأولئك الذين وهبهم الله نعمة، ولنلتحف بالوئام والاتّضاع. ممارسين على الدوام ضبط
النفس (العفّة)، ولنبتعد عن كل ثرثرة وكلام النميمة، فنتبرّر بأعمالنا أكثر من
كلامنا.

4.           
لأنه قيل: “من يتكلّم كثيرًا يسمع أيضًا كثيرًا،
يمكن لمن يتكلّم كثيرًا أن يحسب نفسه بارًا؟”.

5.           
طوبى للمولود من امرأة وحياته قصيرة، ولم يكثر
الكلام[88].

6.           
ليكن مدحكم من الله لا منكم، لأن الله يبغض من
يمدح نفسه.

7.           
فليشهد الآخرون عن أعمالنا الصالحة كما شهدوا
لآبائنا الصدّيقين.

8.           
القحّة والعجرفة والطياشة هي من سمات الملعونين
من الله، أمّا الرزانة والتواضع والوداعة فهي من سمات مباركي الله.

٣١

1.           
لنلتصق ببركته ولنر ما هو طريق اقتنائها.

لندرس
ما حدث منذ البدء.

2.           
لماذا بورك إبراهيم؟ أليس بسبب اقتنائه البرّ
والحق من خلال الإيمان؟!

3.           
أُقتيد إسحق بثقة كاملة كذبيحة بإرادته الحرّة،
كأنه كان يعرف المستقبل.

4.           
وهرب يعقوب من أخيه وترك أرضه تواضعًا، وذهب إلى
لابان خاله وخدمه، وهناك أعطى أسباط بني إسرائيل الإثني عشر.

٣٢

1.           
إذا أدرك إنسان كل واحدٍ فواحدٍ بإخلاص يعرف
عظمة المواهب التي يعطيها (الله)[89].

2.     منه[90]
خرج الكهنة وكل اللاويّين خدّام مذبح الله. منه (جاء) ربّنا يسوع المسيح بالجسد.
منه أيضًا خرج ملوك ورؤساء وحكام يهوذا. أمّا أسباطه الأخرى فلم تكن ذات مجدٍ قليل،
كوعد الله القائل[91]: “يكون
نسلك كنجوم السماء”.

3.           
هؤلاء جميعهم نالوا مجدًا وعظمة لا بأنفسهم ولا
بأعمالهم الذاتيّة ولا ببرّهم الذاتي بل بإرادته.

4.     ونحن
أيضًا الذين دُعينا بإرادته في المسيح يسوع لن نتبرّر بذواتنا ولا بحكمتنا ولا
بفطنتنا ولا بتقوانا ولا بالأعمال التي نصنعها في قداسة القلب، بل بالإيمان الذي
منذ البدء برّر به الرب القدير كل الناس، له المجد إلى أبد الأبد. آمين.

٣٣

1.     إذن
ماذا ينبغي علينا أن نفعل يا اخوة؟ أنهمل عمل الخير، ونكف عن الحب؟ الله لن يقبل
ذلك! بل بالحري نسرع في عمل الخير باجتهاد وفي غيرة:

2.           
إن خالق الكل وربّهم هو نفسه يفرح بأعماله.

3.     فبعظيم
قدرته تثبّت السموات وبحكمته غير المدركة زيّنها. فصل الأرض عن المياة التي تغمرها،
وثبّتها بأساس إرادته الذي لا يتزعزع. وبكلمته أمر أن تكون الحيوانات. هكذا أيضًا
عندما خلق البحر وما فيه من كائنات حيّة حصر حدوده بقوّته.

4.     بعد
هذا كلّه خلق – بيديه الطاهرتين اللتين بلا عيب – الإنسان الفائق لكل خلائقه،
والذي بحق هو عظيم بالفهم المعطى له، جبله على صورته.

5.           
يقول الله[92]:
“لنصنع إنسانًا على صورتنا ومثالنا، ذكرًا وأنثى خلقهما”.

6.           
وبعد أن أكمل هذا مدحهما وباركهما قائلاً[93]:
“اَنميا واَكثرا”.

7.           
لقد رأينا الأبرار قد تزينوا بأعمال الخير، بل
والله نفسه إذ صنع أعماله فرح بها.

8.           
ونحن إذ لنا هذا المثال، لا نتردّد في تسليم
نفوسنا لإرادته، وبذل كل طاقتنا في عمل البرّ.

٣٤

1.           
العامل الصالح يقتبل خبز عمله بجرأة، أمّا
الكسول والمتهاون فلا يجسر أن ينظر بعينيه إلى رب عمله.

2.           
لنكن متأهّبين في عمل الخير، فمن (الله) يأتي كل
شيء.

3.           
لقد سبق فحذّرنا: “انظروا فإن الرب (قادم)
ومجازاته قدّام وجهه، ليعطي كل واحدٍ حسب أعماله[94]“.

4.           
إنه يحضّنا (على الإيمان به) من كل البناء فلا
نتراخى أو نهمل في أي عمل صالح.

5.           
ليكن فخرنا واطمئنانّنا بالرب، ولنخضع لإرادته،
وندرك أن كل جيش ملائكته يقفون حوله متأهّبين لخدمة إرادته.

6.     يقول
الكتاب[95]: “ربوات
وقوف حوله، وألوف ألوف يخدمونه، يصرخون قائلين، قدوس، قدوس، قدوس رب الصباؤوت، كل
الخليقة مملوءة من مجده”.

7.           
نحن أيضًا إذ نجتمع مع بعضنا البعض باتفاق، نصرخ
بغيرة كما من فم واحد، لنصير شركاء مواعيده العظيمة الممجّدة.

8.           
لقد قيل[96]:
“ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، وما لم يخطر على قلب بشر، ما أعده الله
للذين ينتظرونه”.

٣٥

1.           
مباركة ومدهشة هي عطايا الله أيّها الأحبّاء!

2.           
حياة في خلود! سمو في برّ! حق في صراحة[97]!
إيمان في يقين! عفّة في قداسة! هذه جميعها تدخل تحت إدراكنا.

3.           
فماذا إذن تكون الأمور المعدّة للذين ينتظرونه؟!
إن الخالق، أب الأجيال، وكلّي القداسة، هو وحده يعرف مقدارها وجمالها!

4.           
ليتنا نكافح بحماس لنكون من عداد منتظريه، فيكون
لنا شركة مواهبه الموعود بها.

5.     وما
هو السبيل إلى ذلك أيّها الأحبّاء؟ إن كان ذهننا ثابتًا في الله بالإيمان، وطلبنا
ما يسره بشغف، وفعلنا ما يتّفق مع إرادته غير المعيبة، وملكنا طريق الحق، طارحين
عنّا كل إثم وظلم وطمع ومنازعات وأفعال شرّيرة وغش واغتياب وكراهيّة لله وكبرياء
ومجد فارغ وبّخل[98].

6.           
قال الله: “إن من يعمل مثل هذه الأمور ومن
يُسر بفاعليها، مكروهون لدى الله”.

7.           
إذ يقول الكتاب: “واللشرّير قال الله: مالك
تحدِّث بفرائضي وتحمل عهدي على فمك؟!”

8.     وأنت
أبغضت التعليم وألقيت كلامي خلفك؟! وإذا رأيت سارقًا وافقته، ومع الزناة نصيبك.
أطلقت فمك بالشر، ولسانك يخترع غشًا. تجلس تتكلّم على أخيك، لابن أمِّك تضع معثرة.

9.           
هذه صنعت وأنا سكت، ظننت أيّها الشرّير إنّي
مثلك.

10.       
لكنّني أوبّخك وأظهر ذاتك قدّام عينيك.

11.       
تأمّلوا هذا أيّها الناسين الله لئلا يفترسكم
كالأسد ولا منقذ.

12.       
ذبيحة الحمد تمجّدني والطريق الذي به أريه خلاص
الله[99].

٣٦

1.           
هذا هو الطريق أيّها الأحبّاء، الذي فيه وحدنا
مخلصنا يسوع[100] المسيح
رئيس كهنة تقدماتنا، المدافع عن ضعفنا ومعيّننا.

2.     به
نحدق إلى أعلى السموات، وبه نرى كما في مرآة وجهه السامي الطاهر. به تنفتح أعين
قلوبنا، وبه يشرق ذهننا الغبي المظلم أمام نوره العجيب. به يديد الرب أن نذوق
المعرفه الخالدة “الذي هو بهاء مجده، صار أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث
أسما أفضل منهم[101]“.

3.           
فقد كتب: “الصانع ملائكته أرواحًا، وخدّامه
لهيب نار[102]“.

4.           
ويقول الرب عن ابنه “أنت ابني وأنا اليوم
ولدتك، اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا وأقاصي الأرض ملكًا لك[103]“.

5.           
ويقول له أيضًا: “اجلس عن يميني حتى أضع
أعداءك تحت قدميّك[104]“.

6.           
من هم أعداؤه؟ كل الأشرار والذين يعصون إرادة
الله.

٣٧

د.
بالخضوع للنظام والترتيب

1.           
فلنتجنّد أيّها الاخوة بكل جدٍ حسب وصاياه
المقدّسة.

2.           
ولنلاحظ الذين يخدمون قادتهم بأي نظم وطاعاة
وخضوع يتمّمون أوامرهم.

3.           
فإنه ليس الجميع ولاة ولا قوّاد ألف ولا قوّاد
مائة أو خمسون، إنّما كل واحد حسب رتبته يأخذ الأمر من الملك أو القوّاد.

4.           
إذ لا وجود للكبار بدون الصغار، ولا للصغار بدون
الكبار، وإنّما في كل مكان يوجد دمج (كبار وصغار) لنفع الجميع.

أعظم مثل لهذا هو جسدنا، فالرأس بدون الأقدّام ليس بشيء،
ولا الأقدّام بدون الرأس. نعم، فإن أقل الأعضاء في جسدنا ضروري ومفيد للجسد كلّه.
أو بالحري كل الأعضاء تعمل معًا في خضوع لأجل الجسد.

٣٨

1.           
ليُحفظ جسدنا كلّه في المسيح يسوع، وليخضع كل
واحد منّا لقريبه، حسب الموهبة التي أُعطيت له.

2.     فلا
يحتقر القوي الضعيف، وليحترم الضعيف القوي، وليسد الغني احتياجات الفقير، وليشكر
الفقير الله الذي أوجد له من يسد عوزه. ليظهر الحكيم حكمته[105]
لا بالكلام بل بالأعمال الصالحة. ليبتعد المتواضع عن الشهادة لنفسه، تاركًا
الآخرين يشهدون له[106]. ولا
يتكبّر العفيف جسديًا بهذا منتفخًا، عالمًا أن آخر (الله) وهبه عطيّة
العفّة.

3.     لنتأمّل
يا اخوة من أيّة ماده وُلدنا، وماذا كنّا عندما أتينا إلى العالم، إذ كنّا كخارجين
من القبر، من ظلمة حالكة أعدّ لنا ذاك الذي جبلنا وخلقنا نعمته الغنيّة قبل أن
نولد في هذا لعالم.

4.           
إذن يليق أن نشكره على كل شيء ما دام كل شيء
فينا هو منه. له المجد إلى أبد الأبد. آمين.

٣٩

1.           
يسخر منّا ويهزأ بنا الجهال المتهوّرون، الذين
لا حكمة لهم ولا علم، يشغفون نحو الاعتداد بفهمهم.

2.           
تُرى ما هي قوّة الإنسان المائت، أو أي قدرة من
جُبل من التراب؟

3.           
لقد كُتب[107]:
“إن عينيّ لا تنظران شكلاً، إنّما سمعت نفسًا وصوتًا(يقول):

4.           
ماذا؟ هل يتبرّر إنسان مائت أمام الرب؟ أو لا
يلام إنسان من أجل أعماله؟ هوذا (الله) لا يأتمن خدّامه، وإلى ملائكته ينسب حماقة.

5.     السموات
غير طاهرة في عينيه، فكم بالحري الذي يسكنون في بيوت من الطين، إذ ندن منها أيضًا
قد خلقنا؟! يسحقّهم مثل العث؛ بين الصباح والمساء يحطّمون، وإذ لا يسندون أنفسهم
يبيدون.

6.           
ينفخهم فيموتون، إذ هم بلا حكمة.

7.           
ادع الآن، فهل من مجيب؟ أو لأيّ من الملائكة
القدّيسين تلتفت؟ لأن الغيظ يقتل الغبي، والحسد يميت الضال.

8.           
رأيت الأغبياء يتأصّلون، وبغتة يضيع مريضهم.

9.           
أولادهم بعيدون عن الأمن، وقد تحطّموا أمام
أبواب الأدنياء، ولا منفذ. لأن ما قد أعدّوه يأكله الأبرار، لكنّهم لا يخلصون من
الشر”.

٤٠

1.     ما
دامت هذه الأمور واضحة لنا، وما دمنا قد اخترقنا بأبصارنا أعماق المعرفة الإلهيّة،
يليق بنا أن نتمّم كل ما أمرنا به الرب بنظام وبحسب الأزمنة المعيّنة.

2.           
أمرنا أن نقدّم التقدمات، وأن نعمل خدمات إلهيّة،
لا بطياشة وتشويش بل حسب أوقاتٍ وساعاتٍ معيّنة.

3.           
لقد عدّد بنفسه، بأمره العلوي، أين نتمّمها ومن
الذي يقدّمها، حتى إذ يتم كل شيء بورعٍ حسب مسرّته الصالحة تكون مقبولة لديه.

4.           
فيكون الذين يقدّمون تقدماتهم حسب الأزمنة
المعيّنة مقبولين ومطوَّبين يتبعون قوانين الرب فلا يخطئون.

5.     أُعطيت
لرئيس الكهنة[108]
ليتورچيّات خاصة (بهم)، وحدّدت للكهنة أماكن معيّنة، وللاويّين[109]
خدمات خاصة وللعلمانيّين القوانين التي تخصهم.

٤١

1.     ليعمل
(يشترك) كل واحد منكم يا اخوة في الأفخارستيّا
eucharisteito (الشكر) لله، كل حسب ترتيبه[110]
(وضعه) سالكًا بكل ضمير صالح في وقار، ولا يتعدّى قانون الخدمة المعطى له.

2.     فلا
تقدّم الذبائح اليوميّة، يا اخوة، أو ذبائح السلام أو ذبائح الخطيّة وذبائح
المعصيّة في أي مكان في بل أورشليم وحدها، ولا في أي موضع إنّما على المذبح قدّام
الهيكل، بعد أن يفحصها رئيس الكهنة والخدّام السابق ذكرهم بكل دقّة.

3.           
لذلك الذين يعملون ما يخالف إرادته يكون الموت
جزاءهم.

4.           
تأمّلوا يا اخوة إنّه بمقدار ما تأهّلنا لمعرفة
أعظم، يزداد الخطر (المسئوليّة) علينا.

٤٢

1.           
تسلّم الرسل الإنجيل من الرب يسوع المسيح،
وأُرسل المسيح من الله.

2.           
إذن المسيح من الله، والرسل من المسيح، وفي
كليهما تتمّان إرادة الله بترتيب منظم.

3.     وقد
تسلّم الرسل طقسهم واقتنوا الأمان الكامل بقيامة ربّنا يسوع المسيح، وتثبّتوا في
كلمة الله بكل تأكيدات الروح القدس، فخرجوا يكرزون باقتراب ملكوت الله.

4.           
وإذ نادوا في المدن والقرى رسموا بالروح القدس
بكور عملهم أساقفة وشمامسة على الذين يؤمنون فيما بعد.

5.           
وهذا ليس بجديد، فقد كتب منذ القديم عن الأساقفة
والشمامسة “أقيم أساقفتهم[111] في البرّ
وشمامستهم[112] في
الإيمان[113]“.

٤٣

1.     أي
عجب في هذا أن الذين ائتمنهم الله بعمل كهذا أن يقيموا السابق ذكرهم، إن كان موسى
الطوباوي الخادم الأمين في بيته[114] يدَّون في
الكتب المقدّسة كل ما أُمر به، فتبعه الأنبياء الآخرون وشهدوا بما شرعه.

2.     وإذ
ثارت المنافسة حول الكهنوت بين الأسباط لمعرفة المُحظي بشرف هذا اللقب أمر
(موسى) رؤساء الأسباط الإثني عشر أن يحضر كل منهما عصاه كتب عليها اسم سبطه، وإذ
تسلّمها موسى وجمعها إلى بعضها البعض ربطها وختمها باختام الأسباط كلّها ووضعها في
تابوت للشهادة فوق مائدة الله.

3.           
وإذ أُغلق التابوت ختم مفاتيحه كما ختم العصى[115].

4.           
وقال لهم: أيّها الرجال والاخوة، إن السبط الذي
تفرُخ عصاه يكون هو مختار من قبل الله ليكمِّل وظيفة الكهنوت ويخدمه.

5.     وعندما
أقبل الصباح جمع موسى كل إسرائيل ستمائة ألف رجل وعرض أمام رؤساء الأسباط الاختام،
وفتح تابوت الشهادة فوجد عصا هرون لم تفرخ قط بل وأثمرت[116].

6.     ما
قولكم أيّها الأحبّاء؟ إلم يكن موسى يعرف ذلك مسبقًا؟ بلا شك كان يعلم، لكنّه لجأ
إلى هذا الفعل تحاشيًا لحدوث اضطراب في إسرائيل، وتمجيدًا لاسم الله الحقيقي
الوحيد، الذي له المجد إلى أبد الأبد. آمين.

٤٤

1.           
لقد عرف رسلنا أيضًا من ربّنا يسوع المسيح أن
موضوع وظيفة الأسقفيّة سيثير خلافات.

2.     لهذا
السبب إذ حصلوا على معرفة كاملة للمستقبل في هذا الأمر، رسموا الرجال السابق ذكرهم،
ووضعوا بعد ذلك تعليمات إنّه متى رقد هؤلاء يخلفهم في خدمتهم أناسًا مزكّين.

3.     على
ضوء هذا، فإنه من الظلم أن تُعفى من الخدمة هؤلاء الذين رسمهم (الرسل)، أو رسموا
فيما بعد بواسطة أناس ممتازين، بموافقة الكنيسة كلّها، خادمين قطيع المسيح بلا عيب
في اتّضاع وهدوء بروح نزيه، وحصلوا على سمعة طيّبة من الجميع لفترة طويلة.

4.           
إنها خطيّة ليست هيّنة نُحرم بها إن كنّا
نَستبعد من الأسقفيّة الذين يقدّمون التقدمات بلا عيب في قداسة.

5.     طوبى
لهؤلاء الكهنة (إبريسفيتيروس) الذين عبروا، وكان عبورهم مثمرًا ويحمل نضوجًا،
فإنهم لا يخافون أن يطردهم أحد من المكان الذي خصّص لهم.

6.           
لكنّنا نراكم أَعفيتم أناسًا سالكين حسنًا من
خدمة أكملوها بلا عيب في وقار.

٤٥

1.           
إنكم مولوعون بالمنازعات أيّها الاخوة، ومملؤون
غيرة في أمور لا تخص خلاصكم.

2.           
انكبّوا على دراسة الكتب المقدّسة التي هي
منطوقات الروح القدس.

3.           
فإنكم تعرفون أن ما كُتب فيها ليس شيئًا خاطئًا
أو محرّفًا، إنكم لا تجدون فيها صدّيقين يطردهم قدّيسون.

4.     حقًا
نجد فيها صدّيقين اضطُهدوا لكن بواسطة أشرار ونجد صالحين سجنهم أشقياء، أبرارًا
رجمهم عصاة وقتلهم أناس مغضوب عليه، حملوا حسدًا بغيضًا.

5.           
أما هم فتحمّلوا مثل تلك الآلام بمجد.

6.           
ماذا أقول يا إخوة؟ هل أُلقي دانيال في جب
الأسود بواسطة رجال يخافون الله؟

7.     هل
أُلقي حنانيا وعزرا وميصائيل في أتون النار بواسطة أناس عبدو العلي مجيدة وعظيمة؟
حاشا أن يكون لنا هذا الفكر! من هم الذين فعلو هذه الأمور؟ إنّهم رجال مبغوضون
ومملؤون بكل شر، التهب فيهم غضب مرّ ودفعهم حقدهم إلى تعذيب من خدموا الله بنيّة
صالحة لا غبار عليها.

8.           
لقد تجاهلوا أن العلي يدافع ويحمي كل الذين
يخدمون بضمير نقي اسمه الكلّي العظمة، له المجد إلى أبد الأبد. آمين.

أما
الذين احتملوا بثقة (مثل هذه الأمور) الآن هم ورثة المجد والشرف، يمجّدهم الله
ويرفع ذكرهم إلى أبد الأبد. آمين.

٤٦

1.           
يليق بنا يا إخوة أن نلتصق بمثل هذه الأمثلة.

2.           
إذ كُتب “التصقوا بالقدّيسين، لأن
الملتصقين بهم يتقدّسون[117]“.

3.           
وفي موضع آخر يقول[118]:
“مع البريء كن بريئًا، ومع المختار مختارًا، ومع المعوجّ تُظهر نفسك
مُعوجًا”.

4.           
لتلتصق بالأبرياء والأبرار لأنهم مختارو الله.

5.           
لماذا توجد الانشقاقات والخصومات والانقسامات
والحروب بينكم؟

6.           
أليس لنا إله واحد ومسيح واحد؟ إلم يحل علينا
روح نعمة واحد؟ أليست لنا دعوة واحدة في المسيح؟

7.     لماذا
نمزّق ونقطع أعضاء المسيح ونثور ضدّ جنسنا، ويستولي علينا جنون مطبق كهذا فننسى
إنّنا أعضاء بعضنا البعض؟ أذكروا كلام ربّنا يسوع المسيح.

8.     الذي
قال: “ويل لذلك الإنسان! كان خير لو إنّه لم يولد عن أن يعثر أحد ختاريّ. نعم
خير له لو طُوق بحجر رحى وأُلقى في لجّة البحر من أن يعثر أحد صغاري[119]“.
فإن انشقاقكم سبّب ضلال كثيرين ويأسهم وشكّهم، وأحزننا جميعًا، ومع ذلك لا تزالون
في تمرّدكم!

٤٧

1.           
عودوا إلى رسالة الطوباوي بولس.

2.           
ماذا كتب لكم في بدء تبشيركم بالإنجيل؟

3.           
كتب إليكم بالحق بوحي الروح القدس عن نفسه وعن
صفا وأبلوس لأنكم في ذلك الحين كنتم منقسمين.

4.           
انحرافكم سبب لكم خطيئة لكنّكم كنتم بعد على
اتصال دائم بالرسل المشهود لهم وبإنسان مزُكى منهم.

5.           
أما اليوم فبالعكس، أنتم تعرفون من دخل بيتكم
وأساء إلى كرامتكم، وشوَّه محبّتكم الأخويّة الذائعة الصيت.

6.     عار،
أيّها الأحبّاء، عار جدًا، ولا يليق بسلوكٍ “في المسيح[120]
أن نسمع عنكم هكذا عن كنيسة كورنثوس القديمة الراسخة أنها قد قامت ضدّ كهنتها بسبب
شخص أو شخصين.

7.     فإن
هذه الضجة لم تصل إلى مسامعنا نحن فحسب وإنّما تعدّتها إلى آخرين غرباء عنّا، إذ
بغباوتكم يجدّف على اسم الرب، وتجلبون خطرًا على نفوسكم.

٤٩

ز.
بالحب الذي هو باب البرّ

1.     لنضع
نهاية قاطعة وسريعة لهذا الأمر، ولننطرح قدّام الرب نسأله بدموعنا أن يجعلنا
رحومين ويصالحنا معه، ويعيدنا إلى ممارسة الحب الأخوي الذي كان لقاء اللائق
والمقدّس.

2.           
إنه باب البرّ الذي يفتح الطريق للحياة، كما هو
مكتوب: “افتحوا لي أبواب البرّ، أدخل فيها وأحمد الرب”.

3.           
هذا هو باب الرب والصدّيقون يدخلون فيه[121]،
بينما تُفتح أبواب كثيرة، لكن باب البرّ هو باب المسيح[122].

4.           
طوبى للذين يدخلون فيه، يوجههم (الرب) فيسلكون
طريقهم في قداسة وبر، صانعين كل شيء بترتيب.

5.           
ليكن الإنسان مؤمنًا قادرًا على النطق ب
“المعرفة”.

6.           
ليكن متحكّمًا ببراهين الحكمة، نقيًا في أعماله،
يتضح بالأكثر كلّما عظَّمه الآخرون، طالبًا صالح الآخرين أكثر من صالحه الخاص.

٤٩

1.           
من كانت له محبّة المسيح فليحفظ وصايا المسيح!

2.           
من يقدر أن يصف رباط حب الله؟!

3.           
أو أي إنسان يستطيع أن يخبر بعظمة جماله كما
ينبغي؟!

4.           
الحب يقود إلى أعالي لا يُخبر بها!

5.           
الحب يوحّدنا مع الله، إذ “المحبّة تستر
كثرة من الخطايا[123]“.

الحب
يحتمل كل شيء ويصبر على كل شيء.

الحب
ليس فيه شيء دنيء، ولا افتخار!

الحب
لا يعرف الانقسام أو التمرّد.

الحب
يصنع كل شيء بتوافق.

بالحب
يصير مختاروا الله كاملين، وبدونه ليس شيء يرضي الله.

6.           
بالحب يأخذنا الرب إليه، بالحب يحملنا يسوع
المسيح الذي أراق دمه عنّا بإرادة الله، وأعطانا جسده عن جسدنا، ونفسه عن نفوسنا.

٥٠

1.           
انظروا أيّها الأحبّاء كم هو عظيم – الحب –
ومدهش! كماله لا يمكن وصفه.

2.           
أيستطيع أن يوجد فيه غير من أهَّله الله؟

فلنطلب
رحمته، ونسأله لنكون في الحب بغير دنس، متحرّرين من كل كبرياء بشري، لا يتعالى
واحد فوق الآخر.

3.     كل
الأجيال من آدم إلى يومنا هذا قد عبرت، أمّا المتكّلمون في الحب بالنعمة الإلهيّة
فيجلسون في مجالس القدّيسين ويظهرون عند إعلان ملكوت المسيح.

4.           
إذ كُتب: “هلمّ إلى مخادعكم نحو لحيظة حتى
يعبر غصبي وسأذكر يومًا حسنًا فأخرجكم من قبوركم[124]“.

5.           
طوبانا أيّها الأحبّاء إن حفظنا وصايا الله في
اتفاق الحب، فالمحبّة تغفر خطايانا.

6.     لقد
كُتب[125]: “طوبى
لمن غُفرت آثامهم وسترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لم يحسب له الله خطيّته وليس في
فمه غش”. هذا التطويب يحل على مختاري الله بيسوع المسيح الذي له المجد إلى
أبد الأبد. آمين.

٥١

1.     لنطلب
المغفرة عن كل الخطايا التي ارتكبناها في منازعاتنا مع الآخرين. أمّا الذين قادوا
هذه الشقاقات والفتن فعليهم أن يستهدفوا هدف الرجاء المشترك.

2.     فإن
الذين يسلكون في خوف يفضّلون أن يحتملوا هم الآلام لا أقرباءهم، ويفضّلون أن
يُلاموا من أن يعرضوا الوئام الذي يسود على الإخوة بالبرّ.

3.           
خير للإنسان أن يعرف خطاياه من أن يقسّي قلبه
كما قسّي قلب الذين ثاروا ضدّ موسى خادم الله، وكان العقاب مثيرًا.

4.           
إنهم نزلوا إلى الجحيم أحياءً، وابتلعهم الموت[126].

5.     فرعون
وجيشه وكل رؤساء مصر ومركباته وراكبيها غرقوا في أعماق البحر الاحمر وهلكوا[127]،
لا لشيء ألاّ لقساوة قلوبهم الغبيّة، بعد علامات وعجائب كثيرة تمّت في أرض مصر على
يد موسى خادم الرب.

٥٢

1.           
الرب يا اخوة ليس محتاجًا إلى شيء، ولا يطلب
شيئًا من أحد سوى الاعتراف له.

2.     إذ
يقول داود المختار: “اعترف للرب، فيُستطاب (اعترافي) عنده أكثر من عجل فتى ذي
قرون وأظلاف. ليرى الفقراء هذا فيفرحون[128]“.

3.           
وأيضًا يقول[129]:
“قدّم له ذبيحة الحمد وأوف العلي نذورك، وادعني في يوم ضيقتك أنقذك
فتمجّدني”.

4.           
لأن: “الذبيحة لله روح منكسر”.

٥٣

1.           
أنتم تعرّفون الكتب المقدّسة أيّها الأحبّاء،
تعرّفونها جيّدا، وتفحصون أقوال الله بعمق. نحن نكتب إليكم لأجل تذكيركم.

2.     عندما
صعد موسى إلى الجبل، وقضى أربعين يومًا وليلة في صومٍ وتذلل، قال له الرب: “موسى.
موسى. انزل عاجلاً من هنا، لأنه قد فسد شعبك الذي أخرجته من أرض مصر. زاغوا سريعًا
عن الطريق الذي أوصيتهم أن يسلكوه، وصنعوا لأنفسهم تمثالاً مسبوكًا[130]“.

3.     وقال
له الرب: “كلّمتك لا مرّة بل مرّتين، قائلاً: رأيت هذا الشعب، وإذا هو شعب
صلب الرقبة. اتركني فأبيدهم وأمحو اسمهم من تحت السماء، وأجعلك شعبًا أعظم وأكثر
منهم[131]“.

4.           
لكن موسى قال: “حاشاك أيّها الرب. اغفر
خطايا هذا الشعب، وإلا فامحني من كتاب الحياة[132]“.

5.           
يا لقوّة الحب! يا لكماله الذي يفوق كل الكمال!
العبد يكلّم سيده بكل حريّة، طالبًا العفو عن الشعب أو يهلك هو مع الجموع!

٥٤

1.           
من كان بينكم نبيلاً متسع القلب، مملوء حبًا،

2.     فيقل:
“إن كان بسببي حدث هذا التمرّد والخلافات والانقسامات، فإنّني أرحل واذهب إلى
حيث ترغبون، أفعل ما تأمر به الجموع، يكفي أن يحيا قطيع المسيح في سلام من كهنته
المرسومين له”.

3.           
من يفعل هذا يربح لنفسه مجدًا عظيمًا في الرب،
وكل موضع (يذهب إليه) يجد ترحيبًا، إذ للرب الأرض وملؤها[133]“.

4.           
هكذا يتصرّف على الدوام الذين يعيشون حياة
مقدّسة لا غبار عليها.

٥٥

1.     لنأخذ
أمثلة من الوثنيّين[134]، فإنه في
أيّام انتشار الوباء قدّم كثير من الملوك والرؤساء نفوسهم للموت كما أشير إليهم
بواسطة كهنة، لكي يحجبوا للموت عن شعبهم بموتهم.

كثيرون
منهم تركوا مدنهم لكي يضعوا حدًا لثوراتٍ داخليّة.

2.     ونحن
نعرف من بيننا كثيرين أسلموا أنفسهم للقيود بإرادتهم ليخلصوا عن آخرين. كثيرون
باعوا أنفسهم كعبيد وأطعموا آخرين بالثمن الذي بيعوا به[135].

3.           
نساء كثيرات صرن قويّات بالنعمة الإلهيّة وقمن
بأعمال خارقة.

4.           
عندما رأت يهوديت المغبوطة أن مدينتها محاصرة،
طلبت من الشيوخ أن يسمحوا لها بالخروج إلى معسكر الغرباء.

5.           
عرّضت نفسها للخطر حبًا لوطنها وشعبها المحاصر
فأسلم للرب هولوفارنيس
Holofernes إلى يد امرأة[136].

6.     أيضًا
استير كاملة الإيمان عرّضت نفسها لخطر لا يقل عن هذا من أجل خلاص الأسباط الإثنى
عشر من هلاك خطير. كانت تتضرّع صائمة متذلّلة أمام الله الأبدي الذي يرى الكل. وقد
نظر إلى اتّضاع روحها فخلص الشعب الذي قدّمت نفسها للخطر من أجل خلاصه[137].

٥٦

1.     لنصلِّ
نحن أيضًا من أجل الذين ارتكبوا أيّة خطيّة حتى إذ نعاملهم بالوداعة والاتّضاع
يمتثلوا لا لنا بل لإرادة الله. بهذه الطريقة يكون ذكرنا مثمرًا وكاملاً وبلطف في
صلواتنا لله وقدّام القدّيسين.

2.           
لنهذّب بعضنا بعضًا دون أن يتألّم أحد، فإن
النصح الذي يقدّمه بعضنا البعض صالح ونافع جدًا، يوحّدنا مع إرادة الله.

3.           
هكذا تقول الكلمة المقدّسة: “تأديبًا
أدّبني الرب وإلى الموت لم يسلّمني[138]“.

4.           
“الذي يحبّه الرب يؤدّبه وبجلد كل ابن
يقبله[139]“.

5.           
“فليؤدّبني الصدّيق برحمة ويوبّخني، زيت
الخاطيء لا يدهن رأسي[140]“.

6.           
وأيضًا يقول: “طوبى لرجل يؤدّبه الرب، فلا
ترفض تأديب القدير، لأنه هو يجرح ويعصب.

7.           
يسحق ويداه تشفيان.

8.           
في ست شدائد ينجّيك، وفي سبع لا يمسك السوء.

9.           
في الجوع يفديك من الموت، وفي الحرب من قوّة
السيف.

10.       
من سوط اللسان يخفيك، فلا تخاف من الشرور الآتية.

11.       
تضحك من رجال الظلمة الأشرار ولا تخشى وحوش
الحقل.

12.       
وحوش البريّة تسالمك.

13.       
فتعلم أن بيتك آمنًا، ومريضك لا تفقد.

14.       
وتعلم أيضًا أن زرعك كثير، وذرّيتك كعشب الحقل.

15.       
وتنزل إلى القبر كالقمحة الناضجة التي تُجمع في
أوانها، أو مثل جرن في البيدر يجمع معًا في حينه[141]“.

16.       
انظروا أيّها الإخوة أيّة حماية تمتد فوق البشر
الذين يؤدّبهم الرب، لأنه الله (أب) صالح يؤدّبنا لكي يظهر تأديبه المقدّس رحمة
لنا.

٥٧

1.           
أنتم مسئولون عن التمرّد، ويلزمنا الخضوع
للإكليروس: اصلحوا أنفسكم بالتوبة. احنوا ركب قلبكم.

2.     تعلّموا
الطاعة، طارحين عنكم جانبًا الكبرياء ووقاحة اللسان المتعجرف. من الأفضل أن تكونوا
صغارًا ومكرّمين في قطيع المسيح عن أن تكونوا مشهورين وخارج رجائه.

3.           
هكذا تقول الحكمة كليّة الصلاح: “انظروا
إنّي أفيض عليكم كلمات روحي، وأعلّمكم كلامي.

4.     لأني
دعوت فأبيم، وبسطت لكم كلماتي وليس من يبالي، بل رفضتم مشورتي، ولم ترضوا توبيخي،
فأنا أيضًا أضحك عند هلاككم. أسخر عند ارتباككم، إذ جاء خوفكم كالصاعقة، وأتت
بليّتكم كالزوبعة، إذ جاء عليكم ضيق وشدة.

5.           
حينئذ تدعونني فلا استجيب، يطلبني الأشرار ولا
يجدونني، لأنهم أبغضوا الحكمة ولم يختاروا مخافة الله.

لم
يصغوا لمشورتي، احتقروا كل توبيخي.

6.           
فلذلك يأكلون ثمر طريقهم ويشبعون[142]
من مؤامراتهم.

7.     فإنهم
في هذا إذ يجرفون البسطاء يُقتلون، والحكم يبيد الأشرار. أمّا المستمع لي فيسكن
آمنًا بالرجاء، ويستريح بدون خوف من أي بشر[143]“.

٥٨

1.     فلنطع
اسمه القدّوس الكلي القداسة، ولنهرب من المخاطر التي تذكرها الحكمة ضدّ المتمرّدين
على الله حتى نسكن في سلام بكل ثقة في اسمه القدّوس العظيم.

2.     اقبلوا
نصيحتنا فلن تندموا، إذ حيّ هو الله هو بيسوع المسيح ربّنا، وحيّ هو الروح القدس
الذي فيه إيمان المختارين ورجاؤهم، فإن الذين ينفذون وصايا الله وأوامره في اتّضاع
وتصميم مملوء اعتدالاً مع حرارة قلب، ينالون مكافأة، إذ يجدون لهم موضعًا، وتكتب
أسماءهم في عداد المخلصين بيسوع المسيح.

الذي
به المجد لله إلى أبد الأبد. آمين.

٥٩

1.     أمّا
أولئك الذين يقامون كلام الله الذي يوجهه إليكم بواسطتنا[144]،
فيلزمهم أن يتحقّقوا إنّهم يرتكبون خطأ خطيرًا، ويدفعون بأنفسهم في خطر ليس بقليل.

2.     أما
من جانبنا نحن فسنكون أبرياء من هذه الخطيّة. إنّما سوف نتوسّل بصلواتٍ مملوءة
شوقًا، وتوسّلات، أم يحفظ خالق المسكونة المعدودين من مختاريه المنتشرين في العالم
لكه، في يسوع المسيح ابنه المحبوب، الذي به دعانا من الظلمة إلى النور، من الجهل
إلى معرفة مجد اسمه.

3.           
هب لنا يا رب[145]
أن نضع كل رجاءنا في اسمك، الذي هو مصدر كل الخليقة.

افتح
أعين قلوبنا حتى نعرفك، أنت وحدك العلي، تسكن في الأعالي؛ القدّوس القاطن في
الموضع المقدّس، تذل عجرفة المتكبّرين، وتبطل مشورات الأمم، ورفع المتواضعين وتذل
المتكبّرين؛ تغني وتفقر، تميت وتحيي.

أنت
وحدك حافظ الأرواح وإله كل حسد.

أنت
تراقب الأعماق، وتبحث أعمال البشر.

معين
الذين في خطر، مخلص اليائسين؛

خالق
وأسقف (حارس) كل روح؛

إنك
تضاعف البشر على الأرض، ومن وسطهم تختار الذين يحبونك بيسوع المسيح ابنك الحبيب،
به تصلحنا وتقدسنا وتكرمنا.

4.           
نسألك أيّها الرب. كن معيننا وحافظنا (مز
١١٩: ١١٤).

خلص
الذين في أحزان،

ارحم
المتواضعين.

أقم
الساقطين.

اظهر
ذاتك للمحتاجين.

المرضى
اشفهم؛

الضالين
من شعبك ردّهم؛

الجياع
اشبعهم؛

المأسورين
اعتقهم؛

الضعفاء
انعشهم؛

صغيري
القلوب عزّهم،

فلتعرفك
كل الشعوب أنك أنت هو الله (١ مل ٨: ٦٠) ويسوع المسيح هو
ابنك، ونحن شعبك وغنم رعيتك (مز ١٠٠: ٣).

٦٠

1.           
أنت أعلنت البنيان للمسكونة بأعمالك فيها.

أنت
أيّها الرب، خلقت العالم.

أنت
هو الأمين عبر كل الأجيال، بار في أحكامك، عجيب في قوّتك وعظمتك، حكيم في البناء،
ماهر في تأسيس المخلوقات.

أنت
صالح في أعمالك المنظورة، وأمين للذين يترجّوك.

أنت
رحوم ورؤوف.

آه
اغفر معاصينا وشرّنا وأخطاءنا وضعفاتنا!

2.     لا
تحسب على عبيدك خطاياهم، بل نقّنا بحقّك، وقُدْ خطواتنا، لنسلك في قداسة وبرّ
وبساطة قلب ونصنع مع هو صالح ومرضي في عينيك وأعين رؤسائنا[146].

3.           
نعم، أيّها الرب ليشرق وجهك علينا للبركة[147]
بسلام، لكي تسترنا بيدك القويّة، وتخلّصنا من كل خطيّة بذراعك العلوي[148].

نجّنا
من الذين يبغضوننا بلا سبب.

4.     هب
لنا وكل السالكين على الأرض سلامًا وأُلفة، كما أعطيت آباءنا الذين دعوك في
الإيمان، والحق مع القداسة، لكي نطيع اسمك القدير كلي القداسة، ونخضع لرؤسائنا
والحكام على الأرض.

٦١

1.     أنت
أيّها السيّد، بقوّتك العظيمة غير المنطوق بها، وهبتهم سلطانًا ليحكموا، حتى نعرف
الكرامة والمجد اللذين أعطيتهم، وتخضع لهم، في طاعة لإرادتك.

هب
لهم أيّها الرب الصحّة والسلام والاتفاق والاستقرار حتى يمارسوا سلطتهم التي
وهبتهم في غير محاباة.

2.           
أنت أيّها السيّد السماوي، ملك كل العصور، تهب
لبني البشر الكرامة والمجد والسلطان على ما هو على الأرض.

وجّه
أيّها الرب مشوراتهم وفقًا لما هو للخير وما هو مرضي لديك، حتى متى استخدموا
السلطان الذي أعطيتهم بروح السلام والوداعة يربحون صلاحك.

3.           
أنت الوحيد، تقدر أن تهبنا هذه النعم، بل وبركات
أعظم بفيض.

نشكركم
خلال رئيس الكهنة وحارس نفوسنا يسوع المسيح.

لك
المجد والتعظيم به الآن وكل الأجيال وإلى الأبد. آمين.

٦٢

1.           
كتبنا لكم باستفاضة أيّها الاخوة ما يخص ديننا،
لمساعدة الراغبين في أن يعيشوا الحياة الفاضلة في قداسة وبرّ.

2.     إذ
عالجنا مسائل الإيمان والتوبة والحب الصادق والعفّة والتعقل وضبط النفس والصبر،
نذكّركم أن ترضوا الله ضابط الكل بالحياة المقدّسة للبرّ والحق وطول الأناة
والتصميم في تعقل على الوحدة بحب وسلام، متناسين الأحقاد الماضية. فإن آباءنا
الذين ذكرناهم باتّضاعهم لم يرضوا الله أباهم وخالقهم فحسب بل وأرضوا كل البشر.

وإذ
نذكّركم بهذه الأمور بابتهاج نعلم إنّنا نكتب لأناس مؤمنين متأسّسين ومختبرين كلمة
تأديب الله.

٦٣

1.     يليق
بنا أن نتطلّع إلى هذه الأمثلة العظيمة، ونحني رؤوسنا للنير ونحافظ على الطاعة،
فنتخلّص من انقسامنا غير اللائق، ونصل إلى الهدف الموضوع أمامنا في الحق، بلا لوم.

2.     إنكم
تبعثون فينا الفرح والسعادة، إذا أطعتم نصيحتنا التي نكتبها لكم بالروح القدس،
وبترتم عنكم الغضب الشرّير كاستجابة لطلبنا في هذه الرسالة أن تعيشوا في أُلفة
وسلام.

3.           
نرسل لكم أيضًا رجالاً أمناء وحصفاء، عاشوا بلا
لوم منذ نعومة أظافرهم حتى الشيخوخة، وسيكونوا شهودًا بيننا وبينكم.

4.           
فعلينا هذا لكي تعرفوا أن كل اهتمامنا هو أن نرى
السلام قد توطّد بينكم سريعًا.

٦٤

1.     أخيرًا
فإن سؤالنا هو أن الله الذي يرى كل شيء، هو سيّد الأرواح ورب كل جسد، الذي اختار
ربّنا يسوع المسيح واختارنا فيه شعبًا مختارًا يهب كل نفس اسمه الممجّد القدّوس
إيمانًا ومخافة وسلامًا وصبرًا وطول أناة وتعقلاً ونقاءً وسموًا، لمسرّة اسمه
بواسطة رئيس الكهنة وحامينا يسوع المسيح، الذي له المجد والعظمة والقدرة والكرامة
الآن وإلى الأبد. آمين.

٦٥

1.     تعجلوا
في إعادة المرسلين إليكم من قبلنا في سلام وفرح، وهم قلاديوس افيبوس وفاليريوس
بينتو[149]
وفرتوناتوس، حتى يبشروننا بأن السلام والوفاق اللذين نرغبهما قد حلاّ بينكم، لكي
نفرح نحن أيضًا لأجل عودتكم إلى الهدوء والنظام.

2.           
نعمة ربّنا يسوع المسيح تكون معكم ومع جميع
المدعوّين لله في كل موضع.

الذي
له المجد والكرامة والسلطان والعظمة والعرش الأبدي من جيل إلى جيل الأجيال. آمين.



[1] راجع كتابنا: “الآباء الرسوليّون”،
١٩٩١م، ص ٥٨–٦٥.

[2] العناوين الجانبيّة من وضع المعرب.

[3] الكلمة اليونانيّةتش إلى مستعمرة من الغرباء ليس لهم كامل
الحقوق المدينة، فالمسيحي كنزيل وغريب يطلب وطنًا سماويًا (١بط١:
١٧؛ ٢: ١١؛ في٢: ٢؛ عب١١:
٩).

[4] ١كو١: ٢.

[5] الكُلّي القدرة.

[6] يشير إلى الاضطهاد في عهد دومتيان الذي لم يكن حرب إبادة كما
في عهد نيرون بل حملات متتالية، من خلالها قُتل ابن عمه كليمنس عام
٩٥م ونُفيت زوجته دومتيلا التي ربّما كانت تقوم بعمل قيادي (في خدمة
النساء) بكنيسة روما.

[7] يُشتم من النصوص اليونانيّة أن كنيسة كورنثوس لم تطلب
المشورة من كنيسة روما، إنّما ربّما تعرف القديس على أخبارهم من القادمين من
كورنثوس. أمّا الترجمة اللاتينيّة فيُشتم منها أن كنيسة كورنثوس تطلب المشورة
Gregg P22..

[8] الترجمة الحرفيّة: “جدف عليه كثيرًا”

[9] كانت كورنثوس ملتقى الطرق بين روما والشرق، يستريح فيها كثير
من التجار، ولعلّهم وجدوا في كنيستها القلب المحب لإضافة كل غريب.

[10] أع٢٠: ٢٥.

[11] أطالLightfoot حديثه في ملاحظته على هذه الكلمة، إذ يرى أنها “مئونة
ماديّة” وليست عونًا روحيًا معتمدًا في ذلك على المخطوطة ٨ المخالفة
للمخطوطتين
S, G وقد جاءت الترجمة اللاتينيّةL مخالفة ل A.

[12] نفس الكلمة اليونانيّة الواردة في ١بط٢:
١٧ “احبّوا الإخوة”.

[13] يرى النعمة أن الكلمة الأصليّة “ضميرهم”
وكتبت خطأ أثناء النسخ “لطفهم” (راجع
P5 ANF vol 1.). وقد ترجمها Lightfoot ب “خوف” (عب١٢: ٢٨) معتمدًا
على المخطوط
C.

جاءت الترجمة اللاتينيّة “بلطفهم
وتصميمهم” تشير إلى أهل كورنثوس الذين يكافحون من أجل الاخوة فيظهر لطفهم
خلال ترفقهم الأخوي ضدّ المقاومين، وتصميمهم خلال صلواتهم ليلاً ونهارًا من أجل
خلاصهم.

[14] كلمة “تصميمهم” هي ترجمة Lighfoot للتعبير اليوناني، وهي في نظره تشير إلى التركيز الداخلي مع
الموافقة.

[15] تي٣: ١.

[16] أم٧: ٣.

[17] تث٣٢: ١٤ (عن الترجمة السبعينيّة
بتصرّف).

[18] إش٣: ١٥.

[19] حك٢: ٢٤.

[20] يفسرها البعض أن قايين احتفظ بالثمر الجيّد له وقدم للَّه
الرديء.

[21] تك٤: ٣–٨ الترجمة السبعينيّة. راجع تفسير
هذه القطعة في إيريناؤس ضدّ الهرطقات ٤ : ١٨ : ٣.

[22] تك٢٧: ٤.

[23] تك٣٧.

[24] خر٢: ١٤.

[25] عد١٢:
١٤-١٥.

[26] عد١٦: ٣٣.

[27] النص اللاتيني: اخوته.

[28] ١مل١٨: ١.

[29] الترجمة الحرفيّة: “من المصارعين”

[30] استخدم نفس الكلمة التي استخدمها الرسول بولس في (في٣:
١٤).

[31] لم ترد في الكتاب المقدّس.

[32] يترجمها البعض “هرب” ربّما قصد بها هروبه من دمشق
(٢كو١١: ٢٢) أو من أورشليم إلى طرسوس (أع٩:
٣٠).

[33] أي في آسيا وأوروبا.

[34] رأى البعض أنه يقصد روما، وآخرون أسبانيا وآخرون بريطانيا ANF vol 1, P6.

[35] فأى البعض أنه يقصد تيجيلينوس
وسابتون في السنة الأخيرة من حكم نيرون، وآخرون هيلوس وبولبيكيتوس، وآخرون رأوا أنها عبارة عامة لا
يقصد بها أشخاص معيّنين.

[36] يرى البعض أن هذين الاسمين لمسرحين كان يُنكَّل فيهما
بالمسيحيّين، والبعض يرى أن الاسمين دخيلين في النص.

يقول Gregg أن ديركس نكل بها
في عهد نيرون مثل كثيرات بين يربطن من شعور رؤوسهن في ثيران وتقوم بسحبهن بعنف…
لكن ذكر القديس دانايدس يجعل النص صعبًا في فهمه، إذ هم جماعة من النسوة اتهمن
أنهن عبرن الأبديّة عقيمات الثمر…

[37] تك٢: ٢٣.

 

[38] حز ٣٢ : ١١ عن الترجمة السبعينيّة.

[39] يرى Lightfoot أن هذه العبارة نقلها اكليمندس الروماني عن كتابات أبوكريفا
منسوبة لحزقيال. ويلاحظ أن اكليمندس الإسكندري ذكر هذه العبارة ناسبًا إياها
لحزقيال (
Paedag 1 : 10).

[40] إش ١ : ١٦ – ٢٠.

[41] إش ٤١ : ٨؛ ٢أي
٢٠ : ٧؛ يهوديت ٨ : ١٩؛ يع ٢ :
٢٣.

[44] تك ١٥ : ٥، ٦.

[45] تك ٢١ : ٢٢؛ عب
١١ : ١٧.

[46] الترجمة الحرفيّة: يصيرون دينونة وعلامة….

[47] يش ٢.

[48] إر ٩ : ٢٣، ٢٤؛
٢كو ١٠ : ٧.

[49] مت ٥ : ٧؛ ٦ :
٢٤؛ ٧ : ١؛ ٣ : ١٢؛ لو ٦ :
٣١، ٣٦ – ٣٨.

[50] إش ٦٦ : ٣.

[51] أم ٢ : ٣١، ٣٢؛
مز ٣٧ : ٩، ٣٨.

[52] مز ٣٧ : ٣٥ –
٣٧.

[53] ربّما يقصد الذكرى ب”الذرية” أو الخلف.

[54] إش ٢٩ : ١٣.

[55] مز ٦٣ : ٤.

[56] مز ٧٨ : ٣٦،
٣٧؛ ٣١ : ١٨.

[57] لم توجد في المخطوط.

[58] مز ١٢ : ٣ – ٥.

[59] “كطفل صغير” لم ترد في النص اللاتيني.

[60] إش ٥٣. يلاحظ القاريء كيف إعتمد اكليمنضس على
الترجمة السبعينيّة.

[61] مز ٢٢ : ٨٦.

[62] عب ١١ : ٣٧.

[63] تك ١٨ : ٢٧.

[64] أي ١ : ١.

[65] أي ١٤ : ٤، ٥ (الترجمة السبعينيّة).

[66] عد ١٢ : ٧؛ عب ٣ :
٢.

[67] خر ٣ : ١١؛ ٤ :
١٠.

[68] راجع مز ١١٩ :
٨٣.

[69] مز ٨٩ : ٢١.

[70] مز ٥١ : ١ – ١٧.

[71] أي ٣٨ : ١١.

[72] يعلّق Lightfoot (ص ٨٤) على هذه العبارة بأنه من المحتمل أن يكون
اكليمندس متوقعًا أرضًا في أقصى الغرب وراء المحيط متل جزيرة اتلنتس الخرافيّة
التي ظن أفلاطون وجودها في المحيط الأطلسي، أي ربّما قصد أمريكا الحقيقية التي لم
تكن مكتشفة بعد.

[73] أوزان الرياح (أي ٢٨ :
٢٥).

[74] أم ٢٠ : ٢٧.

[75] مز ٣٤ : ١١ –
١٧.

[76] مز ٣٢ : ١٠.

[77] يترجمها البعض “لا نتنتفخ نفوسنا”.

[78] يرى البعض أنها مقتبسة عن كتاب مزور، وآخرون
يرونها إقتباسًا عن يع ١ : ٨؛ ٢بط ٣ : ٣، ٤.

[79] عب ١٠ : ٣٧؛ الملائكة
٣ : ١.

[80] راجع مز ٢٨ : ٧؛ ٣ :
٦.

[81] أي ١٩ : ٢٦.

[82] مز ١٩ : ٢ – ٤.

[83] مز ١٣٨ : ٧، ٨.

[84] تث ٣٢ : ٨ – ٩.

[85] يفهم من تكملة الحديث نظرة الكنيسة الأولى أن المواعيد التي
أعطيت لإسرائيل قد تحوّلت لإسرائيل الجديد برفضهم الإيمان بالسيد، فانتفى عن
اليهود كونهم أصحاب المواعيد.

[86] عد ١٨ : ٢٧؛ حز
٤٨ : ١٢.

[87] أم ٣ : ٣٤.

[88] أي ١١ : ٢، ٣.

[89] المعنى في بعض المخطوطات غير واضح، فقد رأى
البعض أن كلمة أعطاها تعود على “الله” واهب العطايا، وآخرون يرونها تعود
على “يعقوب” الذي منه خرجت الأسباط.

[90] البعض يترجمها “من يعقوب”.

[91] تك ٢٢ : ١٧.

[92] تك ١ : ٢٦، ٢٧.

[93] تك ١ : ٢٨.

[94] إش ٤٠ : ١٠؛
٦٢ : ١١؛ أم ٢٤ : ١٢؛ رؤ ٢٢
: ١٢.

[95] دا ١٠؛ إش ٤ : ٣.

[96] ١كو ٢ : ٩.

[97] يترجمها البعض “الحرية”.

[98] يترجهما البعض “روح عدم الضيافة”.

[99] مز ٥٠ : ١٦ –
٢٣.

[100] الترجمة الحرفيّة “الذي يخلصنا”.

[101] عب ١ : ٣ – ٤.

[102] مز ٣ : ١، ٤.

[103] مز ٢ : ٧ – ٨.

[104] مز ١.٩ : ١.

[105] تكرّرت كلمة الحكمة “صوفيا” في الأصحاحين الأول
والثاني من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس لا يقل عن خمسة عشر مرة، وذلك لأن أهل
كورنثوس بدأوا يعتمدون على حكمتهم الخاصة التي دفعت إلى موجات متكرّرة من
الانقسام.

[106] أم ٢٧ : ٢.

[107] أي ٤ : ٦
– ٨؛ ١٥ : ١٥؛ ٤ : ٩ – ٥؛
٥ : ٥.

[108] أي الأسقف، إذ كان الأسقف هو الذي يقدم الأفخارستيا، يشترك
معه الكهنة والشمامسة والشعب ويمكنه أن ينتدب كاهنًا يقدم الذبيحة بدون الأسقف
((راجع المسيح في سرّ الأفخارستيا ص ٥٤٨،
٥٤٩) وتعتبر أول إشارة عن قيام الكاهن بتقديم الذبيحة بدون
الأسقف جاءت في القرن الثالث أثناء اضطهاد داكيوس بقرطاجنة: (
St. Cyprian Epsitle 5 : 2)، وقد عرف في القرن الثاني أن اكهنة كانوا يضعون أيديهم مع الأسقف
على القرابين بعد تقدمة الحمل والتقديس (
Fr. Dix: The shape of the Liturgy, p 34, AP. Trad. 24 :2 ).

[109] الشمامسة.

[110] يعتبر هذا النص أقدم عبارة تكشف مفهوم الكنيسة من القرن
الأول عن الليتورچيات أنها شركة عبادة للكنيسة كلها، وليست عملاً خاصًا بالكهنة،
فلا يقف الشعب سلبيًا أو مستمعًا بل يشترك… لأنها تقدمته، عنه، ولأجله. وقد عالج
كتاب “المسيح في سرّ الأفخارستيا” هذا الموضوع في أكثر من موضع.

[111] راجع الترجمة السبعينيّة جاءت أساقفتهم (أبوسكوبس) وهي تعني
أيضًا نظارًا أو مراقبين
Oversees.

[112] “دياكون” تعني “خادم”.

[115] جاءت في المخطوطات S “كما ختم
الأبواب” وقد قبل
Lightfoot هذا، لكن المخطوطات A و C
واللذان تثبثا بالنص اللاتيني جاءا “كما ختم العصي” ختم العصي والفاتيح
لم يرد في الكتاب المقدّس.

[116] عد ١٧.

[117] غير موجود بالكتاب المقدّس.

[118] مز١٧: ٢٦-٢٧.

[119] راجع مت٢٦: ٢٤؛ ١٨:
٦؛ مز٩: ٤٢؛ لو١٧: ٢.

[120] بسلوك مسيحي.

[121] مز١١٨ : ١٩-٢٠.

[122] “في المسيح” أو “المسيحيّة”

[123] ١بط ٤ : ٨؛ أم ١٠
: ٢.

[124] إش ٢٦ : ٢٠.

[125] مز ٢١ : ١، ٢.

[126] عد ١٦ : ٣٣؛ مز
٤٩ : ١٤.

[127] خر ١٥.

[128] مز ٦٩ : ٣١ –
٣٣.

[129] مز ٥٠ : ١٤،
١٥؛ ٥١ : ١٧.

[130] تث ٩ : ١٢.

[131] تث ٩ : ١٣، ١٤.

[132] خر ٣٣ : ٣١،
٣٢.

[133] مز ٢٤ : ١.

[134] جاء عن Cordus
ملك أثينا الذي إشير إليه بأن أثينا لن تسقط إن مات ملكها على يد أحد الغزاة،
فتنكر ودخل ودخل معسكر العدو وأثار معركة معهم أدت إلى قتله على يدهم.
Cf.Circero. Guse 1 – 116.

[135] لم يُسجل لنا التاريخ شيئًا عن هذا الكرم بين الوثنيين، لكن
ربّما قصد أن يورد أمثلة من المسيحيّين إذ قال “بينكم”، وقد حدث هذا مع
بطرس أحد شرفاء الإسكندرية الذي باع نفسه عبدًا ودفع الثمن للمحتاجين (راجع قصة
العبد الناسك).

[136] يهوديت ٨.

[137] استير ٧.

[138] مز ١١٨ : ١٨.

[139] عب ١٢ : ٦.

[140] مز ١٤١ : ٥.

[141] أي ٥ : ١٧ – ٢٦.

[142] إلى هنا يقف المخطوط A
(ورقة ١٦٨ مفقودة). بعد سنة ١٨٧٥ عند
إكتشار مخطوط
C ظهرت بقية الرسالة. Gress:
The Epistle of
St. Clement, P 70..

[143] أم ١ : ٢٣ – ٣٣.

[144] النص اللاتيني “النصيحة التي نكتبها إليكم
بالروح القدس”

[145] عن النص اللاتيني كفقرة جديدة وليس تكملة
للعبارة السابقة.

[146] مز ١١٩ :
١٣٣؛ تث ١٣ : ١٨.

[147] مز ٦٧ : ١.

[148] خر ٦ : ١.

[149] قلاديوس وفاليروس ربنا كانا على إتصال بالبيت الملكي كأحرار
(في ٤ : ٢٢)، أمّا فرتوناتوس فشاب في بيت اسطفانوس بكورنثوس
(١كو ١٦ : ١٧).
Cf.Schaff, vol 2, P 641. Gregg, P76.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى