علم

فصل (21) ناموس الأعمال وناموس الإيمان



فصل (21) ناموس الأعمال وناموس الإيمان

فصل
(21) ناموس الأعمال وناموس الإيمان

 ناموس
الأفعال إذاً الذي هو ناموس الأعمال الذي لا يحرم هذا الافتخار، وناموس الإيمان
الذي يحرمه يختلف كل منهما عن الآخر. وهذا الاختلاف هو ما يستحق اهتمامنا في
التأمل إذا استطعنا أن نلاحظ وندركه.

 

 وبالحقيقة
يمكن لإنسان أن يقول دون تروٍ أن ناموس الأعمال هو في الديانة اليهودية وناموس
الإيمان هو في الديانة المسيحية. نظرا إلى أن الختان والأعمال الأخرى التي يأمر
بها الناموس هي بالضبط تلك الأعمال التي لم تعد المسيحية محتفظة بها ولكن هناك
مغالطة في هذا الاختلاف العظمة التي حاولت أحيانا كشفها لمثل الحاذقين في تقدير
قيمة الاختلافات خاصة لك ولمن مثلك لعلي وفقت في جهدي لأنه مع ذلك فإن الموضوع من
أهم الموضوعات من أهم الموضوعات- وسوف لا يكون غير مناسب لو بغرض توضيحه ترددنا
أمام براهين عديدة تقابل فكرنا مرات كثيرة.

 

 والآن
يقول الرسول أن هذا الناموس الذي “لا يتبرر أمامه أي إنسان” (رو 3: 20)
“دخل لكي تكثر الخطية” (رو5: 20) ومع ذلك لكي ينقذه من طعنات الجاهل
واتهامات الملحد دافع عن هذا الناموس عينه بكلمات كالآتية: “فماذا نقول هل
الناموس خطية. حاشا بل لم أعرف الخطية إلا بالناموس فإنني لم أعرف الشهوة إن لم
يقل الناموس لا تشته ولكن الخطية وهي متخذه فرصه بالوصية أنشأت في كل شهوة لأن
بدون الناموس الخطية ميته” (رو7: 7، 8) ويقول أيضا: “إذاً الناموس مقدس
والوصية مقدسة وعادلة وصالحه فهل صار لي الصالح موتا. حاشا. بل الخطية لكي تظهر
خطية منشئه لي بالصالح موتا لكي تصير الخطية خاطئة جدا بالوصية” (رو7: 12،
13) وبناءاً على ذلك فيكون نفس الحرف الذي يقتل يقول “لا تشته” وهذا هو
ما تكلم عنه في عبارة أشرت إليها سابقا: لأن بالناموس معرفة الخطية. وأما الآن فقد
ظهر بر الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس والأنبياء بر الله بالإيمان بيسوع
المسيح إلى كلٍ وعلى كل الذين يؤمنون لأنه لا فرق. إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد
الله متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة
بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله. لإظهار
بره في الزمان الحاضر ليكون بارا ويبرر من هو من الإيمان بيسوع” (رو3: 20-26)
ثم أضاف العبارة التي هي الآن موضع تأملنا: “فأين الافتخار قد انتفى. بأي
ناموس أبناموس الأعمال كلا. بل بناموس الإيمان” (رو3: 27) ولذلك فهو نفس
نِاموس الأعمال ذاته الذي يقول: “لا تشته” لأنه بهذا تأتي معرفة الخطية
والآن إنني أريد أن أعرف لو تجرأ أي إنسان أن يخبرني هل ناموس الإيمان لم يقل لنا
“لا تشته”؟ لأنه لم يقل لنا كذلك فماذا يكون هناك السبب الذي يجعلنا نحن
الذين نخضع له لا نخطيء في أمان وبسماح؟

 

 وبالحقيقة
هذا هو بالضبط ما فهمه هؤلاء الناس من قصد الرسول الذي كتب لذلك: “أما كما
يفترض علينا وكما يزعم قوم أننا نفعل السيئات لكي تأتي الخيرات الذين دينونتهم
عادلة” (رو3: 8) وبعكس ذلك لو قيل لنا “لا تشته” (كذلك مثل ما تبين
وتحث عبارات عديدة في الأناجيل والرسائل) ثم لماذا لم يدع هذا الناموس أيضا ناموس
الأعمال؟ إذ أنه بدون أي وسيلة تتبع ذلك لأنه لا يبق على “أعمال”
الأسرار المقدسة الجليلة العظيمة كذلك الختان والشعائر الأخرى… لذلك فهو ليس له
أعمال في أسراره المقدسة التي تطبق على الوقت الحاضر إلا إذا كان بالفعل السؤال عن
الأعمال المقدسة عند ذكر الناموس. بالضبط لأنه به معرفة الخطية ولذلك لا يتبرر به
أحد لكي لا يكون ذلك التفاخر محرما بواسطته. ولكن بواسطة ناموس الإيمان الذي يحيا
به الإنسان البار ولكن هل لا يكون به أيضا معرفة الخطية حتى عندما يقول “لا
تشته”؟

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى