كتب

الملائكة يرافقون نفس ابراهيم



الملائكة يرافقون نفس ابراهيم

الملائكة
يرافقون نفس ابراهيم

20
(1) حينئذ قال ابراهيم: “أرجوك أن تعلمني إن كان من موت غير منتظر”. (2)
فاجاب الملاك: “آمين، آمين. أقول لك بحقّ كلمة الله: هناك 72 ميتة. ولكن هناك
ميتة واحدة عادلة تأتي في الوقت المحدّد. كثير من الناس يموتون ويُوضعون في القبر قبل
الساعة. (3) ها أنا أعلمتك كل ما سألتني. والآن، يا ابراهيم البار جداً، عندي
أيضاً شيء أقوله لك”. -“وما هو”؟- “تخلّ عن كل إرادة واتبعني
بحسب ما أمرني إله كل شيء”. (4) فقال ابراهيم للموت: “ابتعد أيضاً عني
قليلاً لكي أرتاح على سريري، لأني أحسّ بيأس عظيم. (5) فمنذ رأيتك بعينيّ، تركتْني
قوّتي وبدتْ كل أعضاء جسدي ثقيلة كالرصاص، وصارت روحي في ضيق عظيم جداً. إبتعد عني
لحظات قليلة: لا أطيق أن أرى منظرك”. عندئذ رشح من عينيه سائل يشبه جلطة دم،
(6) فجاء اسحاق وارتمى على صدر أبيه ابراهيم باكياً. وجاءت سارة امرأته أيضاً
وقبّلت قدميه وهي تبكي بكاء مراً. (7) واقترب جميع عبيده وأخذوا يبكون بكاء مراً.
فأحسّ ابراهيم باللامبالاة تجاه الموت. (8) فقال له (الموت): “تعال وقبِّل
يميني، فيأتي إليك الفرح والحياة والقوّة”. (9) ضلّل الموتُ ابراهيم، فقبّل
له يده، وفي الحال ظلّت نفسه معلّقة بيد الموت. (10) وفي الوقت نفسه جاء ميخائيل
رئيس الملائكة مع جمهور الملائكة فوضعوا بأيديهم نفسه الجليلة في كتّان رقيق نسجته
يد الله. (11) واعتنوا بجسد البار بالطيوب وبعطور الهيّة الرائحة حتى اليوم الثالث
بعد موته. ثم دفنوه في أرض الموعد، عند سنديانة ممرا. (12) وصعد الملائكة إلى
السماء يرافقون نفسه الجليلة وهم ينشدون مديح التثليث إكراماً لله سيّد كل شيء.
ووضعوه ليسجد أمام الله الآب. (13) وبعد عدد من المدائح والشكر، سُمع صوت الله
الآب: (14) “إحملوا ابراهيم خليلي إلى الفردوس. فهناك خيام أبراري ومساكن
قدّيسيّ، اسحاق ويعقوب في صلب هذا الرجل. هناك لا تعب ولا حزن ولا تأوّه، بل سلام
وبهجة وحياة دائمة”.

(15)
وهكذا نحن أيضاً، يا إخوتي الاحبّاء، لنعمل على الاقتداء بضيافة أبي الآباء
ابراهيم. ولنأخذ بطريقة حياته الفاضلة لنستحقّ الحياة الابدية ممجّدين الآب والابن
والروح القدس. الآن ودائماً وإلى دهور الدهور. آمين.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى