كتب

19 (1) وذهب إلى فراشه ونام



19 (1) وذهب إلى فراشه ونام

19 (1) وذهب إلى فراشه
ونام. فجاء إليه الموت أيضاً ووقف أمامه. (2) فقال له ابراهيم: “أخرج من
بيتي! أريد أن ارتاح. لقد استسلم روحي لليأس”. (3) فأجاب الموت: “لن
انسحب من بيتك قبل أن آخذ نفسك”. (4) فأجاب ابراهيم بنظرة قاسية ووجه مغضب: “من
أمرك بأن تقول هذا؟ أمن عندك تتلفّظ بهذا الكلام لتفتخر؟ ولكني لن أتبعك حتى يأتي
رئيس القوّاد ميخائيل. عندئذ انطلق معه. (5) ولكن عندي أيضاً كلمة: إذا كنتَ حقاً
تطلب مني أن أتبعك، فاشرح لي كل تحوّلاتك ورؤوس التنانين الشريرة السبع. ما هو وجه
الهوّة؟ وأيّه السيف القاطع؟ وأيّه النهر بعجيجه العظيم، وأيّه البحر الموحل، الذي
يحرّك أمواجه بوحشيّة؟ (6) إشرح لي أيضاً الرعد الذي لا يطاق، والبرق المرعب.
ولماذا الكؤوس النتنة المليئة بالسموم؟ إشرح لي كل هذا”! (7) فقال الموت:
“اسمع أيها البار ابراهيم. أنا أدمِّر العالم خلال سبعة دهور. أنزل الجميعَ
إلى الجحيم: الملوك والرؤساء، الاغنياء والفقراء، العبيد والأحرار. لهذا أريتك
سبعة رؤوس التنانين. (8) وأريتك وجه النار، لأن كثيرين يهلكون بنار تحرقهم، ويرون
الموت بوجه ناريّ. (9) وأريتك وجه الهوّة لأن كثيرين يُعدَمون ويموتون حين يسقطون
من أعالي الشجر أو الهوّة: هم يرون الموت بشكل هوّة. (10) وأريتك وجه السيف، لأن
كثيرين يُضربون بالسيف في الحرب، فيرون الموت مسلّحاً بسيف. (11) وأريتك وجه النهر
العظيم الهائج، لأن كثيرين تجرفهم كثرة مياهه الفائضة، وتختطفهم الأنهار الكبيرة
جداً فيختنقون ويموتون حين يرون الموت قبل ساعته. (12) وأريتك وجه البحر يرفع
أمواجه بغضب لأن الكثيرين ينقلبون في البحر بسبب النوّ القويّ فيغرقون. هم ينحدرون
إلى أعماق المياه فيرون الموت مثل بحر. (13) وأريتك الرعد الذي لا يطاق والبرق
الهائل، لأنه في ساعة غضب التنانين والافاعي والمقرّنات والصلّ، يفاجئ عدداً من
الناس الرعدُ الذي لا يُطاق والبرق الهائل. يُخطفون فيرون الموت هكذا. (14) وأريتك
الحيوانات السامة، الصل والمقرَّنة والنمر والاسد والشبل والدبّ والأفعى. أجل،
أريتك جميع الوحوش، يا ابراهيم البار جداً، لأن كثيراً من الناس يموتون عن يد
الوحوش. (15) وهناك آخرون يُزيلهم الصلّ. وآخرون أيضاً تجعلهم الأفعى يموتون
ويخسرون الحياة، أو الحيّات السامّة. (16) وأريتك أيضاً كؤوساً نتنة مليئة
بالسموم، لأن عدداً من الناس يزولون فجأة وبشكل غير متوقّع، لأن آخرين سقوهم
السمّ”.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى