كتب

النار والميزان



النار والميزان

النار
والميزان

12
(1) وإذ كان يكلّمنا أيضاً، ظهر ملاكان في مظهر مشتعل وعواطف لا شفقة فيها ونظر لا
رحمة فيه. كانا يقودان ربوات النفوس، يضربانها بلا شفقة بأسواط من نار. (2) فأخذ
الملاك نفساً في يده. ثم قاد (النفوس) كلها بالباب الواسع، إلى الهلاك. (3) تبعنا
الملاكين، نحن أيضاً، وولجنا الداخل عبر الباب الواسع. (4) كان بين البابين عرش
مرعب في شكل بلّور يتّقد كالنار. (5) وعلى هذا العرش جلس رجل مدهش، مشعّ كالشمس،
يشبه ابن إله. (6) أمامه طاولة، كلها من ذهب، تشبه البلّور. (7) وعلى الطاولة كتاب
سماكته ثلاث أذرع وعرضه ستّ. (8) عن يمين هذا (الكتاب) ويساره، وقف ملاكان يحملان
درْجاً وحبراً وقصبة. (9) وجلس ملاك منير أمام الطاولة وأمسك بيده ميزانا. (10)
وجلس عن يساره ملاك من نار لا شفقة لديه ولا رحمة، وكان في يده بوق تخرج منه نار
ملتهمة لامتحان الخاطئين. (11) فدان الرجلُ اللاعادي والجالس على العرش، النفوسَ
وأعلن الحكم. (12) وكتب الملاكان اللذان كانا عن اليمين وعن اليسار. فالذي عن
اليمين دوّن أعمال الابرار. والذي عن اليسار الخطايا. (13) وتجاه الطاولة، وقف
حامل الميزان يزن النفوس. (14) وكان الملاك المتقد الذي يمسك النار يضع نفوس البشر
في محنة النار. (15) فسأل ابراهيم رئيس القوّاد: “ما هذا المشهد الذي
نراه”؟ فأجاب رئيس القوّاد: “ما تراه، يا ابراهيم القدّيس، هو الدينونة
والمجازاة”. (16) وإذا الملاك الذي حمل النفس بيده قد وضعها أمام الديّان.
(17) فقال الديّان لأحد الملائكة الذين يعاونونه: “إفتح لي هذا الكتاب، وابحث
لي عن خطايا هذه النفس”. (18) ففتح الكتاب، فوجد أن خطاياها ومبراتها تتساوى.
فلم يسلّمها إلى الجلاّدين، ولم يجعلها مع الخالصين، بل جعلها في الوسط.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى