كتب

غمام النور



غمام النور

غمام
النور

9
(1) بعد أن سمع رئيس القوّاد تحريضات العليّ، نزل إلى ابراهيم. وحين رآه البار،
سقط بوجهه على الأرض كالميت. (2) فقال له رئيس القوّاد كل ما سمعه لدى العليّ.
فانتصب ابراهيم القديس البار باكياً، ثم سجد لدى قدمي اللاجسدي، وتوسّل إليه
قائلاً: (3) “ارجوك يا رئيس قوّات العلي، بما أنك اعتبرتني أهلاً لأن تأتي
إليّ كل يوم، أنا المتوسّل إليك الخاطئ وغير المستحق، فأتوسّل إليك بأن تؤدّي لي
خدمة أخرى لدى العليّ. تقول له: (4) “هذا ما يقول ابراهيم: يا ربّ، يا ربّ،
ما طلبتُه منك بالقول والفعل عملتَه. عطاياك غمرتْ قلبي. كلَّ رغباتي استجبتَها.
(5) فالآن يا رب أنا لا أقاوم قدرتك لأني أعرف أنا أيضاً أني لست بخالد، بل مائت.
فبما أن الجميع يخضع لأمرك، يرتعش ويرتجف أمام قدرتك، فأنا أيضاً أخاف. ولكن لي
طلبة واحدة أطلبها. (6) فالآن أيها الرب السيّد، إسمع صلاتي: ما زلت في هذا الجسد
أريد أن أرى المسكونة كلها، والخليقة كلها التي نظمتها كلمتُك وحدها، أيها السيّد!
وبعد أن أرى هذا، إن وجب عليّ أن أترك الحياة فلا أكون حزيناً”. (7) فانطلق
رئيس القوّاد مرّة أخرى ووقف أمام الله الخفي، ونقل إليه كل هذا الكلام. “هذا
ما يقول ابراهيم خليلك: “أريد أن أشاهد المسكونة كلها خلال حياتي، قبل أن
أموت”. (8) فلما سمع العليّ هذا، أمر ميخائيل رئيس القوّاد: “خذ غمامة
من نور مع الملائكة الذين يقودون المركبات، واحمل ابراهيم البار على مركبة
الكروبيم وأصعده إلى أثير السماء ليرى المسكونة كلها”.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى