بدع وهرطقات

12- رأي الأدفنتست في الموت



12- رأي الأدفنتست في الموت

12- رأي الأدفنتست في الموت

يكرس
الأدفنتست فصولاً مطولة من كتاباتهم للتأكيد أن الموت حالة عدم شعور، ويقولون أنّ
جميع الناس صالحين وطالحين يمكثون في قبورهم من يوم موتهم حتى يوم القيامة (إقرار
الإيمان فقرة 10) ويبنون هذا الاعتقاد على بعض النصوص الكتابية التي جاء فيها أن
الموتى يرقدون. ولكن هذا الاعتقاد الحرفي يقودهم إلى إهمال قسم من تلك النصوص
وتحوير معنى القسم الآخر، كوعد المسيح للصّ، الذي تاب: «الحَقَّ أَقُولُ لَكَ:
إِنَّكَ اليَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الفِرْدَوْسِ» (الإنجيل بحسب لوقا 23: 43)
وقول الغني في الهاوية: «يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ
ارْحَمْنِي،
وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي،
لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي
اذْكُرْ
أَنَّكَ
اسْتَوْفَيْتَ
خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذالكَ لِعَازَرُ البَلايَا. وَالآنَ هُوَ
يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ. َفَوْقَ هذَا كُلِّهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الذِينَ يُرِيدُونَ العُبُورَ
مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لا يَقْدِرُونَ، وَلا الذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ
إِلَيْنَا» (الإنجيل بجسب لوقا 16: 24-26) ورغبة بولس في الانطلاق ليكون مع المسيح
(فيلبي 1: 23) وصراخ نفوس الشهداء عند العرش قائلين: «حَتَّى مَتَى أَيُّهَا
السَّيِّدُ القُدُّوسُ وَالحَقُّ، لا تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ
السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ» (رؤيا 6: 9-10).

 

الحق
أن الكتاب المقدس لم يقل إن الموت هو حالة عدم شعور أو أن نفوس الموتى ترقد. وإنما
كلمة رقاد التي جاءت فيه تنطبق على الجسد فقط. إذ نقرأ في جامعة 12: 7 «فَيَرْجِعُ
التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ، وَتَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى اللّهِ الذِي
أَعْطَاهَا».

 

ولعل
أخطر ما في هذا الأمر هو تمسك الأدفنتست السبتيين بالقول إن الأشرار يتلاشون، إذ
يقولون إن غير التائبين المعاندين بما فيهم الشيطان أصل الخطية، سيصيرون في
النهاية إلى الهلاك في النار. وسيصبحون كما لو كانوا لم يوجدوا (اعتراف الإيمان
فقرة 12).

 

والغريب
هو أنهم يقولون إن البعض يهلكون في برهة وجيزة، بينما بعض آخر يعذبون أياماً
عديدة، كل واحد بحسب أعماله. أما عذاب الشيطان فسيكون أشد بكثير من عذاب ضحاياه
(مأساة العصور صفحة 713).

 

نقرأ
في رومية 6: 23، أن أجرة الخطية هي موت ونقرأ في حزقيال 18: 20 أن النفس التي تخطئ
هي تموت. ولكن المأسوف له أن الأدفنتست يرتكبون خطأ فظيعاً، وذلك بسبب الخلط بين
الموت والملاشاة. بينما الكتاب المقدس لم يتركنا نقع في ابهام كهذا. قبل المسيح
كنا أمواتاً في الذنوب والخطايا (أفسس 2: 1) ولكن هذا لم يمنعنا من أن نكون أحياء
جسدياً. هكذا أيضاً الموت الجسدي ومن بعده الموت الثاني في بحيرة النيران
والكبريت، لا يضع حداً لوجود الإنسان.

 

الموت
الأبدي هو قبل كل شيء الانفصال عن الله. لذلك يجب أن نقبل مهما كلفنا الأمر الفكرة
القائلة بأن الأشرار الذين لم يتوبوا سيلقون في العذاب الأبدي، ما هو مكتوب في
رؤيا 14: 11)، إن دخان عذابهم سيرتفع إلى أبد الآبدين. وهذه الحقيقة أعلنها يسوع،
حين قال: «فَيَمْضِي هؤُلاءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ
أَبَدِيَّةٍ» (الإنجيل بحسب متى 25: 46).

 

إن
تسلسل آلامهم الأكيدة، لا يصح تقديره بالأزمنة كما قال السبتيون، بل بالشدة. هكذا
قال المسيح: وأما ذلك العبد الذي يعمل إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته،
فيضرب كثيراً (الإنجيل بحسب لوقا 12: 47).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى