بدع وهرطقات

الفصل الثامن



الفصل الثامن

الفصل
الثامن

تلخيص
لمعتقدات السبتيين المخالفة للمسيحية

 

كان
اختراع الطباعة في القرن السادس عشر بواسطة جوتنبرج بركة عظمى أراد بها الله خيراً
لنشر الكتاب المقدس بلغات الدول الأوربية. وهو أول كتاب طبع بعد اختراع الطباعة.
إن النهضة الروحية التي حدثت في القرن السادس عشر كان سببها نشر الكتاب المقدس.
وهو السلاح الوحيد الذي استخدمه مصلحو القرن السادس عشر. إن إحياء النفوس لا يتم
إلا بواسطة الروح القدس وأداته الوحيدة هي كلمة الله (يوحنا 3: 5).

مقالات ذات صلة

 والنهضة
الروحية التي حدثت في القرن التاسع بدأت بنشر الكتاب المقدس بأثمان رخيصة بعد
تكوين “جمعية التوارة البريطانية والأجنبية” سنة 1808 وقد انهض روح الله
رجالاً أفاضل غيورين لنشر الحق الإلهي. فقامت جماعات تنادي بالحق الإنجيلي ومجيء
الرب الثاني، وأفراد عملوا عملاً عظيماً أمثال سبرجن في انجلترا ومودى في أمريكا
والسيروليم بوث مؤسس جيش الخلاص في لندن ويوحنا داربي ووليم كلي. لكن الشيطان الذي
لا يكف عن أن يفسد سبل الله المستقيمة ويقاوم عمل الله (أعمال 13: 10) أقام حركات
مضادة لمقاومة عمل الله الحقيقي فظهرت جماعات هرطوقية في تعليمها أمثال جماعة
“تحضير الأرواح” و”جماعة العلم المسيحي” و”جماعة الفجر
الألفي” والذين دعوا فيما بعد “شهود يهوه” و”جماعة السبتيين
الأدفنتست” وهؤلاء هم موضوع هذا الكتاب وهم يتفقون مع “شهود يهوه”
في أشياء كثيرة.

 كما
سبقت الإشارة، فإن الأداة الوحيدة التي يستخدمها الروح القدس لإحياء النفوس هي
كلمة الله (يوحنا 3: 5) لكن العمل المضاد من جانب الشيطان هو إرسال معلمين كذبة أو
أنبياء كذبة. أن المعلمين الكذبة هم الأنبياء الكذبة (2 بط 2: 1) ينادون ببدع هلاك،
وكثيرون يتبعون تهلكاتهم أن المؤسسين لهذه الطوائف الهرطوقية، مهما اختلفت طوائفهم،
يتفقون جميعاً في هذه الصفة: الادعاء بأنهم حلموا أحلاماً وتلقوا إعلانات من الله
مباشرة ورأوا رؤى. أي يدعون أنهم “أنبياء” وكأنهم يزيدون شيئاً جديداً
على الوحي الإلهي. لكنهم في الحقيقة يزيدون على أنفسهم ضربات العدل الإلهي (رؤيا
22: 18). ومن واقع هذه الظاهرة يستطيع المؤمنون أن يميّزوا روح الضلال لأن الوحي
الإلهي قد اكتمل برُسل وأنبياء العهد الجديد وآخرهم يوحنا كاتب سفر الرؤيا. وبعد
سفر الرؤيا لا يمكن أن يضاف شيء على كلمة الله.

 سبق
أن حذر الرب من هذه الادعاءات وأرجو القارئ أن يقر بعناية هذه الشواهد الكتابية
(تث 13: 1) “إذ قام في وسطك نبي أو حالم حلماً وأعطاك آية أو أعجوبة ولو حدثت
الآية أو الأعجوبة…” وهؤلاء الحالمون يكثرون في أيام الخراب مثل الأيام
التي كان يعيش فيها أرميا النبي الذي يقول بفم الرب “قد سمعت ما قالته
الأنبياء الذين تنبأوا باسمي بالكذب قائلين حلمت حلمت…” (أرميا 23: 25 –
32) ليوهموا السامعين أن احلامهم موحى بها من الله وفي (أرميا 27: 9) يضع الوحي
الحالمين مع العرافين والسحرة.

 وفي
العصر الحديث لو تتبعنا معظم الحركات الشيطانية سنجد أن بدايتها كانت حلماً أو
رؤية أو الادعاء بالحصول على إعلان إلهي ومن مثال ذلك:

(1) المورمون:

 المؤسس
لهم “جوزيف سميث” أدعى سنة 1822 أن ملاكاً يدعى “مورني
Moroni” ظهر له وأمره أن يذهب إلى مكان بالقرب من بالميرا بنيويورك
حيث يجد كتاباً مكتوباً على ألواح من ذهب مكتوبة باللغة المصرية القديمة. هؤلاء
المورمون يعيشون بأعداد كبيرة الآن في مدينة “سولت ليك سيتي” بأمريكا.

(2) أطفال الرب:

 المؤسس
لهذه الحركة “
David berg” يقول أنه في سنة 1969 تلقى نبوة من الله وهو يدعي أنه يتلقى
تعليماً من أرواح أناس ماتوا منذ سنين عديدة.

(3) جماعة الطريق: The way

 المؤسس
لها “فيكتور ويرويل” كان راعياً لكنيسة في ولاية أوهايو أدعى أن الله تكلم
إليه بصوت مسموع سنة 1942 ثم أدعى أنه المفسر الوحيد للإنجيل بالطريقة الصحيحة.
لكنه يعلّم تعليماً هرطوقياً عن الرب يسوع.

(4) جماعة المونيز: The moonies

 المؤسس
يدعى
sun myung moon وُلد في كوريا واعتنقت عائلته المسيحية

سنة
1930 وعمره عشر سنوات ولما كان عمره 16 سنة أدعى أن يسوع المسيح قد ظهر له وأخذ
يحثه على تنفيذ المهمة التي فشل المسيح في إكمالها! وأتباعه يعتبرون تعاليم مون
لها الأفضلية عن الإنجيل وينكرون ألوهية المسيح ويبلغ عددهم الآن حوالي 2 مليون.

 هؤلاء
عينة وأمثالهم كثيرون. وفي نفس الطريق سار السبتيون الأدفنتست إن المؤسس لهم
“وليم ملّر” أدّعى أن المسيح سيأتي ليقيم مُلكه على ارض سنة 1844 مؤسساً
تعليمه على تفسير خاطئ لنبوة دانيال (ص 8: 14) وإذ اتضح عدم صحة هذا التفسير قام
شخص آخر “حيرام أدسون” ادّعى أنه علم بواسطة رؤيا أن تطهير القدس في
السماء وإبرائه من الخطايا المسجلة فيه تم سنة 1844! وقامت “مسز هوايت”
بتأييد هذه العقيدة التي مضمونها إن المسيح لم يكفّر عن الخطايا بموته على الصليب
كما سبق الكلام { الفصل الثاني من هذا الكتاب} وكلما ظهرت عقيدة فاسدة أو بالحري
شيطانية قامت “مسز هوايت” بتأييد هذه العقيدة بعد أن اعتمدها السبتيون
الأدفنتست “رسولة ونبية” تتلقى إعلانات وأحلاماً ورؤى” فكانت
مهمتها النبوية “تجميع هرطقات” واستطاعت أن تُسكت المعارضين من الرجال
وأولهم “وليم ملّر”. أن عقيدة “رقاد النفوس بعد الموت أو حالة عدم
الشعور أو عدم الوعي بعد الموت بالنسبة للمؤمنين وغير المؤمنين” أخذتها عن
شخص يدعى “جورج ستورز” وعقيدة حفظ السبت ناموسياً أخذتها عن سيدة تدعى
“راشيل واكس” فلا تستغرب أيها القارئ أن كنا نقول أن عقائدهم لم يتوصلوا
إليها عن دراسة بل كانت “تجميع هرطقات” وبعد أن اعتنقوها راحوا يفتشون
في الكتاب المقدس علّهم يجدون فيه ولو من بعيد ما يسند دعاويهم.

 أما
الضلالات التي ينادون بها فهي كالآتي:

(1)
أخطر الضلالات هي التي تمسّ مجد الرب يسوع والتي تعتبر تجديفاً على شخصه المبارك
بقولهم “أن المسيح لبس طبيعة بشرية خاطئة مثل كل أبناء آدم وأنه كان عرضة
للهزيمة أمام التجربة” (كتابهم بعنوان “يسوع وانتظار الإنسانية”
صفحة 54 وكذلك كتابهم بعنوان “الكتاب يتكلم” صفحة 197) وكذلك قولهم عن
الرب يسوع أنه هو الملاك ميخائيل رئيس الملائكة.

 وسبق
أن تكلمنا عن شهادة الرسل الثلاثة: بولس وبطرس ويوحنا {الفصل الثاني} أنه لم يعرف
خطية. ولم يفعل خطية. وليس فيه خطية. “القدوس المولود منك يدعى ابن
الله” (لوقا 1: 35). “قدوس بال شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار على
من السموات” (عب 7: 26) لكي يكون أهلاً أن يقدّم ذبيحة بلا عيب على الصليب.
هو الله وإنسان. وعند الكلام عنه كالله فلا يكون ذلك بالانفصال عن ناسوته. وعندما
نتكلم عنه كإنسان فلا يكون ذلك بالانفصال عن لاهوته. فهو في الحق شخص واحد.
طبيعتان متحدتان في شخصه العجيب. وهنا السّر الهائل الذي لا يدركه عقل بشري. سرّ
فوق كل بحث واستقصاء. سرّ يستحيل على انسان أن يسبر غوره أو يدرك عمقه. كما يخبرنا
هو نفسه بفمه الكريم “ليس أحد يعرف الابن (على حقيقته) إلا الآب (وحده)
” مت 11: 27؛ (لوقا 10: 22) وقد شهد له “هذا هو ابن الحبيب الذي به سررت.
له اسمعوا” (متى 17: 5). كما نزل الروح القدس من السماء يوم الخمسين لكي يسكن
في المؤمنين كقوة الشهادة فيهم لتمجيد الرب يسوع كما قال لتلاميذه “ذاك
يمجدني” (يوحنا 16: 14) نعم أن الآب يمجد الابن وكذلك الروح القدس وإن كان
الناس قد أهانوه بسبب اتضاعه ولا يزال يهان من المرتدين أولئك المعلمين الكذبة…
“الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى وهلاكهم لا ينعس” (2 بط 2: 1- 3).

 أن
الذي يجدفون عليه هو القدوس الذي خطية واحدة في نظره لها أكثر شناعة من خطايا
العالم أجمع في نظرنا نحن. “عيناه أطهر من أن تنظرا الشر” (حبقوق 1: 13).
قال لموسى قديماً “لا تقدر أن ترى وجهي. لأن الإنسان لا يراني ويعيش”
(تث 33). كان ذلك مستحيلاً قبل التجسيد. وإيليا عندما سمع الصوت المنخفض الخفيف
لفّ وجهه بالرداء…” (1مل 19: 13) – والملائكة السرافيم يغطون وجوههم
وأرجلهم بأجنحتهم في حضرته (أشعيا 6؛ يوحنا 12: 41) إن مجده الإلهي لم ينقص ذرة
واحدة عندما تنازل لمكي يصير إنساناً. هو الله وإنسان وكان مرموزاً إليه قديماً
بتابوت العهد المصنوع من خشب السنط ومغشى بالذهب النقي. خشب السنط الذي لا يسّوس
رمز ناسوته الذي بلا خطية وغير قابل للخطية، لأنه له المجد لا يستطيع أن يخطئ.
والذهب النقي رمز لاهوته – طبيعتان متحدتان غير ممتزجتين لكن الشخص واحد. هذا
التابوت حدث مّرة أن أُخذ إلى أرض الفلسطينيين في حرب حجر المعونة. لكن الله
ألزمهم بإرجاعه إلى أرض إسرائيل كما نقرأ في (1 صموئيل 6). عند وصول التابوت إلى
مدينة بيتشمس نظر الشعب إلى التابوت. مجرد نظرة بدون أن يلمسوه – فضرب الرب الشعب
ضربة عظيمة “وناح الشعب بسبب هذه الضربة” (1صم 7: 19) مع أن التابوت لم
يكن إلا رمزاً للرب يسوع – ظلاّ للحقيقة.

فإن
كان الرب قد تعامل مع شعبه قديماً هكذا فماذا عساه أن يصنع مع أولئك الذين يفترون
على أمجاده وهو لا يقدر أن ينكر نفسه. نعم، إنه كما أنبأ يهوذا في رسالته
“سوف يعاقب جميع فجارهم… وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة
فجار” (يهوذا ع 15).

(2)
أما الضلالة الثانية فهي إنكار “كما كفارة المسيح التي تمت على الصليب، يقول
بطرس الرسول “الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة (الصليب) (1 بط 2:
24) ويقول يوحنا “… إن ذاك أُظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية” (1
يو 3: 5) – حمل خطايانا ورفع خطايانا في عملية واحدة تمت في ثلاث ساعات أظلمت فيها
الشمس (متى 27: 42- 46) وفي نهايتها قال “قد أكمل” (يو 19: 30). وهذه ه
الكفارة التي يقولون أنها تمت سنة 1844 – أي لم تتم على الصليب {كتابهم مأساة
العصور صفحة 364 وصفحة 413}.

(3)
الضلالة الثالثة: الادعاء بأن خطايا المؤمنين سوف يضعها المسيح في النهاية على
الشيطان {كتابهم مأساة العصور صفحة 713} وهذه ضلالة مزدوجة تتضمن أن المسيح لم
يرفع خطايا المؤمنين بكفارته على الصليب. كما تتضمن أن الشيطان في النهاية سوف
يكون “تيس عزازيل” مع أن “تيس عزازيل” الذي يقولون عنه أنه
يمثل الشيطان كان ذبيحة خطية (لاويين 16: 25) – وذبيحة الخطية ذبيحة مقدسة صفتها
“بلا عيب” إذ هي رمز للرب يسوع – فهل الشيطان في النهاية سيكون ذبيحة
الخطية؟ (راجع الفصل الثالث).

(4)
بدعة “رقاد النفوس” بالنسبة للذين يموتون سواء كانوا أبراراً ام أشراراً
مع أن الرب يسوع بنفسه أوضح ذلك بكل وضوح أن الرقاد هو بالنسبة للجسد فقط – وكلمة
رقاد تقال عن أجساد المؤمنين – وذلك بصفة وقتية – لقد قال له المجد للمؤمنين
“لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها…”
(مت 10: 28) لأن النفس إما أن تذهب للفردوس وذلك بالنسبة للأبرار. وإما أن تذهب
لهاوية العذاب وذلك بالنسبة للأشرار وهذا شيء واضح جداً في كلمة اله ولكن الأشياء
الواضحة في كلمة الله يتحاشونها مثل قصة الغنى ولعازر (لوقا 16) والسبب أنها تكذّب
ادعاءاتهم برقاد النفس في هذه يذكر لنا الرب أن الغني مات ودفن (جسده) لكنه لم
يرقد أو ينم ففي لحظة دفن الجسد كان مستيقظاً بروحه في هاوية العذاب: كان يشعر
بالآلام وينادي ويترجّى ابراهيم أن يرسل لعازر لأخوته. إذ له خمسة أخوة على الأرض
في الإمكان أم يكرز لهم حتى لا يذهبوا إلى موضع العذاب. نعم كان في إمكانه بروحه
أن يسمع وفي إمكانه أن يتذكر (لوقا 16: 23 – 25) لقد كان في تمام اليقظة وكان
لعازر يتعزّى وهو يتعذّب!يقولون أن القصة رمز وإذا تمشينا معهم ألا تدل الرموز على
حقائق ويجب أن تتجاوب الحقيقة مع الرمز وإلا كان ذلك نقصاً في لوحي وحاشا أن ننسب
النقص إلى ذاك الذي هو منزّه عن الكذب (تي 1: 2) (راجع الفصل السادس). ومن الأقوال
الواضحة قول الرب له المجد عن الله “ليس هو غله أموات بل إله أحياء لأن
الجميع عنده أحياء” (لوقا 20: 38) وقوله للص المعلّق على الصليب بجواره
“الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس” لوقا 23: 43 وظهور موسى
وإيليا على جبل التجلي “اللذان ظهرا بمجد وتكلما معه عن خروجه…” (لوقا
9: 30، 31) ورغبة بولس أن ينطلق ليكون مع المسيح” (فيلبي 1: 23).

(5)
بدعة “ملاشاة الأشرار” ولا يوجد شيء مثل ذلك في كلمة الله. إذ أن كلمة
الله تشهد “الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى
حياة بل يمكث عليه غضب الله” (يو 3: 36) وكلمة “يمكث” أي يبقى
ويستمر. إن الله بطيء الغضب ولا يسر بإجراء الدينونة – لأن الدينونة هي “عمله
الغريب” (إش 28: 21) إنه يجرى الدينونة بعد أن يتأنى طويلاً ويجريها لأجل
اعتبارات برّه (عدله) لأن قداسته تتطلب دينونة الشر ولكنه يسر أن يعلن محبته.

وقد
رأينا محبته مضيئة قوية في الصليب (يوحنا 3: 16) لكن قداسته لا تتساهل مع الشر
لذلك فهو “لم يشفق على ابنه لأنه كان حاملاً لخطايانا…” (رومية 8: 32).

 أنها
دعوى باطلة وخبيثة أن يتحدث أحد عن الله كمن هو من كثرة الرحمة بحيث لا يبعث أحداً
إلى جهنم. أن الرب يسوع يقول عن الأشرار “لأن دورهم لا يموت والنار لا
تطفأ” (مرقس 9: 44) وكلمة “دودهم” تعني ضمائرهم التي ستظل مستيقظة
إلى الأبد. أما النار التي لا تطفأ فنحن لا نعرف نوعيتها ولكنها على أية حال هي
عذاب أبدي ولا يمكن أن تعني ملاشاة كما هو مكتوب “ويصعد دخان عذابهم إلى أبد
الآبدين ولا تكون راحة نهاراً وليلاً” (رؤيا 14: 11). نعم لن يفلت من العقاب
شخص واحد وأولهم المروجون للأفكار الخبيثة.

(6)
المطالبة بحفظ الناموس إذ يقولون “بدون حفظ الناموس لا يستفيد الإنسان
شيئاً” {كتاب مصير العالم صفحة 195} وفي ذلك أحياء للضلالة التي ظهرت أيام
الرسل ومفادها “وضع الأمم تحت الناموس” وقد فصل في هذه الضلالة في مجمع
أورشليم (أعمال ص 15). لكنهم بذلك يقعون تحت لعنة الناموس الذي يعلن كل الذين
يلجأون إليه للتبرير رافضين برّ الله كما قال الرسول “قد تبطلّتم عن المسيح
أيها الذين تتبررون بالناموس…” (غلاطية 5: 4)… “لأنه إن كان
بالناموس سرّ فالمسيح إذاً مات بلا سبب” (غلاطية 2: 29) الناموس لا يكتفي
بطاعة جزئية. يطالب بحفظ الكل ولم يوجد إنسان استطاع أن يحفظ الناموس. لذا الذين
يضعون أنفسهم تحت الناموس هم تحت لعنته.

(7)
بدعة حفظ الشبت: ليس المقصود منها حفظ الناموس فقط لكن الشيطان يقصد من ذلك ما هو
أكثر خطورة – في المسيحية لا يوجد حفظ أيام وأوقات وسنين كما قال الرسول للغلاطيين
“اتحفظون أياماً وشهوراً وأوقات وسنين. أخاف عليكم أن أكون قد تعبت فيكم
عبثاً”. والمسيحيون لا يحفظون الأحد ناموسياً ولم يستبدلوا السبت بالأحد كما
يدعون. ولكنهم يمارسون عشاء الرب يوم الأحد أي اليوم الأول من الأسبوع كما ترتب
منذ أيام الرسل {أعمال 20: 7} إذ القصد الإلهي أن يذكر المؤمنون موت الرب وقيامته
ومجيئه لأن المسيح قام من بين الأموات يوم الأحد. فكأن السبتيين لا يذكرون المسيح
مقاماً من الأموات ولكنهم يذكرونه مدفوناً في القبر في يوم السبت “وإن لم يكن
المسيح قد قام فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم” (1كو 15: 17) – يريد
الشيطان أن يمحو من ذاكرة المؤمنين هذا الشيء العظيم “قيامة المسيح من
الأموات” – هذا الحق الثمين الذي هو سبب بركة وتعزية للمؤمنين في كل العصور.
إن آخر رسالة كتبها بولس وفيها يشدّد تيموثاوس لاحتمال المشقات يقول له
“فاشترك في احتمال المشقات… أُذكر يسوع المسيح المقام من الأموات (يوم
الأحد وليس يوم السبت) من نسل داود بحب إنجيلي الذي فيه احتمل المشقات…” (2
تي 2: 3- 9) فتيموثاوس يتقوى بالنعمة وأيضاً يذكر ربنا يسوع المقام من الأموات
والآن حي إلى أبد الآبدين. إنه يذكّر تيموثاوس بما كان سبب تشجيع له هو شخصياً.

(8)
بدعة تلقي إعلانات من الله ورؤى وأحلام كما ادعت “مسز هوايت” وكما ادعى
“حيرام ادسون” الذي اخترع مسألة الكفارة التي تمت سنة 1844. ومن يدعي
ذلك كأنه يضيف وحياً جديداً على كلمة الله وبذلك يقعون تحت الإنذار الإلهي
“إن كان أحد يزيد على أقوال نبوة هذا الكتاب” (رؤيا 22: 18) أما سبب هذه
الضلالات فإن الناس لا يفتشون الكتب المقدسة ولا حتى يقرأونها (مرقس 12: 24، 27؛
يوحنا 5: 39؛ أعمال 17: 11) مما أعطى الشيطان مجالاً لكي يصول ويجول نافثاً سمومه.

 هذا
ما قد وصل إلى علمي من ضلالاتهم، وكلها ضلالات مهلكة. ولا يمكن أن نعتبرها سوء
تفسير لكلمة الله لأن كلمة الله واضحة، بل نعتبرها ضلالات أوحى بها الشيطان لأجل
هلاك النفوس وأرجو أن يكون هذا الكتاب تنبيهاً للمساكين المخدوعين بينهم.

 وإني
أرى أن هؤلاء السبتيين أشد خطورة من “شهود يهوه” يجاهرون بمعتقداتهم
المضللة ولا يخفونها. أما السبتيين الأدفنتست فإنهم يخفونها، إلا إذا سئلوا عنها،
ويحاولون تلطيفها ولكنها مسجلة في كتبهم، كما أوضحنا المصادر التي أخذنا عنها
معتقداتهم. وإخفاء هذه السموم يجعلها أشد ضراوة من إظهارها. هم في ذلك مثل بعض
أنواع الحيّات السامّة التي تخفي نفسها في الرمل ثم تنقضّ على الفريسة الغافلة.
هذا النوع من الحيات موجود في صحراء مصر الشرقية الجنوبية (يدعى الطريشة) تخفي
نفسها في الرمل ولا يظهر إلا قرناها تنشبهما في الفريسة التعيسة وتنفث سمّها في
العضو الذي تتعلق به ولا برء منها إطلاقاً.

 ومن
الأمور المحزنة التي تكسر قلوب المؤمنين، إن كثيرين خصوصاً من زنوج إفريقيا قد
ارتموا في أحضانهم، نظراً لفقر هؤلاء المساكين إذ يجدون مساعدات مادية من السبتيين
وكذلك مساعدات اجتماعية في المدارس والعلاج الطبي، فكانت هذه المساعدات فخاً
منصوباً لهم. لقد هرب هؤلاء المساكين من الوثنية الإفريقية التي عاشوا فيها قروناً
طويلة ولكنهم وقعوا في قبضتهم التي هي قبضة الشيطان. مثلهم مثل الشخص الذي قال عنه
عاموس النبي “كما إذا هرب إنسان من أمام الأسد فصادفه الدبّ أو دخل البيت
ووضع يده على الحائط فلدغته الحيّة” (عاموس 5: 19).

 وإني
أهيب بجميع المسيحيين، أولاد الله، ولا سيما الذين لهم مركز المسئولية مثل رعاة
الكنائس في جميع الطوائف أن لا يقفوا موقف المتفرج أي الوقوف على الحياد إزاء هذا
الشر الذي يمس بصفة أساسية مجد الرب يسوع المسيح يجب أن يحذّروا. في هذا الأمر لا
يوجد حياد. يجب أن نقف بجوار الرب، متذكرين قوله الكريم “من ليس معي فهو
علىّ” (متى12: 30) يجب على كل الكارزين باسم الرب أن ينبهوا الغافلين أي
المخدوعين بينهم قائلين لكل واحد ممن خدعوا بضلالاتهم “أهرب لحياتك”
(تكوين 19: 17).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى