بدع وهرطقات

الفصل السابع



الفصل السابع

الفصل السابع

القصاص الأبدي والادعاء بملاشاة الأشرار

 

 رأينا أن تعليم الرب يسوع فيما
يختص بالنفس أنها لا تموت والذي يموت هو الجسد (وذلك وقتياً) إذ قال له المجد
“لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وأما النفس فلا يقدرون أن يقتلوها”
(مت 10: 28). وفي قصة الغنى ولعازر (لوقا 16)، أن الغني مات ودفن جسده لكنه رفع
عينيه وهو في هاوية العذاب ورأى ابراهيم من بعيد ولعازر في حضنه، لكن لنسمع ما
تقوله “مسز هوايت” نبية السبتيين في كتابها (المعركة الفاصلة صفحة 22)
تقول:

 (بعد أن أسقط الشيطان آدم أمر
ملائكته أن يضعوا في نفوس الناس الاعتقاد بخلود النفس، حتى إذا ما صدقوا هذا الأمر
انقادوا إلى الاعتقاد بأن الخطاة سيخلدون في العذاب إلى أبد الآبدين؛ وهكذا يصورون
الله بصورة الظالم المنتقم الذي يطرح الأثيم في نار جهنم ويصب عليه جام غضبه
المتقد، وفيما يتمرغ الأثيم في هذا العذاب الأليم ترتاح نفس الله وترضى). ثم تقول
أيضاً (أن التعليم القائل بعذاب الشرار بنار وكبريت عقابا لهم على خطاياهم إلى أبد
الآبدين هو تعليم تأنفه نفس كل من يحس بالرحمة والمحبة، بل يناقض تعليم الكتاب
المقدس)!!

 فهل نصغي لأقوال الله الموحى بها
أم تصغي إلى امرأة تدعم أقوالها بحجة عاطفية وكأنها هي أكثر إشفاقاً على الناس من
الله. وكأن هناك تعارضاً بين محبة الله والعذاب الأبدي. وفي جرأة شديدة تجلس في
منصة الحكم وتصدر حكماً ضد الله: أنه إما أن يعفو عن الناس المذنبين الذين
استهانوا بالخلاص المقدم لهم، ويتغاضى عن قداسته وإما أن يكون الله ظالماً!!
وكأنها توصلت للحل الأمثل وهو ملاشاة الشرار! لكن حاشا لله تعالى أن يظلم أحداً
وهو المكتوب عنه “العدل والحق قاعدة كرسيه، الرحمة والأمانة تتقدمان أما
وجهه” (مزمور 89: 14).

 هل أمور الله وأمجاده وقداسته التي
لا حد لها، وأحكام بره، وكذلك المصائر الأبدية للبشر هل تحكم فيه امرأة تدعى أنها
رؤيا وحلمت أحلاماً وتلقت إعلاناً؟ ومن أين عرفت أن الشيطان أمر ملائكته أن يضعوا
في نفوس الناس الاعتقاد بخلود النفس؟ من الذي أخبرنا بذلك؟ هل خلود النفس عقيدة
شيطانية أم هو الحق الإلهي الذي يعلنه الله في كلمته؟ لكن ماذا يقول الرب للذين
يقبلون الأوضاع؟ أنه يقول لهم “ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً،
الجاعلين الظلام نوراً، والنور ظلاماً – الجاعلين المر حلواً والحلو مرّاً – ويل
للحكماء في أعين أنفسهم والفهماء عند ذواتهم” (أشعياء 5: 20، 21).

 أن الله لا يتصرف بطريقة استبدادية
في معاقبة الأشرار ذلك أنهم يستهينون بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالمين أن
لطف الله إنما يقتادهم للتوبة ولكن من أجل قساوتهم وقلبهم غير التائب يذخرون
لأنفسهم غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة” (رومية 2: 3 – 6).

 إنها دعوى باطلة وخبيثة أن نتحدث
عن الله كمن هو من كثرة الرحمة لا يبعث أحداً إلى هاوية العذاب. ذلك أن الناس لا
يرحمون أنفسهم، هم الملومون عن القضاء الذي يحيق بهم. ومما يضاعف الأمر هذه
الحقيقة الملموسة وهي أن محبة الله المطلقة قد هيأت علاجاً “بلا مقابل”
رفضه الكثيرون. إن السم الذي يقتل الإنسان يأتيه من داخله.

 أن آية واحدة من أقوال الله تكفي
لدحض أكاذيبهم وادعاءاتهم أنهم يقولون أن الذي يموت في خطاياه مصيره الفناء أو
الملاشاة لكن مكتوب في (يوحنا 3: 36) “الذي يؤمن بالابن فله حياة أبدية.
والذي لا يؤمن بالابن فلن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله – وكلمة يمكث معناها
يبقى ونفس الكلمة اليونانية وردت أيضاً في (يو 4: 40) “سألوه أن يمكث عندهم
فمكث هناك يومين”. وطبقاً لشهادة الكتاب المقدس أن غير المؤمن “لن يرى
حياة” ولا يمكن أن يتلاشى لأن أقوال الله الصادقة تشهد أنه “يمكث عليه
غضب الله” فهل نصدق الله أم نصدق المعلمين الكذبة؟ الذين يعطون اطمئناناً
كاذباً لأتباعهم أنهم أن لم يخلصوا فعلى أسوأ الفروض أنهم يتلاشون. لكن كلا!
“إن أعمى يقود أعمى كلاهما يسقطان في حفرة”. هم وأتباعهم سوف يسقطون في
الحفرة الأبدية. وكلمة “أبدية” تنطبق على الحياة الأبدية أي السعادة
الدائمة، وتنطبق على الموت الأبدي أي الشقاء الدائم. كما قيل في (رؤيا 14: 11)
“ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين”.

 إن الحياة الأبدية قد أنيرت فقط في
العهد الجديد إذ قيل عن المسيح أنه “أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة
الإنجيل” (2 تي 1: 10). لكن العهد القديم لا يتكلم عن الأمور الأبدية، سواء
كانت الحياة الأبدية أو الموت الأبدي – وقد وردت “حياة للأبد” في العهد
القديم مرتين، المرة الأولى في (مزمور 133: 3) والمرة الثانية في (دانيال 12: 2)
ويقصد بها الحيلة السعيدة في الملك الألفي وذلك للتائبين الراجعين للرب من الشعب
اليهودي في آخر الأيام – أما الحياة الأبدية التي يتمتع بها المؤمنون ويمتلكونها
امتلاكاً حاضراً الآن فهذه تكلمنا عنها في نهاية الفصل السادس.

 في (دانيال 12: 1) يتكلم عن ضيق
عظيم لم يكن منذ كانت أمّة إلى ذلك الوقت. ضيقة سوف تحدث لشعب دانيال (اليهود) في
المستقبل – وهذه الضيقة العظيمة أنبأ عنها إرميا النبي (ص 30: 7) ويسميها
“ضيقة يعقوب” كما أنبأ أيضاً الرب يسوع في (متى 24: 21) كما تكلم عن
رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي (متى 24: 15) – هذه الضيقة سوف تحدث بعد
اختطاف الكنيسة وقبل مجيء المسيح مستعلناً للعالم كله عندما تراه كل عين، لكي يقيم
ملكوته الألفي على الأرض (متى 24: 30؛ رؤيا 1: 7) وهذه الضيقة تكلم عنها أيضاً سفر
الرؤيا (ص 7: 14).

 يجب أن نقرن هذه الشواهد الكتابية
الأربعة معاً لكي نعرف توقيت حدوث هذه الضيقة – في (دانيال 12: 1، 2) يقول
“في ذلك الوقت ينجي شعبك (اليهود) التائبين الراجعين للرب بعد اختطاف الكنيسة،
كل من يوجد مكتوباً في السفر وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون – ليست
هذه قيامة أجساد لكن المقصود هو إحياء قومي للشعب اليهودي الذي ظل مدفوناً في
التراب متفرقاً بين الأمم لمدة تقرب من 1900 سنة وكأنهم أموات في القبور كما قال
حزقيال النبي عن هذا الإحياء “هكذا قال الرب هاأنذا أفتح قبوركم وأصعدكم من
قبوركم يا شعبي وآتي بكم إلى أرض اسرائيل… وداود عبدي (المسيح ابن داود) يكون
ملكاً عليهم… ” (حزقيال 37: 12، 13 – 28) – قارن أيضاً (هوشع 6: 1، 2) وسبق
الكلام عن رجوع بقية من الشعب اليهودي وتوبتهم عند الكلام عن “أعياد الشهر
السابع” (الفصل الخامس).

 أما عن وقت حدوث هذه الضيقة
العظيمة فسوف يكون في النصف الأخير من الأسبوع السبعين من أسابيع دانيال. نلاحظ أن
الأسبوع التاسع والستين انتهى بصلب المسيح. وبصلب المسيح انتهى تعامل الله مع
اليهود وبدأ يتعامل مع العالم أجمع بالنعمة “اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا
بالإنجيل للخليقة كلها” (مرقس 16: 15) وبعد أن تنتهي فترة انجيل النعمة
باختطاف الكنيسة ويغلق باب النعمة كما قيل في مثل العذارى “وأغلق الباب”
(متى 25: 10) بعد ذلك يتعامل الله مع اليهود مرة ثانية ويبدأ الأسبوع الأخير من
أسابيع دانيال كما سبق الكلام عن معاملات الله مع الأمة الإسرائيلية وكذلك سبق
الكلام عن أسابيع دانيال السبعين عند الكلام على “الكتاب المقدس لا يخلط بين
الأيام والسنين” 0 الفصل الأول. أن الأسبوع الأخير أي السبع سنين الأخيرة
التي تبدأ بعد اختطاف الكنيسة تنقسم إلى قسمين” 2/1 3 سنة + 2/1 3 سنة. النصف
الأول هو مبتدأ الأوجاع (متى 24: 8) والنصف الثاني هو الضيقة العظيمة (متى 24: 21)
وذلك لأن حادثاً عظيماً ورهيباً سوف يحدث في منتصف الأسبوع وهو “استعلان
انسان الخطية” (2 تس 2: 4).

قيامتنا ودينونتنا

 تكلم الرب يسوع (يوحنا ص 5) عن
قيامتين متميزتين الواحدة عن الأخرى “قيامة الحياة” و “قيامة
الدينونة” ومع ذلك ظن كثيرون أنهما قيامة واحدة عامة للقديسين والأشرار بدليل
قوله “تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته…” (ع 28، 29) مع
أن هذه الساعة في حقيقتها ليست حرفية إذ بمقارنتها بالساعة التي قال عنها الرب في
نفس الفصل “تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات (روحياً) صوت ابن الله
والسامعون يحيون (روحياً) (ع 25) يتبين إن الساعة التي فيها لا زال ابن الله يحي
النفوس المائتة روحياً والمعبر عنها بالقول “تأتي ساعة وهي الآن” قد مضى
عليها نحو إلفي عام منذ نطق الرب بهذه الأقوال فليس المقصود إطلاقاً وقتاً زمنياً
محدوداً بل كل ما يقصده الرب هو توكيد الحقيقة العامة وهي أن الجميع سيسمعون صوته
مع الفارق المطلق الكبير بين نوع وطابع القيامتين فيهما سيلبي كل من الفريقين
نداءه.

 مع أننا نفهم من فصول أخرى أن
الأبرار لهم قيامة خاصة بهم فيها تقام الأجساد التي فسدت في القبر وفي نفس الوقت
تتغير أجساد القديسين الأحياء وسبق الكلام عن فصل المؤمنين عن غير المؤمنين هنا
على الأرض وهم على قيد الحياة، وإن مصير الإنسان الأبدي يتقرر هنا على الأرض: فإما
ن يؤمن الإنسان وينتقل من الموت إلى الحياة وإما لا يؤمن فهو يبقى في الموت. قال
الرب يسوع لليهود “لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو (أي المسيح الذي تنتظرونه)
تموتون في خطاياكم” (يوحنا 8: 24). والذي يموت في خطاياه فإن خطاياه سوف
تلازمه وسوف يقام في خطاياه في قيامة الدينونة وسوف يطرح في بحيرة النار في خطاياه
(راجع هذا الموضوع الذي سبق الكلام عنه عند الكلام عن “الوعي أو الشعور بعد
الموت”. في الفصل السادس

 وقيامة الحياة الخاصة بالمؤمنين
يسميها الرب يسوع “قيامة الأبرار” (لوقا 14: 14) وتسمى في (رؤ 20: 5)
“القيامة الأولى” ومبارك ومقدس من له نصيب فيها. وهناك تعبير خاص انفردت
به هذه القيامة وهو “القيامة من الأموات” أو “من بين الأموات”
الأمر الذي جعل التلاميذ يتساءلون ماذا عسى أن يكون هذا القيام من الأموات (مرقس 9:
10) أو “القيامة من وسط الأموات” ”
What rising”
“from among the dead
” أي قيامة أجساد البعض (المؤمنين) دون البعض الآخر (غير
المؤمنين).

 وعن هذه القيامة الخاصة كان يتكلم
الرب في حديث مع الصدوقين حينما قال له المجد “ولكن الذين حسبوا أهلاً للحصول
على ذلك الدهر والقيامة من بين الأموات لا يزوّجون ولا يزوَّجون إذ لا يستطيعون أن
يموتوا أيضاً لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة” (لوقا
20: 34 – 36) فكيف يمكن للناس أن يحسبوا أهلاً للحصول على قيامة عامة يشترك فيها
الجميع بلا استثناء؟ أو كيف يمكن أن يكونوا جميعاً أبناء الله إذ هم جميعاً أبناء
قيامة عامة؟ أن مثل هذا المسخ في المنطق والتفكير لا يليق بأي مسيحي عاقل له في
قلبه احترام لأقوال الرب الواضحة.

 وهناك شاهد آخر في (1كو 15: 23)
إصحاح القيامة عندما يتكلم بولس الرسول عم مراتب القيامة وترتيب أدوارها فيضعها
على الصورة التالية “المسيح باكورة ثم الذين للمسيح (أي المؤمنين به) سيقومون
أولاً” والمؤمنين الأحياء يتغيرون ويخطف الجميع (جميع المؤمنين فقط) لملاقاة
الرب في الهواء – وهذا يتم فبل ظهور المسيح للعالم لأنه “متى أظهر المسيح حياتنا
(الذي هو حياتنا) فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه في المجد”(كولوسي 3: 4).

 عند الاختطاف أي في القيامة الأولى
لا يرى العالم شيئاً. كن حتماً سيشعرون به. لكن العالم سوف ينسى سريعاً هذا الحادث
عندما يرى الشمس تُشرق وتغُرب كالمعتاد خصوصاً وإن الأحياء الذين سيخطفون سيكونون
قليلين لأن قطيع الرب دائماً هو “قطيع صغير” (لوقا 12: 32).

 وأما في سفر الرؤيا (ص 20) فنقرأ
عن “القيامة الأولى” باعتبار أن شهداء الضيقة لهم نصيب فيها – شهداء
مبتدأ الأوجاع الذين نرى نفوسهم في (ص 6: 9) تصرخ لله طالبة الانتقام من الساكنين
على الأرض وقيل لهم أن يستريحوا زماناً يسيراً (ثلاث سنين ونصف) حتى يكمل رفقائهم
العتيدون أن يقتلوا مثلهم (في النصف الثاني من الأسبوع) وبعد أن تكمل سبع سنين
الضيقة يقام هؤلاء وأولئك لأن الله جعل لهم نصيباً في القيامة الأولى وسوف يملكون
مع المسيح نظير قديسي العهد القديم – لمدة ألف سنة – وأما بقية الأموات (وهم جميع
الأشرار بداية من قايين) فلم تعش (لم تقم) حتى تتم الألف سنة” (رؤيا 20: 4 –
6).

 واضح من هذا أنه بعد أن تتم الألف
سنة تقوم بقية الأموات، وهذه هي “قيامة الدينونة” (يوحنا 5: 29) ومن أجل
هذا بالذات ليس للمؤمنين نصيب فيها – أنهم لا يأتون إلى الدينونة إطلاقاً (يوحنا 5:
24)؛ (رومية 8: 1).

 إن الكتاب لا يحدثنا عن قيامة
الأشرار، وهي في الحقيقة لا تستحق أن تدعي قيامة ولكنهم يقامون لكي يدانوا
(يحاكموا) – دينونة عادلة كل واحد بحسب أعماله أي بحسب جسامة شرّه وكذلك بحسب
النور الذي أضاء أمامه كما يتضح من (لوقا 12: 47، 48).

 أما قيامة الأبرار فيتحدث الكتاب
عنها كثيراً، إذ هي ثمر عمل المسيح الفدائي وهي وحدها الموصوفة في (1كو 15) فهي
التي يقال عنها “يقام في مجد” و”يقام في قوة”. “يقام
جسماً روحانياً” وهي صفات لا يمكن أن ينطبق شيء منها على قيامة الأشرار. نعم
“يقام الأموات عديمي فساد” وفي نفس الوقت ونحن الأحياء نتغيّر (كو 15: 52).
أما في (2كو 5: 4) فيقول عن الجسد المائت عندما يتغيّر “يبتلع المائت من
الحياة”.

 أما ما يقوله السبتيون وشهود يهوه
عن فناء الأشرار فهو محض أكاذيب. ويكفي أن يقول لنا الرب ولو في موضوع واحد أن
الذين فعلوا السيئات سيخرجون (من قبورهم) إلى القيامة الدينونة (يوحنا 5: 29). وإن
سيئاتهم التي فعلوها ستأتي بهم إلى الدينونة (المحاكمة). بل إن الموت الذي يقولون
عنه أنه فناء سيكون في ذلك الوقت قد أبطل (أي الموت الأول) أما الموت الثاني فسوف
يبدأ بعد طرح الأشرار في بحيرة النار الذي هو الموت الثاني (رؤيا 20: 14).

 ومع أن الألف سنة بدأت بأناس أبرار
لكن يلد لهم عدد كبير من الذراري طوال الألف سنة التي لا يكون فيها مرض ولا موت
ولكن هذا النسل الذي يولد سيكون عدد كبير منهم غير مولودين ثانية-هذا النسل في
نهاية الألف سنة سيقومون بثورة ضد” المدينة المحبوبة” وذلك بتحريض من
إبليس وهذا هو آخر عمل لابليس-وسوف تنزل نار من السماء وتأكلهم. أما ابليس الذي
كان يضلهم فيطرح في بحيرة النار والكبريت” حيث الوحش والنبي الكذاب”
(اللذين طرحا فبل بداية الألف سنة (رؤيا 19: 20) وسيعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد
الآبدين) (رؤيا 20: 7 – 10). لقد طرح الوحش والنبي الكذاب كما رأينا في بداية
الملك الألفي وهكذا بعد 1000 سنة نراهما لا يزالان يعذبان في بحيرة النار
وسيستمران إلى أبد الآبدين ومن هنا نفهم أن بحيرة النار لا تفني الأشرار أي أن
الموت الأول ليس فناء للأشرار لا بحيرة النار التي هي الموت الثاني وهذا يدحض
أفكار السبتيين وشهود يهوه.

دينونة الأحياء

 لا يوجد موضوع أُسيء فهمه مثل
موضوع “دينونة الأحياء” المذكورة في إنجيل متى (ص 25: 31 – 46) – كثيرون
ظنوا أن هذه الدينونة العامة النهائية لفصل الأبرار عن الأشرار. مع أن المشهد هنا
مشهد أناس طبيعيين أحياء على الأرض سيجدهم المسيح عندما يأتي من السماء بالقوة
ومجد كثير. أي عندما يجيء لكي يقيم ملكوته الألفي على الأرض الملكوت الذي أنبأ عنه
الأنبياء قديماً. يقول متى الرسول “يجتمع أمامه جميع الشعوب (الأحياء على
الأرض) فيميز بعضهم من بعض (ع 32) المشهد هنا ليس في السماء لأنه لا توجد شعوب في
السماء وفي المشهد لا يوجد موتى أقيموا – هذه هي دينونة الأحياء على الأرض – يدين
الأحياء قبل الملك الألفي لتطهير الأرض من الأشرار فلا يبقى لهم أصلاً ولا فرعاً
على الأرض (ملاخي 4: 1) لأن الرب لا يملك على الأرض وبها شرير واحد. بل
“سيكون الرب ملكاً على كل الأرض ويكون الرب وحده واسمه وحده” (زكريا 14:
9) وسوف يدين الأحياء كالملك “فيجيب الملك ويقول لهم…” (متى 25: 40).

 أما دينونة الأموات فسوف تكون في
نهاية الملك الألفي. والرب يسوع هو “المعين من الله دياناً للأحياء
والأموات” (أعمال 10: 42). يدين الأحياء قبل الملك الألفي (متى 25) ويدين
الموات بعد الملك الألفي (رؤ 20) أي الذين ماتوا في خطاياهم منذ بداية التاريخ
البشري وأرواحهم في السجن (أي هاوية العذاب) (1 بط 3: 19؛ لوقا 16: 23) سوف تلبس
أرواحهم أجسادها وهذه هي قيامة الدينونة (يوحنا 5: 29) المذكورة في (رؤيا 20: 11 –
15) والمشهد في دينونة الأموات ليس على الأرض ولا في السماء. إذ سوف تهرب الأرض
والسماء (السماء المخلوقة) ولا يوجد لهما موضع. أن كل هذا ليس موضحاً في (متى 25)
وينبغي الرجوع إلى الفصول الكتابية الأخرى لربطها معاً.

 أما السبب الأساسي لعدم فهم هذا
الموضوع فيرجع إلى أن كثيرين تجاهلوا موضوعاً هاماً أنبأ به أنبياء العهد القديم
وكذلك الرب يسوع وكذلك الروح القدس بواسطة بولس الرسول كما نقرأ في الإصحاحات (9 –
11) من رسالة رومية. وهو موضوع “رجوع اسرائيل إلى أرضه” وخلاص بقية منهم.
بعد اختطاف الكنيسة بعد “أن يدخل ملء الأمم” (رومية 11: 25) أي يكتمل
عدد المؤمنين من الأمم في زمن انجيل النعمة. بعد اختطاف الكنيسة سوف ترجع بقية من
اليهود وينادون بانجيل الملكوت. وليس انجيل النعمة كما في الوقت الحاضر. هذه
البقية القليلة سوف تضطهد من إخوتهم اليهود وهم الأغلبية وسيظهر بينهم النبي
الكذاب وليس هنا مجال الكلام عن ذلك. وأول من أشار إلى ذلك من مفسري الكتاب المقدس
هو “يوحنا داربي” سنة 1830 وكان ذلك مفتاحاً لفهم نبوات العهد القديم
وكذلك النبوة الواردة في رسالة تسالونيكي الثانية (ص 2) وكذلك (متى 24، 25) والحق
الخاص بالقيامة الأولى واختطاف المؤمنين فقط. وأن مجيء الرب له وجهان – مجيئه
للاختطاف وهذا لن يراه العالم. ثم بعد ذلك بسبع سنين (فترة الأسبوع الأخير من
أسابيع دانيال) سيكون مجيء الرب ومعه جميع القديسين الذين سبق أن اختطفوا وسيكون
مجيئه هذا ظاهراً للعالم أجمع.

 الآن لا يتعامل الرب مع اليهود
كأمة ومن يموت منهم يموت في خطاياه بسبب عدم إيمانه بالرب يسوع المسيح. لكن بعد
اختطاف الكنيسة سينتهي تدبير النعمة الحاضر، وسيعود الرب ويتعامل معهم. حتى هذه
اللحظة الرب يدعوهم “لوعمى” أي “لستم شعبي” (هوشع 1: 9) ولكن
سوف يعود الرب ويتعامل معهم من خلف الستار لمدة 7 سنوات هي الأسبوع الأخير من
أسابيع دانيال، يقودهم فيها للتوبة عن جريمة رفضهم وصلبهم لابن الله (رومية 9 –
11).

 أن حوادث الأسبوع الأخير من أسابيع
دانيال مدونة في سفر الرؤيا بداية من (ص 4 إلى ص 19) وإذا فهمنا هذه الحقائق
وترتيب حدوثها فإننا سنجد أن سفر الرؤيا كله مرتب ترتيباً جميلاً بداية من العصر
الرسولي في القرن الأول الميلادي حتى النهاية أي زوال الأرض والسموات المخلوقة
وبداية الأبدية التي لا تنتهي والتي تبدأ بالسماء الجديدة والأرض الجديدة حيث
البحر لا يوجد فيما بعد (رؤيا 21: 1).

 

تلخيص مختصر لسفر الرؤيا

 يقول الرب يسوع في (ص 1: 19)
ليوحنا “فاكتب (1) ما رأيت” و(2) “ما هو كائن” و(3) “ما
هو عتيد أن يكون بعد هذا”.

(1) ما رأيت:

أي ما رآه يوحنا، أي منظر الرب يسوع
كابن الإنسان في وسط السبع المنائر الذهبية – التي هي السبع الكنائس أو الكنيسة في
كل تاريخها على الأرض.

(2) ما هو كائن:

أي رحلة الكنيسة على الأرض، مصورة
في إصحاحي (2، 3) بداية من العصر الرسولي ممثلة في كنيسة أفسس حتى سنة 167م. ثم
ممثلة في كنيسة سميرنا أي عصر الاستشهاد من سنة 167 حتى سنة 313م عندما أمر
الإمبراطور قسطنطين رفع الاضطهاد. ثم كنيسة برغامس عندما أصبحت الكنيسة متحالفة مع
الحكومة. وكان ذلك تمهيداً لظهور ضلالات كثيرة واشهرها بدعة أريوس التي تمس لاهوت
المسيح ومجده كالابن الأزلي – وقد تصدى الأمناء لذلك مثل اثناسيوس الرسولي أسقف
الإسكندرية الشهير في مجمع نيقية.

 ثم كنيسة ثياتيرا التي تمثل العصور
الوسطى المظلمة عندما تسلطت البابوية بعنف (مشبهة بالمرأة ايزابل) – وهذا هو الدور
الرابع من تاريخ الكنيسة النبوي في سفر الرؤيا. ثم كنيسة ساردس التي بعدما أخذت
معرفة الحق الذي نادى به المصلحون أمثال لوثر وزونجلي وكلفن لكنها لم تستفد به
وهذا الدور يمثل البروتستانتية حتى مجيء الرب. ثم كنيسة فيلادلفيا التي تمثل
النهضة المباركة في أوائل القرن التاسع عشر إذ تأسست جمعية التوراة لنشر الكتاب
المقدس بلغات كثيرة وأثمان زهيدة وكذلك نهضة الإرساليات للبلاد الوثنية. وهي
الكنيسة الوحيدة التي يمتدحها الرب وأخيراً كنيسة لاودكية التي لا نجد فيها إلا
الكبرياء والإدعاء وصورة التقوى بدون قوتها وهي التي تمثل الحالة الحاضرة. ومن هنا
نفهم أننا الآن في نهاية تاريخ الكنيسة على الأرض – لكن ليست نهاية العالم.

 رأينا أن كنيسة فيلادلفيا هي
الكنيسة الوحيدة التي يمتدحها الرب. ومعنى اسمها “المحبة الأخوية”. وكما
رأينا بدأت بنهضة روحية في أوائل القرن التاسع عشر وأبرزها حركة الأخوة الذين
نادوا بمجيء الرب “لأجل المؤمنين” لتغيير الحياء وإقامة الراقدين منهم
أي “القيامة الأولى” وملاقاتهم للرب “في الهواء” (1 تسالونيكي
4) وبعد ذلك يتعامل الرب مع شهبه القديم أي اليهود لتتميم مواعيده للآباء (رومية 9
– 11). هذه الكنيسة يقول لها الرب “هنذا قد جعلت أمامك باباً مفتوحاً…”
لأنك حفظت كلمتي ولم تنكر اسمي (رؤيا 3: 8) لكن الشيطان الذي منذ أيام الرسل كانت
مهمته أنه عندما يفتح الرب باباً فإنه يقاوم ذلك، كما قال الرسول بولس “لقد
انفتح لي باب عظيم فعّال ويوجد معاندون كثيرون” (1 كورنثوس 16: 9) وفعلاً لقد
أقام الشيطان معاندين وحركات مضادة وقد أعطانا الرب صفاتهم، وهي عكس صفات الأمناء.
صفة الأمناء “حفظت كلمتي ولم تنكر اسمي” أما صفة هؤلاء فهي عدم حفظ كلمة
الله بل أضافوا إليها رؤى وإعلانات كاذبة وشوهوا معناها بتفسيراتهم المغلوطة كما
حذفوا منها الحق الإلهي الخاص بالرب يسوع ومجده. وأنكروا اسم الرب يسوع إذ قالوا
عنه أنه “اشترك في طبيعة بشرية خاطئة مثل كل بني آدم كما قالوا عنه أنه هو
“الملاك ميخائيل” – أما صفتهم الثانية التي سبق وأنبأ بها الروح القدس
هي “أنهم يقولون أنهم يهود وليسوا يهوداً بل يكذبون” (لأن اليهود هم فقط
من كانوا من ذرية يعقوب وينتسبون لأحد أسباط بني اسرائيل الاثني عشر) “بل هم
مجمع الشيطان” (رؤيا 3: 9) مجمع الشيطان الذي يجمع كل الجماعات الهرطوقية
أمثال – لكن ليس بين كل هذه الجماعات من ينطبق عليه القول “يقولون أنهم يهود
وليسوا يهوداً بل يكذبون” إلا جماعة السبتيين الأدفنتست – إذ هم يقولون عن
أنفسهم أنهم هم وحدهم المقصودون ب “ال 144000 مختوم من أسباط اسرائيل الاثني
عشر المذكورين في سفر الرؤيا (رؤيا 7: 1 – 8) هذا هو اعترافهم في كتابهم (مأساة
العصور صفحة 689، 690) علاوة على أنهم يضعون أنفسهم تحت الناموس الذي هو لليهود
فقط وليس للأمم، من جهة تحريم بعض الأطعمة وحفظ يوم السبت كما سبقت الإشارة. وهكذا
نرى أن هذا الثوب الذي يرتدونه لا يناسب أية جماعة من عشرات الطوائف المسيحية إلا
هم فقط موضوع هذا الكتاب – وليس ذلك فقط بل قالوا عن جميع الطوائف المسيحية الذين
يقدسون يوم الأحد – يوم الرب – أن يوم الأحد هو “سمة الوحش” المذكور في
سفر الرؤيا (ص 13).

 رأينا في (ص 2، 3) من سفر الرؤيا
رحلة الكنيسة على الأرض كما سبق وأعطى الروح القدس نبوياً تاريخياً لها ونحن الآن
في زمن لاودكية أي من نهاية الرحلة – في زمن النهاية – ليس نهاية العالم ولكن
نهاية الكنيسة على الأرض وهذا من شأنه أن يجعل المؤمنين الآن أن يرفعوا رؤوسهم لأن
الاختطاف عن قريب.

(3) ما هو عتيد أن يكون بعد هذا

 هذا ما يقوله بداية من (ص 4) ويصعد
يوحنا بالروح إلى السماء ويرى 24 شيخاً جالسين على 24 عرشاً في السماء صورة رمزية
لمؤمني العهد الجديد مع مؤمني العهد القديم. ومن هنا نفهم أن الأحياء من مؤمني العهد
الجديد قد تغيرت أجسادهم وأقيم الراقدون من مؤمني العهد القديم والعهد الجديد في
أجساد ممجدة على صورة جسد مجد المسيح أي أن قيامة الأبرار قد تمت. وهنا يبدأ
الأسبوع الأخير من أسابيع دانيال – سبع سنين: نصفها الأول مصور في ستة ختوم هي
مبتدأ الأوجاع – تكلم الرب يسوع عنها في (متى 24) قائلاً “سوف تسمعون بحروب
وأخبار حروب (مت 24: 6) وكلام الرب يسوع هنا غير موجه للمسيحيين لأن الكنيسة تكون
قد اختطفت كما سبق الكلام. ولكن كلامه موجه للذين يؤمنون من اليهود الذين يكونون
قد رجعوا إلى أرضهم وسبق الكلام عن رجوعهم وبناء الهيكل. كما أنبأ الرب عن مجاعات
وأوبئة وزلازل ال 42 شهراً الأولى – ثم بعد ذلك الضيقة العظيمة (مت 24: 21) مصورة
في سبعة أبواق يمهد لها الختم السابع (رؤيا ص 8) – ويعاصرها سبعة جامات

غضب تنسكب على الأرض.

 (في رؤيا 6) عند فتح الختم الأول
نرى حادثاً هاماً بعد اختطاف الكنيسة ألا وهو ظهور الرئيس الروماني زعيم الدول
الأوروبية العشر المتحدة تحت زعامته. وهو مصور براكب الفرس الأبيض وقد أعطى
إكليلاً ويحرز انتصارات سليمة مثل التي أحرزها هتلر في بداية الحرب العالمية
الثانية. لكن بعد ذلك تحدث حروب أهلية (فرس أحمر) تعقبها مجاعات (فرس أسود) ويعقب
ذلك أوبئة وموت (فرس أخضر أو باهت) وهذا ما سبق وأنبأ به الرب يسوع وبنفس الترتيب
(مت 24) وقد أنبأ الرب يسوع عن استشهاد يهود أتقياء يؤمنون به بعد اختطاف
الكنيسة” حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم (مت 24: 9) والذين يقتلون نرى
الكلام عنهم عند فتح الختم الخامس (رؤيا 6: 9).

 فبل أن يبدأ النصف الثاني من أسبوع
الضيقة والذي تعطى تفاصيله في سفر الرؤيا (إصحاحات 8- 19) نجد في (إصحاح 7) ضماناً
يعطى من الله للأمناء الذين يجتازون الضيقة العظيمة. وهو وضع ختم الله على جباه
الأمناء من اليهود ويذكر عددهم 12000 من كل سبط من أسباط إسرائيل الاثني عشر
وبالطبع هو عدد رمزي ووضع الختم عليهم هو لضمان حفظهم في زمن الضيقة. هؤلاء سوف
يضطهدون وسوف يتشتتون مبشرين ببشارة الملكوت (ليس بشارة الإنجيل كما في الوقت
الحاضر) أي يخبرون عن المسيح الذي سيأتي ويدين الأحياء ويملك على الأرض. هؤلاء سوف
يعولون هؤلاء المبشرين في زمن الاضطهاد والجوع – والذين يقبلون البشارة من الأمم
هم المعبّر عنهم بالخراف عن يمين الملك والذين يرفضون البشارة هم المعبّر بالجداء
عن يسار الملك في دينونة الأحياء (مت 25: 31 – 46) أما اليهود المبشرون لهم فهم
“أخوة الرب الأصاغر” – اليهود المؤمنون هم المعبر عنهم ب ال 144000
مختوم. والأمم المؤمنون الذين فبلوا البشارة هم المعبر عنهم بالجميع الكثير الذي
لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة (رؤيا 7: 9 – 17) –
والغريقان اليهود والأمم هم فقط الذين يدخلون الملك الألفي بأجسادهم الطبيعية.
يأكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون. والجالس على لعرش يحلّ فوقهم. وسوف يعيشون الألف
سنة بطولها. وطبعاً سوف تتغير أجسادهم الطبيعية بعد الألف سنة وتصبح أجساداً
روحانية. لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون بل يكون كملائكة الله.

 في الملك الألفي سيكون إسرائيل
المؤمن بأسباطه الاثني عشر في أرضه في الحدود من مدخل حماه في الشمال إلى قادش في
الجنوب وسيكون سبط دان في أقصى الشمال وسبط جاد في أقصى الجنوب كما في (حزقيال 48:
1 – 29).

 أما من يتبقى من المسيحيين بعد
اختطاف المؤمنين الحقيقيين (الكنيسة) فهم مسيحيون بالاسم. هم زوان وليسوا حنطة
(متى 13: 24 – 30) وسوف يبادون بالضربات في مدة سبع سنوات الضيقة ولن يكون واحد
منهم من رعايا الملك الألفي وسوف يقامون في قيامة الدينونة ليسمعوا الحكم بطرحهم
في بحيرة النار بداية من (إصحاح 8) من سفر الرؤيا وحتى (ص 19) نجد حوادث ضيقة
العظيمة والذي قادنا إلى هذا الإيضاح هو ادّعاء السبتيين الأدفنتست أنهم هم
المقصودون وحدهم دون غيرهم ب ال 144000 مختوم {كتابهم مأساة العصور صفحة 666}
وواضح أن هذا كذب مكشوف “يقولون أنهم يهود وليسوا يهوداً ل يكذبون”
(رؤيا 3: 9) – لأن هؤلاء المختومين على جباههم كما هو واضح من كلمة الله هم
إسرائيليون كما شهد يوحنا “وسمعت عدد المختومين مئة وأربعة وأربعين ألفاً
مختومين من كل سبط من بني إسرائيل” (رؤيا 7: 4)ثم يذكر الأسماء وحزقيال النبي
يحدد حدود كل سبط في أرض الموعد (حزقيال ص 48) – فهل يوجد غموض في هذه الأقوال؟ هل
الله يعطي أقوالاً غامضة لتضليل الناس؟ أم أن الضلال يأتي من التفسير الشيطاني
لأقوال الله الصادقة؟. أن أساس كل ضلال هو عدم معرفة كلمة الله والاكتفاء بالقشور.
كما قال الرب للصدوقين “أليس لهذا تضلّون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة
الله” (مرقس 12: 24). في (ص 11) نرى قياس الهيكل والمذبح والساجدين فيه –
والختم والقياس في كلمة الله يفيدان الملكية “يعلم الرب الذين هم له” (2
تيموثاوس 2: 19) – أما الدار التي هي خارج الهيكل (إشارة إلى اليهود المرتدين
الذين لا يعترف بهم الرب) فاطرحها ولا تقسها” (رؤ 11: 1، 2).

 في تلك الأيام سيقيم الرب شهادة له
من الأمناء مرموزا لهم بالشاهدين ورغم أن ظروف الشهادة ستكون صعبة جداً لكن لا بد
أن يتمما شهادتهما. ثم يكون آخر عمل شرير للوحش الصاعد من الهاوية أن يصنع معهما
حرباً ومع أن الوحش سيغلبهما أي يقتلهما – لكن في الحقيقة أمام الله الذي يموت
شهيداً هو الغالب الحقيقي وليس القاتل (رؤيا 15: 2).

 في (ص 12) نرى المرأة تصرخ متمخضة
ومتوجعة لتلد الابن الذكر العتيد أن يرعى جميع الأمم بعصاً من حديد أي المسيح
(مزمور 2: 7 – 12) والمرأة هي الأمة الإسرائيلية التي أعدها لكي يأتي منها المسيح
حسب الجسد كما قيل عن اليهود “ومنهم المسيح حسب الجسد” (رومية 9: 5) ومن
سبط يهوذا على وجه التحديد (رؤيا 5: 5) والمخاض والأوجاع هي التأديبات التي أوقعها
الله على الأمّة لأنه اختارها دون بقية الأمم لكي تكون “خاصته” (خروج 19:
4، 5) ويقول الرب لهم بفم عاموس النبي (ص 3: 2) “إياكم فقط عرفت من جميع
قبائل الأرض لذلك أعاقبكم على جميع ذنوبكم” وهنا نرى طرح الشيطان إلى الأرض
في منتصف الأسبوع وبه غضب عظيم. وسوف يركّز الشيطان اضطهاده على البقية اليهودية
المؤمنة المعبّر عنهم بالقول “ذهب ليصنع حرباً مع باقي نسلها” (ص 12: 7)
– وكلمة باقي هي نفسها كلمة “بقية” وهي التي يتكلم عنها بولس الرسول في
(رومية 9: 27) “و إشعياء يصرخ من جهة إسرائيل وأن كان عدد بني إسرائيل كرمل
البحر فالبقية ستخلص – لأن الأغلبية التي كرمل البحر سترتد وراء نبيهم الكذاب
(الوحش الطالع من الأرض) ولكن البقية التي ستخلص ستكون هي إسرائيل الحقيقي التي
قيل عنها “وهكذا سيخلص جميع إسرائيل” (رومية 11: 26) ثم يقتبس بولس ما
جاء في (إشعياء 1: 9) “لولا أن رب الجنود أبقي لنا بقية صغيرة لصرنا مثل سدوم
وشابهنا عمورة” لقد أبيدت سدوم و عمورة وليس لهما بقية.

 والعجيب في هؤلاء السبتيين
الأدفنتست أنهم يعتبرون أنفسهم أنهم هم المقصودون “بباقي نسلها” (ع 17)
{كتابهم مأساة العصور صفحة 636} مع أنه كما سبق الكلام أن هؤلاء يهود وليسوا
مسيحيين – أن كل البركات الخاصة بالبقية اليهودية في الأيام الأخيرة نسبوها
لأنفسهم لهم وحدهم دون جميع الطوائف المسيحية أي أنهم يصممون على ارتداء هذا الثوب
الذي يناسبهم دون غيرهم أي تلك الصفة التي سبق أن أنبأ عنها الوحي النبوي في (رؤيا
3: 9) “يقولون أهم يهود (والحقيقة أنهم) ليسوا يهوداً بل يكذبون”.

 في (ص 13) نرى الوحش الطالع من
البحر (الأمم) هو نفسه المعبّر عنه بالقرن الصغير في (دانيال ص 7) رأس الدولة
الرومانية في صورتها الأخيرة. والذي سيكون زعيماً للدول الأوربية الغربية العشر
المتحدة. وفي نفس الوقت يتحالف مع النبي الكذاب رئيس الدولة اليهودية (الوحش
الطالع من الأرض) الذي سيدّعى أنه هو المسيح. ويجلس في هيكل أورشليم بهذه الصفة
وسيسجد له كل اليهود غير المؤمنين.

 بعد ذلك نرى الدينونات التي ستنصب
على العالم الذي يدعي مع الأسف “العالم المسيحي” والذي ليس هو إلا
مسيحية مرتدة عن المسيح.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى