اللاهوت العقيدي

9- الله خالق ما يُرى وما لا يُرى



9- الله خالق ما يُرى وما لا يُرى

9- الله خالق ما
يُرى وما لا يُرى

عبارة ” ما يري ” سهلة الفهم. فماذا
تعني عبارة ما لا يري “؟

مقالات ذات صلة

المقصود بعبارة ما لايرى،الذي لا يرى بواسطتنا
نحن، بحواسنا البشرية. لذلك لأن تري المادة فقط أما ما يخرج عن نطاق المادة فلا
نراه.

 

1- فمثلا من ضمن ” ما يرى ” الأرواح.

ومن الأرواح: الملائكة (مز104: 4). فملائكة
كثيرون يحيطون بنا ونحن لا نراهم. ولكن إذا اتخذ الملاك شكلا، فنحن نرى هذا الشكل.
أما الملاك من حيث طبيعته كروح، فإننا لا نراه. وبنفس الوضع: الشياطين لأنها هي
أيضا أرواح، أرواح شريرة، أو أرواح نجسة (مت10: 1، 8). فهي تحاربنا ولكننا لا
نراها. أما إذا ظهر الشيطان في شكل معين، فإننا لا نراه في هذا الشكل. ولكننا لا
نراها بطبيعته كروح أنت أيضا كإنسان: فيك ما يرى وهو الجسد، وهو ما لا يرى أي
الروح التي لا نراها وهى تخرج من الجسد وقت الموت. أما إذا ظهرت لنا روح قديس (في معجزه
مثلا). فلابد أن يتخذ القديس شكلا تدركه حواسنا المادية..

 

2-هناك أيضا أشياء دقيقة جدا أو بعيدة جدا، لا
تستطيع أبصارنا المادية أن تراها، ولكنها ترى بأجهزة.

مثال ذلك الميكروبات التي لا ترى بالعين
المجردة، ولكن يمكن أن نراها بالميكروسكوب أو بأجهزة أخرى. نشكر الله أن بصائرنا
لا تراها، وإلا ما كنا نستطيع أن نعيش، وبخاصة في أجواء يكثر فيها التلوث. حتي
الهواء مملوء بذرات. من حسن حظنا أننا لا نراها. أشياء أخرى بعيده، لا نراها بسبب
بعدها. ولكن يمكن رؤيتها بأنواع من التيلسكوبات. وبخاصة بالنسبة إلي الأجرام
السماوية وما فيها. ومركبات الفضاء استطاعت أن ترى في رحلاتها ما لم يكن يرى من
قبل ولكن ما رأته الأقمار الصناعية ومكوكات الفضاء هو شيء ضئيل جدا جدا من عالم
الفلك الذي تدخل تفاصيله في نطاق ما لا يرى.

 

3- هناك أشياء أخرى لا ترى حاليا، لأنها مخفاة.
ولكن بعضها يمكن أن نراه بطرق الكشف:

مثال ذلك كل ما يوجد في باطن الأرض من المعادن،
التي بعضها منها أمكننا أن نراه بوسائل الاستكشاف العديدة والحفر.. وهكذا أمكننا
أن نستخرج من باطن الأرض ومن صخورها الذهب والنحاس والمنجنيز والماس، وما الي ذلك
مما كان لا يرى من قبل. يضاف إلي ذلك ما كشف عنه البحث من آبار البترول والغاز
الطبيعي. كذلك ما لم يكن يرى في أعماق البحار، أمكن استخراجه. وأصبح الآن يرى.
وكان قبل ذلك لا يرى. يمكننا أن نضيف إلي هذا البند أيضا أشياء كانت في جوف
الإنسان لا ترى. أصبحت ترى بواسطة الأشعة والكاتسكان وال
MRI وغير ذلك من الأجهزة الطبية.

 

4- هناك خواص أوجدها الله في طبيعة إنسان، وهي
لا ترى. ولكن عملها يظهر.

مثال ذلك العقل: أنت لا تراه، ولكن عمله يظهر
ويدل عليه. الضمير أيضا لا نراه، ولكن عمله يدل عليه

 

5- كذلك المواهب التي يمنحها الله للإنسان.

أنت لا ترى الموهبة، ولكنك ترى عملها.. فالله قد
يهب بعض الناس الحكمة أو الإيمان (1كو 12) ونحن لا نرى الحكمة ولا الإيمان. ولكن
نرى عملها الذي يدل علي وجود كل منهما..

 

إلى هنا ينتهي الجزء الخاص بالأب في قانون
الإيمان.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى