اللاهوت العقيدي

الباب العاشر



الباب العاشر

الباب
العاشر

توبه
المرتدين

أوشية
الجاحد (المرتد او الزاني)

هناك
صلاه لم تعد تستعمل منذ فتره طويله وتسمي (اوشيه الجاحد). هذه الصلاة الطقسية كانت
تباشرها الكنيسة للتائبين الذين سقطوا فى أنواع خاصة من الخطايا مثل: خطية جحد
الإيمان ونكران المسيح أى الإرتداد، أو خطية تدنيس الجسد للروح أو الزوجة بالزنا
مع شخص آخر غير مؤمن (في حاله قبول الشريك الإستمرار فى الحياة الزوجية وغفر للآخر
خطأه.)

مقالات ذات صلة

مثل
هؤلاء التائبين لا تعيد لهم الكنيسة موهبة سر المعمودية، لكنها تصلي من أجلهم لكي
لا يكون خطأهم حرمهم من بعض نعمها الفياضة في أحشائهم0

ولذلك
خلال مباشرة الصلاة لا نسمع إلا عن خلع ثياب التائب ثم نضح الماء عليها ورسم جسده
بالزيت، ثم أعادة ثيابه إلي وضعها الطبيعي. والكنيسة بهذا النظام تشير إلي أن
الخطية المرة التي سقط فيها جعلته عرياناُ عن النعمة مثل آدم وحواء الذان أخطئا
فتعرا.. وإذ يتعري الجسد يحتاج إلي تقديس بالزيت المصلي عليه، ثم التوبة تعيد
للإنسان سر الله الذي فقده بسقوطه.

ومما
يلاحظ أيضاُ في مباشرة الصلاة أن الأب الكاهن الشفيع عن التائب يطلب من الله
غفراناُ لأن هذا التائب ” تجرب ” أي وقع تحت ضغط تجربة من عدو الخير. فالكنيسة
تعتبر أمثال هؤلاء المؤمنين ” أخوة مجربون ” لم يحتملوا التجربة فسقطوا
بالضعف أو الجهل، ولذلك هي تشفع فيهم كضعفاء أقروا بضعفهم وطلبوا التوبة والغفران.
وتطلب حلول الروح القدس عليهم كمرشد ومتوب وملهب للقلب بالغيرة نحو الخلاص
والقداسة.

والرائع
في هذه الصلاة أن الكاهن يطلب أثناءها كل الطلبات لا بصيغة المفرد التائب فقط، بل
يطلبها بصيغة الجمع: للتائب ولنفسه ولبقية الشعب.. إنها شركة في الضعف وشركة في
الشفاعة وشركة في النصرة معاُ0

وإن
كانت مباشرة هذه الأوشية قد إندثرت لعوامل عديدة منذ فتره طويله، لكننا آثرنا أن
نضعها هنا ليست كتراث خالد للكنيسة المحبة لأولادها التائبين المقرين بخطئهم فقط..
لكن لكي كما إستخدامها روح الله القدس في بركة تائبين كثيرين قديما، يستخدمها الأن
أيضاُ حيث كثرت حالات الأرتداد بصوره المختلفه. وكما كان هكذا يكون..

 

طقس
أوشية الجاحد

تجهز
آنية جديدة من الفخار (قدر) وتملأ ماء حلواُ. يصب فيها الكاهن زيتاُ ساذجاُ ثلاث
مرات ويرسم علامة الصليب0

يقول
الكاهن صلاة الشكر. وفي نهايتها يقول الشعب: أرباع الناقوس. وخلالها يرفع الأب
الكاهن البخور ويتلو سر البولس: ” يا الله العظيم الأبدي الذي بلا بداية ولا
نهاية، العظيم في مشورته، والقوي في افعاله، الذي هو في كل مكان، وكائن مع كل أحد،
كن معنا أيضاُ ياسيدنا في هذه الساعة وقف في وسطنا كلنا. طهر قلوبنا، وقدس أنفسنا،
ونقنا من كل الخطايا التي صنعناها بإرادتنا، وأمنحنا أن نقدم أمامك ذبائح ناطقة
وصعائد للبركة وبخوراُ روحياُ يدخل إلي الحجاب في موضع أقداسك “

ثم
يبخر ثلاث أيادي في الأربعة جهات. وبعدما ينتهي الشعب من أرباع الناقوس يكملون: ذو
كصابتري كي أيوكي آجيو إبنفاتي، كانين كي آي أي كي إستوس إي أونا استون أونون.
آمين. ألليلويا.

يقول
الشعب: أبانا الذي في السموات والمزمور الخمسين: “أرحمني يا الله كعظيم
رحمتك”. ثم يختمون بالسجود لله الآب والإبن والروح القدس ” تين أوشت
أيموكو بي إخرستوس نيم بيك يوت إن آغاثوس نيم بي أبنفما أثؤواب جيه آك إي سوتي
أممون ناي نان”

يقرأ
الشماس البولس 1 تي 1: 3 – 17


كما طلبت اليك أن تمكث في أفسس إذ كنت أنا ذاهباُ إلي مكدونية لكي توصي قوماُ ان لا
يعلموا تعليماُ آخر. ولا يصغوا إلي خرافات وأنساب لا حد لها تسبب مباحثاث دون
بنيان الله الذي في الإيمان. وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح
وإيمان بلا رياء، الأمور التي إذ زاع عنها إنحرافوا إلي كلام باطل. يريدون أن
يكونوا معلمي الناموس وهم لا يفهمون ما يقولون، ولا ما يقررونه. لكننا نعلم ان
الناموس صالح إن كان أحد يستعمله ناموسياُ، عالماُ هذا أن الناموس لم يوضع للبار
بل للأثمة والمتمردين، للفجار والخطاة الدنسين والمستبيحين، لقاتلي الآباء وقاتلي
الأمهات وقتلي الناس. للزناة لمضاجعي الذكور، لسارقي الناس، للكذابين للحانثين. وإن
كان شيْ آخر يقاوم التعليم الصحيح حسب إنجيل مجد الله المبارك الذي أؤتمنت أنا
عليه، وأنا أشكر المسيح يسوع ربنا الذي قواني أنه حسبني ميناُ إذ جعلني للخدمة.
أنا الذي كنت قبلاُ مجدفاُ ومضطهاُ ومفترياُ ولكنني رحمت لأني فعلت بجهل في عدم
إيمان، وتفاضلت نعمة ربنا جداُ مع الإيمان والمحبة التي في المسيح يسوع. صادقة هي
الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلي العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم
أنا. لكنني لهذا رحمت ليظهر يسوع المسيح في أنا أولاُ كل أناة مثالاُ للعتيدين أن يؤمنوا
به للحياة الأبية. وملك الدهور الذي لا يفني ولا يري الإله الحكيم وحد ه له
الكرامة والمجد إلي دهر الدهور، آمين. نعمة الله الآب تحل علي جميعنا مين

 ثم
يقول الشعب الثلاثة تقديسات ” آجيوس ” ويقول الكاهن ” أشية الأنجيل
“. ثم يقرأ الأب الكاهن المزمور والإنجيل

(مز
6: 24، 7، 10) ” خطايا صباي وجهالاتي لا تذكرها يارب. أذكرني من أجل صلاحك.
يارب من أجل إسمك يارب تغفر لي خطيئتي. هللويا “.

(لو
15: 3 – 10) ” فقال لهم هذا المثل مخاطباُ. أي رجل منكم له مئة خروف ويضيع
واحد منها أليس يترك التسعة والتسعين في البرية ويمضي فيطلب الضال حتي يجده، فإذا
وجده وضعه علي منكبيه فرحاُ، وإذا أتي إلي البيت فيدعو أصدقاءه وجيرانه قائلاُ لهم
إفرحوا معي لأني وجدت خروفي الضل. أقول لكم إنه يكون فرح في السماء بخاطيء واحد
يتوب أكثر من التسعة والتسعين صديقاُ لا يحتاجون إلي توبة، أو أي إمرأة لها عشرة
دراهم إن أضاعت درهماُ واحداُ ألا توقد سراجاُ وتكنس البيت مجتهدة حتي تجده. فإذا
وجدته دعت أحباءها وجيرانها قائلة إفرحن معي لأني وجدت درهمي التالف – هكذا اقول
لكم إنه يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطيء واحد يتوب ” والمجد لله دائماُ.

 يقول
الشعب مرد الأجيل: ” أيرنوفي أيرنوفي إيسوس كوني ايفول جي امون فوك ان آت
أيروفي ذي أممون شويس أن آت كو ايفول” وترجمتها ” أخطأت أخطأت ياربي
يسوع إغفر لي – لأنه ليس عبد بلا خطية ولا سيد بلا غفران، أعطني يارب توبة لكي
أتوب قبل أن يسد الموت فمي في أبواب الجحيم. إشفع فينا يا رئيس الملائكة الطاهر
ميخائيل رئيس السمائيين ليغفر لنا خطايانا.أطلبوا يا سادتي الآباء الرسل وبقية
التلاميذ ليغفر لنا الرب خطايانا. لأنه مبارك إسمك ايها الآب والإبن والروح القدس
لك السجود ان وكل أوان آمين “

بعد
ذلك يقول الأب الكاهن الأواشي الكبار السلامة والآباء والإجتماعات وفي نهاية أوشية
الإجتماعات يقول الشخص التائب مع الشعب بصوت جهوري قانون الإيمان.

بعد
ذلك يقول الأب الكاهن هذه الأوشية للجاحد التائب ” السيد الرب الإله ضابط
الكل ابا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي يريد أن يحيا جميع الناس، وأن يقبل
كل منهم الي معرفة الحق.. أنت يا سيدنا نسألك عن عبدك (فلان) الذي أحني رأسه وإلتجأ
إليك لتحله من رباطات إبليس ومن كل أمانة رديئة للهاجرين هذه التي رفضك بسببها.. نسأل
ونطلب منك يا محب البشر أرسل روحك القدوس وقوتك علي عبدك (فلان) في هذه الساعة،
إنزع من قلبه كل إعتراف رديء باطل. طهر قلبه من جميع أفكاره الشريرة. وإن كان قد
تنجس جسده مع غير مؤمن فسامحه وإجعله مستحقاُ أن يختص بالدخول في الأمانة
المستقيمة التي للتقوي والتي كرز بها الأنبياء والرسل ومعلموا البيعة.

عبدك
(فلان) عده مع شعبك وخراف ميراثك. هب له مغفرة جميع خطاياه التي صنعها منذ ولادته
إلي هذه الساعة وذلك بحلول روحك القدس عليه فلا ينقص شيء من نعم المعموديةى التي
قبلها أولاً.. باركه، طهره، قدسه، إملأه من خوفك، قومه نحو إرادتك المقدسة الصالحة.
بشفاعة سيدتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم وكل مصاف قديسيك، بالنعمة والرأفة
ومحبة البشر التي لإبنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح هذا الذي يليق بك
معه مع الروح القدس المحي المساوي لك الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور آمين

 ثم
يقول الشعب أبنا الذي في السوات. بعدها يتلو الكاهن هذه الطلبة


نعم نسألك ايها الرب إلهنا الذي لا يدع أحد منا يجرب أكثر من طاقته بسبب ضعفنا.
أعطنا أن نخرج من هذه التجارب لنستطيع أن نطفيء السهام المتقدة ناراُ التي للعدو.
ونجنا من الشرير وأعماله بالمسيح يسوع ربنا هذا الذي..”

 يقول
الشماس: ” احئوا رؤوسكم للرب “

 يقول
الكاهن: ” نعم يارب الذي قلت لا أدعكم تجربون فوق ما تستطيعون ولكني أرسل مع
التجربة المنفذ. أرسل من العلا نعمتك لنستطيع أن نحتمل. نجنا أيها الرب إلهنا من
كل تجربة متعبة وأخرجنا منها ومن كل أفعال الخبيث بالمسيح يسوع ربنا.. هذا الذي.. “


يقول الشماس: ” إنصوا بخوف من الله “

 يقول
الكاهن التحليل الآتي: ” أيها الشافي نفوسنا وأرواحنا أنت الذي قلت لأبينا
بطرس من فم ابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخصنا يسوع المسيح (أنت بطرس وعلي هذه الصخرة
أبني بيعتي وابواب الجحيم لن تقوي عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات وما تربطه
علي الأرض يكون مربوطاُ في السموات وما تحله علي الأرض يكون محلولاُ في السموات.
فليكن إذن عبدك هذا (فلان) محاللاُ من فمي من كل خطية ومن كل لعنة ومن كل جحود ومن
كل يمين كاذب ومن كل مصادمات الهراطقة والهاجرين والوثنيين بروحك القدوس ايها
الصالح محب البشر. اللهم يا حامل خطية العالم أسبق بقبول توبة عبدك منه نوراُ
للمعرفة وغفراناُ لخطاياه لأنك إله رؤوف ومتحنن طويل الأناة كثير الرحمة بار. سامح
وأغفر له بما أنك صالح ومحب البشر


يصرخ الشماس قائلاً: ” حقاُ خلصت حقاً مع روحك “


يرسم الكاهن الماء ثلاثة رسوم بالصليب ويقول: ” ايفلوجيتوس كيريوس ايسوس
اخرستوس ايوس ثيئو آجيا اسموس ابنفما آجيون آمين. مبارك الرب يسوع المسيح إبن الله
وقدوس الروح القدس آمين “


ويرد الشعب: ” آمين. اسباير آجيوس أيس أوس آجيوس إن إبنفما آجيون آمين.حقاُ
واحد هو الآب القدوس واحد هو الإبن القدوس واحد هو الروح القدس. آمين “


يقول الشعب ” المزمور 150″ سبحوا الله في أثناء ذلك يخلع التائب ثيابه
فينضح الأب الكاهن الماء عليه ثلاث مرت، بعد أن يعمل ستاراُ بينه وبين الشعب وهو
يقول: ” أحميك يافلان بإسم الأب والإبن والروح القدس إله واحد أمين”

وبعد
أن ينتهي الكاهن من صب الماء علي رأسه وغسله يأخذ الكاهن الزيت ويرشم جبهته وقلبه
ووسط منكبيه، ويديه، وهو يقول: ” مبارك الله الآب ضابط الكل. آمين. مبارك
إبنه الوحيد يسوع المسيح ربنا آمين. مبارك هو الروح القدس البارقليط آمين “. وبعد
أتمام الرسم يلبسه ثيابه، ويدعه يحني رأسه، ثم يصلي الكاهن عليه هذه الصلاة:


ايها السيد الرب الإله الوحيد كلمة الله الآب الذي أتي الي العالم ليدعوا الخطاة
إلي التوبة، الذي لا يشاء موت الخاطيء مثلما يرجع ويحيا. الذي قال إذا أخطأ إليك
أخوك سبع مرات في اليوم ويرجع إليك سبع مرات قائلاُ قد أخطأت إغفر له.أنت الآن يا
ملكنا أنظر إلي إنحنائنا أمامك نحن الخطاة عبيدك – أطرد كل فكر شرير من قلب عبدك
” فلان ” أغفر جميع خطاياه وجهالاته، أعتقه من كل ظلمة إبليس لينظر إلي
مجد عظم بهاءك.

أنعم
لنا يارب بسعي وتوبة وعتق من خطايانا وزلاتنا وآثامنا ولا تدعنا نعود إليها مرة
أخري بل إنهضنا من عثراتنا وسر معنا بقوتك وانقذنا من مخانق إبليس وردنا اليك برجعة
حقيقية، ودبرنا في سيرة حسنة، ونقنا من كل فكر نجس، وأعتقنا من كل نية دنسة، وأمح
كتاب خطايانا. وأنقذنا الآن فنسطيع أن نتقوي بمعونتك ضد قوات الشرير وصوره،
فيرجعوا مغلوبين في حربنا الثانية، ونأتي أيضاُ إلي سبيل العبادة الإلهية. احسبنا
مع كل المجاهدين الحقيقين الذين خلصوا بمسرة الله هذا الذي أنت مبارك معه والروح
القس المحي المساوي معك الآن وكل أوان “

بعد
هذا يقول الكاهن تحليل الإبن ” وهو التحليل الثالث من أواشي التحليل الثلاثة ”
ثم يناول الكاهن التائب من اسرار المقدسة. ويأمره ألا يعود يخطيء فيما بعد، ويتلو
البركة ويختمها بالصلاة الربانية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى