اللاهوت العقيدي

الفصل الثالث



الفصل الثالث

الفصل الثالث

سر المحبة وسر الاتضاع في
صميم «عشاء الرب» و«سر الإفخارستيا»

لقد رأينا في الفصل
السابق أن عشاء الرب لم يكن
» وليمة الفصح « وإنما كان عشاءً في مساء الخميس و» استعداداً
للفصح
« ورأينا أن كلمة » أعِدَّا لنا الفصح
لنأكل
«التي أوردها الإنجيليون الأربعة على لسان المسيح، وكلمة » شهوة اشتهيت
أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم
« كانت كلها محمَّلة بتعبيرات سرية تحتاج إلى ذهن مفتوح لتقبُّل
معناها السري الحقيقي، فالمسيح قد أعدَّ للفصح بالإفخارستيا، والإفخارستيا بدورها
كانت استعلاناً لسر الصليب، أو بالحري كانت الإفخارستيا
فصحاً سريًّا لفصح الصليب العلني. المسيح فِصْحُنا الذي ذُبح وقت العشاء وعلى

الصليب.

المحبة وسر العشاء:

لقد اصطبغت وليمة الرب
في العشاء الأخير بالحب العميق الذي ظل القديس يوحنا الرسول يحمل صبغته في قلبه
وفكره خمسين سنة، حتى لمَّا سنحت له الفرصة ليكتب عن هذا العشاء بدأه بقوله:
» إذ كان قد أحب
خاصته
الذين في العالم أحبهم إلى المنتهى، فحين كان العشاء …
« لقد كان سر الإفخارستيا الذي أسسه الرب في هذا العشاء تعبيراً عن
أقصى دَفْقات الحب الإلهي الذي كان يملأ قلب المسيح طوال أيام خدمته. لقد حانت الساعة
لكي يكشف المسيح لتلاميذه وللكنيسة كلها عن نفسه، نفسه التي أحبت خاصته الذين في
العالم، أحبتهم إلى المنتهى، هذا الحب الذي حققه المسيح بتقديم ذاته ذبيحة يأكل
منها العالم إلى مدى الدهور كلها.

لم تكن كل الأعمال
والأقوال التي عملها المسيح وقالها كل أيام حياته من أشفية وعجائب وتحنُّنات
ومحبات كثيرة كافيةً في نظره واعتباره الخاص أن تكشف أعماق نفسه لتلاميذه
وللكنيسة!! أو تقدِّم صورة حقيقية عن حبه.

والآن وقد حانت ساعة
الانطلاق إلى الآب، حانت بالتالي الساعة التي ينبغي أن يكشف فيها المسيح عن حقيقة
نفسه، وهل يمكن أن تعلن النفس الإلهية عن حقيقة ذاتها إلاَّ بالحب الفادي؟

لقد كان العشاء الأخير
نهاية لكل أمسيات وولائم الحب، أحبهم إلى المنتهى، والمنتهى هو منتهى الأيام
ومنتهى الحب معاً:
» ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل
أحبائه!
«(يو 13: 15). لأن
المسيح في عشاء الخميس قدَّم كل شيء، كل ما يملك، كل حياته، كل حبه، قدَّم نفسه
ذبيحة!!

لذلك فقد ارتبط سر
الإفخارستيا بالمحبة رباطاً فائق الوصف. فأصبحت الإفخارستيا والمحبة سرًّا واحداً
لا يستطيع أحد أن يدرك الواحد بدون الآخر. فكل مَنْ أراد أن يأكل من الجسد وكل
مَنْ أراد أن يشرب من الدم، يلزم أن يَعْبُر على المحبة أولاً يشرب من نبعها ويوفي
كل ديونها، حتى يقبل في حياته سر الجسد المكسور وسر الدم المسفوك.

ولقد تغلغلت المحبة في
الإفخارستيا طقساً روحياً، فمائدة الأغابي حتى بعد فصلها عن تقديس أسرار
الإفخارستيا ظلت حتى اليوم تشهد لمفهوم الإفخارستيا الأصيل كيف أنها وليمة حب.
والإفخارستيا بحد ذاتها كشركة في الجسد الواحد لا يمكن قيامها إلاَّ لجماعة
متصالحة متحابة بالروح والجسد حباً طاهراً من القلب بشدة كوصية المسيح والرسول.

أمَّا في الطقس فلا
يُقدِم الكاهن على تقديس الأسرار إلاَّ بعد نداء الشماس: “قبِّلوا بعضكم بعضاً بقبلة مقدَّسة”، حتى يطمئن الكاهن إلى وحدانية القلب
التي للمحبة، ثم يبدأ في تقديس الأسرار على
هذا الأساس أي على أساس الحب الذي تأسَّست عليه الإفخارستيا
وانسكب من أجله الدم وقام العهد.

لأن الإفخارستيا خطرةٌ
هي بدون الحب، إذ تصبح دينونة مخيفة وقبول عقاب وموت بدل غفران وحياة أبدية. أو
كما يقول القديس بولس الرسول:
» أيُّ مَنْ أكل هذا
الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً في جسد الرب ودمه، لأن الذي يأكل
ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونةً لنفسه غير مميِّز جسد الرب، من أجل هذا
فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى، وكثيرون يرقدون.
«(1كو 11: 2730)

الإفخارستيا نار آكلة
كطبيعة الله تأكل كل مَنْ يخالف طبيعتها، أي كل مَنْ يضاد المحبة ويحتقرها. يهوذا
عاش بسلام متخفياً وراء ظلام أعماله وريائه وخياناته كل الأيام، وأكل وشرب مع
التلاميذ ومع الرب بلا أي مانع أو ضرر، إلاَّ ساعة استعلان سر المحبة المذبوحة في
عشاء الإفخارستيا، فحينما دخلت اللقمة جوفه خرجت النعمة والقوة والستر، وانتُزع
منه الروح الذي كان قد قَبِله من الرب، فداخله
الشيطان وعميت بصيرته واظلمَّت الدنيا كلها أمامه، حتى شنق نفسه.

لأن الإفخارستيا ذبيحة
محرقة. الجسد يحرق العداوة، والدم يحرق الخطية، والإحراق يتم بروح أزلي
روح
الإحراق
فالجسد
والدم ذبيحة محبة مُحرِقة للعداوة بكل معنى وكل حق.

الإفخارستيا مأكل الحب
وشراب الحب بالحق. لو لم يحب المسيح خاصته الذين في العالم ويحبهم إلى المنتهى ما
قامت الإفخارستيا. الجسد مكسور حباًّ، والدم مسفوك حبًّا، هذا هو سر الإفخارستيا
الذي تأسست عليه منذ عشاء الخميس فصارت حتى اليوم سر شكر من داخل سر الحب!

آية غسل الأرجل وسر
العشاء:

ربما كان يُكتفى في
الأوقات العادية والولائم العادية بغسل اليد قبل الأكل استعداداً للصلاة والبركة
كطقس ولائم العشاء. ولكن هنا وفي هذه الوليمة المملوءة أسراراً جعل السيد
المسيح غسل الأرجل آية وعملاً هاماً من داخل الإفخارستيا.

+ «قام عن العشاء
وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ» (يو 13: 4و5):

قد يبدو لأول وهلة أنها
مسألة تطهير أو على أكثر وجه تعليم ودرس عن الاتضاع، خصوصاً وأنه كانت بينهم
منازعة على الجلوس في المتكأ الممتاز وبالتالي حول مَنْ هو أعظم، وربما أخذها بطرس
الرسول على هذا المأخذ حينما تمنَّع عن غسل رجليه (ظنًّا منه أن الرب إنما يوبِّخه
على اهتمامه بذلك). فسمع من الرب القول المذهل الذي جعله يجمد في مكانه: «إن كنتُ
لا أغسلك فليس لك معي نصيب» (يو 8: 13)!!

إذاً، فالمسألة خطيرة
إلى هذا الحد؟ وعدم الحصول على الغسل بيديِّ المسيح يعني حرماناً مؤكداً من ملكوت
الله؟! بهذا الفهم وهذا الإيمان وهذا الاندهاش ينبغي أن نفحص علاقة الإفخارستيا
بغسل الأرجل!

كان الرب كل يوم يأكل
مع تلاميذه، ولكن في هذا العشاء فقط جعل من الأكل والشرب سرًّا للخلاص والحياة،
وكشفاً وإعلاناً عن حبه الذي بلغ المنتهى والغاية، فقدَّمه لأحبائه ذبيحة من جسده
ودمه!!

وكان الرب أيضاً كل يوم
يغسل يديه والتلاميذ
يغسلون
أيديهم أمامه. ولكن في هذا العشاء فقط، ولأول مرة، اتَّخذ من الأمر آية: «قام عن
العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتَّزر بها، ثم صبَّ
ماءً في مِغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متِّزراً بها.»
(يو 13: 4و5)

فإذا تنبهنا إلى أنه لم
يتبقَّ وقتئذ على الصليب إلاَّ عدة ساعات قليلة، أدركنا
أن العمل
ذو أهمية عظمى وهو مشحون بالسر. يوحنا الرسول يلمِّح للسر ويشير إليه من بعيد: «يسوعُ
وهو عالمٌ أن الآبَ قد دفع كل شيءٍ “إلى يديه”، وأَنه من عند الله خرج وإلى الله
يمضى، قامَ عن العشاءِ، وخلعَ ثيابَهُ وأَخذَ منشفةً واتَّزرَ بها، ثم صبَّ ماءً
في مغسلٍ وابتدأَ يغسل أرجُلَ التلاميذ “بيديه”…»
(يو 13: 3
5)

وكأنما القديس يوحنا
الرسول يريد أن يقول لنا إن اليدين اللتين “دفُع إليهما كل شيء مما في السماء وعلى
الأرض” انحنت هكذا كيديِّ عبد تغسل الأرجل وتمسحها!!

إن سر غسل الأرجل خطير
وإن كانت تنعكس آثاره القريبة والبسيطة على التلاميذ كتطهير على مستوى سرّي ودرس
لهم في الاتضاع؛ إلاَّ أن آثاره الإلهية العميقة والأزلية تبدو بلا شك متعلقة
بذبيحة المسيح!! يوحنا الرسول ينبه بشدة، وإنما بالإشارة الذكية، إلى هذا التنازل
الذي اتَّخذه المسيح حتى إلى مستوى العبد، ينحني ويغسل أرجل التلاميذ بيديه، بقوله:
«وهو عالم أن الآب قد دفع كل شيء إلى يديه.

» (يو 3: 13)

الإشارة هنا توجِّه
الذهن المفتوح إلى أن الاتضاع الذي مارسة الرب في غسل الأرجل خارج عن حدود
الاحتياج أو الإلتزام أو الضرورة.

فالمسيح
وهو يعلم تماماً «أن كل شيء قد دُفع إلى يديه» أي أنه قد وضع يده على كل شيء مما
في السماء وما على الأرض، في هذا الوقت وفي هذا الحال، قام المسيح يغسل أرجل
تلاميذه بهاتين اليدين!!

فالاتضاع هنا تنازل
جديد، كآخر صورة للتجسُّد، فاليدان اللتان تتسلطان على كل السماء والأرض، تتنازلان
وتغسلان أرجل البشر، هذا إخلاء منتهى الإخلاء. إنه هبوط بالذات إلى مستوى التراب
وأقل. فالمسيح جلس يغسل التراب عن أرجل تلاميذه، أليس هذا هو إماتة الذات؟ أو بحسب
تعبير المسيح نفسه: «مَنْ أضاع حياته (ذاته) من أجلي يجدها؟» (مت 39: 10)

إن الارتفاع الهائل
الذي يريد يوحنا الرسول أن ننظر منه على المسيح وهو منحنٍ يغسل أرجل تلاميذه،
يجعلنا ننظر في هذا العمل صورةً حقيقيةً للمسيح وهو يموت عن نفسه!!

وهكذا نرى أنه كما
اصطبغت الإفخارستيا بالحب، هكذا تصطبغ هنا بالاتضاع الذي بلغ أعلى حدٍّ للموت عن
الذات!!

حينما ارتفع القديس
بولس الرسول بالرؤيا كعادته وأراد أن يستعلن لنا فكر المسيح الذي جاء به وكان يحيا
فيه، لم يجد أمامه أروع من منظر المسيح وهو منحنٍ يغسل أرجل تلاميذه كخادم أي «عبد»،
فمن هذا المنظر استوحى فكر المسيح الذي تجسَّد بمقتضاه وجاء ليعيش ويموت ويقوم فيه،
لكي يحرِّضنا نحن أيضاً أن نعيش ونموت بهذا الفكر، حيث قال:

+ «فليكن فيكم هذا
الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً الذي إذ كان في صورة الله (قارن مع: “دُفع كل شيء
إلى يديه”) لم يحسب خلسةً أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة
“عبد”،
صائراً في شِبه الناس، وإذ وُجِد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع
حتى الموت موت الصليب.
» (في 2: 58)

وهذا الفكر هو ما أراد
المسيح أن ينقله لتلاميذه، بعد أن أكمل غسل أرجلهم وقام واتكأ على المائدة قبل بدء
التقديس وإعلان الأسرار. لقد بدأ فعلاً ينقل صورته البسيطة والقريبة إلى تلاميذه
ليكوِّن منهجهم المسيحي أو بالحري «طقس الشركة» أو قانون الجماعة
المسبِّحة المتقدمة للسر الإلهي:
أن «يكون المتقدِّم كالخادم»، «والكبير
فيكم ليكن كالأصغر»
(لو 26: 22)، و«أن يغسل بعضكم أرجل بعض.» (يو 14: 13)

لقد أراد المسيح أن
يسجِّل هذا العمل الإلهي في ذهن الكنيسة، وليكوِّن منه درساً عميقاً للاتضاع وإنكار الذات. ولكنه بقي كما هو بسرِّه
الكبير إخلاءً إلهياً مذهلاً وعملاً تواضعياً بشبه الموت!!

لقد دعَّم المسيح
الإفخارستيا باعتبارها ذبيحة المحبة بهذه الآية العملية التي بلغ فيها الاتضاع حد
الإماتة أو الموت، حتى إن كلَّ مَنْ يأكل الجسد المكسور ويشرب الدم المسفوك، يأكل
ويشرب من سر الحب وسر الاتضاع اللذين كانا آية المسيح دائماً كل أيام حياته
ولكنهما بلغا القمة والمنتهى في سر الإفخارستيا حيث صارا لنا طعاماً روحياً نغتذي
به، لذلك أصبح من واقع الحال أو كاستجابة تلقائية أن كل مَنْ يأكل من هذا الخبز
ويشرب من هذه الكأس يُخبر بموت الرب إلى أن يجيء!! لأننا نأكل جسداً مكسوراً ليس
فقط وهو على الصليب فحسب، بل وأيضاً مكسوراً اتضاعاً بشبه الموت في غسل الأرجل؛
ومكسوراً حُباً حتى الموت على الصليب!!

حينما حاول بطرس،
بانزعاج صادق، أن ينكر على المسيح تنازله إلى غسل الرجلين، ردَّه المسيح بلطف: «
لستَ تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ولكنك
ستفهم فيما بعد
» (يو 7: 13)، وهذا هو مستوى الطقس الكنسي.

يقدِّم
لنا الطقس الكنسي الهبات الروحية والنِعم والطهارة والتقديس في صورة مبهمة غير
مدركة

بل ومثيرة للدهشة وعدم التصديق: «فجاء إلى
سمعان بطرس، فقال له ذاك: يا سيد أنت تغسل
رجليَّ؟!» (يو 6: 13). لكن عندما
يكمِّل الرب عمله في نهاية المطاف وتنجح كلمته فيما أُرسلت إليه، حينئذ يدرك
الإنسان معنى العمل الإلهي الذي كان مغلقاً على العقل والفهم وفائقاً على
التصديق!!

حينما أكمل الرب
إرساليته وأطاع حتى الموت موت الصليب، ثم إذ قام من الأموات بقوة وصعد أمام
تلاميذه بمجد إلى السماء، حينئذ حان الوقت لدى بطرس والتلاميذ أن يروا في أعمال
الرب التي أكملها في اتضاع
وعلى رأسها خدمة غسل
الأرجل التي وقف المسيح فيها موقف العبد والخادم
حان الوقت
أن يروا الصورة الداخلية السرية للصليب!!

وحينما صعد الرب بمجدٍ
إلى السماء، أدرك بطرس أن «نصيبه» مع الرب صار محفوظاً لا يتدنس ولا يضمحل
في السموات، إذ قَبِلَ من الرب «غسل رجليه» الذي كان له بمثابة إشارة سرية
للاستعداد للموت الإرادي أيضاً.

وقد نبَّه الرب إلى ذلك
بإشارة خفية وعميقة حينما قال لبطرس: «

الذي
قد اغتسل ليس له حاجة “إلاَّ إلى غسل رجليه” بل هو طاهر كله
»
الإشارة هنا تفيد أن المسيح بغسل أرجل التلاميذ أعدَّهم للموت معه!!! «
إن كنت لا أغسلك فليس لك “معي” نصيب. »
(يو 8: 13)

أمَّا كيف يكون غسل
الأرجل مساوياً لتكفين الجسد كله، فالإشارة والآية هنا تمد جذورها إلى قارورة
الطيب التي «دهنت بها مريم قدميَّ يسوع» ثم «مسحت قدميه بشعرها»،
فرأى المسيح في ذلك عملاً يساوي تكفين الجسد كله (يو 12: 3و7)، وهكذا كان
غسل أرجل التلاميذ باليدين الإلهيتين عملاً
تطهيرياً يساوي تكفين الجسد كله، وكأنه قد سبق فكفَّنهم بغسل أرجلهم بيديه.

أي أن المسيح أراد أن
يصنع من غسيل أرجل التلاميذ شركة سرية في الموت معه، موت يؤول إلى قيامة ومجد
ونصيب واحد في ملكوت معدٍّ:

+ « ولكني أنا بينكم كالذي يخدم، أنتم الذين
ثَبَتُوا معي في تجاربي، وأنا أجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتاً لتأكلوا وتشربوا
على مائدتي في ملكوتي …
» (لو 22: 2730)

ليلاحِظ القارىء أن
المسيح كلَّمهم بهذا الكلام (الوارد في لو 22: 27
30) قبل
البدء في العشاء الأخير مباشرةً، وإعلان سر الجسد والدم للعهد الجديد. لذلك فحين
سلَّمهم الجسد المكسور وأعطاهم الدم المسفوك كان قد سبق وأعدَّهم بالكلام وبالعمل
السري الإلهي لهذه الشركة التي لموته
بغسل
الأرجل!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى