اللاهوت العقيدي

ثانياً: ليتورجيتان في مصر متمايزتان منذ العصر الرسولي



ثانياً: ليتورجيتان في مصر متمايزتان منذ العصر الرسولي

ثانياً:
ليتورجيتان في مصر متمايزتان منذ العصر الرسولي

من كل ما سبق، وكنتيجة منطقية، يتضح أنه كان يلزم حتماً أن
توجد ليتورجيتان منذ العصر الرسولي:

الأُولى:
ليتورجية
تشمل إفخارستيا حسب التقليد القديم لعشاء الرب، ميزتها أنها خاصة اختيارية يجتمع
حولها الأخصاء في بيت أو ربما في كنيسة، ليست لها صفة العمومية الجمهورية بل صفة
الأحباء، يترأسها رسول أو نبي (حتى زمن “الديداخي”
سنة 100م)
أو أسقف (حتى زمن الأسقف إغناطيوس الأنطاكي الشهيد
سنة 115م)
أو كاهن في ما بعد.

ولكن
أهم ما في هذه الإفخارستيا أنها تكون تابعة للتقليد القديم وليس فيها أوصاف أو
تسجيلات لحركات أو كلمات المسيح، ولكنها مطابقة عملياً في كل حركاتها وأقوالها لما
عمله الرب، لذلك فهي بالضرورة محدودة مقفلة غير قابلة للإضافات، بصفتها امتداداً
أو استمراراً لعشاء الرب نفسه، وباعتبارها الأساسية، كوليمة محبة تحمل سر
الإفخارتسيا.

مقالات ذات صلة

الثانية:
ليتورجية
تشمل إفخارستيا متطوِّرة على أساس إفخارستيا عشاء الرب مضافة إلى الخدمة الصباحية
(أو المسائية)، وميزتها كما نراها الآن أنها أصبحت عامة ملزمة يلتزم الشعب بحضورها.
فهي خدمة جمهورية لها الصفة الكنسية بمفهومها العام لا يمكن أن يقوم بها أسقف
بمفرده أو كاهن بمفرده، فلابد من وجود كافة الرتب اللازمة للخدمة.

وأهم
ما في هذه الإفخارستيا أنها وصفية تسجيلية تشرح ما تمَّ في إفخارستية عشاء الرب
بدقة سواء من جهة الطقس أو اللاهوت، يتخللها سرد تاريخي عن التجسُّد والفداء وكل
الأعمال الخلاصية التي أكملها الرب، وبذلك فهي مفتوحة للإضافات على ممر الزمن
لتوافق عقيدة الكنيسة العامة في نموها ولتتمشَّى مع نصوص المجامع المسكونية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى