اللاهوت الطقسي

16- عيد الميلاد المجيد: أ) مقدمة



16- عيد الميلاد المجيد: أ) مقدمة

16- عيد الميلاد
المجيد: أ) مقدمة

عيد الميلاد المجيد هو العيد الثانى من حيث
الترتيب.

كيف يحتفل بعيد ميلاد شخص قد غادر الأرض؟

دائماً المعروف أن عيد ميلاد الشخص يحدد عمره
بينما عيد ميلاد شخص يحدد عمره على الأرض؟

كيف نحتفل بعيد ميلاد شخص ليس موجود على الأرض؟

 

إن السيد المسيح ليس إنساناُ عادياً لم يستمد
وجوده من ميلاده ولكنه موجود قبلاً. ميلاد أى إنسان عادى نلاحظ أن يوم 30 كيهك كل
القراءات عن لاهوت السيد المسيح. (الإنجيل) “فى البدء كان الكلمة والكلمة كان
عند الله وكان الكلمة الله” شهادة عن لاهوت السيد المسيح وأنه موجود منذ
الأزل وإلى الأبد. لذلك فى ميلاد الرب حدثت أمور لا يمكن أن تحدث مع أى شخص آخر،
مثل:

 

1- الأقمطة:

 بدلاً
من الأقمشة، لا يوجد طفل يقمط وعملية التقميط معناها لف المولود بقطعه رفيعة من
القماش وليس كثوب وهذه كانت العلامة، تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً فى مزود، هذه كانت
علامة للرعاة.

 

2- الوضع فى تبن فى مزود للبقر:

 لا يمكن
أن يحدث هذا مع طفل مولود إنما هذا رمز ودلالة.

 

+ الأقمطة والوضع فى تبن فى مزود للبقر، الدلالة
هذا ما كان يحدث مع الحملان المولودة فى قطيع الذبائح، حدث هذا مع السيد المسيح
كحمل وذبيحة. وقيل هذا الكلام للرعاه العلامة للرعاة لأنهم كانوا يفعلوا هذا مع
الحملان الصغار. لذلك كانت للطفل يسوع كحمل، حمل الله الذى يحمل خطايا العالم.

 

ويلاحظ وجود علاقة بين الحمل كذبيحة ترمز لذبيحة
السيد المسيح قبل مجيئه، والتبن الذى يخرج من الحنطة والحنطة الآن هى الذبيحة
والقربان الذى يتحول لجسد الرب. هناك علاقة بين الحمل والتبن فالحمل كان هو
الذبيحة قديماً والآن الذبيحة هى الحمل لكنها القربانة التى تتحول إلى جسد الرب.
إذاً كان يحدث هذا كرمز للذى سيحدث مع المسيح والذى سيحدث بعد قيامته وصعوده
كذبيحة دائمة موجوده فى الكنيسة. وهذا هو دقة الرمز ما كان يحدث هو رمز ما يحدث
الآن.

 

إذاً السيد المسيح لم يكن مولود لكى يوجد كشخص
على الأرض لكنه كان مولود لرسالة، هو موجود من قبل لكنه تجسد لكى يقدم لنا فداءاً
كذبيح من أجلنا.

 

إذاً الملاحظة الأولى:

 الرب
يسوع ولد كطفل من عذراء لكى يقدم فداءاً أبدياً للبشر كذبيحة وحمل يفدى العالم
وينتفع منه من آمن به ومارس الأسرار المقدسة.

 

الملاحظة الثانية:

+ لماذا وُلد فى الشتاء بل فى أكثر أوقات السنة
برودة؟

 

نحن نعلم أن أقصر يوم فى السنة يوم 23 ديسمبر،
تقريباً يوم 11 أو 12 كيهك أى قلب الشتاء وعز البرودة والجبال تُغطى بالثلوج فى
منطقة فلسطين.

 

ليحقق النبوة التى قالها أشعياء النبى
“الشعب الجالس فى الظلمة وظلال الموت أبصر نوراً عظيماً”. لذلك ولد فى
الظلمة دليل سيطرة الخطية وفى أشد الأيام برودة لأن البرد هو دليل لظل الموت. لذلك
نسهر فى ليالى كيهك منتظرين إشراقة الفجر ومع أول شعاع يكون المسيح على المذبح فى
القداس الإلهى. ندخل والظلمة قائمة ونخرج فى النور الذى أشرق. حتى موسى عبر البحر
الأحمر بدأ العبور فى الظلام ووصلوا فى النور. لذلك نحتفل بعيد الميلاد ليلاً،
ووسط البرودة.

 

الخلاصة:

موعد الولادة كان مرتبط بالنبوة، التى قيلت عن
ميلاد الرب ظلمة وبرد، لذلك نسهر فى البرد طول الليل إشارة لانتظار البشرية خمسة
ألاف وخمسمائة سنة.

إذا سأل أحد لماذا نسهر أربعة سهرات خلال شهر
كيهك وقبل ميلاد السيد المسيح؟

 

لوجود أربعة مناسبات ضرورية قبل الاحتفال بميلاد
الرب وهى:

1- البشارة بميلاد يوحنا المعمدان

2- شارة بميلاد الرب يسوع

3- زيارة العذراء لأليصابات والتقاء الاثنين
وهما في بطنين الأمين

4- ميلاد يوحنا المعمدان ثم ميلاد السيد المسيح.

 

يلاحظ أن الأحداث بدأت بيوحنا المعمدان كمثال
للبشرية الجديدة التى تقدم المسيح للعالم.

 

ملحوظة:

ما هو الموعد الحقيقى لميلاد السيد المسيح؟ (25
ديسمبر أم 7 يناير أم 1 يناير)؟

هناك 3 أنواع من التقويمات (القمرية والشمسية
والنجمية)

التقويم القمرى فيه تقل السنة 11 يوم كل سنة تقل
11 يوم وهذه يسير عليها اليهود والمسلمين. سنتهم سنه قمرية التقويم القمرى، وهناك
التقويم الشمسى وفيه تزيد السنة الرابعة يوماً كل أربع سنين تزيد يوم ونسميها
السنة الكبيسة. ويسير عليها الغرب المسيحى. لكن وجد فارق 12 دقيقة و14 ثانية فى
هذا اليوم الزائد.

 

فى القرن ال15 علماء الفلك وجدوا الفارق حوالى
10 أيام فى عصر أحد الأباطرة ولذلك تقرر من الإمبراطور نزول العشرة أيام كان يوم
15 أكتوبر فأصبح 5 أكتوبر فوصلوا ليوم 25/12 العيد. كان العيد وقتها فى القرن ال15
يوم 5 يناير فنزلوا العشرة أيام فأصبح 25 ديسمبر.

 

التقويم النجمى وهذا ما تسير عليه السنة القبطية
المصرية القديمة يزيد يوم كل أربع سنوات ويزيد يوم كل 300 سنة لدقة الحساب الفلكى
النجمى، لذلك 29 كيهك كان يوافق 1 يناير فى الفترة من 1: 300 سنة ميلادية وفى
ال300 سنة التاليين كان يوافق 2 يناير فى الفترة من 301: 600 ميلادية وكان يوافق 3
يناير فى الفترة من 601: 900 وهكذا كان يوافق 4 يناير فى الفترة من 901: 1200 و5
يناير فى الفترة من 1201: 1500 ويوافق 6 يناير فى الفترة من 1501: 1800 ويوافق 7
يناير فى الفترة من 1801: 2100 وهذه فترتنا التى نعيشها الآن.

 

الخلاصة:

الموعد الدقيق لنفس يوم السيد المسيح هو يوم 29
كيهك. السنة الميلادية تتغير. لكن السنة القبطية ثابته لا تتغير.

 

السؤال:

فى السنة الكبيسة يوم 29 كيهك يوافق 8 يناير كيف
نُعيد؟

الإجابة:

السنة الكبيسة القبطية يكون اليوم الزائد في آخر
السنة 6 نسئ ويكون 1 توت يوافق 12 سبتمبر بينما فى السنة الميلادية يكون اليوم
الزائد هو 29 فبراير ولذلك من 12 سبتمبر: 29 فبراير يكون هناك فارق يوم فى التاريخ
بين القبطى والميلادى ثم من 1 مارس تتوافق التواريخ مرة أخرى. من 12 سبتمبر اليوم
الزيادة فى السنة القبطية حتى 29 فبراير اليوم الزيادة فى الميلادى يظل يوم زايد
فيكون 29 كيهك يوافق 8 يناير و11 طوبة وهو عيد الغطاس يوافق 20 يناير.

 

ولكن نحتفل بميلاد الرب يومى 28 كيهك و29 كيهك
حتى لا نطيل فترة الحبل المقدس يوماً إذ أن من 29 برمهات: 29 كيهك فى السنة
العادية البسيطة هو 9 شهور ولكن السنة الكبيسة يكون الحساب من 29 برمهات حتى 28
كيهك هو 9 شهور. لذلك يحتفل بيومى 28 و29 كيهك، أى 7، 8 يناير. هذا يتكرر كل أربع
سنوات فى السنة الكبيسة فقط.

 

تعتبرهم الكنيسة كأنهما صباح ومساء يوم واحد.

 

س) هل هناك إثبات يفيد أن السيد المسيح ولد
ليلاً؟

لوقا 2: 8 – 10) “أن الملاك بشر الرعاة وهم
ساهرون وقال رعاه يحرسون حراسات الليل على رعيتهم” “وإذا ملاك الرب وقف
بهم وبشرهم” هذه فى لحظات الولادة، لذلك قرر مجمع نيقية الاحتفال بعيد
الميلاد ليلاً وفيه تحقيق لما سبق القول عنه الرب أشرق وسط الظلمة. (القانون عشرين
فى المجموع الصفوى ج176، ج 198).

 

وحتى فى قوانين الرسل يقول يُحتفل بميلاد الرب
فى اليوم الخامس والعشرون من الشهر التاسع للعبرانيين الموافق 29 من الشهر الرابع
للمصريين أى كيهك، لا تشتغلوا فى يوم ميلاد المسيح لأن النعمة أُعطيت للبشر فى ذلك
اليوم. وهكذا أقوال القديس باسيليوس وحتى كتب البروتستانت مثل كتاب ريحانة النفوس
وغيره تشهد بهذا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى