اللاهوت الطقسي

27- سر المعمودية: مقدمة



27- سر المعمودية: مقدمة

27سر المعمودية: مقدمة

سر المعمودية له أهمية خاصة فى الكنيسة القبطية.
وأول سر يناله الإنسان هو سر المعمودية. والحقيقة نعتبر أن السيد المسيح هو الذى
أسس سر المعمودية. كيف؟ رغم أن معمودية السيد المسيح لم تكن مثل معموديتنا لأنها
كانت معمودية للمسحة لذلك نسميه يسوع المسيح الممسوح بالروح القدس الحال عليه فى
نهر الأردن. لكن منظر السيد المسيح وهو فى نهر الأردن نجد مياه والروح القدس حالل
والمسيح له المجد إبن الله فى الماء، لكى عندما يخرج السيد المسيح إبن الله كل من
ينزل الماء والروح القدس حالل يكون إبن لله.

 

وهذه هى أيقونة القيامة وأيقونة المعمودية فى
نفس الوقت؛ فالمعمودية قيامة، وفيها إعلان للخلاص، فيها معانى روحية كثيرة سنتكلم
عنها الآن. ولكى نعرف علاقة المعمودية بالقيامة نبدأ أول تشبيه، نشبه عمل
المعمودية فى النفس التى تنزل المعمودية بمثل البيضة، نسمى المعمودية دعامة
المسيحية، نحاول أن نقضى على الإنسان العتيق، نشبه الخطية أو الإنسان العتيق
بالقشرة القافلة على الكتكوت فى البيضة. الكتكوت داخل البيضة كائن حى، والبيضة جسم
ميت، لكن فى الداخل هناك كائن حى، القشرة وهى الوسط الخارجى، تشير للإنسان العتيق
أو الخطية الحابسة للإنسان الحى الذى يشير إليه الكتكوت. فى المعمودية يخرج
الكتكوت بعد يكسر القشرة ويخرج الكتكوت كائن حى ولذلك يقول معلمنا بولس الرسول
“إن كان إنسان فى المسيح فهو خليقة جديدة” هناك فرق بين البيضة كخليقة
وبين الكتكوت كخليقة صورة أخرى تماماً ففى المعمودية تخرج حياة من موت يدفن
الإنسان العتيق فى المعمودية ويولد من الماء والروح ويدفن مع الله أى مع المسيح.
لذلك هذا يشير للقيامة “مدفونين معه للموت لكى كما أقيم المسيح من بين
الأموات هكذا نسلك فى جدة الحياة” أى فى الحياة الجديدة. والسيد المسيح قال “من
لا يولد من الماء والروح لا يعاين ملكوت الله” (يو 3: 5) ولذلك أحد التناصير
هو أحد المولود أعمى. أعمى أغتسل وعاد بصيراً وهذا دور الماء فى أن الإنسان يبصر.
طالما الكتكوت داخل القشرة لا يشعر بالوسط الخارجى ولا الوسط الخارجى يشعر به لكن
عندما يخرج من هذا الوسط تستطيع أن تسمع صوته وهو يسمع صوتك. القشرة تشير إلى
سلطان الشيطان. التنصير معناه جعل الإنسان تابعاً للمسيح، يسوع الناصرى لذلك
الأخوة المسلمون يسموننا نصارى. يموت الإنسان العتيق من هو ضد المسيح ليحيا من هو
شبه المسيح. شبهه فى البنوة لله، القداسة، الطبيعة الجديدة.

نسمى المعمودية: حميم الميلاد، أو حميم الخلاص،
الينبوع المقدس. ولكى نأخذ القداسة فى المعمودية نجحد الشيطان بمعنى رفض سلطان
الشيطان. وجحد الشيطان نسميه تعهد أو عهد مع الله.

 

المعمودية نسميها باب الأسرار أى المدخل إلى
الأسرار. ومن يعتبر المعمودية ختم الإيمان لكن نحن نوافق على هذا التعبير ليس
بالمعنى البروتستانتى. البروتستانت يقولوا ختم الإيمان بمعنى علامة الإيمان مجرد
علامة. لكن نحن لا نوافق أن المعمودية مجرد علامة. فيها مفاعيل الخلاص ولذلك
نسميها حميم الخلاص. “من آمن وأعتمد خلص” (مر 16: 16).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى