اللاهوت الطقسي

الفصل الرابع



الفصل الرابع

الفصل الرابع

هل من مشيئة الله بناء هيكل لليهود؟

+ علاقة العهد القديم بالعهد الجديد:

العهد
القديم بكل أنظمته وشرائعه الدينية والطقسية هو بمثابة الأساس الذي شُيد فوقه صرح
العهد الجديد الضخم الشامل.. إنه بمثابة جذور الشجرة الضخمة التي تتآوي طيور
السماء في أغصانها رمزاً لكل الشعوب والأمم.. جذور الشجرة غير ظاهرة. ولكنها تحمل
الشجرة وعلى هذا، فلا يمكن فهم العهد الجديد والمسيحية كما ينبغي، ما لم نفهم
جيداً كتاب العهد القديم بكل ما فيه..

فالمسيحية
ليست ديانة مستحدثة ظهرت منذ نحو ألفي عام. كانت اليهودية هي المقدمة. وكان
المفروض أن جميع اليهود يصبحوا مسيحيين وتتلاشى اليهودية وتبتلع في المسيحية، لو
أن اليهود جميعاً آمنوا بالمسيح فالمسيحية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ البشري
حتى تصل إلى الإنسان الأول آدم.

والكنيسة
المسيحية لا تبدأ من يوم الخمسين.. هذا أمر على جانب كبير من الأهمية، أن ندرك أن
المسيحية كديانة غير منفصلة عن الديانة اليهودية..
فالدين هو التعبير عن
علاقة البشر بالله.. هذه العلاقة قائمة منذ بدء
الخليقة. ثم جاء وقت انحصرت تلك العلاقة في جماعة معينة، عرفت باسْمِ شعب الله.

ثم
حدث تطور في هذه العلاقة في مفاهيمها وممارستها متمشية مع قصد الله، واستعداد
البشر، فصارت في أكمل وأبهى صورها، وشملت الخليقة كلها، فيما عرف باسْمِ المسيحية..
إذن
فالديانة واحدة عُرف شطرها الأول باسْمِ اليهودية، وشطرها الثاني باسْمِ المسيحية.
والكتاب المقدس كتاب واحد يحوي بين دفتيه عهداً قديماً وآخر جديداً. والإله الذي
نؤمن ونعبده هو إله واحد
لا إله سواه كان غير منظور في
العهد القديم، وصار منظوراً في المسيح في العهد الجديد
..
إن الله واحد، والبشر كبشر طبيعتهم واحدة، ومن المنطق والبديهي أنهم يرتبطون بهذا الإله
الواحد بعلاقة دينية واحدة.

كانت
العلاقة قديماً تربط الله بشعب واحد هم اليهود، ثم حدث – بموت المسيح وقيامته ما
نتج عنها
أن انفتحت المسيحية على العالم كله أذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها” (مرقس 16: 15) وهكذا لم يعد اليهود هم شعب الله..بل صار العالم كله بشعوبه هم شعب الله.
لا فرق بين يهودي ويوناني، أو عبد وحر، أو بربري وسكيثي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى