اللاهوت الطقسي

+ تدشين الهيكل:



+ تدشين الهيكل:

+ تدشين الهيكل:

وبنو
إسرائيل الكهنة واللاويون وباقي بني السبي دشنوا بيت الله هذا بفرح وقرّبوا
تدشيناً لبيت الله هذا مئة ثور ومئتى كبش وأربع مئة خروف واثني عشر تيس معزى ذبيحة
خطية عن جميع إسرائيل حسب عدد أسباط إسرائيل” (عزرا 6: 16 و17).

ونلاحظ هنا:

أولاً: إننا لا نقرأ عند
تدشين خيمة الاجتماع أو هيكل سليمان عن تقديم ذبائح خطية، أما هنا فعند تدشين هذا
البيت قدم الشعب 12تيس معز ذبيحة خطية!!

فازاء حالة الضعف والفشل بل الشر والذي بسببه تشتت
بنو إسرائيل
نجدهم وقد شعروا بخطيتهم وما قد نتج عنها من تعرضهم للسبي والضياع
بين الأمم يعترفون أمام الله ويقدمون عن أنفسهم وعن اخوتهم ذبائح خطية.وإن كان
الذين رجعوا من السبي يمثلون قلة قليلة جداً (1) من مجموع الشعب، هم بقية
صغيرة من سبطي يهوذا وبنيامين، أما باقي الأسباط فلم يرجعوا، إلا أنهم قدموا 12
تيساً.ويذكر لنا الكتاب السبب في ذلك هو أنها
عن جميع إسرائيل حسب
عدد أسباط إسرائيل”

ثانياً: عند تدشين الخيمة
أيام موسى والهيكل أيام سليمان ملأ مجد الرب البيت، أما هنا فلم يحدث شئ من هذا
القبيل!والسبب واضح أن التابوت الذي يمثل عرش الله وسط شعبه ليس بموجود، فسحابة
المجد لم تجد مكاناً تستقر عليه لخلو البيت من التابوت.

ثالثاً: إن ما قدمه الشعب هنا
من محرقات وذبائح سلامة (100 ثور، 200 كبش، 400 خروف) لا يتناسب مع ما قدمه الملك
سليمان عندما دشّن الهيكل الذي بناه (22 ألف من البقر، 120 ألف من الغنم) حتى أنه
قدس وسط الدار التي
أمام بيت الرب لأنه قرب هناك المحرقات وشحم ذبائح السلامة لأن مذبح النحاس الذي
عمله سليمان لم يكف لأن يسع المحرقات والتقدمات والشحم”(أخبار الأيام
الثاني 7: 4-7).

وهذا يرينا حالة الضعف والفقر التي كان عليها
هؤلاء الأمناء الراجعون من السبي والتي لا تقارن بحالة الغني التي كانت أيام
سليمان.

رابعاً: ارتبط توقيت تدشين
هيكل سليمان بعيد المظال (1) (أخبار الأيام الثاني 5:
3 و7: 8)
كما ارتبط توقيت تدشين هيكل زربابل، أو هيكل الراجعين من السبي بعيد
الفصح (عزرا 6: 19).

ففي تدشين هيكل سليمان، نري الشعب قد وصل إلي
نهاية محافله السبعة بل وختامها، ففي هذا الجو الملئ بالأفراح والخيرات نري صورة
مصغرة لما سيكون عليه الشعب من أفراح وأمجاد، أما في تدشين البيت هنا، فإننا نري
الشعب يقف علي أعتاب مواسمه السبعة الفصح فو إن
اعتراهم الضعف والفشل، وإن تشتتوا وتفرّقوا، فهم مازالوا شعب الله، والذي يُسر
تبارك اسمه أن يرعاهم ويباركهم، وها كلمات الرب التي نطق بها موسى أمام فرعون ترن
في آذانهم من جديد
أطلق شعبي
ليعيدوا لي”،
أطلق شعبي
ليعبدوني” (خروج 5: 1 و7: 16) فهم بذلك يحفظون أنفسهم في محبة الله.



(1) إذا أخذنا في
الاعتبار أن تعداد الجيش في أيام داود كان 1.570.000 رجل مستل السيف ، هذا بخلاف
تعداد سبطي لاوي وبنيامين (أخبار الأيام الأول 21 :5 ) كما أن تعداد كل الجمهور
الذين رجعوا من السبي مع زربابل كان 42.370 شخصا هذا بخلاف 7.370 العبيد و200.000
من المغنيين والمغنيات (عزرا 2 : 64 و65 ) لأمكننا أن ندرك كم كانت البقية الراجعة
لا تمثل سوي نسبة صغيرة جداً من تعداد الشعب كله.

(1)
في الشهر السابع ، كان للشعب 3 محافل مقدسة وهي تذكار هتاف البوق ( 1/7 ) ، ا
لكفارة
( 10/7 )، عيد المظال (15/7)
المحفلان الأولان مدتـهما يوم واحد ، أما عيد المظال فهو الذي
يمتد ثمانية أيام وينتهي بيوم اعتكاف ( لاويين 23 :33 ).ومن هنا نفهم أن الذي
مارسه الشعب عند تدشين هيكل سليمان هو عيد المظال.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى