اللاهوت الطقسي

+ داود وسليمان:



+ داود وسليمان:

+ داود وسليمان:

سليمان هو ثالث ملك على إسرائيل، ولكن أول ملك
بالميراث، وهو ابن داود من بتشبع، وقد مسحه صادوق الكاهن مع ناثان النبى على عين
جيحون وأركبه بغلة الملك داود وأعلن جلوسه على العرش (ملوك الأول 1: 33).
ويسميه الوحى الإلهى بفم ناثان النبى يديدَّيا
Jadidia أى محبوب الله (صموئيل الثانى 12: 25)، واسمه بالعبرى
يُنطق هكذا سيلوموه
Selomoh ويعنى سلامى أو ابن السلام. لم يظهر اسمه فى الكتاب فى كل روايات
داود إلاَّ فى أواخر أيام داود مع أنه وُلد فى بدء حكم أبيه، لذلك ظلت شخصيته غير
واضحة تماماً فى الكتاب.

كان داود قد أعدّ خطة
دقيقة لبناء الهيكل، وبدأها بتدبير الأيدى العاملة والمهمات، ليسّهل على ابنه
سليمان الصغير السن العمل العظيم الذى سيقوم به، والذى ينبغى أن يعبّر عن عظمة
الرب (
أخبار الأيام الأول 22: 1 -5).

فأعد فرق البناء والمسئولين عن البيت (أخبار
الأيام الأول 23

27)،

وبدأ باستعراض رؤساء الأسباط حسب ترتيبهم:

+ فرق خدمة اللاويين والكهنة وخدامهم
ومسئولياتهم (أخبار الأيام الأول 23و24).

+ فرق
المرنمين (أخبار الأيام الأول 25) وهم معتبرون متنبئون (أى وعاظ).

+ البوابون (أخبار
الأيام الأول 26: 1-19)
.

+ الرؤساء لجمع
التقدمات والقضاة لتنفيذ القانون (أخبار الأيام الأول 26: 2 – 32).

+ القيادات المدنية والعسكرية (أخبار
الأيام الأول 27)
.

ودعا داود سليمان ابنه وشرح له أولاً أن الرب قد
نحاه عن بناء البيت لأنه سفك دماء كثيرة فى الحروب (أخبار الأيام الأول 22: 6-19).
وأوصاه أن يبنى البيت وأن يحفظ شريعة الرب:
الآن يا ابنى، ليكن
الرب معك، فتفلح وتبنى بيت الرب الهك.. تشدد وتشجع واعمل، لا تخف ولا ترتعب”
(أخبار
الأيام الأول 22: 7 و28: 20).

ثم يعود داود يذكر كيف هيأ لبناء البيت حتى فى
أيام مذلته ولم ينس مطالب الرب، فأعد ذهباً وفضة.. ونحاساً.. وحديداً بلا وزن،
وخشباً، وكان على سليمان أن يزيد عليها، وجمع داود كل رؤساء الشعب وألقى
عليهم خطاباً ختامياً بيّن فيه إرادة الرب وأوصاهم قائلاً:
احفظوا واطلبوا جميع
وصايا الرب إلهكم”
(أخبار الأيام الأول 28: 8) وأوصى
سليمان قائلاً:
اعرف إله
أبيك وأعبده بقلب كامل، وبنفس
راغبة، لأن الرب يفحص جميع القلوب، ويفهم كل تصورات الأفكار، فإذا طلبته يوجد منك،
وإذا تركته يرفضك إلى الأبد
(أخبار الأيام الأول 28: 9).

وأفهم الرب نموذج البناء فى رؤيا لداود، فرتّب
للشعب أن يتم التنفيذ وفقاً للتصميم الذى رآه بما فيه من أروقة، وخزائن، ومخادع
داخلية، وقدّم لهم المعادن النفيسة اللازمة للإنشاءات والأدوات والأوانى. وكذا رتب
الفرق العاملة للتنفيذ (أخبار الأيام الأول28: 11-29: 9).

ونلاحظ أن الخيمة أو الهيكل كلاهما تعّين بناؤه
من الله. فقد قال الله لموسى:
بحسب
جميع ما أنا أريك من مثال المسكن ومثال جميع آنيته هكذا تصنعون” (خروج 25:
9)
وامتثل الشعب لهذا الأمر الإلهى. وعندما تم بناء المسكن
فنظر موسى جميع العمل،
وإذا هم قد صنعوه كما أمر الرب” (خروج 39: 43).

أماَّ عن الهيكل فقال داود لابنه سليمان: قد أفهمنى الرب كل ذلك
بالكتابة علىَّ أى كل أشغال المثال” (أخبار الأيام الأول 28: 19)،لم
يترك الله شيئاً لخيال الإنسان أو استحسانه البشرى، سواء لموسى فى تأسيس الخيمة أو
لسليمان فى بناء الهيكل. لكن كل شىء كان يسير وفق خطة إلهية محددة، لأن
كل ما يعمله الله أنه
يكون إلى الأبد، لا شىء يزاد عليه ولا شىء ينقص منه” (جامعة 3: 14).وإذ
نرى الله يرسم بنفسه هذه التفصيلات الدقيقة تصبح هذه الرموز والظلال غاية فى
الأهمية.

وداود وسليمان كلاهما رمزان للرب يسوع: داود
يرمز إليه فى إتضاعه والآمه وسليمان يرمز إليه فى إرتفاعه وتمجيده.

وهذا ما نرى ظلالاً له فى الاستعدادات التى قام
بها داود والتى جعلت عهد سليمان مجيداً.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى