اللاهوت الطقسي

+ أورشليم مدينة الملك داود:



+ أورشليم مدينة الملك داود:

+ أورشليم مدينة
الملك داود:

حينما صار داود ملكاً على يهوذا (صموئيل
الثاني 4: 2)
ثم على كل إسرائيل (صموئيل الثاني 3: 5)،رأى أنه من
الضروري التخلص من هذا الحاجز الكنعاني القائم بين حدود يهوذا وبقية إسرائيل، وأنه
لابد من اختيار مقر لعاصمة ملكه يكون ملائماً ومتوسطاً بينهما. وقد استطاع أن يحل
هذه المشكلة المزدوجة باستيلائه المفاجئ على أورشليم الذي لم يذكر الكتاب تفاصيله
بل سرده بكل اختصار فى (صموئيل الثاني 5: 6-8).

ولكن المهم أن داود استولى على المدينة بواسطة
بعض جنوده فى هجمة مفاجئة، وأحتفظ بها وبتخومها مُلكاً خاصاً له، حتى أنها اتخذت
هذا الاسم الجديد مدينة داود .

وتطل أورشليم على ثلاثة أودية: وادى قدرون kedron من الشرق، ووادى هنوم Hinnom من الجنوب، ووادى فى الوسط يسميه المؤرِّخ يوسيفوس اليهودي وادى
تيروبيون
Tyropeone صنّاع الجبن .

والمدينة تقوم على هضبة مرتفعة 2500 قدم فوق سطح
البحر، وقسمها الشرقي المرتفع كان اسمه عوفل (أي الاكمة)
Ophel أمَّا قسمها الغربي فصار اسمه فيما بعد صهيون.

ولا شك إن اقتران “أورشليم” باسْمِ
“داود” أعطاها معنى روحياً خاصاً أيضاً..لأن داود هو الملك الممسوح من
قبل الله ليبقى كرسيه إلى الأبد!! لأن الرب وعده قائلاً:
ويأمن بيتك ومملكتك إلى
الأبد أمامك. كرسيك يكون ثابتاً إلى الأبد” (صموئيل الثاني 7: 16).

كما جاء فى المزامير: حلفت لداود عبدي إلى
الدهر أثبّت نسلك وابني إلى دور فدور كرسيَّك.. وجدت داود عبدي بدهن قدسي مسحته..
إلى الدهر أحفظ له رحمتي وعهدي يُثبّت له وأجعل إلى الأبد نسله وكرسيَّه مثل أيام
السموات” (مزمور 89: 3 و4و20و28و29).

وقد قام داود بتقوية حصونها وقلاعها، وبنى فيها
قصراً له ولبلاطه استخدم فيه أخشاب الأرز من صور وبنائين خبيرين من فينيقية. وضم
إلى المدينة جزءاً صغيراً من الأرض وأحاطها بسور (صموئيل الثاني 5: 9-11).

واشتهى داود أن يبنى
هيكلاً للرب، ولكن الله رفض طلبه بسبب الدماء التى لوَّثت يديه، فلم يِثنِ ذلك
داود عن عزمه، فقام باستحضار كل ما يلزم بناء هيكل الله من جميع المواد من أماكنها
البعيدة، ومن كثرة تشوّقه واهتمامه بشكل البيت أراه الله تكويناته، فأملاها على
ابنه سليمان.

ولكن أهم ما أضفاه داود من قيمة لمدينة أورشليم
هو أنه نقل إليها تابوت عهد الرب من شيلوه لما صار ذلك مستطاعاً بعد هزيمته
للفلسطينيين (صموئيل الثاني 6).

وبذلك نقل داود التراث الموسوي المقدس إلى أورشليم
ومعه كل القيم القومية والروحية للشعب اليهودي.وهكذا صارت أورشليم مركز عبادة الله
يهوه ،أي رب الصباؤوت أي
رب القوات و الجالس فوق الشاروبيم وهذا
هو ما يشير إليه تابوت العهد بغطائه الذى يظلل عليه الكاروبين، بعد أن كانت
أورشليم مركزاً لعبادة آلهة الكنعانيين.

فداود إذن هو أول أساس
لشهرة أورشليم ودلالاتها التاريخية والدينية المبنية على حقيقتين:

أولا: إنها مقر بيت داود الملك، أعظم ملوك
إسرائيل الذي حكم شعبه حسب مشيئة الله فاستحق شهادة الله له بأن قلبه حسب قلب الله،
وأخذ وعداً إلهياً بأن كرسيه سيبقي إلي الأبد.!!

ثانيا: إنها صارت – بإنتقال تابوت العهد إليها –
مكان حضرة الله
يهوه رب الصباؤوت الجالس فوق الشاروبيم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى