اللاهوت الطقسي

+ ماذا وراء هذه الأوصاف؟



+ ماذا وراء هذه الأوصاف؟

+ ماذا وراء هذه الأوصاف؟

ولكن
لماذا أطلق على أورشليم كل هذه الأوصاف، وأعطتها الكتب المقدسة فى الناموس
والأنبياء كل هذا التقدير والاهتمام؟!!

لكى
نجيب على هذا السؤال ينبغى أن ننظر إلى أورشليم من خلال تاريخها لنكتشف سر الأهمية
التى اكتسبتها، ثم نتتبع المفاهيم التى تضمنتها
أورشليم من خلال أوصافها التى جاءت
فى الكتب المقدسة:

أولاً: أورشليم مقر
الملك وعاصمة المملكة:

منذ أن عُرفت أورشليم([1])
في التاريخ أيام كانت مدينة كنعانية مغمورة في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وهى
تحظى دائماً بكونها مقراً للملك. ولكنها كانت مدينة صغيرة وملكها لا يعتد به،
وكانت تدعى
يبوس”
نسبة إلى اليبوسيين ([2])الذين
كانوا يسكنوها قبل دخول الإسرائيليين لأرض الموعد.

هذا ما عرفناه من التاريخ ومن الاكتشافات
الأثرية، أما ما يورده الكتاب المقدس عن أورشليم بصفتها مقر للملك وعاصمة للمملكة،
فقد جاء في سفر التكوين (14: 18) عن ملك لأورشليم اسمه ملكي صادق ملك ساليم
الذي كان أيضاً كاهناً لله العلي، وهو الذي بارك إبراهيم أب الآباء وأخذ منه
عُشراً من كل شيء، وقدم عنه قرباناً من الخبز والخمر..! وهذه هي أول بارقة امتياز
تبرز بها أورشليم بين جميع المدن التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس.

وعند تقسيم أرض كنعان بين أسباط إسرائيل الاثنى
عشر وقعت أورشليم على الحدود بين ميراث سبط بنيامين وسبط يهوذا (يشوع 15: 8و 18:
16)
،ويتضح من النص الوارد في سفر القضاة أن
بنو بنيامين لم يطردوا
اليبوسيين سكان أورشليم فسكن اليبوسيون مع بني بنيامين فى أورشليم فلم يقدر بنو
يهوذا على طردهم فسكن اليبوسيون مع بنى يهوذا فى أورشليم إلى هذا اليوم
(يشوع 63: 15).

و هكذا كانت تعتبر أورشليم أنها مدينة أجنبية
ولا يُسمح لليهودى أن يقضى فيها ليلته حيث لم يكن من سكانها أحد من مواطنيه، كما
جاء فى سفر القضاة:
وفيما هم
عند يبوس والنهار قد انحدر جداً قال الغلام لسيده تعال نميل إلى مدينة اليبوسيين
هذه ونبيت فيها فقال له سيده: لا نميل إلى مدينة غريبة حيث ليس أحد من بني إسرائيل
هنا.نعبر إلى جبعة” (قضاة 19: 11 و12).

إذن فإنه على الرغم من
احتلال الإسرائيليين لأرض كنعان فقد ظلت أورشليم مدينة مستقلة تفصل سبط يهوذا ومن
معه فى الجنوب عن بقية اليهودية فيما بعد إلى مملكتين: يهوذا وإسرائيل، كانت
أورشليم الكنعانية هى الحد الفاصل بينهما.



اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى