اللاهوت الطقسي

ثانياً: تقدمة القربان



ثانياً: تقدمة القربان

ثانياً: تقدمة القربان

(لاويين 2: 1-10، 6: 14-18): Meal Offering

هذه هى التقدمة الثانية التى كانت تقدم قرباناً
وقود رائحة سرور للرب. وهى تختلف عن المحرقة فى كونها ليست من البهائم وليست ذبيحة
دموية. ولكنها من دقيق الحبوب، وتسمَّى بالعبرية
منحة: minhah وهذه الكلمة العبرية تعنى بصفة عامة هدية مهداة
إلى رئيس” فالهدية التى أهداها يعقوب لأخيه عيسو دُعيت
منحة”
بالعبرية (تكوين 32: 13)، وكذلك الهدية التى قدمها اخوة يوسف له عند مجيئهم
إلى مصر (تكوين 43: 11). واُستخدمت أيضاً للتعبير عن الجزية التى يدفعها
الشعب المهزوم للغالب (صموئيل الثانى 8: 2 و6). وتعبَّر هذه الهدايا عن
خضوع المقدَّم للهدايا وولائه الكامل للمقدَّم إليه. وفى تقديمها للرب تعنى
الإعتراف بسموه وعظمته والولاء الكامل له والاعتماد الكلى عليه فى كل احتياجات
الحياة، باعتبار أنه هو صاحب ومعطى جميع الخيرات.

ويبين الوحى أربعة أنواع من التقدمات الطعامية
هى:

1- الدقيق مع الزيت (لاويين 2: 1 – 3):

كان الدقيق من دقيق الحنطة، وهو أثمن أنواع
الدقيق، ويجب أن يكون ناعماً، نقياً، وكان أقل مقدار من الدقيق عُشر الإيفة وتقّدر
بنحو 2.29 من اللترات، تُسكب عليه زيت (زيت الزيتون النقى)، ويُوضع عليه اللبان
(من مركبات البخور المقدس (خروج 30: 34)).

كان مقدمو التقدمات يأتون بها إلى (بنى هارون)،
ويقصد بهم الكهنة، لأن الكاهن هو الوسيط بين الله وبين شعبه، وخادم مقدساته. كان
الكاهن يأخذ نصيب الرب من التقدمة، وهو مقدار قبضة يده من الدقيق ودُعى هذا
المقدار “تذكار التقدمة(لاويين 2: 2، 9، 16) لُيقدمه مع
زيت وكل اللبان على النار وقود رائحة سرور للرب، وفى الغالب كان الشعب يترنمون
بمزمورى (38 و70) وهم يُقدمون التقدمة، وهما تسبحتان إستغاثيتان لداود
النبى يطلب فيهما صاحب التقدمة من الرب أن ينظر إليه ويذكر تقدماته..

والباقى من التقدمة هو لهارون وبنيه “قدس
أقداس
من وقائد الرب (لاويين 2: 3)، لا يأكلها سوى الكهنة
وحدهم فهى من نصيبهم دون نساءهم، يأكلونها فى دار خيمة الاجتماع وهم مقدسون.. لا
يمسها أحد أو شىء غير مقدس!

حينما يُقال عن الأنصبة أنها قدس” فقط وليس قدس
أقداس”
، تكون من نصيب الكهنة وعائلاتهم، ولا يشترط أن تُؤكل فى دار
خيمة الاجتماع، وذلك كباكورات الزيت والخمر وأنصبتهم من ذبائح السلامة فى الأعياد
وغيرها (لاويين 23: 20، عدد 6: 20).

2- القربان المخبوز فى التنور (لاويين 2: 4):

هو الفطير المخبوز فى التنور (فرن) سواء كان على
شكل أقراص ملتوتة (معجونة) بالزيت، أو بكونه رقاقاً مدهوناً بالزيت.

والتنور كان له أشكال مختلفة بالنسبة لاختلاف
الحالات أو الشعوب، وكانت أسرع طريقة أن يحمّى الحجر أو الفخار بوضع الجمر عليه،
ثم يزال الجمر ويُوضع الفطير عليه.

3- القربان المخبوز على الصاج (لاويين 2: 5 و6):

هو أيضاً فطير مخبوز لا فى فرن وإنما على صاج أى
على لوح من الحديد أو النحاس ويبدو أنه كان محدباً من وجه ومقعراً من الوجه الآخر،
وكان الوجه المقعر يُوضع فوق النار ويُخبز على الوجه الثانى.. وكانت التقدمة من
الدقيق الملتوت بالزيت ثم تفتت أى تُكسر إلى قطع صغيرة جداً ويُسكب عليها الزيت.

4- القربان المطبوخ فى الطاجن (لاويين 2: 7):

هذا القربان عبارة عن دقيق مطبوخ فى زيت
الزيتون، وكان هذا الطعام شائعاً. و(الطاجن) هو قدر (إناء – طنجرة) عميق نوعاً ما
يُصنع من الفخار ويُستعمل فى الطهى.

كان يُفعل بكل هذه الأنواع ما يُفعل بتقدمة
الدقيق والزيت حيث يسلمها مقدموها للكاهن، (ويأخذ الكاهن تذكارهما) وهو مقدار ملء
قبضة يده ويُوقدها مع اللبان على المذبح، ويكون باقى التقدمة من نصيب الكهنة.

وكما كان هناك المحرقة الاختيارية والمحرقات العامة
الطقسية فى المناسبات، كذلك بالنسبة لتقدمة الدقيق، فهناك التقدمة الخاصة
الاختيارية التى يقدمها الفرد فى أى وقت يريد وبالكمية التى يراها، وهناك التقدمات
العامة فى المناسبات. وإذا قدمها الكاهن من أجل الشعب فإن التقدمة بأكملها تحرق.

وتقدمة الدقيق هذه، كانت تُقدم عادة مع ذبيحة
المحرقة، إذ كثيراً ما تذكر المحرقة وتقدماتها (لاويين
7: 37، 23: 18، عدد 28: 28، 31)
، كما كانت تُقرب أيضاً مع ذبيحة السلامة (لاويين
7: 12، 9: 4)
ومع ذبيحة الخطية والإثم (لاويين 7: 9، 10، 15: 24، عدد 15: 4
– 9، 18: 9)
، وعند تكريس هارون (لاويين 9: 4، 17)، وعند تطهير الأبرص
(لاويين 14: 10، 20، 21، 31)
، وفى المواسم والأعياد (لاويين 23: 13، 16،
37)
، وعند اكتمال أيام النذير (عدد 6: 15). وكانت مسئولية التقدمة
منوطة بألعازار بن هارون الكاهن (عدد 4: 16).

وتشير هذه التقدمة التى من دقيق إلى المسيح
المتجسد. وكما أن المحرقة كانت ترمز إلى موت المسيح على الصليب وتقديم ذاته
قرباناً رائحة طيبة للآب، فقربان الدقيق كان يشير إلى حياته على الأرض فى طهارة
ناسوته ونقاء سيرته التى وجد فيها الآب سروره: “هذا هو ابنى الحبيب الذى به
سررت”
(متى 3: 17)، لأن المحرقة كان فيها سفك دم، أما تقدمة
الدقيق فكانت بلا سفك دم، إشارة إلى حياته فى الجسد مشتركاً معنا فى كل معاناتنا
ما خلا الخطية وحدها، حتى أنه “فى ما هو قد تألم مجرِّبا يقدر أن يُعين
المجرَّبين”
(عبرانيين 2: 18).

لقد شبه السيد المسيح نفسه بحبة الحنطة التى “إن
لم تقع فى الأرض وتمت فهى تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير”
(يوحنا
12: 24) –
لكننا لسنا هنا أمام حنطة، بل أمام دقيق – والدقيق هو الحنطة
المسحوقة – وقد قيل عن المسيح “مسحوق لأجل آثامنا” (إشعياء
53: 5).
وفى سحقه ظهر أيضاً لونه الأبيض ونقاوته ونعومته من الداخل. إن
الدقيق يشير إلى حياة المسيح الطاهرة النقية..

ولكى يُزيد الوحى من حبك هذا المثال ويجعله
مطابقاً للمرموز إليه تمام الانطباق لم يكتف أن يجعل الدقيق ملتوتاً بالزيت، بل
ومسكوباً عليه الزيت،
مما يثير الدهشة على هذه الدقة فى التعبير، وبالأخص إذا
علمنا أن الزيت يُستخدم دائماً للتعبير عن الروح القدس، حيث يشير الدقيق الملتوت
بالزيت عن علاقة المسيح بالروح القدس، فمن الناحية الأقنومية المسيح ثابت فى
الروح القدس، والروح القدس فيه، وإنهما واحد من الناحية اللاهوتية، إلا أنه مُسح
بالروح القدس، فقد مُسح للخدمة حينما حل عليه روح الله فى العماد فى نهر الأردن
(يوحنا 1: 32-34).

ويقول القديس أغسطينوس:

(اسم المسيح”
مشتق من
المسحة”..
بأى زيت مُسح إلا بزيت روحى؟! فالزيت المنظور هو علامة، أما غير المنظور فهو السر،
وهو داخلى. مُسح الله لأجلنا وأرسل، فصار إنساناً مع بقائه هو الله) ([1]).

ولكى يصير التطابق أكثر روعة وإحكاماً نجد أن
أقراص الدقيق الملتوتة بالزيت والمسكوب عليها الزيت يُضاف إليها اللبان. واللبان
يشير إلى البخور والكهنوت والصلاة والجهاد (رؤيا يوحنا 8: 3و4) لذلك فهو
يرمز إلى تقدمة المسيح لحياته ككاهن نائباً عن البشرية، حيث كانت خدمته وأعماله
وصلاته وجهاداته التى قدمها من أجلنا وتزكت بنار تجاربه وآلامه هى الرائحة العطرة
التى ارتفعت بخوراً أمام الله الآب فى السماء. إن فى

“مع
كل لبانها” (لاويين 2: 2)
ما يشير أن كل حياة المسيح وسيرته كانت ممجدَّة
للآب، وفى كل عمل من أعماله كانت تفوح رائحة الابن الحبيب الذى سُر به أبوه وشهد
لقداسته. ففى قول الكتاب إن كل لبان التقدمة كان يُوقد على المذبح ما يشير إلى
منتهى الإخلاص الذى قدمه المسيح للآب فى كل حياته وأعماله وأقواله.

بقيت إضافة أخيرة على هذه التقدمة لكى تكتمل
مطابقتها للمرموز إليه، وهو الملح الذى أوصى به الوحى قائلاً: “كل قربان
من تقادمك بالملح تُملحه، ولا تُخل تقدمتك من ملح عهد إلهك. على جميع قرابينك
تُقرب ملحاً” (لاويين 2: 13).
والملح مُصلح وحافظ من الفساد بهذا المعنى
قال المسيح لتلاميذه: “أنتم ملح الأرض” (متى 5: 13). وهنا يشير
إلى جسد المسيح العديم الفساد، كقول الكتاب: “لأنك لن تترك نفسى فى
الهاوية، ولا تَدَع قدوسك يرى فساداً”
(أعمال الرسل 2: 27)، ومن
ناحية أخرى فإن الملح يشير إلى الوفاء بالعهد والالتزام به. ولعله لهذا السبب
اعتاد الناس فى الشرق عند إقامتهم العهد أن يأكلوا ملحاً مع الطعام إشارة إلى حفظ
عهد المحبة ثابتاً (عدد 18: 19، عزرا 4: 14).

يتحدث القديس جيروم عن استخدام الملح فى
الذبائح فيقول: (الملح جيد لذا يجب أن تُرش كل تقدمة به، كما يقدم الرسول الوصية: “ليكن
كلامكم كل حين بنعمة مصلحاً بملح” (كولوسي 4: 6)
، ولكن “إن فسد
الملح يطرح خارجاً”
(متى 5: 13)، فيفقد قيمته تماماً ولا يصلح حتى
لمزبلة، بينما يجلب المؤمنون سماداً يُغنى تربة نفوسهم القاحلة) ([2]).

ثم نأتى إلى المحظورات التى أوصى الرب بتحاشيها
فى تقديم القرابين وهى الخمير والعسل ما دامت توقد على المذبح (لاويين 2: 11) وذلك
للأسباب الآتية:

أولاً:
الخمير فى الكتاب المقدس يرمز عادة إلى الخطية والشر والخبث والرياء:

V “تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذى هو الرياء” (لوقا
12: 1).

V “نقوا منكم الخميرة العتيقة.. إذاً
لنُعيَّد، ليس بخميرة عتيقة، ولا بخميرة الشر والخبث، بل بفطير الإخلاص
والحق” (كورنثوس الأولى 5: 8)

لذلك لم يكن مأذوناً لشعب إسرائيل أن يُقربوا
الخمير وقود رائحة سرور للرب، إلا أنه كان مسموحاً لهم أن يقربوها قربان
أوائل (أى باكورات) (لاويين 2: 12 و23: 17).

أما تقدمة الدقيق التى كانت تشير إلى ناسوت
المسيح فينبغى ألا تُصطنع خميراً، لأن المسيح كان طاهراً من كل شر ولم يوجد فى فمه
غش، فهو القدوس الطاهر الكامل الذى تحدى أعداءه قائلاً: “من منكم يبكتنى
على خطية” (يوحنا 8: 46).

ثانياً: العسل يشير إلى الشر الذى له طعم
الحلاوة
ويظهر
كأنه خير وهو فى حقيقته يسرق الإنسان ويخدعه. وهذا أيضاً يشير إلى طبيعة المسيح
الذى لم يُهادن الشر ولم يتكلم كلاماً معسولاً يخدع به السامعين، ولم يُجامل أحداً
على حساب الحق والقداسة والبر رغم وداعته ولطفه ورقته.

بالإضافة إلى الصورة السابقة التى كانت تقدم بها
تقدمة الدقيق فى أية صورة من صورها، كان الكاهن يأخذ من التقدمة تذكارها ويوقد
على المذبح وقود رائحة سرور للرب (لاويين 2: 8 و9).

ووضع هذه التقدمة على نار مذبح المحرقة، إنما
يشير إلى آلام المسيح فى حياته – وليس فى صلبه. فلقد عاش المسيح حياته كلها – كما
يقول إشعياء النبى “رجل أوجاع ومختبر الحزن” (إشعياء 53: 3).. إن نار
تقدمة الدقيق إنما تشير إلى الإهانات والشتائم وأنواع الهزء التى احتملها المسيح
ابن الله..
وحينما كانت تُحرق كانت تختلط بدم الذبائح المقدمة بلا
انقطاع، فلا تُحرم التقدمة من فاعلية الدم المقدس لغفران الخطايا.

وأخيراً نأتى إلى ما تبقى من تقدمة الدقيق بعد
أن يأخذ الكاهن منها ويُوقد تذكارها على المذبح، هنا يعلن الوحى امتياز الكهنة
خدام المذبح المكرسين لخدمة مقدسات الله، فى الأكل من بقية ما قُدم للرب الإله،
هذا الامتياز الذى لم يكن لغير الكهنة الحق فى التمتع به، يُوزع بينهم بالتساوى “كل
إنسان كأخيه”
(لاويين 7: 10) وفى هذا إشارة إلى جسامة الخدمة
ومسئولياتها الخطيرة الملقاة على كاهل الكهنة وما تتطلبه من معونة خاصة لهم، وقد
أُوضح الطقس ما هو القربان فى جوهره بالنسبة لذبيحة المسيح، إذ جعله رمزاً
وتوضيحاً لكمالاته الناسوتية وخدمته وعمله وتعليمه وجهاده ورعايته وعدم فساده.

ويعلِّق العلامة أوريجانوس على قول
الكتاب فى ختام شريعة التقدمة “كل من مسَّها يتقدس” (لاويين
6: 18)،
فيقول:

(المسيح الذى قُدم قرباناً هو الذبيحة الوحيدة
الكاملة، حيث إن كل ذبائح الشريعة القديمة كانت رمزاً له ومثالاً. وكل من يمس جسد
هذه الذبيحة يتقدَّس فى الحال. فمن كان غير طاهر يتطهر، ومن كان مجروحاً يُشفى من
جراحاته..

ألست تؤمن أن هذا النص من الناموس ينبغى أن
يُفهم هكذا! فإنه إن مس أحد جسد يسوع بهذه النية والقصد الذى سنقوله، إن كان بكل
إيمانه وبكل طاعته يقترب إلى يسوع باعتباره الكلمة صار جسداً،
فهذا الذى لمسه هو جسد الذبيحة، وهكذا فإنه يتقدس) ([3]).

والعجيب أن الكاهن وهو يتمتع بنصيب من هذه
التقدمة، تضاف عبارة قصيرة فى (لاويين 6: 19-23) بخصوص القربان الدائم
للكهنة، يُقدمها الكاهن الممسوح (هارون أو من يخلفه فى الوظيفة) على الداوم،
صباحاً ومساءً ويظهر أنها واجب كهنوتى يُماثل المحرقة الدائمة. وبما أن الكهنة هم
الذين يقدمونها عنهم فلا يجوز لهم أن يأكلوا أى جزء منها. أنها تُحرق كلها.

ولكن لابد أن نتنبه إلى أن تقدمة القربان لا
تشير إلى الذبيحة التى نقدمها الآن من خبز وخمر على المذبح التى هى للجميع، ولكنها
تُشير فقط إلى ما أكمله المسيح منذ أن مُسح بالروح للخدمة فى المعمودية إلى ما قبل
الصليب مباشرة، فإن كانت كل الذبائح تُشير إلى عمل المسيح على الصليب، فتقدمة
القربان تختص وحدها بالإشارة إلى حياة المسيح وخدمته ما قبل الصليب. لذلك حرصت
كنيستنا على تقديم الذبيحة الإلهية من خبز مختمر لا كفطير، لأن الفطير يشير إلى
حياة المسيح قبل الصليب فقط وإلى أعماله التى كانت خالية من الخمير الذى هو رمز
الشر، أما وقد حمل خطايانا فى جسده على الصليب وقدم ذاته ذبيحة خطية عنا، لذلك لزم
جداً أن يضاف الخمير فى الخبز الُمقدم فى القداس إشارة إلى الخطية التى حملها فى
جسده.

والكنيسة لم تكتف بوضع الخمير فقط بل لزم أن
يدخل النار حتى تموت هذه الخميرة ثانياً كما ماتت الخطية فى جسد المسيح الُمقام من
الأموات. فالخميرة موجودة فى قربان القداس ولكنها ميتة بفعل النار، وكما أبطلت
النار فعل الخميرة، كذلك “أبطل المسيح الخطية بذبيحة نفسه” (عبرانيين 9:
26).

إذن فتقدمة القربان قد اختصت بتوضيح حياة ذبيحة
المسيح السابقة للذبح، ووهبت قوة الحياة بصفة خاصة للذين أرسلهم المسيح يخدموا
ويبشروا!!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى