اللاهوت الطقسي

V الأخطاء التى وقع فيها الشعب ورؤساؤه فى فهم الذبائح وإساءة استخدامها



V الأخطاء التى وقع فيها الشعب ورؤساؤه فى فهم الذبائح وإساءة استخدامها

V الأخطاء التى وقع فيها الشعب ورؤساؤه فى فهم الذبائح وإساءة استخدامها

علينا أيضاً أن نعبر
على أنواع إساءة فهم هذه الذبائح وسوء استخدامها الأمور التى استحق الشعب عليها
توبيخاً عنيفاً من الله بفم الأنبياء:

 1.
 تدهور قيمة الذبائح بمرور الزمن، وتحوُّلها إلى
فرائض تأتى نتائجها من تلقاء ذاتها بمعنى أن الذبيحة تُقدم عُوض النفس وكأنها
ضريبة أوكأن الله محتاج إليها أو أنها كفيلة بإرضائه، مع أن فلسفتها الروحية هى أن
الإنسان لا يقدِّمها لله، بل يتقدم بها إلى الله، فهى واسطة وليست غاية.
فإذا قدمها الإنسان عن نفسه وحسب، فإنه يخرج من أمام الله صفر اليدين، ولكن إن هو
تقدم بها إلى الله، فإنه يدخل مع الله فى دالة ويخرج من لدنه فرحاً مبتهجاً
وسعيداً.

 2.
 هكذا انتهى الشعب إلى فهم أن الذبيحة هى
لاسترضاء الله وحسب، مع أنها لا تخص الله بل تخص علاقة الإنسان بالله.

 3.
 صار فى اعتقاد الشعب أن دم الذبيحة يغفر الخطية
من تلقاء ذاته طالما وُضع على المذبح، مع أن المنصوص عنه فى لاهوت العهد القديم
أنه عندما ينضح رئيس الكهنة دم الذبيحة على غطاء التابوت يكفَّر عن الخطية. بمعنى تغطيتها
فقط
أى تغطية الخطية الواحدة التى اقترفها الخاطىء، تغطيتها من أمام وجه الله.
ولكن لا يتعدَّى فعل دم الذبيحة إلى خطية أخرى لاحقة.

ومن هنا جاءت كثرة
الذبائح بلا عدد وهذا راجع لضعف قدرة الحيوان على رفع الخطية بأى حال: “لأنه
لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا” (عبرانيين 10: 4).
لهذا فإن نداء
المعمدان واصفاً المسيح: “هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم”،
كان حدثاً جديداً فائق القوة لا يعرف طقس العهد القديم معناه بعد.

 4.
 وأخيراً فقدت الذبائح قيمتها الإلهية، إذ أصبح
الشعب يستهين بها ويتشكك فى معناها وقوتها، وذلك بسبب ابتعاد الكهنة والمعلمين
جميعاً عن روح العهد القديم وصدق عبادة الله. وهكذا دخلت الذبائح ومعها التدين كله
فى مأزق انتهى بالضياع والبعد عن الله. وصارت الذبائح مخدراً للضمير وبديل البر
الحقيقي.

(انظر
إشعياء 1: 11-15، إرميا 7: 9-11و12 و31: 31-34، هوشع 6: 6و 7، عاموس 5: 21-27،
ميخا 6: 7و 8).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى