اللاهوت الطقسي

الفصل التاسع



الفصل التاسع

الفصل التاسع

العيد الأسبوعى “السبت “ Sabbath

(الأصل العبرى “شبت ” Shabbat مأخوذ من الفعل “شَبَتَ ” ومعناه
يتوقف أو يستريح).

(1) أصله: نقرأ فى الأصحاح
الثانى من سفر التكوين: “وفرغ الله فى اليوم السابع من جميع عمله الذى عمل.
فاستراح فى اليوم السابع من جميع عمله الذى عمل. وبارك الله اليوم السابع وقدسه.
لأنه فيه استراح من جميع عمله الذى عمل الله خالقاً “ (تكوين 2: 2و3). ومع
أن كلمة”سبت ” (ومعناها راحة) لا ترد فى هذا النص إلا أن الفعل منها
“استراح ” يتكرر مرتين. وفى الوصايا العشر، يقول الرب: “اذكر يوم
السبت لتقدسه “ (خروج 20: 8)، مما يدل على أن “السبت ” كان
معروفاً من قبل ولكنه نُسى أو أهمل. وتذكر الوصية أن السبب فى تقديس يوم السبت هو
أن الله “استراح فى اليوم السابع “ (خروج 20: 9-11) وهكذا رجعت
الوصية إلى الأصل الأول ليوم السبت.

كان “السبت ” أمراً مختصاً
بشعب إسرائيل، وجزءً هاماً من العهد الذى قطعه الله مع إسرائيل فى سيناء، كما
نلاحظ أن الوصية الرابعة – كما جاءت فى سفر التثنية – تتضمن أن السبب فى حفظ بنى
إسرائيل للسبت، هو أن الله قد أخرجهم من العبودية فى أرض مصر (تثنية 15: 5).

كان حفظ السبت علامة على ولاء بنى إسرائيل للرب (خروج
31: 13، انظر أيضاً نحميا 9: 14)
كما أنه كان يميز بنى إسرائيل عن غيرهم من
الأمم. وليس ثمة أدنى شك فى أن الوصية – فى أساسها وتطبيقها – كانت موجهة إلى بنى
إسرائيل.

أول مرة وردت فيها كلمة “السبت “
فى الكتاب المقدس، جاءت فى التعليمات المتعلقة بجمع “المن ” (خروج 16:
23)،
عندما قال موسى للشعب أن يجمعوا فى اليوم السادس ضعف ما كانوا يلتقطون كل
يوم (خروج 16: 5). وعندما أخبر رؤساء الجماعة موسى، أنهم نفذوا أمر الرب،
قال لهم: هذا ما قال الرب: “غداً عطلة سبت مقدس للرب “ (خروج 16: 22و23).
ورغم الأمر الصريح، خرج بعض الشعب فى اليوم السابع ليلتقطوا فلم يجدوا، وهنا قال
الرب لموسى: “إلى متى تأبون أن تحفظوا وصاياى وشرائعى؟ أنظروا: أن الرب
أعطاكم السبت،.. فاستراح الشعب فى اليوم السابع “ (خروج 16: 27-30).

وهذا يدل على أن يوم “السبت ” كان
معروفاً لإسرائيل قبل إعطاء الشريعة فى سيناء، إذ أن بنى إسرائيل لم يصلوا إلى
سيناء إلا فى الشهر التالى (خروج 16: 1 مع 19: 1) بل أن هذه الأقوال تدل
على أن هذه لم تكن المرة الأولى لمعرفة بنى إسرائيل بشريعة يوم السبت، فإن أمر
الرب لم يكن مفاجأة لهم، وبخاصة فى ضوء توبيخه لهم على عصيانهم لوصاياه من قبل، إذ
يقول لهم: “إلى متى تأبون أن تحفظوا وصاياى وشرائعى؟ ” (خروج 16: 28).

(2) تاريخ السبت:

أ – ” السبت ” فى الشريعة الموسوية:

كان يجب حفظ السبت، وكان هذا واجباً محتماً على
الجميع: العبيد والإماء والبهائم وجميع أفراد البيت والنزلاء الذين داخل أبواب
البيت اليهودى، فكان يجب على الجميع أن يكفّوا عن العمل فى ذلك اليوم (خروج 20:
8-11، تثنية 5: 12- 15).

كما كان محظوراً حظراً تاماً جمع المن يوم السبت
(خروج 16: 27-29)، وكذلك إشعال النار فى يوم السبت (خروج 35: 3).
وكانت عقوبة تدنيس يوم السبت بعمل أى عمل فيه هى الموت (خروج 31: 14). والرجل
الذى وُجد يجمع حطباً فى يوم السبت، رُجم حتى الموت (عدد 15: 32-36). وكان
يجب ألا يخرج أحد من مكانه (خروج 16: 29)، وبناء على ما جاء فى سفر العدد
(35: 5)
من أن حدود المدينة تمتد إلى خارجها إلى ألفى ذراع من كل جهة، اعتبر
معلمو اليهود أن سفر يوم سبت هو ألفا ذراع (أعمال الرسل 1: 12). يقول
القديس اكليمندس الإسكندرى:
[أعطانا اليوم السابع راحة بسبب تعب الحياة، إذ
لنا جسد يحتاج إلى راحة،
أما الله فلا يتعب ولا يمسه ألم. ]([1])

ولكن لم يكن السبت يوم كسل وخمول، فكان الكهنة
يقومون بخدماتهم فى خيمة الشهادة، فكان يلزم تغيير خبز الوجوه على المائدة فى كل
يوم سبت (لاويين 24: 8). كما كان يجب تقديم محرقة إضافية كل سبت فضلاً عن
المحرقة الدائمة وسكيبها (عدد 28: 9و10).

كان الختان يتم فى يوم السبت لو وقع فيه اليوم
الثامن من مولد الطفل (لاويين 12: 3، انظر أيضاً يوحنا 7: 22). ويدخل السبت
فى مواسم الرب التى فيها “ينادون محافل مقدسة “ (لاويين 23: 1-3).

ومعنى هذا أنه كان يوماً فيه تجتمع كل جماعة
إسرائيل للعبادة، فكان يوم السبت يوم راحة من العمل ويوم عمل فى مقدس الله.

كما نرى إشعياء النبى يشجب حفظ السبت شكلياً فى
زمانه
(1: 12 و13)، ويقرر أن حفظ السبت
حقاً هو رجوع الإنسان عن طرقه وعن عمل مسرته والتلذذ بالرب (إشعياء 58: 13 و14).
كما رفع أنبياء آخرون أصواتهم إحتجاجاً على إساءة استخدام السبت (إرميا 17: 21و22،
حزقيال 22: 8، عاموس 8: 4 و5)،
واعتبروا تدمير أورشليم وسبى الشعب، حدثا
ولو جزئياً على
الأقل
نتيجة لتدنيس السبت (إرميا 7: 27، حزقيال 20: 23 و24). وقد
تنبأ هوشع بأن الرب سيبطل كل أفراح إسرائيل وأعيادهم ورؤوس شهورهم وسبوتهم وجميع
مواسهم لعدم أمانتهم (هوشع 2: 11) ولكن واضح أن ذلك لن يكون إلى الأبد (انظر
إشعياء 66: 23،حزقيال 44: 24).

وفى فترة العودة من السبى، برزت أهمية حفظ السبت،
وبخاصة فى الإصلاحات التى قام بها نحميا، فقد أزعجه انتشار تدنيس اليوم المقدس إذ
كان الناس يشتغلون فى الحقول، ويجمعون الحصاد ويبيعون ويشترون جهاراً فى يوم السبت،
فوبخ عظماء يهوذا وأمر بغلق أبواب أورشليم فى يوم السبت (نحميا 13: 15 -22).

وفى زمن المكابيين، فضَّل بعض اليهود الموت عن
أن يدنسوا السبت، فامتنعوا عن القتال دفاعاً عن أنفسهم فى يوم السبت ولكن متاتيا
قائد الثورة ضد طغيان أنطيوكس الرابع، أفتى لهم بأنه مسموح لهم بحمل السلاح فى يوم
السبت للدفاع عن أنفسهم (مكابيين الأول 2: 31-41).

وكان لفتوى متاتيا أهميتها، إذ فتحت الباب أمام
فتاوى كثيرة للدوران حول أحكام السبت وحرفية الناموس، وقد أدى ذلك إلى تفاسير
خيالية واسعة.

حتى لنجد مدرسة شمعى اليهودية تطلب الراحة يوم
السبت لا للإنسان والحيوان فحسب وإنما تمتد إلى الجماد، فلا يجوز للإنسان أن يبدأ
عملاً يوم الجمعة لتستمر فاعليته يوم السبت حتى وإن توقف الإنسان عن العمل، مثال
ذلك لا يطرح الكتان فى الشمس يوم الجمعة ليجف يوم السبت، وقد رُوى أن بحاراً
يهودياً فاجأته عاصفة يوم السبت فظل محجماً عن أن يرفع المرساة فى ذلك اليوم حتى
غرق، هذا الفكر يكشف عن حرفية اليهود فى فهمهم للسبت وقد قال علماء الشريعة “من
دنس السبت دنس الشريعة كلها
“.

 Vطقس يوم
السبت عند اليهود:

أولاً: كان اليهود يتطلعون
إلى السبت بفرح وبهجة (ملوك الثانى 4: 23، إشعياء 58: 13 و14)، فيرتقبونه
كعروس مُزينة تنتظر عريسها. وكان حرمانهم من الإحتفال بالسبت فى السبى عقاباً لهم
من الله (مراثى إرميا 2: 6، هوشع 2: 11).

فلم يكن الصوم والحزن ممنوعين تماماً فيه فحسب
وإنما كان اليهود يتمتعون فيه بالطعام والملبس وكل ما يليق بعيد مفرح. فيه كان
يجوز إعداد طعام فصح، وفيه يمارس الكهنة أعمالهم فى الهيكل..، كأنهم كانوا يلتقون
لا بيوم راحة جسدية إنما بالسيد المسيح نفسه خلال الرمز. يتزينون له ويبتهجون دون
صوم أو حزن لأن العريس معهم، ويمارسون الأعمال الإلهية خاصة فى الهيكل. يرى فيلون
اليهودى الإسكندرى
أن السبت يخص الله نفسه، فكثيراً ما كرر موسى النبى التعبير
“سبت الله ” وليس سبت البشر، فإن الله نفسه يستريح فينا، وأن الراحة
الإلهية لا تعنى خمولاً بل طاقة عمل بلا عناء.)[2])

ثانياً: يبدأ السبت من
الغروب يوم الجمعة ويستمر حتى غروب السبت، يختلف حساب الغروب ليس فقط حسب اختلاف
فصول السنة وإنما أيضاً حسب مواقع البلاد وجغرافيتها، فالبلاد المنخفضة تبدأه قبل
البلاد المرتفعة، وكان الوقت يحسب عندما تنطلق الطيور نحو أعشاشها. يبدأ السبت فى
غروب الجمعة حيث يدعى عشية السبت أو
الإستعداد (مرقس 15: 42، يوحنا 19: 31).

ونحن أيضاً نتمتع بالسبت هنا فى هذا العالم كما
فى عشية إذ ننعم بسبتنا المسيح كمن فى مرآة خلال الإيمان، حتى متى جاء صباح السبت
أى مجيئه الأخير ننعم به فى سبت أبدى خلال العيان.. إننا فى عشية السبت المفرحة
نترقب بشوق شديد الصباح الحقيقي للسبت الأبدى.

ثالثاً: يصل الكهنة الذين
عليهم نوبة العمل فى الأسبوع الجديد إلى أورشليم بعد ظهر الجمعة ليستعدوا للإحتفال
بالسبت فى الهيكل مع الكهنة الذين تنتهى نوبتهم. ويعلن عن الإحتفال بثلاث نفخات من
أبواق الكهنة ليتوقف الكل عن العمل ويُشعل مصباح السبت، ويرتدى الكل ملابس العيد.

فى هذا العمل صورة رمزية لرجال العهد الجديد
(الكهنة القادمون للأسبوع الجديد)، الذين التقوا مع رجال العهد القديم يتسلمون
منهم الأسفار المقدسة والنبوات والعهود وكل ميراث روحى. أما ضرب الكهنة بالأبواق
ثلاث نفخات فيشير إلى أبواق الرموز والنبوات التى أعلنت عن حلول السبت الجديد أى
مجىء ربنا ليتوقف الكل عن أعمال الجسد ويلتهب بمصباح الروح القدس.

رابعاً: مرة أخرى يضرب
الكهنة بالأبواق ثلاث نفخات لإعلان بدء السبت فعلاً حيث يكون الكهنة الجدد قد
بدأءوا بغسل مذبح المحرقة من آثار الدم، ويسلم الكهنة الخارجون للداخلين مفاتيح
الهيكل والأوانى المقدسة وكل ما فى عهدتهم.

خامساً: يُلقى رؤساء العشائر
القديمة قرعة لمعرفة دور كل واحد منهم فى أيام الأسبوع فى الخدمة.. وكأن العيد
الروحى هو انطلاقة عمل روحى فى الهيكل وليس تراخياً وكسلاً!

سادساً: أول عمل يقوم به الكهنة
هو تغيير خبز الوجوه الذى أُعد يوم الجمعة، فإن كان يوم الجمعة عيداً يعد بعد ظهر
الخميس. هذا هو عمل كهنة العهد الجديد تقديم جسد ربنا يسوع المسيح خبز حياة سماوى.

سابعاً: يحضر الكهنة القادمون
والخارجون السبت معاً، فيقدم الخارجون ذبيحة الصباح والجدد المساء. ولعل فى هذا
العمل رمزاً لوحدة العمل بين رجال العهد القديم ورجال العهد الجديد، فالكل يلتقون
معاً فى المسيح يسوع، السبت الواحد. الأولون يلتقون خلال الرمز، والجدد خلال
الحقيقة!

ثامناً: تمارس العبادة
اليومية مع إضافة ذبائح محرقة إضافية. والطعام والسكيب (عدد 28: 9و10)، إذ
هو يوم لقاء مع الله القدوس خلال الذبيحة وبشبع (الطعام)، وفرح روحى (السكيب).

تاسعاً: عند سكب السكيب
العادى يرنم اللاويون تسبحة السبت (مزمور 92) على ثلاث مراحل، ويقترب
الكهنة من بعضهم البعض، وينفخون بالأبواق، ثم يبدأ الشعب فى العبادة. إنه يوم فرح
للكنيسة كلها، الكل يشترك إما بالتسبيح أو النفخ بالأبواق أو العبادة. يشترك
الكهنة مع الشعب فى العبادة المفرحة وبهجة القلب. وكما يقول القديس جيروم
معلقاً على مزمور 92: [لا يمكن أن يوجد سبت ما لم تسبقه ستة أيام. نحن نعمل الستة
أيام لنستريح فى السابع. لا نقدر أن نسبح الرب إلا فى يوم السبت، مادمنا مشغولين
بأعمال العالم، أى مادمنا فى الستة أيام لا نستطيع أن نغنى للرب.. ليس أحد فى يوم
السبت، أى فى راحة الرب يعمل عملاً دنيئاً، أى يرتبك بأعمال العالم، إنما يلزمه أن
يعمل ما يخص السبت. أتريد أن تعرف أنه فى السبت يعمل الكهنة فى هيكل الرب بينما لا
يُسمح لأحد أن يقطع فيه حطباً. ففى الحقيقة الرجل الذى اُكتشف أنه يجمع حطباً فى
البرية رُجم للموت (عدد14: 32-36). فى السبت لا يشعل أحد ناراً، ولا يمارس
أى عمل.. إذن لنرى أنه يليق بنا أن نسبح فى السبت عندما نترك أعمال هذا العالم] ([3])

عاشراً: فى نهاية ذبيحة السبت
الإضافية وسكيبها يغنى اللاويون مزمور موسى (تثنية 32) فى ستة أقسام (1-6و7-12و13-18و19-28و29-39و40
إلخ)
، يتخللها نفخات من أبواق الكهنة مع اشتراك الشعب فى العبادة.

هذا ويلاحظ أنه إن جاء السبت فى العيد الشهرى أى
رأس الشهر، فتغنى تسبحة السبت مفضلة عن تسبحة رأس الشهر. وإن كان الوقت عيداً
فتقدم ذبيحة السبت قبل ذبيحة العيد.

حادى عشر: أخيراً يختتم
الإحتفال بعيد السبت بترنم تسبحة موسى الواردة فى (خروج 15) ليعلنوا أن
السبت هو عبور من عبودية فرعون (إبليس) وانتصار روحى على جنوده للإنطلاق خلال
البرية إلى أرض الموعد أو أورشليم السمائية.

ونلاحظ أن الكنيسة لم تلغ كرامة السبت بإعتباره
رمزاً للراحة الأبدية. ولذلك تمنع الكنيسة الصوم الإنقطاعى وكل تداريب التذلل
(المطانيات وغيرها) بالإضافة إلى يوم الأحد يوم السبت أيضاً.

إننا فى المسيحية نكرم السبت بإعتباره رمزاً،
ونعيِّد الأحد لكونه حقيقة قائمة.

ب – السبت فى العهد الجديد:

كان المعنى الحقيقي للسبت قد أحاط به الغموض
نتيجة للكمية الضخمة من الأحكام التى وضُعت لحفظه، حتى أصبح حفظ السبت سطحياً
وشكلياً. فكان لابد أن يحدث النزاع بين الرب يسوع وقادة اليهود حول السبت. وكان من
عادة الرب يسوع أن يذهب إلى المجمع فى يوم السبت (مرقس1: 21و3: 2، لوقا 4: 16
و13: 10)
. وأيد فى تعليمه صحة وسلطان ناموس العهد القديم (متى5: 17-20و15: 1-16
و19: 16-19، لوقا 16: 17).
ولكن لم يكن تأكيده على حفظ الناموس حفظاً سطحياً.
بل على الإتمام الصادق لمشيئة الله التى هى أساس الناموس (متى 5: 21-48و19: 3-9).
وأراد يسوع أن يوضح المعنى الحقيقي للسبت، ببيان الغرض الأصلى منه، بقوله: “السبت
إنما جعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت “ (مرقس2: 27).

ولقد أعلن الرب يسوع غضبه على أولئك اليهود
الذين كانوا فى مجمع كفرناحوم وأبدوا اهتمامهم بحفظ السبت شكلياً، أكثر من
اهتمامهم بإنسان محروم من استخدام يده. وشفى يد الرجل فعلاً (مرقس3: 1-5).

وفى مناسبة أخرى اغتاظ رئيس المجمع لأن الرب
يسوع شفى امرأة كان بها روح ضعف منذ ثمانى عشرة سنة، فدافع الرب عما فعله قائلاً
له: “يا مرائى ألا يحل كل واحد منكم فى السبت ثوره أو حماره من المذود ويمضى
به ويسقيه؟ ” (لوقا 13: 1-17)، مؤكداً أنه يوم عمل إلهى (يوحنا 5: 19و20).
لقد كشف عن نفسه أنه رب السبت (متى 12: 1-6) يقدم شريعة السبت بفهم
جديد لم يكن الفكر اليهودى قادراً على إدراكه. وقد اختار الرب يسوع أن يُقبر فى
يوم السبت ويقوم فى فجر الأحد، لكى يقبر حرفية الفكر القديم مُقيماً لنا الأحد
سبتاً جديداً فيه تمتع الكثيرون بظهورالرب القائم من الأموات (لوقا 24: 34،
يوحنا 20: 11-18).
ويقول العلامة أوريجانوس: [كل من يحيا فى المسيح
يعيش السبت، ويستريح فى سلام من الأعمال الشريرة، ويمارس أعمال البر بلا انقطاع.
لكن كثيرين ممن لهم اسم المسيح وليس نعمته يعيشون فى أجازات سبتية عن الأعمال
الصالحة ويمارسون الشر. ] ([4])
كما يرى أيضاً أن الحياة فى المسيح يسوع كلها حياة سبتية مملوءة راحة وفرحاً،
فيقول [كل يوم هو يوم الرب] ([5])

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى