علم التاريخ

الْباٌباٌُ الثَّانِي والسِّتُّونَ



الْباٌباٌُ الثَّانِي والسِّتُّونَ

الْباٌباٌُ الثَّانِي
والسِّتُّونَ

 

62. ابرآم ابن زرعة

الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منه
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون

سرياني
ابراهيم
علماني
7 طوبه 691 للشهداء – 3 يناير 975 للميلاد
6 كيهك 695 للشهداء – 3 ديسمبر 978 للميلاد
3 سنوات و 11 شهرا
3 أشهر و 25 يوما
 المعلقة بمصر
 المعلقة بمصر
المعز و العزيز الفاطمي

 

+ كان
هذا الأب من نصارى المشرق وهو ابن زرعة السريانى وكان تاجراً ثرياً وتردد على مصر
مراراً، وأخيراً أقام فيها.

+ كان
يتحلى بفضائل كثيرة فشاع ذكره الطيب وعندما خلا الكرسى البطريركى أجمع الكل على
اختياره بطريركاً، فوزع كل ماله على الفقراء والمساكين.

+ من
مآثره أنه :

 *
منع وحرم كل من يأخذ رشوة من أحد لينال درجة بالكنيسة

 *
حرم على الشعب اتخاذ السرارى وشدد فى ذلك كثيراً

+ وفى
زمانه تمت معجزة نقل جبل المقطم.

+
نعيد بنياحته فى السادس من شهر كيهك.

 

البابا
إبرام ابن زرعة “62 ” ( 6 كيهك)

في مثل هذا
اليوم من سنة 970 ميلادية تنيح القديس أنبا ابرام بابا الإسكندرية الثاني والستون،
كان هذا الاب من نصارى المشرق، وهو ابن زرعة السرياني وكان تاجرا ثريا وتردد علي
مصر مرارا وأخيرا أقام فيها، وكان بتحلي بفضائل كثيرة، منها الرحمة علي ذوي
الحاجة، وشاع ذكره بالصلاح والعلم، وعندما خلا الكرسي البطريركي، اجمع رأي
الأساقفة والشيوخ العلماء علي اختياره بطريركا، فلما جلس علي كرسي الكرازة
المرقسية وزع كل ماله علي الفقراء والمساكين، وفي أيامه عين قزمان الوزير القبطي
ابن مينا واليا علي فلسطين، فأودع عند الاب البطريرك مئة آلف دينار إلى إن يعود،
وأوصاه بتوزيعها علي الفقراء والمساكين والكنائس والأديرة إن مات هناك، فلما بلغ
البطريرك خبر استيلاء هفكتين علي بلاد الشام وفلسطين، ظن إن قزمان قد مات، فوزع
ذلك المال حسب الوصية، ولكن قزمان كان قد نجا من الموت وعاد إلى مصر فاخبره الاب
بما فعله بوديعته فسر بذلك وفرح فرحا جزيلا، ومن مآثره انه ابطل العادات الرديئة،
ومنع وحرم كل من يأخذ رشوة من أحد لينال درجة بالكنيسة، كما حرم علي الشعب اتخاذ
السراري وشدد في ذلك كثيرا، فلما علم بذلك الذين اتخذوا لأنفسهم سراري، استيقظ
فيهم خوف الله، كما خافوا ايضا من حرمه، فأطلقوا سبيل سراريهم وذهبوا إليه تائبين،
ما عدا رجلا من سراة الدولة، فانه لم يخف الله تعالي ولا حرم هذا الاب الذي وعظه
كثيرا وأطال أناته عليه، حيث لم يرتدع ولم يخش إن يهلكه الله، ومع هذا لم يتوان
الاب عن تعليمه إصلاحه، بل أتضع كالمسيح معلمه وذهب إلى داره، فلما سمع الرجل
بقدوم الاب إليه اغلق بابه دونه، فلبث الاب زهاء ساعتين أمام الباب وهو يقرع فلم
يفتح له، ولا كلمة، ولما تحقق إن هذا المسكين قد فصل نفسه بنفسه من رعية المسيح،
واصبح بجملته عضوا فاسدا، رأي انه من الصواب قطعه من جسم الكنيسة حتى لا يفسد بقية
الأعضاء، فحرمه قائلا “ إن دمه علي رأسه، ثم نفض غبار نعله علي عتبة بابه، فاظهر
الله آيته في تلك الساعة أمام أعين الحاضرين إذ انشقت عتبة الدار، وكانت من
الصوان، إلى نصفين، وبعد ذلك اظهر الله قدرته حيث افتقر حتى لم يبق معه درهم واحد،
كما طرد من خدمته مهانا، وأصابته بعض الأمراض التي آدت إلى موته اشر ميتة، وصار
عبرة لغيره، إذ اتعظ به خطاة كثيرون وخافوا مما أصابه.

وفي زمان
هذا الاب كان للمعز وزيرا اسمه يعقوب بن يوسف، كان يهوديا واسلم، وكان له صديق
يهودي، كان يدخل به إلى المعز اكثر الأوقات ويتحدث معه، فاتخذ ذلك اليهودي دالة
الوزير علي المعز وسيلة ليطلب حضور الاب البطريرك ليجادله، فكان له ذلك، وحضر الاب
ابرام ومعه الاب الانبا ساويرس ابن المقفع أسقف الاشمونين، وأمرهما المعز بالجلوس
فجلسا صامتين، فقال لهما “ لماذا لا تتجادلان ؟فأجابه الأنبا ساويرس “ كيف نجادل
في مجلس أمير المؤمنين من كان الثور اعقل منه “ فاستوضحه المعز عن ذلك، فقال إن
الله يقول علي لسان النبي ” ان الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما
إسرائيل فلا يعرف ( اش 1 : 2 ) ” ثم جادلا اليهودي وأخجلاه بما قدما من الحجج
الدامغة المؤيدة لصحة دين النصارى، وخرجا من عند المعز مكرمين، فلم يحتمل اليهودي
ولا الوزير ذلك، وصارا يتحينان الفرص للإيقاع بالنصارى، وبعد ايام دخل الوزير علي
المعز وقال له إن مولانا يعلم إن النصارى ليسوا علي شئ، وهذا إنجيلهم يقول
“لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى
هناك فينتقل ” ولا يخفي علي أمير المؤمنين ما في هذه الأقوال من الادعاء الباطل،
وللتحقق من ذلك يستدعي البطريرك لكي يقيم الدليل علي صدق دعوى مسيحهم، ففكر
الخليفة في ذاته قائلا “إذا كان قول المسيح هذا صحيحا، فلنا فيه فائدة عظمي،
فان جبل المقطم المكتنف القاهرة، إذا ابتعد عنها يصير مركز المدينة اعظم مما هو
عليه الآن، وإذا لم يكن صحيحا، تكون لنا الحجة علي النصارى ونتبرز من اضطهادهم، ثم
دعا المعز الاب البطريرك وعرض عليه هذا القول، فطلب منه مهلة ثلاثة ايام فأمهله،
ولما خرج من لدنه جمع الرهبان والأساقفة القريبين، ومكثوا بكنيسة المعلقة بمصر
القديمة ثلاثة ايام صائمين مصلين إلى الله، وفي سحر الليلة الثالثة ظهرت له السيدة
والدة الإله، وأخبرته عن إنسان دباغ قديس، سيجري الله علي يديه هذه الآية،
فاستحضره الاب البطريرك وأخذه معه وجماعة من الكهنة والرهبان والشعب، ومثلوا بين
يدي المعز الذي خرج ورجال الدولة ووجوه المدينة إلى قرب جبل المقطم، فوقف الاب
البطريرك ومن معه في جانب، والمعز ومن معه في جانب أخر، ثم صلي الاب البطريرك
والمؤمنون وسجدوا ثلاث سجدات، وفي كل سجدة كانوا يقولون كيرياليسون يارب ارحم،
وكان عندما يرفع الاب البطريرك والشعب رؤوسهم في كل سجدة يرتفع الجبل، وكلما سجدوا
ينزل إلى الأرض، وإذا ما ساروا سار أمامهم، فوقع الرعب في قلب الخليفة وقلوب
أصحابه، وسقط كثيرون منهم علي الأرض، وتقدم الخليفة علي ظهر جواده نحو الاب
البطريرك وقال له، أيها الأمام، لقد علمت الآن انك ولي، فاطلب ما تشاء وأنا أعطى،
فلم يرض إن يطلب منه شيئا، ولما ألح عليه قال له “أريد عمارة الكنائس وخاصة
كنيسة القديس مرقوريوس ( أبو سيفين ) التي بمصر القديمة، فكتب له منشورا بعمارة
الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغا كبيرا، فشكره ودعا له وامتنع عن قبول المال
فازداد عند المعز محبة نظرا لورعه وتقواه، ولما شرعوا في بناء كنيسة القديس
مرقوريوس، تعرض لهم بعض الأشخاص، فذهب المعز إلى هناك ومنع المعارضين، أستمر واقفا
حتى وضعوا الأساس. كما جدد هذا الاب كنائس كثيرة في أنحاء الكرسي المرقسي، ولما
اكمل سعيه تنيح بسلام بعد إن جلس علي الكرسي ثلاث سنين وستة ايام.صلاته تكون معنا
ولربنا المجد دائما ابديا امين.

 

V ابرآم بن زرعة البابا الثاني والستون

سيامته
بطريركيا

كان
ابرآم بن زرعة السرياني الجنس تاجرًا ذا أموال كثيرة، يتردد على مصر مرارًا،
وأخيرًا استقر فيها.

عرف
هذا الرجل بتقواه وصلاحه خاصة محبته للفقراء مع علمه، لهذا عندما خلا الكرسي
البطريركي. إذ كان الآباء الأساقفة مجتمعين في كنيسة أبي سرجة للتشاور في أمر
سيامة البابا، ودخل عليهم هذا الأب، اعجبوا به واجمعوا على اختياره. سارعوا به إلى
الإسكندرية حيث تمت سيامته في كنيسة القديس مارمرقس بكونه البابا 62. قام بتوزيع
نصف ممتلكاته على الفقراء، وقدم النصف الآخر لعمارة الكنائس.

محبته
للفقراء

عرف
هذا البابا بحبه للفقراء واهتمامه بهم، لهذا في أيامه إذ تعين قزمان الوزير القبطي
أبو اليمن واليًا على فلسطين، أودع عند البابا مائة ألف دينار إلى أن يعود، وأوصاه
بتوزيعها على الفقراء والمساكين والكنائس والأديرة إن مات هناك. فلما بلغ البطريرك
خبر ثورة القرمطيين على بلاد الشام وفلسطين ظن أن قزمان قد مات، فوزع ذلك المال
حسب الوصية. ولكن قزمان كان قد نجا من الموت وعاد إلى مصر، فأخبره الأب بما فعله
بوديعته، فسّر بذلك وفرح فرحًا عظيمًا.

أعماله
الرعوية

من
مآثره أنه أبطل العادات الرديئة ومنع كل من يأخذ رشوة من أحد لتقدمته بالكنيسة.

حرم
أيضًا اتخاذ السراري، وشدد في ذلك كثيرًا وقد خاف الكثيرون الله وحرروا سراريهم،
وجاءوا يقدمون التوبة على يديه. غير أن أحد الوجهاء لم يبال بحرمان البابا للأمر،
وكان البابا ينصحه كثيرًا ويطيل أناته عليه، وأخيرًا إذ رأى أن هذا الرجل قد صار
مثلاً شريرًا أمام الشعب قرر أن يذهب بنفسه إلى داره ويحدثه في الأمر. وإذ سمع
الرجل بذلك أغلق باب داره ولم يفتح له، فبقى البابا ساعتين على الباب يقرع، وإذ
رأى إصرار الغني على عدم فتح الباب والسلوك في حياة فاسدة، قال: “إن دمه على
رأسه”، ثم نفض غبار نعله على عتبة الباب. وفي الحال انشقت عتبة الباب أمام
الحاضرين وكانت من حجر الصوان…. ولم يمض وقت طويل حتى طرد الرجل من عمله وفقد كل
ماله وأصيب بأمراض مستعصية، وصار مثلاً وعبرة للخطاة.

في
مجلس المعز

عرف
المعز لدين الله الفاطمي بعدله وسماحته وولعه بالعلوم الدينية، فكان يدعو رجال
الدين للمناقشة أمامه.

كان
لديه وزير يهودي يُدعي ابن كِلّس، طلب منه أن يسمح لرجل من بني جنسه يُدعى موسى أن
يناقش البابا في حضرته فرحب المعز بذلك، وعرضها على البابا بطريقة مهذبة، فذهب
إليه البابا ومعه الأنبا ساويرس أسقف الأشمونين. أذن البابا للأسقف أن يتكلم،
فقال:

ليس من اللائق أن أتحدث مع يهودي في حضرة الخليفة”.
احتد موسى جدًا وحسبها إهانة واتهامًا له بالجهل. وفي هدوء أجابه الأسقف:
“يقول اشعياء النبي عنكم
أن
الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف
” (إش 1 : 2).

أُعجب
الخليفة بهذه الدُعابة ورأى الاكتفاء بذلك، لكن الوزير اليهودي حسبها إهانة شديدة،
فبدأ مع صديقه موسى يبحثا في العهد الجديد حتى وجدا العبارة: “من كان له
إيمان مثل حبة خردل يقول
لهذا الجبل انتقل فيكون” (مر 11: 23، مت 21: 21) فأطلعا
الخليفة عليها، وسألاه أن يطالب بابا الأقباط بنقل الجبل المقطم إن كان له إيمان
ولو كحبة خردل.

استدعى
الخليفة البابا وسأله عن العبارة فقال إنها صحيحة، عندئذ سأله أن يتمم ما جاء بها
وإلا تعرض الأقباط جميعا لحد السيف. طلب البابا منه مهلة ثلاثة أيام، وخرج على
الفور متجها إلى كنيسة العذراء (المعلقة) وطلب بعض الآباء الأساقفة والرهبان
والكهنة والأراخنة وأوصاهم بالصوم
والصلاة
طيلة هذه الأيام الثلاثة. وكان الكل مع البابا يصلي بنفس واحدة في مرارة قلب، وفي
فجر اليوم الثالث غفا البابا آبرام من شدة الحزن مع السهر، وإذ به يرى القديسة
العذراء مريم تسأله: ماذا بك؟ أجابها: أنت تعلمين يا سيدة السمائيين بما يحدث،
فطمأنته، وطلبت منه أن يخرج من الباب الحديدي المؤدي إلى السوق فيجد رجلاً بعين
واحدة حاملاً جرة ماء، فإنه هو الذي ينقل الجبل.

قام
البابا في الحال ورأى الرجل الذي أشارت إليه القديسة مريم وقد حاول أن يستعفي لكنه
إذ عرف ما رآه البابا وضع نفسه في خدمته متوسلاً إليه ألا يخبر أحدًا بأمره حتى
يتحقق الأمر. عرف البابا أن هذا الرجل يسمى “سمعان” يعمل كخراز، جاءته
امرأة ليصلح لها
حذاءها
وإذ كشفت عن رجلها لإثارته ضرب بالمخراز في عينه فقلعها، فصرخت المرأة وهربت. وإنه
يقوم كل يوم في الصباح الباكر يملأ بجرته ماءً للكهول والشيوخ ثم يذهب إلى عمله
ليبقى صائمًا حتى الغروب.

ذهب
البابا والأساقفة والكهنة والرهبان والأراخنة مع كثير من الشعب إلى ناحية جبل
المقطم وكان الخليفة بجوار البابا، وكان الوزير اليهودي قد آثار الكثيرين ضد
الأقباط…. وإذ اختفى سمعان وراء البابا…. صلى الجميع ولما صرخوا
“كيرياليسون”، وسجدوا، ارتفع الجبل فصرخ الخليفة طالبًا الآمان….
وتكرر الأمر ثلاث مرات، فاحتضنه البابا…. وصارا صديقين حميمين.

طلب
منه المعز أن يسأله في أي أمر، وكان يلحّ عليه فلم يشأ أن يطلب وأخيرًا سأله عمارة
الكنائس خاصة كنيسة القديس مرقوريوس بمصر، فكتب له منشورًا بعمارة الكنائس وقدم له
من بيت المال مبلغًا كبيرًا، فشكره وامتنع عن قبول المال فازداد كرامة في عيني
المعز من أجل تقواه وزهده.

ذهب
المعز بنفسه في وضع أساسات الكنيسة ليمنع المعارضين.

نياحته

جلس
على الكرسي ثلاث سنين وستة أيام ثم تنيح في السادس من شهر كيهك.

السنكسار:
كيهك 6.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى