علم التاريخ

موت كلٍّ من يوليوس قيصر (44 ق



موت كلٍّ من يوليوس قيصر (44 ق

موت كلٍّ من يوليوس قيصر (44 ق.م)

وأنتيباتر أبي هيرودس الكبير (43 ق.م):

بكى
اليهود كثيراً وناحوا على قيصر في كل مكان، وأسرعوا إلى مجلس السناتو (التشريع)
الروماني للحصول على تأكيدات وضمانات لاستمرار القرارات التي أصدرها قيصر بخصوص
معاملة اليهود والامتيازات التي حصلوا عليها، وتقدَّموا إلى مارك أنطوني ليتوسط
عنهم ويستخدم نفوذه لدى مجلس الشيوخ، إذ كانت تربطهم به صلات ودية عن طريق صداقة
أنتيباتر له([1]).

وفي
سوريا ظهر كاسيوس مرَّة أخرى سنة 44 ق.م وفك الحصار وساد على الموقف كله، وطالب
اليهود بجزية ثقيلة حوالي 700 وزنة، ولم يجد أنتيباتر بُداً من الإذعان، فحاول
جمعها بمعاونة ابنيه فسائيل وهيرودس وهركانوس أيضاً الذي عيَّن مالخوس نائباً عنه،
وهنا ازدادت مرارة اليهود جداً وارتفع سخطهم ضد أنتيباتر وكاسيوس. ومما زاد الحقد
على أنتيباتر محاولة مالخوس الوقيعة بين اليهود وبين أنتيباتر نفسه رغبة منه في
الاستيلاء على الحكم بدلاً منه. وتوتر الموقف علانية بين أنتيباتر ومالخوس، ولكن
مالخوس اتخذ طريقاً مختصراً ودسَّ له السم في الطعام فقتله بواسطة أتباع هركانوس
المقرَّبين إلى أنتيباتر([2])
سنة 43 ق.م.

ولكن
هيرودس أوقع القصاص على الجاني بمنتهى السرعة، فطعن مالخوس وقتله وانتقم لأبيه.

ومن
هذا العمل يتبيَّن طباع هيرودس الثائرة وسرعة إنجازه لمخطط الانتقام بدون حذر.
وبعد سنة ترك كاسيوس سوريا واليهودية وهما في حالة فوضى شديدة وذهب لمقاتلة مارك
أنطوني وأوكتافيوس.

وفي
هذه الفوضى قام أنتيجونيس بن أرسطوبولس بمحاولة إخضاع اليهودية وحكمها بالقوة (بعد
أن فشلت محاولاته السلمية لإقناع قيصر بتسليمها له).

ولم
يبال هيرودس كثيراً بهذه المفاجأة، ولكنه بدأ بحكمة متقنة وخطة أخرى لكسب الموقف
نهائياً بالنسبة للتقرُّب الطقسي من اليهود والمطالبة الرسمية بالملك مستقبلاً،
وذلك بأن تزوَّج مريمن ابنة اسكندر أرسطوبولس وهي في نفس الوقت بنت ألكسندرا
الابنة الكبرى لهركانوس الثاني.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى