علم التاريخ

14- الحكم الروماني (63 ق



14- الحكم الروماني (63 ق

14 الحكم الروماني (63
ق.م-135 ب.م)

أولاً: من بدء الحكم الروماني حتى تولي هيرودس الكبير (6337 ق.م)

ورث الرومان مملكة السلوقيين بما فيها اليهودية، ولم
يستطيعوا أن يفرِّقوا من الوجهة السياسية بين سوريا واليهودية، فضموا اليهودية إلى
سوريا تحت حكم واحد ولكن بعد أن سلخوا من اليهودية جميع البلاد التي لم يكن
مواطنوها يهوداً مثل مدن الساحل وجزءاً كبيراً من شرق الأردن
([1]). وبذلك تقهقر ظل المكابيين السياسي وانحصرت اليهودية على نفسها جداً.

سكاوروس والي سوريا (6357 ق.م):

وهو
أول والٍ تعيَّن من قِبَل بومبي الروماني، وكانت حدود مديريته من نهر الفرات حتى
حدود مصر، تعاونه كتيبتان رومانيتان([2]).

وكان
أول عمل قام به سكاوروس بالنسبة لليهودية هو تثبيت هركانوس (الثاني) والياً
على اليهودية، وتدعيمه برئاسة الكهنوت سنة 63 ق.م([3])
مكافأة لما أداه من مساعدة في قمع ثورة أرسطوبولس. ولكن ظل يدفع الجزية لسكاوروس
باستمرار. وفي طوال أيام بومبي كان الحكم الروماني في غاية الرحمة والحكمة
والتلطف، ولكن سرعان ما انقلب إلى شبه نهب وسلب. فقد طلبت روما ما يزيد عن عشرة
آلاف وزنة من الذهب كجزية([4])،
ودخلت فلسطين في شبه فوضى وصارت مسرحاً للمغامرات.

وفي
الحقيقة منذ عصر اسكندر حنَّاؤس واليهودية تعاني من ظلم الحكام وجورهم، وانتشرت
جرائم السرقات والنهب والسلب والقرصنة من اليهود أنفسهم، وقد اتهم هركانوس أخاه
أرسطوبولس بجرائم السطو والقرصنة في البر والبحر([5]).

ومن
أعظم الشخصيات التي ظهرت في الميدان لتطهير هذه المفاسد الاجتماعية- سواء في سوريا
أو اليهودية- والضرب على أيدي المغامرين بشدة هو بومبي، وقد مدحه المؤرِّخون
وبالأخص سترابو المؤرِّخ المشهور إذ حسبوه ليس امبراطوراً فحسب بل مصلحاً.

وقد
حاول سكاوروس إخضاع النباطيين العرب، وجهَّز جيشاً واتجه لمحاربتهم في الجنوب
والجنوب الشرقي، وكاد جيشه يخسر المعركة لولا تدخُّل أنتيباس والي أدومية الذي دخل
كوسيط لأنه كان صديقاً لبومبي وصديقاً لأريتاس والي العرب، فاستطاع أن يقنع
سكاوروس بالانسحاب بعد أن أعان جيشه وموَّنه بالمؤن إذ كان في شبه حالة جوع، كما
دخل كضامن للجزية المالية التي كان على أريتاس أن يدفعها([6]).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى