علم التاريخ

13- الحكم اليوناني (333-63 ق



13- الحكم اليوناني (333-63 ق

13- الحكم اليوناني (33363
ق.م)

أولاً: من غزو الإسكندر الأكبر (333 ق.م)

حتى اعتلاء أنطيوخس إبيفانس
(175 ق.م)

بظهور
الإسكندر الأكبر في بلاد اليونان بدأ نجم الدولة الفارسية في الأفول، وفي موقعة
أسوس سنة 333 ق.م سقطت الدولة الفارسية وغزا الإسكندر الأكبر سوريا ومصر وأخضعهما،
وبذلك دخلت إسرائيل تحت حكم اليونان.

وبموت
الإسكندر الأكبر سنة 323 ق.م، حدثت اضطرابات وحروب محلية بسبب تنازع أربعة ضباط من
جيشه على الحكم، وكان منهم بطليموس وسِلُوقس، اللذان ظلاَّ يتنازعان على حكم سوريا
ومصر([1]).
وهذا التقسيم وقيام أربعة ملوك متنازعين يصفه دانيال النبي- كما رآه في رؤياه-
وصفاً رائعاً بالنبوَّة في (دا 11: 3و4، 8: 5 8). وبقي اليهود تحت حكم
البطالسة حتى سنة 200 ق.م:

+
“ويقوم ملكٌ جبَّارٌ ويتسلَّط تسلُّطاً عظيماً
ويفعل حسب إرادته، وكقيامه تنكسر مملكتهُ وتنقسم إلى رياح
السماء الأربع، ولا لِعِقَبهِ (أي ليس لنسله) ولا حسب سلطانه الذي تسلَّط به، لأن
مملكته تنقرض وتكون لآخرين غير أولئك” (دا 11: 3و4)

+
“وبينما كنت متأمِّلاً إذا بتيسٍ من المَعْزِ (الإسكندر الأكبر) جاء من
المغرب على وجه كل الأرض، ولم يمسَّ الأرض. وللتيس قرنٌ معتبرٌ بين عينيه. وجاء
إلى الكبش صاحب القرنين (مملكة مادي وفارس) الذي رأيته واقفاً عند النهر وركض إليه
بشدَّةِ قوَّته، ورأيته قد وصل إلى جانب الكبش، فاستشاط عليه وضرب الكبش وكسر
قرنيه فلم تكن للكبش قوَّةٌ على الوقوف أمامه وطرحه على الأرض وداسه ولم يكن للكبش
منقذٌ من يده. فتعظَّم تيسُ المَعْزِ جداً ولمَّا اعتزَّ انكسر القرن العظيم وطلع
عِوضاً عنه أربعة قرونٍ مُعتبرة نحو رياح السماء الأربع” (دا 8: 58)

وبالرغم
من كثرة المنازعات بين حكَّام عائلة البطالسة وعائلة السلوقيين، فإن النشاط الديني
كان على أشدِّه، واشتدَّ بأس رؤساء الكهنة وظهر أولاً سمعان البار رئيس الكهنة
الذائع الصيت، وقد ذُكر خبره ومديحه في سفر ابن سيراخ (50: 124)، وفي
زمانه أُضيفت بعض المباني للهيكل وازداد تحصينه،
ومن أقواله المشهورة: “على ثلاثة دعائم يقف العالم: التوراة والهيكل

والمحبة

ومن
أشهر رؤساء الكهنة الذين قاموا في نهاية هذه المدَّة من عائلة أونياس هو أونياس
الثاني ابن سمعان البار. وفي هذه المدَّة جُمعت مجموعة المزامير التي تكوِّن الكتاب
الثالث من المزامير (من مزمور 43 إلى مزمور 89)، وبعضها من إلهام الروح لكُتَّاب
هذه الحقبة الناشطة. وفي منتصف القرن الثالث قبل الميلاد (سنة 250 ق.م) تُرجمت في
الإسكندرية خمسة أسفار التوراة إلى اللغة اليونانية كأساس للنسخة السبعينية
الكاملة بعد ذلك.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى