علم التاريخ

الحالة المرعبة لشعب إسرائيل خلال قرنين بعد الغزو (1250 ق



الحالة المرعبة لشعب إسرائيل خلال قرنين بعد الغزو (1250 ق

الحالة
المرعبة لشعب إسرائيل خلال قرنين بعد الغزو
(1250
ق.م1050 ق.م):

لكي
نتعرَّف عن قرب على حالة إسرائيل بعد أن عبروا نهر الأُردن وقسَّموا الأرض كلها
على الأسباط من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، واستولوا فعلاً على معظم البلاد سواء
التي على الساحل أو التي في الوسط أو التي على حدود الغرب وما في عبر الأُردن من
شرق، يكفي أن نلقي نظرة على ما سجَّله الكتاب المقدَّس نفسه عن حالة إسرائيل في
هذه الحقبة البائسة:

+
“وعاد بنو إسرائيل يعملون الشر في عيني الرب، وعبدوا البعليم والعشتاروت
وآلهة أرام وآلهة صيدون وآلهة موآب وآلهة بني عمون وآلهة الفلسطينيين، وتركوا الرب
ولم يعبدوه. فحمي غضب الرب على إسرائيل وباعهم بيد الفلسطينيين وبيد بني عمون، فحطَّموا
ورضضوا بني إسرائيل في تلك السنة (إلى) ثماني عشرة سنة. (وارتد) جميع بني
إسرائيل الذين في عبر الأُردن (شرق) في أرض الأموريين الذين في جلعاد. وعبر بنو
عمون (نهر) الأُردن ليحاربوا أيضاً يهوذا وبنيامين وبيت أفرايم فتضايق إسرائيل
جداً” (قض 10: 69)

+
“ثم عاد بنو إسرائيل يعملون الشر في عيني الرب، فدفعهم الرب ليد الفلسطينيين أربعين
سنة”
(قض 1: 13)

+
“وخرج إسرائيل للقاء الفلسطينيين للحرب، ونزلوا عند حجر المعونة. وأمَّا
الفلسطينيون فنزلوا في أفيق. واصطف الفلسطينيون للقاء إسرائيل، واشتبكت الحرب
فانكسر إسرائيل أمام الفلسطينيين وضربوا من الصف في الحقل نحو أربعة آلاف
رجل.” (1صم 4: 1و2)

وهكذا
انتهى عصر القضاة بحالة مرعبة بالنسبة لإمكانية بقاء إسرائيل، إذ نجح الفلسطينيون
في التخطيط وتسليح جيش ضخم صار مصدر تهديد خطير لبقاء إسرائيل في الوجود، حتى جاءت
الضربة القاضية حوالي سنة 1050 ق.م بالقرب من “أفيق” على حدود السهل
الساحلي “شارون” (الأصحاح الرابع من سفر صموئيل الأول). وفي هذه الموقعة
فرَّقوا جيش إسرائيل وقتلوا حفني وفينحاس الكاهنين واستولوا على تابوت عهد الله
(1صم 11: 4)، فارتد إسرائيل وامتد الفلسطينيون ليستولوا على الأرض حتى “شيلوه”،
واحتفظ الفلسطينيون بالمواقع الحصينة (1صم 5: 10).

+
“وتجمَّع الفلسطينيون لمحاربة إسرائيل. ثلاثون ألف مركبة وستة آلاف فارس وشعب
كالرمل الذي على شاطئ البحر في الكثرة. وصعدوا ونزلوا في مخماس شرقي بيت أون.
ولمَّا رأى رجال إسرائيل أنهم في ضنك، لأن الشعب تضايق، اختبأ الشعب في المغاير
والغياض والصخور والصروح والآبار. وبعض العبرانيين عبروا الأُردن إلى أرض جاد
وجلعاد. وكان شاول بعد في الجلجال وكل الشعب ارتعد وراءه” (1صم 13: 517)

وقد
نجح الفلسطينيون في محاصرة قوة إسرائيل من الأساس إذ قاموا واستولوا على جميع
أسلحتهم وأدواتهم الحديدية، هذا بالإضافة إلى كونهم أصلاً محتكرين لصناعة الحدادة
وصنع الأسلحة بوجه عام:

+
“ولم يوجد صانع في كل أرض إسرائيل، لأن الفلسطينيين قالوا لئلاَّ يعمل
العبرانيون سيفاً أو رمحاً، بل كان ينزل كل إسرائيل إلى الفلسطينيين لكي يحدد كل
واحد سكته (سلاح المحراث) ومنجله وفأسه ومعوله.. وكان في يوم الحرب أنه لم يوجد
سيف ولا رمح بيد جميع الشعب” (1صم 13: 1922)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى