كتب

الاحتفال بالأزمنة المقدسة



الاحتفال بالأزمنة المقدسة

الاحتفال
بالأزمنة المقدسة

 

10
(1) مع الأزمنة أُنشد المرسوم الإلهي: في بدء سيادة النور، وساعة دوراته، وساعة
يغيب إلى الموضع المحدّد له. في بدء (2) سهرات الظلمة ساعة فتح الله خزائنه وجعلها
في الأعالي، وحين غابت في دائرتها أمام النور. حين ظهر (3) النيّران الخارجان من
عالم القداسة، وحين غابا نحو مقام المجد على عتبة الفصول التي تنتهي في أيام وقمر
جديد، كان دوران الفصول متناسقاً مع (4) الرباطات التي تضم قمراً جديداً إلى قمر
جديد، وذلك لأن الإقمارات (فترة بين قمر وقمر) تتجدّد وتنمو حسب سموّ قداسة الحرف
“ن”، حسب مفتاح نِعم الربّ الأبديّة، حسب بدايات (5) الفصول في كل زمن
آتٍ، في بدء الشهور وحسب الفصول المرتبطة بها، وفي أيام القداسة في تاريخها
المجدّد بالعودة إلى الفصول التي ترتبط بها.

(6)
أبارك الرب بتقدمة الشفتين، حسب المرسوم الذي نُقش إلى الأبد: في بدايات السنين وفي
دوران الفصول السنويّة، ساعة يتمّ المرسوم (7) الذي يعيّن الفصول تاريخاً محدّداً،
في يوم منظّم لكل منها، والواحدة تجاه الآخر. فصل الحصاد بالنسبة إلى الصيف. وفصل
الزروع بالنسبة إلى فصل نموّ النبات. في أعياد السنين بحسب أسابيع السنين (8) وفي
بداية أسابيع أسابيع السنين، في وقت الاعتاق. وخلال حياتي كلّها يكون المرسوم
المحفور على لساني كثمرة مديح وتقدمة من شفتيّ.

 

امتداح
الله في كل الأوقات والظروف

(9)
أنشد في المعرفة وكنّارتي كلها تتحرّك لمجد الله، وعودي وقيثارتي للنظام المقدّس
الذي صنعه، وأرفع مزمار شفتيّ بسبب قياسه العادل.

(11)
حين يأتي النهار والليل، أدخل في عهد الله. وحين يختفي المساء والصباح أقوال فرائض
الله، وما زالا موجودين أقيم فيهما (11) بيتي بدون عودة وأعلن حكمي بحسب آثامي،
وعصياني يكون أمام عينيّ كمرسوم محفور. غير أني أقول لله: “يا يرّي”!
(12) وللعليّ: “يا سند صلاحي وينبوع المعرفة وعين القداسة والمجد السامي
وقدرة البهاء الأبدي”. وأختار ما (13) يعلّمني وأسرّ بالطريقة التي فيها
يدينني.

في
البدء كل مشروع تقوم به يداي أو رجلاي، أبارك اسمه. (14) حين أجلس وأقوم، وحين
أذهب إلى الفراش، أصعّد نحوه صراخ الفرح. وأباركه بتقدمة ما يخرج من شفتيّ بسبب
المائدة المهيّأة للبشر (15) وقبل أن أرفع يديّ لآكل محاصيل الأرض اللذيذة.

حين
أكون فريسة الخوف والرعدة، وفي عمق الضيق وفي ملء الكآبة، (16) أباركه لأنه عجيب،
واعترف به، وأتأمّل بقدرته، واستند كل أيامي إلى نعمة. وأعلم أن في يده دينونة
(17) كل حيّ وأن جميع أعماله حقّ. وحين ينصبّ عليّ الضيق امتدحه. وحين يخلّصني
أهتف أيضاً هتافات الفرح.

 

الاستعدادات
الأدبيّة لدى المؤمن الكامل

لا
أجازي أحداً (18) على الشرّ، بل ألاحقه بالخير، لأن عند الله دينونة كل حيّ، وهو
يدفع لكل إنسان جزاءه. لا أكون حسوداً بروح (19) الكفر، ولا تشتهي نفسي غنى العنف.

أما
رجال الهاوية الكثيرون، فلا أتمسّك بهم حتى يوم الانتقام، ولكني لا أردّ غضبي (20)
عن الناس الفاسدين ولن ارتاح إلاّ متى دشّن الله الدينونة. أكون بلا حقد ولا غضب
تجاه الذين ارتدّوا عن العصيان، ولكني أكون بلا رحمة (21) تجاه كل الذين حادوا عن
الطريق. لا اعزّي المسحوقين إلى أن تصبح طريقهم كاملة.

ولا
احتفظ ببلعال في قلبي، ولن تُسمح جهالات في فمي (22) ولن يُوجد على شفتيّ غش آثم
ولا مكر ولا كذب. بل يكون على لساني ثمر قداسة (23) ولم يوجد فيه رجس. أفتح فمي
بالمدائح ويُخبر لساني دوماً بمآثر الله، كما يخبر بخيانة البشر حتى زوال (24)
عصيانهم. أزيل من شفتيّ الكلام الباطل، ومن عقل قلبي النجاسة والمكر. بفكر عاقل
أخفي المعرفة، (25) وبفطنة عاقلة أحميها بسور ثابت لكي احفظ الإيمان والحقّ حفظاً
دقيقاً حسب برّ الله.

أوزّع
(26) الفريضة بواسطة حبل الأزمنة و… البرّ، وأكون محباً ودوداً تجاه اليائسين.
وأقوّي أيدي الذين تبلبلت قلوبهم، وأعلّم.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى