كتب

صلاة باروك



صلاة باروك

صلاة
باروك

48
(1) وحصل بعد اليوم السابع أني قلت وأنا أصلّي في حضرة القدير:

(2)
“آه، يا ربّ! تدعو الأزمنة لتجيء

فتقف
أمامك،

تجعل
قدرة الدهور تعبر

فلا
تقاومك،

ترتّب
نظام الأزمنة

فتطيعك.

(3)
أنت وحدك تعرف مدى الأجيال

ولا
تكشف أسرارك للكثيرين

(4)
تحدّد كمية النار

وتزن
الرياح الخفيفة.

(5)
تلج أطراف الأعالي

وتفحص
أعماق الظلمات.

(6)
تحدّد عدد العابرين والباقين

وتعدّ
مسكنًا للآتين

(7)
تذكر البداية التي خلقتَ

ولا
تنسى الدمار الآتي.

(8)
تأمر اللهب بعلامات الخوف والتهديد

فتبدّل
دخانًا.

تخرج
بكلمتك ما لم يكن موجودًا

وتحفط
بقوّتك العظيمة ما لم يأتِ بعد.

(9)
تعلّم الخلائق بفهمك

وتحكّم
الدوائر لتخدم في مراتبها.

(10)
جيوش لا عد لها تقف أمامك،

تشير
إليها فتخدم في سلام حسب مراتبها.

(11)
فاستمع لعبدك

وأصغ
إلى صلاتي.

(12)
للحظة قصيرة ولدنا

ونمضي
بعد لحظة قصيرة.

(13)
ولكن عندك الساعات زمن،

والأيام
أجيال.

(14)
لا تغضب على الإنسان فهو عدم

ولا
تهتمّ لأعمالنا، فما نحن (أمامك)؟

(15)
بعطيّة منك أتينا إلى العالم،

وتمضي
دون أن نشاء.

(16)
ما قلنا لوالدينا: لدوننا.

ولا
بعثنا برسول إلى الشيول قائلين: تقبلنا.

(17)
فما هي قوّتنا لتحتمل غضبك،

ومن
نحن لنقف أمام دينونتك؟

(18)
فاحمنا برحمتك(5)،

وأعنّا
برأفتك

(19)
انظر إلى الصغار الخاضعين لك،

وخلّص
جميع المقتربين منك.

لا
تلغِ رجاء شعبك،

ولا
تقصّر زمنًا تعينهم فيه.

(20)
فهو الشعب الذي اخترته،

الشعب
الذي لن تجد له مثيلاً.

(21)
والآن، أتكلّم في حضرتك،

وأقول
ما يخطر في قلبي.

(22)
لقد وثقنا بك،

لأن
شريعتك في وسطنا.

وعرفنا
أننا لا نسقط

إن
لبثنا متعلّقين بعهودك.

(23)
واحدة تجعلنا سعداء:

لم
تمتزج بالأمم.

(24)
فكلّنا شعب فريد ومعروف،

تسلّمنا
شريعة واحدة من (الله) الواحد،

والشريعة
التي في وسطنا تعيننا،

والحكمة
السامية التي فينا تسندنا”.

(25)
حين صلّيت وقلتُ هذا، بديت تعبًا منهكًا.

نهاية
الأزمنة

(26)
فأجاب وقال لي:

“صلّيت
ببساطة، يا باروك،

فسُمعت
كلمات (صلاتك).

(27)
ولكن دينونتي تطلب خيرها

وشريعتي
تطالب بحقّها.

(28)
حسب أقوالك أجيبك

وأكلّمك
حسب صلاتك.

(29)
فإليك ما أقول:

من
يُفسد نفسه ليس بشيء

ولكنّه
تصرّف بالشرّ وكأنّه يستطيع شيئًا.

فما
تذكّر مراحمي،

ولا
عرف أناتي.

(30)
لهذا ستخطف انخطافًا

كما
سبق وأنبأتك.

عندئذٍ
يأتي الزمن الذي كلّمتك عنه،

عندئذٍ
يظهر زمن الضيق.

(13)
يأتي فيعبر بعنف عنيف

ويمتلىء
اضطرابًا لأنّه يأتي بعنف وتهديد.

(32)
ويكون في تلك الأيام

أن
جميع سكان الأرض يثق الواحد بالآخر

لأنهم
لا يعرفون أن دينونتي قريبة.

(33)
لا يجدون عددًا من الحكماء في ذلك الزمان،

ويقلّ
عدد الفهماء

والعارفون
يفضّلون السكوت.

(34)
وتكثر الأخبار وتتنامى الإشاعات،

وتظهر
كائنات خياليّة،

ويوردون
عددًا من الانباءات،

يكون
بعضها كاذبًا ويصحّ البعض الآخر.

(35)
وتتحوّل الكرامة إلى عار،

وتنحطّ
القوّة حتى الاحتقار،

وتتلاشى
القدرة،

ويصير
الجمال موضوع هزء.

(36)
فيقول الكثيرون لآخرين كثيرين في ذاك الزمان:

أين
اختفت وفرة الفهم

أين
اختبأت وفرة الحكمة؟

(37)
وحين يتأمّلون في هذا،

تستيقظ
الغيرة تجاه أشخاص ما فكّروا فيهم.

ويُهاجم
الحسد ذاك الذي كان هادئًا.

يدفع
الغضب الكثيرين فيسيئون إلى الكثيرين،

وتقوم
الجيوش من أجل سفك الدماء

وفي
النهاية يموتون كلّهم معًا.

(38)
ويكون في ذلك الزمان:

يتجلّى
تبدّل الأزمنة لكل إنسان

فقد
لبسوا في تلك الأزمنة النجاسة والعنف

وسار
كل واحد في أعمال يده

وما
تذكّر شريعة القدير.

(39)
لهذا تلتهم النار أفكارهم

ويفحص
اللهيب مقاصد عواطفهم

لأن
الدّيان يأتي ولا يُبطئ.

(40)
عرف كل سكّان الأرض حين أخطأوا

وبسبب
كبريائهم ما عرفوا شريعتي.

(41)
فعندئذٍ سيبكي الكثيرون حقًا

بل
(سيبكون) على الأحياء قبل الأموات”.

(42)
فأجبت وقلت:

“آه،
يا آدم! ماذا فعلت للذين وُلدوا منك؟

وماذا
يُقال لحواء الأولى التي أطالت الحيّة؟

(43)
فالعدد الكبير يمضي إلى الفساد.

وكثيرون
هم الذين تلتهمهم النار.

(44)
ولكنّي أتكلّم أيضًا في حضرتك.

(45)
فأنت أيّها الرب سيّدي تعرف ما في خليقتك.

(46)
بالأمس أمرتَ التراب بأن يخرج آدم

وأنت
تعلم عدد الذين وُلدوا منه

وكم
خطأ إليك أولئك الذين جاؤوا إلى الوجود

وما
اعترفوا بك كخالقهم.

(47)
ولكن نهايتهم تفهم أمام كل هذا

والشريعة
التي تجاوزوها تعاقبهم في يومك.

(48)
والآن، نترك الأشرار ونهتمّ بالأبرار.

(49)
سأخبر بسعادتهم

ولن
أنفك أنشد المجد المحفوظ لهم.

(50)
في الحقيقة، احتملتم أتعابًا كثيرة

خلال
لحظة قصيرة،

في
هذا العالم العابر الذي فيه تعيشون،

أما
في العالم الذي لا نهاية له

فتنالون
نورًا عظيمًا.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى