كتب

الفصل التاسع و العشرون



الفصل التاسع و العشرون

الفصل التاسع و العشرون

 

(1)
فقلت: “أيها الأزلي القدير، كم تدوم سنة الدهر”؟

(2)
فقال: أقررت أن اثنتي عشرة ساعة من هذا الدهر تملك على الوثنيين وعلى زرعك. وحتّى
نهاية الأزمنة يجري ما رأيت. عُدَّ تعلّم، وانظر في اللوح”. (3) نظرت فرأيت
رجلاً يخرج من الجهة اليسرى، والوثنيون. جاء رجال ونساء وأولاد من جهة الوثنيين في
جموع كثيرة. وعبدوه.

(4)
وإذ كنت أنظر بعد، جاء الذين من الجهة اليمنى: بعضهم هزئ بهذا الرجل، وآخرون
ضربوه، وآخرون غيرهم سجدوا له.

(5)
رأيتُ أن أولئك يسجدون له فركض عزازيل وسجد له. وإذ قبّله قبلة على وجهه، استدار
ووقف وراءه.

(6)
فقلت: “أيها الأزليّ القدير، من هو هذا الإنسان الذي يهزأ به الوثنيون
ويضربونه ويسجدون له مع عزازيل”؟

(7)
فأجاب وقال: “اسمع يا إبراهيم. هذا الرجل الذي رأيته يُهزأ به ويضرب ويُعبد،
هو ذاك الذي يريح من الوثنيين الشعب الذي يأتي منك، في الأيام الأخيرة، في هذه
الساعة الثانية عشرة من الدهر الشرير.

(8)
في الساعة الثانية عشرة من دهري النهائيّ، أقيم هذا الرجل الآتي من زرعك، الذي
رأيته خارجًا من شعبي. فالجميع يتبعونه، وأضف أولئك الذين بدّلوا مشورتهم لأني
دعوتهم.

(9)
فالذين رأيتهم آتين من عن يمين اللوح وهم يعبدونه، هم عدد كبير من الوثنيين الذين
وضعوا رجاءهم فيه.

(10)
والذين رأيتهم خارجين من زرعك وآتين من جهة اليمين، فالكثيرون منهم سوف يُستعبدون،
ومنهم من هزء منه، ومنهم من ضربه، ومنهم من عبده. (11) وهو يمتحن أولئك الذين من
زرعك وقد عبدوه في نهاية الساعة الثانية عشرة هذه ليضع حدًا للدهر الكافر.

(12)
وقبل أن يبدأ دهر البرّ ينمو، تأتي دينونتي على الوثنيين الأشرار بواسطة شعب وُلد
من زرعك ففرزته لي.

(13)
في تلك الأيام، آتي بعشر ضربات، بالشقاء والمرض ونحيب مرارة نفوسهم عل كل خليقة
أرضيّة.

(14)
هذا ما آتي به على أجيال البشر الذين يوجدون هناك، بسبب غضب خليقتهم وفسادها
اللذين بها يغضبانني.

(15)
عندئذ يبقى الناس الأبرار الذين من زرعك والذين حُفظ عددهم سرًا فيّ سيرعون في مجد
اسمي إلى الموضع الذي أعدّ لهم منذ زمان طويل، والذي رأيته قفرًا في اللوح.

(16)
والذين يكونون أحياء يتقدّون بالذبائح وعطايا البرّ والحقّ، خلال دهر البرّ.

(17)
فيّ يبتهجون على الدوام. ويدمِّرون الذين دمّروهم، ويشتمون الذين شتموهم وعيّروهم.
فالذين يبصقون في وجوههم أحكم أنا عليهم

(18)
في ذلك الوقت يراني في البهجة من يبتهج مع شعبي ويستقبلون أولئك الذي ارتدوا إليّ
في الندامة

(19).
أنظر يا إبراهيم، ما رأيت، واسمع ما سمعت، واعرف ما عرفت. إمضِ إلى ميراثك وها أنا
معك إلى الأبد”.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى