كتب

الفصل الثالث و العشرون



الفصل الثالث و العشرون

الفصل الثالث و العشرون

 

(1)
(وقال الأزلي): “انظر أيضًا في اللوح، من هو الذي أطغى حواء وما هو ثمر
الشجرة، فتعرف ما حصل لزرعك بين البشر في نهاية أيام الدهر، وكيف حصل.

(2)
ما لا تستطيع أن تفهمه، سأشرحه لك لأن هذا يُرضي وجهي، وأقول لك ما حُفظ في
قلبي”.

(3)
نظرت في اللوح فتوجّه نظري نحو جنّة عدن. فرأيت هناك رجلاً طويل القامة جدًا. وكان
عرضه مخيفًا ووجهه لا يوصف. وكان يعانق امرأة شبيهة به وجهًا وقامة. وقفا تحت شجرة
من عدن.

(4)
كان ثمر هذه الشجرة أشبه يعنقود عنب.

(5)
وكان وراء الشجرة ما يشبه حيّة. له يدان ورجلان تشبه ما للإنسان. وكانت له أجنحة
في كتفيه، ستّة عن اليمين وستّة عن اليسار. وأمسك بيده عنقودًا من الشجرة.

(6)
وجرّب الاثنين اللذين رأيتهما متعانقين. فقلت: “من هما هذان المتعانقان، ومن
هو الذي يقف بينهما، وما هي الثمرة التي يأكلان، أيها القدير الأزلي”؟ (7)
فقال لي: “هذا هو ميل البشر: هو آدم. هذه هي شهوتهم على الأرض: هي حواء. وما
بينهما هو كفر مشروعها نحو الهلاك، هو عزازيل نفسه”.

(8)
فقلت: “أيها الأزلي القدير، لماذا إذن أعطيت هذا مثل هذا السلطان ليضلّ الجنس
البشريّ في أعماله على الأرض”؟

(9)
فقال لي: “اسمع يا إبراهيم: لأنهم يريدون الشرّ. وكما ابغضت (الشرّ) عند
الذين يصنعونه، أعطيته مرة عزازيل سلطانًا عليهم وسمحتُ أن يكون محبوبًا
لديهم”.

(10)
فأجبتُ وقلت: “أيها الأزليّ القدير، لماذا أردت الشرّ محبوبًا في قلب البشر؟
فأنت تغضب على ما أردته أنت في مشورتك، (تغضب) على من يفعل الشرّ”.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى