كتب

رسالة اخنوخ



رسالة اخنوخ

رسالة
اخنوخ

 

مقدمة
الى رسالة اخنوخ

تعتبر
هذه الفصول رسالة بعث بها أخنوخ إلى نسله الروحي في الأجيال المتأخّرة. جُعل
الأبرار تجاه الخطأة والدينونة التي تنتظر كلاً من الفئتين. توجز المقدّمة (رؤيا
الأسابيع) التاريخ البشريّ من أخنوخ إلى النهاية. وتقدّم بنية زمنيّة للدينونة
التي سنجدها في سائر الرسالة. وما هو قلب الرؤيا، التعارضات في البداية والنهاية
بين العنف والكذب والبرّ والحقيقة. فالاسابيع السبعة ستنطبع بتكوين جماعة الأبرار
والمختارين الذين تعطى لهم سبعة أضعاف من الحكمة والمعرفة فتؤهلّهم لكي يقتلعوا
بناء العنف والكذب من أصوله. وسيف الدينونة الذي يُعطى للابرار في الاسبوع الثامن
يستعيد رؤية الحيوان، ويتكرّر الموضوعُ في 95: 3؛ 96: 1؛ 98: 12. في الأسبوع
التاسع سيُبنى الهيكل الاسكاتولوجيّ، وكشفُ توراة الأبرار سيحوّل البشريّة إلى
البرّ.

مقالات ذات صلة

يستعمل
جسم الرسالة ثلاثة أشكال أدبيّة تميّز النبوءة في الكاتب المقدس: الويل. التحذير
مع تعبير “لا تخافوا”. الإنباء الاسكاتولوجيّ مع الاداة
“حينئذ” أو عبارة: “في تلك الأيام”. ويصوَّر الضيق الذي يحلّ
بالابرار من قبل الخطاة الأغنياء والمقتدرين (رج ما قيل عن العنف)، والتعليم
الكاذب للذين حرّفوا التوراة وقادوا بكذبهم عدداً كبيراً إلى الضلال (هذا ما يقابل
الكذب والغش كما في الرؤيا). يواجه الكاتب في 102: 4- 104: 8 مسألة وجود الله التي
يحرّكها الوضع الحاضر، ويقدّم حلاً في الدينونة التي تُعطي حياة جديدة للابرار
الذين ماتوا، وتعاقب الخطأة الذين ظلّوا زماناً طويلاً بلا عقاب. وفي 104: 12-
105: 2 تتماهى الحكمة الاسكاتولوجيّة التي ذُكرت في 93: 10 مع كتب أخنوخ التي هي
الأساس الذي عليه سيشهد الأبرار أمام أبناء الأرض كلها.

ونجد
في ف 106- 107 خبراً عن مولد نوح. فالظروف العجائبيّة التي رافقت مولد نوح، أخافت.
أباه لامك الذي ظنّ بوجود حبَل ملائكي، فأرسل متوشالح إلى أخنوخ يطلب تفسيراً. نسب
الرائي شرورَ الزمن الحاضر إلى تمرّد الملائكة، ولكنه وعد بأن نسل لامك في نوح
سيُحفظ، وأن العالم والجنس البشري سيُعاد بناؤهما بعد دينونة الطوفان. ويختتم
الخبر مجموعة أخنوخ بوعد يرتبط ببداية الزمن ونهايته، بأن الخلاص سيتبع الدينونة
الاسكاتولوجيّة.

وأضيف
ف 108 بشكل تحريض للابرار في الزمن الاخير. عاد إلى أجزاء من المجموعة الأخنوخيّة،
فقدّم روية قصيرة عن موضع العقاب كدليل على الدينونة الآتية ونداء إلى الابرار
الذين يتألّمون، بأن يتحمّلوا وضعهم بانتظار تمجيدهم.

إن
هذا القسم الخامس الذي هو رسالة اخنوخ، وُضع كخاتمة إرشاديّة للمجموعة الاخنوخيّة.
فالتنبيه إلى الايمان والسلوك البارّ الذي يقود إلى الخلاص، يفترض أموراً أخرى من
1 أخن. فرؤية أخنوخ لموضع الموتى (ف 22) نجدها في 102: 4- 103: 18. ونظرته إلى
اللوحات السماويّة نراها في 103: 2. ورؤيته لتشفّع الملائكة نجدها في 104: 1.
والرؤيا والتفسير الملائكي وقراءة اللوحات، كل هذا يُذكر في 93: 2. فعبر هذه
الايرادات، واستعمال الاشكال الادبيّة من نصوص الأنبياء، وعبارات التأسّف التي
تدلّ على يقين الدينونة، يماهي الكاتب بين هذا القسم والمجموعة الأخنوخيّة ككلّ
كما أوحيت من أجل خلاص الحكمة.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى