بدع وهرطقات

الباب الثالث – الثالوث الأقدس إلهنا الواحد من الأزل وإلى الأبد



الباب الثالث – الثالوث الأقدس إلهنا الواحد من الأزل وإلى الأبد

الباب الثالث – الثالوث الأقدس
إلهنا الواحد من الأزل وإلى الأبد

الفصل الرابع عشر

عدد 4: 23و16، 2: 24 – الأقانيم
كالله الواحد في خدمة شعبه

جاء في
التوراة أن الله لمّا وافى بلعام النبي الكذاب ليمنعه من اتصاله بشيطانه الخاص
بطرقه السحرية للأضرار بشعب الرب قديماً، وافاه تعالى ثلاث مرات لا أكثر ولا أقل.
وكانت كل مرة تحت اسم خاص. ففي المرة الأولى قيل
فوافى
الله (إيلوهيم) بلعام
(عدد 4: 23) وفي المرة
الثانية قيل
فوافى الرب (يهوه) بلعام (عدد16:
23) وفي المرة الثالثة قيل
فكان عليه
روح الله
(عدد 2: 24) وبكل وضوح نرى هنا ثلاثة: الأول
تحت اسم
الله (إيلوهيم) والثاني
تحت اسم
الرب (يهوه) والثالث
تحت اسم
روح الله (إيلوهيم). وهذا عين
ما نجده في الإنجيل. فقد جرى العهد الجديد في أكثر مواضعه على استعمال لقب
الله للآب، ولقب
الرب للابن،
ولقب
الروح للروح
القدس. فقيل مثلاً
لنا إله
واحد الآب.. ورب واحد يسوع المسيح
(كورنثوس الأولى 6: 8)
كما قيل أيضاً في ترتيب عكسي
فلمّا
ابتدأت أتكلم، حل الروح القدس عليهم.. فتذكرت كلام الرب كيف قال: إن يوحنا عمد
بماء وأمّا أنتم فستُعمدون بالروح القدس. فإن كان الله قد أعطاهم الموهبة.. مؤمنين
بالرب يسوع المسيح، فمن أنا؟ أقادر أن أمنع الله؟
(أعمال 15:
11-17) وأيضاً
فأنواع مواهب موجودة، ولكن الروح
واحد. وأنواع خدم موجودة، ولكن الرب واحد. وأنواع أعمال موجودة، ولكن الله واحد،
الذي يعمل الكل في الكل
(كورنثوس الأولى 4:
12-6) وكما قيل أيضاً
روح واحد..
رب واحد.. إله وآب واحد للكل، الذي على الكل وبالكل وفي كلكم
(أفسس 4:
4-6).

مقالات ذات صلة

ولكن ليس
معنى هذا أن الآب إله وليس رباً أو أن الابن رب وليس إلهاً أو أن الروح القدس روح
وليس إلهاً ولا رباً، حاشا بل كان هذا الاختلاف أو بالحري الاختصاص في التسمية هو
لمجرد تمييز الثلاثة عن بعض من حيث الأقنومية بينما هم الله احد. فالله الواحد هو
الثلاثة وفي ذات الوقت هو كل واحد من الثلاثة.

لذلك كما
كثر استعمال لقب
إله للآب
لتمييزه عن الابن والروح القدس من حيث الأقنومية كذلك استعمل له لقب
رب لإعلان
وحدته الإلهية مع
الابن من حيث
أنهما الله الواحد. وهذا في قول الابن نفسه
أيها
الآب، رب السماء والأرض
(متى 25: 11)، كما
استعمل له أيضاً لقب
روح لإعلان
وحدته مع الروح القدس من حيث أنهما الله الواحد. وهذا في قول الابن
الساجدون
الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق.. الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق
ينبغي أن يسجدوا
(يوحنا 23: 4و24)

وكما كثر
استعمال لقب
رب للابن
لتمييزه عن الآب والروح القدس من حيث الأقنومية كذلك استعمل له لقب
إله لإعلان
وحدته الإلهية مع
الآب من حيث
أنهما الله الواحد. وهذا في قول رسوله بولس عنه المسيح
الكائن
على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد. آمين
(رومية 5:
9). كما استعمل له أيضاً لقب
روح لإعلان
وحدته الإلهية مع الروح القدس من حيث أنهما الله الواحد. وهذا في قول رسوله بولس
عنه
صار آدم الأخير وهو الابن
المتجسد..
روحاً محيياً (كورنثوس
الأولى 45: 15).

وكما كثر
استعمال لقب
الروح للروح
القدس لتمييزه عن الآب والابن من حيث الأقنومية كذلك استعمل له لقب
الله لإعلان
وحدته الإلهية مع الآب من حيث أنهما الله الواحد. وهذا في قول الرسول بطرس عنه
لحنانيا
لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على
الروح القدس.. أنت لم تكذب على الناس بل على الله
(أعمال 3:
5و4)، كما استعمل له أيضاً لقب
رب لإعلان
وحدته الإلهية مع الابن من حيث أنهما الله الواحد. وهذا في قول الرسول بولس عنه
نتغيّر
إلى تلك الصورة عينها، من مجد إلى مجد، كما من الرب الروح
(كورنثوس
الثانية 18: 3)

فالآب
والابن والروح القدس هم الله الواحد والرب الواحدد والروح الواحد إذ استعملت
الألقاب الثلاثة
إله ورب وروح لكل واحد
من الثلاثة، ولكن من حيث أنهم أقانيم، فلتمييزهم عن بعضهم كثر في إعلان الله عن
ذاته استعمال لقب
الله للآب، ولقب
الرب للابن ولقب
الروح للروح
القدس. والسبب هو القصد الإلهي في التجسد. فإنه لمّا تجسد الابن صار بطبيعة الحال
كإنسان يشغل اختيارياً مركز العبد لله أبيه مع أنه في ذات الوقت هو ابنه لأن
التجسد لم يغير شخصيته الأصلية الإلهية كابن الآب وإن كان قد أعطاه مركزاً جديداً
كعبد الله أبيه، وصار الله أبوه بطبيعة الحال يشغل مركز إله له كما هو إله كل
البشر وسُمي
إله وأبي ربنا يسوع المسيح (أفسس 3: 1
انظر الحاشية) ودعاه ربنا يسوع المسيح
أبي
وإلهي
(يوحنا 17: 20 مع رؤيا 12: 3). ولئلا تُنسى
حقيقته الإلهية بسبب تنازله هذا إلى مركز الإنسانية احتفظ الآب له خاصة بلقب
الرب الذي هو
ترجمة الاسم العبراني
يهوه الذي معناه
الكائن أو السرمدي
وهو اسم الله الخاص وهذا لئلا يُظن أنه كغيره مخلوق ومن ثم يقول عنه رسوله بولس
لذلك
رفَّعه الله
كالإنسان المقام وأعطاه
اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت
الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب
رغم أنه في
صورة عبد
لمجد الله الآب (فيلبي 5:
2-8)

أمّا عن
اختصاص الروح القدس بلقب
روح فلأنه
العامل الإلهي السري الغير المنظور بطريقة روحية غير مدركة في أرواح ونفوس البشر
لإحيائها وتقيسها كقول الرب يسوع نفسه
المولود
من الروح هو روح
(يوحنا 6: 3) وقول
عبده يهوذا عن رافضي عمله فيهم أنهم
نفسانيون
لا روح لهم
أو ليس لهم الروح القدس (يهوذا 19)

فنحن، إذن،
أمام موافاة
الله والرب لبلعام
وحلول
روح الله عليه نجد
أنفسنا مرة أخرى أمام إلهنا الواحد المثلث الأقانيم، أمام
الله الذي هو الآب وأمام الرب الذي هو الابن وأمام روح
الله
الذي هو الروح
القدس
، الأقانيم الثلاثة لإلهنا الواحد. تبارك اسمه
إلى الأبد.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى