بدع وهرطقات

الفصل الرابع



الفصل الرابع

الفصل الرابع

الكتاب المقدس هو إعلان الله
عن ذاته

ولكن ما هي
الأدلة التي تثبت لنا أن الكتاب المقدس موحى به من الله وليس تأليفاً بشرياً؟
كثيرة ودامغة نكتفي بثلاثة منها:

الدليل
الأول

مقالات ذات صلة

وحدة
موضوعه:
فهو
الكتاب الوحيد الذي تميز بوحدة موضوعه من أوله إلى آخره مع كثرة وتباين أجزائه.
وهذا الموضوع الواحد هو ”الابن“ في علاقته مع الآب كأبيه، ومع الروح القدس كروحه
وروح أبيه. ومع الملائكة كخلائقه وخدامه، ومع الشياطين كديَّانهم، ومع البشر
كالمخلص للذين يؤمنون به، وكالديان للذين لا يؤمنون. لذلك قيل في قلب التوراة
قبَّلوا بمعنى أِقبلوا الابن
لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق. لأنه عن قليلٍ يتقد غضبه. طوبى لجميع المتكلين عليه
(مزمور 12:
2) كما قيل في قلب الإنجيل
الذي يؤمن
بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله
(يوحنا 36:
3). هذا هو موضوعه الواحد الذي لم يحد عنه مع أنه لم يوح به في جزء واحد لنبي واحد
في زمن واحد بل في ستة وستين جزء لأربعين نبياً خلال عشرين قرناً، في حين لم يوح
لأي نبي في جزئه الذي أعطيه إلا بجزء من الموضوع أو ببعض أجزائه دون علم له بباقي
أجزاء الموضوع ولا بذات الموضوع. إذ كانوا كلهم يهوداً موحدين بينما كان الموضوع
هو ثالوث أقانيم الله الواحد. فلمّا اكتملت كل الأجزاء وظهرت مكملة وموضحة لموضوع
واحد لم يكن لهم علم به، كان ذلك معجزة باهرة أثبتت وحي الكتاب وأنه إعلان الله عن
ذاته. ومثل ذلك كمثل عدة حمالين حمل كل منهم جزءاً واحداً من قطعة أثاث إلى مكان
تركيبها في حين لم يكن يفهم أحد هؤلاء الحمالين ما هو الجزء الذي يحمله ولا الشيء
الذي يحمله حتى وصلت كل الأجزاء وركبت منها قطعة الأثاث الواحدة حينئذ فهم الجزء
وفهم الكل. وكما لم يفهم هذه القطعة من الأصل إلا صانعها ومرسل أجزائها ومركبها في
مكانها وإذ ركبت حينئذ فهمها الكل كما كان يفهمها هو، هكذا الكتاب المقدس أيضاً.
فلم يكن يعرف موضوعه الواحد إلا الله الذي بروحه أوحى بأجزائه الستة والستين في
العشرين قرناً للأربعين نبياً، والذي جمع الأجزاء إلى بعضها فبرز الكتاب وبرز
موضوعه وعرفه الكل كما كان يعرفه الله فليس، إذن، غير روح الله كاتباً حقيقياً
للكتاب الذي أيدي كتبته لأن
أمور الله
لا يعرفها أحد إلا روح الله
(كورنثوس الأولى 11:
2). وعندما برز هذا الموضوع، إذا بنا وجهاً لوجه في كل الكتاب بأسفاره التاريخية
والشعرية والنبوية والتعليمية أمام الله في وحدة لاهوته وتثليث أقانيمه، هذا
التثليث الذي لم يكن معلوماً بالمرة للأنبياء الموحى إليهم به. لذلك يقول الرسول
بطرس
لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان،
بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس
(بطرس
الثانية 21: 1) هذا هو الكتاب في معجزة وحدة موضوعه التي تقوم دليلاً أولياً على
وحيه من الله وعلى أنه إعلان الله عن ذاته للبشر.

 

الدليل
الثاني

قوة
تأثيره:
إنه
أيضاً الكتاب الوحيد الذي لازمته قوة تأثير إلهية في كل الذين قبلوه قلبياً في
صميم موضوعه، ألا وهو الابن في حقيقة لاهوته وفوائد موته. فبعد عيشة النجاسة
والإجرام أحيت هذه القوة نفوسهم بحياة جديدة من الله في المسيح ابنه المقام من
الأموات، وأخذت في تجديد وتشديد قواهم الروحية وتقديسهم لله، وتزويدهم أيضاً
بمواهب روحية تساعد على انتشار تأثيره في سواهم مما جعل فارقاً ملموساً منظوراً
بين هؤلاء الذين قبلوه والذين لم يقبلوه كما قيل
وأمّا
كل الذين قبلوه
أي قبلوا الابن الذي هو موضوع الكتاب أعطاهم
سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه
(يوحنا 12:
1) ثم قيل
بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد
إبليس: كل من لا يفعل البر فليس من الله، وكذا من لا يحب أخاه
(يوحنا
الأولى 10: 3) وقيل
فالذي
يمنحكم الروح، ويعمل قوَّات فيكم، أبأعمال الناموس أم بخبر الإيمان؟
(غلاطية 5:
3) يقصد الإيمان بالابن. وهذا الفارق الواقعي الملموس الذي ميز الذين قبلوا الكتاب
في صميم موضوعه ألا وهو الابن عن الذين لم يقبلوه هو دليل واقعي ملموس على أنه وحي
الله وإعلانه تعالى عن ذاته للبشر.

 

الدليل
الثالث

نبواته:
إنه
أيضاً الكتاب الوحيد الذي سبق فأنبأ بنبوات قد تمت فعلاً وهي قائمة أمام عيوننا،
وبأخرى لا زالت تتم أمام عيوننا على مر الزمن حتى الآن مما يدل على أنه وحي الله
الذي لا يعرف أحد غيره النهاية من البداية لذلك قيل عن نبوة الكتاب
في
النهاية تتكلم ولا تكذب. إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي إتياناً ولا تتأخر
(حبقوق 3:
2)، ومن ثم فسنأتي، على سبيل المثال، على أربع نبوات فقط تمت ولا تزال بقيتها تتم
على مر الزمن بشهادة التاريخ والواقع كدليل مادي واقعي ملموس على أن الكتاب هو وحي
الله وإعلانه تعالى عن ذاته للبشر.

 

النبوة
الأولى

عن
المسيح:
فقد
سبق الكتاب وأنبأ عن المسيح بكل ما سجلت الأناجيل وقوعه بالفعل. فأنبأ عن ولادته
من امرأة بغير رجل (قابل تكوين 15: 3 مع غلاطية 4: 4) وبأن هذه المرأة تكون عذراء
(قابل إشعياء 14: 7 مع لوقا 26: 1-38، متى 18: 1و22و23)، وبأن ولادته تكون في بيت
لحم (قابل ميخا 2: 5 مع متى 1: 2و5و6، لوقا 1: 2-6) وبأنه يكون محتقراً (قابل
مزمور 6: 22، إشعياء 3: 53 مع لوقا 11: 23)، وبأنه يموت ويكون تاريخ موته في سنة
483 من خروج أمر ملك فارس لبناء أورشليم (قابل دانيآل 25: 9و26 مع أعمال 13: 3،
23: 2)، وبأنه يموت مثقوب اليدين والرجلين أي مصلوباً (قابل مزمور 16: 22 مع مرقس
25: 15)، وبأن صالبيه يقتسمون ثيابه وعلى لباسه يقترعون (قابل مزمور 18: 22 مع
يوحنا 23: 19و24)، وبأن صلبه يكون بين لصين آثمين (قابل إشعياء 12: 53 مع مرقس 27:
15و28) وبأنه على الصليب يحتمل آلاماً من البشر لعدائهم لله بسبب شرورهم (قابل
مزمور 6: 22-8و12و13و16-18، زكريا 6: 13، إشعياء 3: 53و7، ميخا 2: 5، إشعياء 6:
50، مزمور 21: 69 مع متى 26: 27-30، يوحنا 3: 19، متى 39: 27-44، يوحنا 28: 19-30)
وبأنه على الصليب أيضاً يحتمل من يد الله آلاماً غير مدركة يكفر بها عن البشر
لخلاص كل من يؤمن به بسبب محبة الله لهم (قابل زكريا 7: 13، إشعياء 5: 53و6و8و10،
مزمور 1: 22و2و14و15 مع متى 45: 27و46) وبأنه تحت هذه الدينونة الإلهية يموت أيضاً
عن البشر بانفصال روحه الإنسانية عن جسده (قابل مزمور 15: 22، إشعياء 8: 53،
دانيآل 26: 9 مع متى 50: 27) وبأن عظماً لا يكسر منه وإنما يطعن في جنبه (قابل عدد
12: 9، زكريا 10: 12 مع يوحنا 31: 19-37) وبأن قبره يحفر مع قبري اللصين ولكن لا
يكون دفنه في قبره هذا بل في قبر شخص غني هو يوسف المشير الشريف (قابل إشعياء 9:
53 مع مرقس 42: 15-46) وبأنه يقوم في اليوم الثالث (قابل هوشع 2: 6، يونان 17: 1،
10: 2 مع متى 40: 12، 21: 16، كورنثوس الأولى 4: 15) وبأنه يصعد إلى السماوات
ويجلس عن يمين الله (قابل مزمور 1: 110 مع أفسس 20: 1) فالكتاب الذي سبق وأنبأ بكل
هذا قبل حصوله بمئات السنين والذي تم في وقته وبحذافيره هو ولا شك، كتاب الله، هو
وحيه وإعلانه تعالى عن ذاته للبشر.

 

النبوة
الثانية

عن
القارات:
فقد
سبق الكتاب وأنبأ بمستقبل الرجال الثلاثة الأولين سام وحام ويافث الذين منهم تفرقت
كل شعوب الأرض وعمرت القارات.

فقال الوحي
بفم نوح لحام ابنه الذي منه ومن نسله كنعان عمَّر غرب آسيا وكل أفريقيا (تكوين 6:
10-10)، والذي كانت مناطقه، مع الأسف، في مقدمة المناطق التي فقدت استقلالها بسبب
شره وشر ابنه كنعان، لحام هذا قيل
ملعون
كنعان! عبد العبيد يكون لإخوته
(تكوين 25: 9)، ولكن
ها هي مناطقه، والحمد لله، بدأت تكسر نير الاستعباد وستكون من أسعد البلاد ولا
سيما في مُلك رب العباد (إشعياء 19و49و56).

وقال لسام
الذي منه عُمَّرت قارة آسيا (تكوين 21: 10-31). ومنه خرج إبراهيم خليل الله الذي
منه خرج في القديم شعب الله، الشعب الذي امتلك أرض كنعان واستعبد سكانها الأصليين،
والذي منه خرج أنبياء الله، وتجسد ابن الله
الكائن
على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد
(تكوين 10: 11 – 7: 12
مع رومية 4: 9و5) لسام هذا قال الوحي
مبارك
الرب إله سام. وليكن كنعان عبداً لهم
(تكوين 26:
9) أي أنه جعل الله، وديانة الله، ومُلك كنعان من نصيبه.

وقال ليافث
الذي منه عُمَّرت قارة أوروبا (تكوين 2: 10-5)
ليفتح
الله ليافث فيسكن في مساكن سام، وليكن كنعان عبداً لهم
(تكوين 27:
9) أي أنه جعل من نصيبه الفتوحات في حين جعل في المستقبل نصيبه الدمار (حزقيال 39،
دانيآل 11، رؤيا 19).

وأليس هذا
ما حصل فعلاً في أحقاب تاريخ قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا التي لا تزال آثاره
قائمة أمام عيوننا حتى الآن؟ فالكتاب الذي سلمنا هذه النبوات القديمة عن مستقبل
القارات، النبوات التي نطق بها منذ 4500 سنة وسجلت على صفحات الكتاب منذ 3500 سنة
والتي نرى اكتمالها ماثلاً الآن في القارات الثلاث أمام عيوننا، أليس هو، بلا شك،
كتاب الله؟ أليس هو وحيه وإعلانه تعالى عن ذاته للبشر؟

 

النبوة
الثالثة

عن
الإمبراطوريات:
سبق الكتاب فأنبأ عن قيام الإمبراطوريات الأربع العظمى التي
سادت العالم بعد سقوط إسرائيل، وسبيه إلى بابل سنة 600ق.م. وهذه الإمبراطوريات
الأربع هي، كما أنبأ الكتاب وسجل التاريخ، إمبراطورية البابليين، فالفرس،
فاليونان، فالرومان. فعن قيام مملكة بابل بعد سقوط إسرائيل قيل
لأنه
هكذا قال الرب: هأنذا.. أدفع كل يهوذا ليد ملك بابل فيسبيهم إلى بابل ويضربهم
بالسيف
(إرميا 4: 20) ويقول دانيآل لنبوخذنصر أول ملوك
بابل بعد سقوط إسرائيل
وبعدك تقوم
مملكة أخرى أصغر منك ومملكة ثالثة أخرى.. وتكون مملكة رابعة صلبة كالحديد
(دانيآل
31: 2-44 قابل أيضاً 2: 7-7و17و32) ولتعيين المملكة الثانية والثالثة يقول نفس
النبي
وإذا بكبش.. ينطح غرباً وشمالاً
وجنوباً.. وبينما كنت متأملاً إذا بتيس من المعز جاء من المغرب.. وضرب الكبش..”
ويقول
الملاك لدانيآل مفسراً
أمّا الكبش
الذي رأيته ذا القرنين فهو ملوك مادي وفارس. والتيس العافي ملك اليونان
(دانيآل 1:
8-8و20و22) وهنا أرتنا النبوة قيام الإمبراطوريات بالتتابع، البابليين فالفرس
فاليونان. ومن ثم لم يبق لدينا حاجة لمعرفة الرابعة الصلبة كالحديد، إنها الرومان
التي انقسمت إلى دول أوروبية بعضها الآن كبير وقوى والبعض الآخر صغير وضعيف ولذلك
تقول النبوة عنها
فالمملكة
تكون منقسمة، ويكون فيها قوة الحديد.. فبعض المملكة يكون قوياً والبعض قصماً
(دانيآل
33: 2و41و42) فالكتاب الذي سبق وأنبأ بأحقاب التاريخ الإمبراطوري المتتابع في
العالم المتمدين قبل صيرورتها أمراً واقعاً أمام العيون بمئات وآلاف السنين أليس
هو، بلا شك، كتاب الله؟ أليس هو وحيه وإعلانه تعالى عن ذاته للبشر؟

 

النبوة
الرابعة

عن
الارتداد:
سبق
الكتاب فأنبأ بارتداد المسيحيين بالاسم عن المسيح إذ ينكرون لاهوته وقيمة موته
الكفاري ومن ثم لا تكون لهم القوة الروحية الإلهية للتقوى لأن سر التقوى العظيم في
ذاته وفي فعله في النفوس هو
الله ظهر في
الجسد، تبرر في الروح، ..”
(تيموثاوس الأولى 16: 3) ولذلك أنبأ الكتاب أنه
ستأتي أزمنة صعبة وقد أتت
وها نحن فيها
لأن الناس يقصد
المسيحيين بالاسم الذين لا فرق بينهم وبين غيرهم من الناس إلا أنهم يكونون..
لهم
صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوتها
(تيموثاوس الثانية 1:
3-5)
وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم،
يجلبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً. وسيتبع كثيرون تهلكاتهم
(بطرس
الثانية 1: 2و2)
من هنا نعلم
أنها الساعة الأخيرة.. هذا هو ضد المسيح، الذي ينكر الآب والابن. كل من ينكر الابن
ليس له الآب أيضاً، ومن يعترف بالابن فله الآب أيضا
(يوحنا
الأولى 18: 2و22و23). وضمن هؤلاء المنبأ عنهم بهذه الأقوال من نحو 1900 سنة أولئك
المدعون بأنهم شهود يهوه، الذين نراهم الآن أمراً واقعاً أمام عيوننا. فالكتاب
الذي أنبأنا عنهم وعن أمثالهم قبل ظهورهم بآلاف السنين أليس هو ولا شك، كتاب الله؟
أليس هو وحيه وإعلانه تعالى عن ذاته للبشر؟

 

الدليل
الرابع

شهادة
المسيح لوحيه:
فهو
الكتاب الوحيد الذي شهد المسيح أنه كُتب بالروح القدس. ولذلك فمهما كانت الأدلة
على وحي الكتاب، فاعتمادنا الأكبر نحن المسيحيين من جهة وحيه إنما هو على شهادة
ربنا ومخلصنا يسوع المسيح لوحيه. فقد شهد لوحي التوراة التي أوحي بها بروحه قبل
مجيئه إلى العالم بالتجسد كما شهد لوحي إنجيله الذي أوحي به بروحه بعد صعوده إلى
السماء بالجسد، هذه الشهادة التي هي بمثابة استلامنا الكتاب كله من يده الإلهية
الكريمة. فقد قال، تبارك اسمه وتعالى، شهادة على أن كتبة التوراة موحي إليهم بروحه
أن داود مثلاًً، وهو أحدهم
دعاه بالروح
رباً
(متى 43: 22)، كما شهد أن رسله، وأنبياءه، كتبة
إنجيله، هم أيضاً موحي إليهم بروحه كما قال للذين كانوا معه منهم
إن
لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأمّا متى
جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما
يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمورٍ آتيةٍ
(يوحنا 12:
16و13). ولذلك يقول رسوله بولس
سر المسيح
الذي في أجيال أُخر لم يُعرَّف به بنو البشر، كما قد أُعلن الآن لرسله القديسين
وأنبيائه بالروح
(أفسس 4: 3و5) فأعلنه
الله لنا نحن بروحه. لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله. لأن مَن مِن الناس
يعرف الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه؟ هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد إلا
روح الله
(كورنثوس الأولى 10: 2و11).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى