بدع وهرطقات

الفصل السابع



الفصل السابع

الفصل
السابع

الكتب
الابوكريفية و لاهوت المسيح

 

كما
بينا في الفصل السابق، كيف أن نقاد المسيحية يزعمون، دون قراءة كتب الأبوكريفا،
أنها تتحدث عن المسيح، فقط كنبي عظيم وإنسان فان، فهل ما يزعمونه صحيحاً، أم أنه
مجرد كلام مبني على افتراض سابق، وفقا للهوى والعقيدة التي يؤمن بها كل منهم؟

وفيما
يلي نقدم فقرات من هذه الكتب الأبوكريفية نؤكد من خلالها ما سبق أن أكدناه في
الفصل السابق، أن كتاب هذه الكتب الأبوكريفية الغنوسية، كانوا يؤمنون بلاهوت
المسيح بصورة مطلقة لا جدال فيها، وأن كان بصورة أسطورية تختلف عن مسيح المسيحية
الحقيقي. فهذه الكتب كتبها زعماء وأفراد هذه الهرطقة وأعطوها أسماء رسل المسيح،
وأسماء مستخدميها كإنجيل المصريين، وأسماء زعماء الغنوسية، كإنجيل مركيون. وبرغم
أن هذه الكتب تحمل شهادة قوية للاهوت المسيح وصلبه وقيامته ألا أنها تمتلئ
بالأفكار الهرطوقية الخيالية والأسطورية. فهي مزيج بين الفكر المسيحي واليهودي
والوثني.

(1)
إنجيل المصريين اليوناني: ويرجع إلى القرن الثاني(1)، وكان أول من أشار إليه هو
القديس أكليمندس الإسكندري(2)من القرن الثاني. وجاء فيه: ” لأنه (يسوع) يقول:
ليس كل من يقول لي، يا رب يا رب يخلص، بل الذي يفعل البر “(3). وقال القديس
أبيفانيوس عن أصحاب هرطقة سابيليوس(4)أن ” كل خطأهم وقوته هو أنهم يأخذون
(يستخرجون) عقائدهم من بعض الأبوكريفا، خاصة المسمي إنجيل المصريين، كما يسميه
البعض، لأنه مكتوب فيه مثل هذه الأشياء الناقصة كأنها جاءت سرا من المخلص، كالتي
كشفها للتلاميذ أن الأب والابن والروح القدس واحد ونفس الشخص والأقنوم(5).

(2)
إنجيل المصريين القبطي: ويختلف عن اليوناني وقد اكتشف في نجع حمادي سنة 1945م.
ويقول عن المسيح ” القوة التي لا تقهر الذي هو المسيح العظيم “. ويختم
بالقول: ” يسوع المسيح ابن الله “(6).

(3)
إنجيل بطرس: ويرجع إلى القرن الثاني وقد وجدت نسخته في أخميم في شتاء 1886-1887م،
وهو الآن في متحف القاهرة. وفيه يوصف المسيح بالرب وابن الله ” فلنسوق الآن
ابن الله فقد أعطينا سلطاناً عليه… فلنكرم ابن الله بمثل هذه الكرامة “.


وفى الليلة التي بزغ فيها يوم الرب، بينما كان الحراس يحرسون حراساتهم، اثنين في
كل ساعة، رن صوت عال في السماء ورأوا السموات مفتوحة ونزل منها رجلان في بهاء عظيم
ونزلا مباشرة إلى القبر. وبدء الحجر الموضوع أمام القبر يتدحرج عن ذاته إلى جانب
القبر، وفتح القبر، ودخل الشابان. وعندما رأى الجنود ذلك أيقظوا قائد المائة
والشيوخ لأنهم كانوا أيضا هناك للمساعدة في الحراسة. وبينما كانوا يسترجعون ما حدث
رأوا ثانية ثلاثة رجال خارجين من القبر … والصليب يتبعهم … وسمعوا صوتا خارجا
من السماء يصيح: أنت بشرت الراقدين “(7).

(4)
إنجيل الحقيقة: ويرجع للقرن الثاني، وقد اكتشف في نجع حمادي سنة 1945، جاء فيه عن
لاهوت المسيح: ” إنجيل الحقيقة بهجة لأولئك الذين قبلوا من أبي الحقيقة هبة،
معرفته خلال قوة الكلمة (المسيح) الذي جاء من البليروما (ملء اللاهوت – (أنظر كو2:
9)، الواحد الذي في فكر الآب وعقله، الذي هو الواحد المخاطب بالمخلص الذي هو اسم
العمل قام به الفداء أولئك الذين كانوا يجهلون الآب “(8).

(5)
حكمة يسوع المسيح: وترجع أقدم مخطوطاته إلى القرن الثالث أو بداية الرابع(9)ويبدأ
هكذا: ” بعد أن قام (يسوع) من الأموات تبعه تلاميذه الاثنا عشر وسبعة نساء
اللواتي تبعنه كتلميذات، عندما جاءوا إلى الجليل … وهناك ظهر لهم المخلص، ليس في
شكله الأصلي ولكن في الروح غير المرئي، كان ظهور ملاك عظيم من نور. أما شكله فلا
أستطيع وصفه … وقال سلام لكم، سلامي أنا أعطيكم “(10).

(6)
حوار المخلص: وجدت هذه الوثيقة في اللغة القبطية الصعيدية فقط في مكتبة نجع حمادي
1945. وجاء فيها سؤال التلاميذ للمسيح، هكذا: ” يا رب قبل أن تظهر هنا (علي
الأرض) من كان هناك (في السماء) ليعطيك المجد؟ لأنه فيك (خلالك) كل الأمجاد، ومن
كان هناك ليباركك حيث منك تأتي كل البركة؟ “(11).

وجاء
فيه هذه الطلبه: ” استمع إلينا أيها الآب البار كما استمعت لابنك الوحيد
وأخذته إليك “(12).

(7)
إنجيل فيليب: ويرجع إلى القرن الثاني وقد وجدت له مخطوطة ترجع إلى القرن الثالث
ضمن مجموعة نجع حمادي مترجمة إلى القبطية الصعيدية. وجاء فيه قول منسوب للرب يسوع
المسيح علي الصليب: ” الهي الهي لماذا يا رب تركتني؟ قال هذه الكلمات علي
الصليب، لأنه انقسم هناك … قام الرب من الموت “(13).

(8)
إنجيل توما (مجموعة أقوال منسوبة للرب يسوع المسيح)(14): ويرجع إلى القرن الثاني
وقد ذكره كل من القديس هيبوليتوس (230م) والعلامة أوريجانوس (233م)، وقد اكتشفت نصوصه
كاملة ضمن مجموعة نجع حمادي.


جاء في القول: 28 (
Logia 28) ” أنا وقفت في وسط العالم وظهرت لهم في الجسد ووجدتهم
كلهم سكارى ولم أجد بينهم أحد عطشان. وكانت نفسي حزينة علي بني البشر لأنهم عميان
في قلوبهم لا يبصرن “(15).


وجاء القول: 77 ” قال يسوع أنا هو النور. أنا هو الكل. الكل جاء مني والكل
يعود إلى. أشطر (قطعة) الخشب: أنا هناك. ارفع الحجر وستجدني هناك “(16).

(9)
أبوكريفا يوحنا: ويرجع إلى القرن الثاني(17)، وهو عبارة عن مجموعة أقوال جاء فيه
أن أحد الفريسيين شكك يوحنا بن زبدي في حقيقة الرب يسوع المسيح، فمضي يوحنا حزينا
إلى مكان منعزل في الجبل تدور في ذهنه أسئلة عديدة فرأي المسيح نازلا من السماء
” وبدت الخليفة كلها في نور، ليس أرضيا، وبدأ العالم يضطرب كله ” وقال
له: يوحنا لماذا أنت في شك؟ ” أنا هو الذي معك دائما. أنا هو الآب، أنا هو
الأم، أنا هو الابن، أنا هو الموجود الأبدي، غير الدنس “(18).

(10)
أبوكريفا يعقوب: وجد هذا العمل الأبوكريفي في نجع حمادي 1945 وقد جاء به: ”
سأحضر إلى المكان الذي منه جئت … استمعوا إلى التسابيح التي تنتظرني في السموات
لأني اليوم سآخذ مكاني علي يمين الآب … مباركين أولئك الذين ينادون بالابن قبل
نزوله “(19).

(11)
الإنجيل بحسب مريم المجدلية: ويرجع إلى القرن الثالث وتوجد له ترجمة إلى القبطية
ترجع للقرن الخامس، ويوجد ضمن مجموعة جون رايلانذ بمنشتسر. وقد جاء فيه: ”
ولما قال الواحد المبارك (يسوع) هذا حياهم كلهم قائلا: سلام لكم، أقبلوا سلامي.
اعلموا إذا أنه لن يضلكم أحد بالقول ” انظروا هنا ” أو ” انظروا
هناك ” لأن ابن الإنسان داخلكم. اتبعوه. الذين يبحثون عنه سيجدونه
“(20).

أنظر
ترجمته الكاملة في الفصل الخاص بمريم المجدلية.

(12)
حديث بعد القيامة (أو رسولة للرسل):
Epistula
Apostolorum
ويرجع هذا العمل إلى
القرن الثاني(21)(وقت المعركة بين المسيحية والغنوسية). جاء فيه ما يسمي بتعليم
التلاميذ الاثني عشر فيما يختص بربنا يسوع المسيح: ” نحن نعرف هذا، أن ربنا
ومخلصنا يسوع المسيح اله. ابن الله الذي أرسل من الله، حاكم العالم كله … رب
الأرباب وملك الملوك وحاكم الحكام. السماوي الذي هو فوق الشاروبيم والسرافيم ويجلس
عن يمين عرش الأب “(22).

(13)
كتاب إيمان الحكمة:
The Pistis Sophiaويرجع للقرن
الثالث(23). يبدأ الكتاب الأول منه بالحديث عن قيامة السيد المسيح من الموت ”
بعد أن قام يسوع من الموت “. ويتحدث في الثاني عن صعود السيد المسيح إلى
السموات ويروي أفراح السماء بصعوده إليها واضطراب كل قوات السماء. ثم يتحدث عن
ظهوره لتلاميذه ” ثم انفتحت السموات … ورأوا يسوع وقد نزل وبهاؤه (أشرافه)
ساطع جدا وكان نوره لا يقاس … ولم يستطع البشر في العالم أن يصفوا النور الذي
كان عليه “، ثم يروي خوف التلاميذ واضطرابهم لرهبة هذا المنظر ” ولما
رأي يسوع، الرحيم والحنان أن التلاميذ في غاية الاضطراب.قال لهم: تهللوا أنا هو لا
تخافوا … ثم سحب بهاء نوره، عندئذ تشجع التلاميذ ووقفوا أمام يسوع وخروا معا
وسجدوا له بفرح وابتهاج عظيم “(24).

(14)
اللوجوس العظيم:
The Tow Books of Jeu: أو كتاب ” اللوجوس العظيم بحسب السر ” ويرجع للنصف
الأول من القرن الثالث(25). وقد جاء فيه هذا الحديث: أجاب الرسل بصوت واحد …
قائلين: يا رب يسوع أنت الحي الذي أنتشر خلاصه علي الذين وجدوا حكمته وهيئته التي
يضيء بها – أيها النور الذي في النور الذي يضيء قلوبنا حتى نأخذ نور الحياة – أيها
الكلمة (اللوجوس) الحقيقي الذي بالمعرفة تعلمنا … أجاب يسوع الحي وقال مبارك
الرجل الذي يعرف هذا “(26).

(16)
إنجيل برثلماوس: ويسمي في النص القبطي ” كتاب قيامته يسوع المسيح بحسب برثلماوس
الرسول “. جاء فيه هذه الصلاة ” وسقط برثلماوس علي وجهه ونثر تراب علي
رأسه ثم بدأ ” أيها الرب يسوع المسيح، الاسم المجيد والعظيم. كل طبقات
الملائكة تسبحك. وأنا أيضا، الغير مستحق بشفتي، أسبحك يا رب. استمع إلى أنا خادمك
استمع إلى أيها الرب يسوع المسيح، وارحم الخطاة “(27).

(17)
إنجيل ماني ” الإنجيل المتوافق “: استخدم ماني الهرطوقي ”
المبتدع(28) الأناجيل الأربعة الصحيحة إلى جانب دياتسرون تاتيان(29) والأناجيل
الأبوكريفية مثل إنجيل فيليب وكتاب طفولة الرب وجمعها في مجلد واحد، متوافق، شبيه
بدياتسرون تاتيان، وهذه فقرة منه عن محاكمة السيد المسيح: ” بالحقيقة هو ابن
الله. وأجاب بيلاطس هكذا، أنا بريء من دم ابن الله … “(30).

(18)
إنجيل ماني ” الإنجيل الحي “: والي جانب الإنجيل المتوافق، كتب ماني
كتابا أسماه ” الإنجيل الحي ” وأيضا ” أنجيل الحي ” و
“الإنجيل العظيم “(31) وأدعي أنه نزل عليه من السماء، وقد جاء فيه
” مسبح هو وسيكون مسبح ابن الحب العزيز ” يسوع معطي الحياة … أنا
ماني، رسول يسوع الصديق (
Friend) في حب الآب”(32).

(19)
مزامير المانيين: كان لأتباع ماني (المانيين) كتاب مزامير وتسابيح وترانيم جاء
فيه: ” يسوع هو الذي يعطي التوبة للذي يتوب. فهو يقف في وسطنا. هو الذي يومض
لنا سرا قائلا: توبوا لكي اغفر لكم خطاياكم “. ” انه (يسوع) ليس بعيدا
عنا يا أخوتي كما قال في كرازته: أنا أقرب منكم مثل ملبس جسدكم “(33).

(20)
كيريجماتا بطرس:
The Kerygmata Petrou، ويرجع حسب رأي غالبية العلماء إلى نهاية القرن الثاني (200م) أو
بداية القرن الثالث(34). وقد جاء فيه هذا القول المنسوب للقديس بطرس: ” أنى متيقن
أن العيون المادية لا يمكن أن تري الكيان الروحي للآب والابن لأنه مغلف بنور لا
يدني منه (1تي16: 6) … والذي يراه يموت (خر21: 33) … ولا يوجد من يقدر أن يري
القوة الروحية للابن لما سأل الرب – ماذا يدعوه الناس – مع أنى سمعت الآخرين يعطوه
اسما آخر – فقد ثار قلبي في الأقوال، ولا أعرف كيف قلت ذلك: أنت هو ابن الله الحي
” (مت16: 16و17)(35).

(21)
الرسالة إلى لاوديكيا المنحولة: وترجع إلى القرن الثاني(36)وهي عبارة عن مجموعة من
الفقرات المأخوذة من رسائل بولس، وخاصة الرسالتين إلى فيلبي والي غلاطية. وتبدأ
هكذا: ” بولس الرسول لا من الناس ولا بإنسان بل بيسوع المسيح إلى الإخوة
الذين في لاوديكيا … اشكر المسيح في كل صلاتي لأنكم ثابتون فيه ومحفوظون في عمله
“. ويختم بالقول ” نعمة الرب يسوع تكون مع روحكم “(37).

(22)
رسالة تيطس المنحولة: وتنسب لتيطس تلميذ بولس الرسول وقد اكتشفت لها مخطوطة
لاتينية ترجع للقرن الثامن، وهي مترجمة عن اليونانية، ومتأثرة بالكتب الأبوكريفية
الأخرى، ومليئة بالاقتباسات المباشرة من العهد الجديد والعهد القديم. تبدأ بالقول:
” يقول الرب في الإنجيل … “. وتختم بالنص التالي المأخوذ عن انجيل متي
وسفر الرؤيا: ” يقول المسيح الرب … سأعطيهم نجم الصبح الأبدي (رؤ28: 2) …
وأيضا سيهب الغالبين أن يلبسوا ملابس باهية ولن يحذف اسمهم من سفر الحياة. فهو
يقول سأعترف بهم أمام أبي وملائكته , في السماء (مت22: 20). لذلك مباركين أولئك
الذين يثابرون إلى المنتهي، كما يقول الرب: من يغلب فسأعطيه أن يجلس علي يميني في
عرشي، كما غلبت أنا وجلست عن يمين أبي في عرشه كل الدهور (رؤ21: 3) من الأبد والي
الأبد “(38).

(23)
أعمال يوحنا: شهد لها أكليمندس الإسكندري في القرن الثاني وتوجد لها مخطوطات عديدة
بلغات متعددة أخرها برديات البهنسا، يصف الكاتب تجلي الرب يسوع المسيح علي الجبل
هكذا: ” أخذني أنا ويعقوب وبطرس إلى الجبل حيث اعتاد أن يصلي ورأينا ”
عليه ” نوراً لا يستطيع إنسان أن يصفه بكلام عادي ماذا كان يشبه … ثم رأيت
رجليه وكانت أبيض من الثلج حتى أنها أضاءت الأرض

هناك،
وامتدت رأسه إلى السماء، ولذا كنت خائفا وصرخت “(39).

ويؤكد
أن جسده كان مجرد خيال، فيقول: ” أيها الإخوة, سوف أروى لكم مجداً آخر. كنت
أحياناً حين أريد الإمساك به ألقى جسداً مادياً وصلباً؛ إنما عندما كنت المسه في
أحيان أخرى, كانت الماهية غير المادية, غير جسدية وكأنها غير موجودة كلياً “.


وحين كان يدعوه احد الفريسيين ويلبى دعوته. كنا نذهب معه وكان كل احد من بيننا
يتسلم رغيفاً يوزعه المضيفون وهو أيضاً كان يتسلم واحداً منها. وكان يبارك رغيفه
ويقسمه في ما بيننا: بهذه القطعة الصغيرة, كان يشبع كل منا, وتلبث أرغفتنا كاملة,
بحيث كان يصيب الذهول من دعوه.

وغالباً
ما أردت, وأنا أسير معه, أن أرى ما إذا كان اثر خطوته مرئياً على الأرض. فقد رأيت
بالفعل انه كان يرتفع فوق التراب ” والحال هذه لم أره أبداً.”(40).

(24)
أعمال بطرس: وترجع إلى ما قبل سنة 190م، اقتبس منها أكليمندس الإسكندري وأوريجانوس
ويوسابيوس القيصري. جاء فيها هذا القول منسوبا للقديس بطرس: ” أيها الواحد
الوحيد القدوس، أنت ظهرت لنا، أنت الإله يسوع المسيح، باسمك اعتمد هذا الرجل وتعلم
بالعلامة (علامة الصليب) المقدسة “(41).

وهذا
الاعتراف قبل المعمودية ” أؤمن بك يا ربي يسوع المسيح … أؤمن باسمك القدوس
لذا آخذ ماء في يدي وباسمك أنثر هذه الأحجار (الأوثان) “(43).

وقول
أريستون لبطرس: ” أخي وسيدي وشريك الأسرار المقدسة ومعلم طريق الحق الذي في
يسوع المسيح إلهنا “(44).

(25)
أعمال بولس: وترجع إلى القرن الثاني وقد أشار إليها العلامة ترتليان (198- 200م).
جاء فيها هذا القول منسوبا للقديس بولس ” إلهي يسوع المسيح الذي خلصني من
شرور كثيرة (2تي11: 3) يهبني ذلك أمام أعين اريتميلا وايوبولا “(45).
لانخاريس ” أؤمن يا أخوتي انه لا يوجد اله آخر سوي يسوع المسيح ابن المبارك
“(46). ولتريفاينا ” إلهي وإله هذا البيت، حيث أضاء النور علي، المسيح
يسوع ابن الله معيني في السجن ومعيني أمام الحكام، ومعيني في النار، ومعيني وسط
الوحوش، أنت الإله ولك المجد إلى الأبد “(47).

(26)
أعمال توما: يقول تقليد أنها من أصل مانوي وقد أشار القديس أبيفانيوس (ق4)
لاستخدام الشيع الغنوسية لها، كما أشار أغسطينوس إلى استخدامها بين المانيين(48).
جاء فيها هذه الفقرة التبشيرية: ” آمنوا يا أبنائي بهذا الإله الذي أنادي به،
آمنوا بيسوع المسيح الذي أبشر به، آمنوا بمعطي الحياة ومعين خدامه، آمنوا بمخلص
المتعبين في خدمته “(49).

(27)
أعمال بطرس وبولس: وترجع أقدم مخطوطات هذا العمل إلى القرن التاسع وأن كان الكتاب
نفسه يرجع لتاريخ أقدم من ذلك فقد أشار أوريجانوس (185 –245 م) إلى إحدى قصصه،
السيدة كوفاديس
Domine quovadis(50). وقد جاء في نهايته انه لما أمر نيرون بقطع رأس بولس وصلب بطرس
” ولما جاء بطرس إلى الصليب قال: لأن ربي يسوع المسيح الذي نزل من السماء إلى
الأرض رفع علي الصليب ورأسه لأعلي، وتلطف ودعاني إلى السماء أنا الذي من الأرض،
لذا يثبت صليبي ورأسي لأسفل لأوجه قدمي للسماء، لأني لست أهلا أن أصلب مثل ربي،
فقلبوا الصليب وسمروا رجليه لأعلي “(51).

(28)
أعمال بولس وتكلا: أشار إلى هذا العمل ترتليان (145 –220م) وقال إن كاتبه هو قس
آسيوي كتبه تمجيدا للقديس بولس. جاء فيه إلى جانب اعتراف تريفاينا، السابق ذكره في
أعمال بولس هذه الصلاة المنسوبة لبولس وتكلا ” أيها المسيح المخلص لا تدع
النار تلمس تكلا، بل قف إلى جانبها فهي لك. ووقفت هي إلى جواره وصاحت: أيها الآب
يا من صنعت السماء والأرض، أبو ابنك القدوس، أباركك لأنك أنقذتني “(52).

(29)
أعمال فيليب: ذُكر هذا العمل في قانون البابا جلاسيوس ضمن الكتب الأبوكريفية،
وترجع التقاليد عنه إلى تاريخ مبكر(53). جاء فيه أن فيليب ” صلى قائلا: يا
ربى يسوع المسيح، أبو الدهور وملك النور، الذي جعلتنا بحكمتك حكماء … لم تتركنا
في أي وقت أبدا … أنت ابن الله الحي … الذي توج هؤلاء الذين غلبوا العدو …
تعال الآن يا يسوع وأعطيني تاج النصرة الأبدي “(54).

(30)
أعمال أندراوس: أشار إليها أبيفانيوس (403م) وترجع إلى ما قبل ذلك، جاء فيها قول
أندراوس لغريمه ” أن أمنت بالمسيح ابن الله الذي صلب سأشرح لك كيف أن الحمل
الذي ذبح سيحيا بعد أن صلب “(55).

(31)
أعمال أندراوس ومتياس: وترجع إلى عصر مبكر جدا من نفس المواد الحقيقية التي كتبت
في العصر الرسولي(56). جاء فيه هذا القول لأندراوس عن الرب يسوع المسيح: ”
الحق يا أخي لقد بين لنا (يسوع) انه إله، لا تظن انه إنسان لأنه صنع السماء والأرض
والبحر وكل ما فيها “(57).

(32)
رؤيا بطرس: وترجع إلى ما قبل 180م. جاء فيها إعلان المجيء الثاني هكذا: ”
أجاب ربنا (يسوع) وقال: … لأن مجيء ابن الله لن يكون مبينا ولكن مثل البرق الذي
يظهر من الشرق إلى الغرب، هكذا سيأتي على سحاب السماء مع جمهور عظيم في مجدي،
وصليبي ذاهبا أمام وجهي. سآتي في مجدي مع كل قديسي وملائكتي، عندما يضع أبى إكليلا
على رأسي لأدين الأحياء والأموات وأجازى كل واحد بحسب أعماله “(58).

(33)
رؤيا بولس: ذكرت في قانون البابا جلاسيوس (496م) وأشار إليها القديس أغسطينوس
(430م). جاء فيها ” ثم رأيت ابن الله نازلا من السماء وإكليلا على رأسه
وعندما رآه الذين وضعوا في العذاب، صرخوا جميعهم معا: ارحمنا يا ابن الله العلي،
فأنت الذي منحت الراحة للكل في السماء وعلى الأرض. ارحمنا نحن أيضا، فقد حصلنا على
راحة منذ رأيناك. وجاء صوت الله في كل مكان في العذابات قائلا: ما الذي فعلتموه
لتسألوني عن الراحة؟ لقد سال دمى لأجلكم ولم تتوبوا. لبست تاجا من الشوك على رأسي
لأجلكم. لأجلكم لطمت على خدي، ومع ذلك لم تتوبوا. علقت على الصليب وطلبت الماء
فأعطوني خلا ممزوجا بمر، فتحوا جنبي الأيمن بحربة. لأجل أسمى قتلوا خدامي،
الأنبياء والأبرار، أعطيتكم الفرصة في كل هذا للتوبة ولم تريدوا “(59).

والخلاصة:
هي أن هذه الكتب، جميعها، تؤكد على لاهوت المسيح وحقيقة كونه ابن الله، والإله
الذي نزل من السماء وأن كان أغلبها بصورة دوسيتية تؤكد على أنه ظهر في هيئة وشكل
الجسد ولكنه لم يتخذ الجسد، بل كان جسده خيالاً. ومثل العهد الجديد، فجميعها تقول
أن المسيح كإله وابن الله ووحيد الآب أو أنه قوة علوية والحاكم علي كل مخلوقات الله.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى